برزت في الفترة القليلة الماضية مؤشرات اضافية على انتقال البحث في الملف الرئاسي الى خطوات جديدة، وسط تأكيد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي " ان زيارته الى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تندرج في اطار التشاور مع صاحب الغبطة، وليس دور رئيس الحكومة ان يملي على غبطته او السادة النواب ما يجب القيام به"، وفق ما جاء في بيان المكتب الاعلامي لرئيس الحكومة ردا على ما تردد عن حمله اقتراحين الى بكركي.


اضاف البيان"كما ان تصريح دولة الرئيس بعد الزيارة كان واضحا في التأكيد انه أطلع غبطتَه على ما تمّ التوافقُ عليه في لقاءِ عين التينة مع دولةِ الرئيس نبيه بري ومعالي وليد بيك جنبلاط على إلحاحيةِ القيام بما يمليهِ علينا جميعًا واجبنُا الوطني وما يحتّمُه الظرفُ الخطيرْ والدقيقْ الذي نمرُّ فيه جميعنا من دون استثناء".
وفي سياق متصل، علم " لبنان24" ان الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين لم يتصل برئيس الحكومة نجيب ميقاتي ولا صحة للأنباء التي نشرها موقع "آكسويس" عن انه ابلغ ميقاتي ان مقترح الحل الديبلوماسي لم يعد مطروحا وان الاولوية حاليا لانتخاب الرئيس ".

وكتبت" النهار":على أولوية رصد التطورات الميدانية المتصاعدة والملتهبة، برز للمرة الأولى تطور لافت استوقف المراقبين، وتمثل بما يُعتبر المؤشر العلني الأول لتعامل الولايات المتحدة مع الملف الرئاسي اللبناني من زاوية التطورات الحربية الجارية راهناً. إذ إن موقع أكسيوس الأميركي نقل عن مسؤولين أميركيين قولهم إن البيت الأبيض يريد استغلال ضعف "حزب الله" لانتخاب رئيس لبناني جديد، لافتين إلى أن إدارة الرئيس جو بايدن تعتقد أن هناك فرصة لتقليص نفوذ "حزب الله" وانتخاب رئيس. وأشار الموقع إلى أن قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون يحظى بدعم الولايات المتحدة وفرنسا كمرشح للرئاسة.
 
وفي موازاة ذلك، تفيد مراسلة "النهار" في باريس رندة تقي الدين نقلاً عن مصادر فرنسية متابعة للوضع في لبنان، بأن إسرائيل تسعى إلى إقفال الحدود اللبنانية السورية في ظل الدعم الأميركي الذي يرى أن ما تقوم به إسرائيل حالياً هو "بمثابة لبنان جديد دون "حزب الله"، وإسرائيل مقتنعة بأنها تقوم بعمل سيؤدي إلى شرق أوسط جديد ولبنان جديد". ويتصاعد قلق فرنسا على لبنان والنازحين والأوضاع الإنسانية، وترى باريس أنه حان الوقت لانتخاب رئيس بسرعة في لبنان. وقد أثنت باريس على جهود وليد جنبلاط مع الرئيسين نجيب ميقاتي ونبيه بري لمحاولة توحيد المواقف الداخلية من أجل انتخاب رئيس توافقي. وتتكثف الاتصالات على أعلى المستويات بين الرئاسة الفرنسية ووزير الخارجية الفرنسي مع رئيسي المجلس والحكومة ووليد جنبلاط. ويجهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وقد وافقت الولايات المتحدة وبعض الدول العربية على المشاركة فيه، ويسعى ماكرون إلى أن يكون المؤتمر على مستوى عال.
 

وكتبت" الاخبار": تتصرف قوى لبنانية قريبة من فلك الأميركيين على أساس أن «هذا التغيير حاصل حتماً»، انطلاقاً من «اقتناعها بأن حزب الله يواجه أزمة كبيرة، وأن الأميركيين قالوا لهم إن الحزب خسر أكثر من 70 في المئة من موارده القيادية والعسكرية والمادية، ولن تحتاج إسرائيل الى وقت طويل حتى تجهز على مجموعاته العسكرية في الجنوب». ولفت في هذا السياق، الحديث عن اتصال هاتفي جرى بين النائبة ستريدا جعجع والنائب السابق وليد جنبلاط، دعته الى السير في تسوية «تحفظ ما تبقى من الحزب»، فيما رد جنبلاط عليها بأن من يفكر بهذه العقلية «يعتقد أننا أمام تكرار لتجربة عام 1982، وهو أمر يخالف الوقائع». ونصح جنبلاط جعجع بالتركيز على سبل وقف الحرب قبل أيّ شيء آخر، محذّراً من «مغامرة التفكير في عزل أيّ فريق آخر، والتقليل من حجم حزب الله وقوته».
وفي هذا السياق، نقل موقع «إكسيوس» عن مسؤولين أميركيين أن «البيت الأبيض يُريد استغلال ضعف حزب الله لانتخاب رئيس جديد، وأن إدارة جو بايدن تعتقد أن بالإمكان فعل ذلك».
وفي وقت لاحق، قال هوكشتين، عبر موقع «أكس»، إن «هناك الكثير من التقارير الخاطئة وغير المسؤولة (التي انتشرت) خلال الأيام القليلة الماضية»، نافياً أن تكون الولايات المتحدة قد أعطت «الضوء الأخضر للعمليات العسكرية في لبنان». واعتبر هوكشتين أن «في النهاية، لن يسمح للسكان بالعودة إلى ديارهم غير الحل الدبلوماسي».
وقد لاقت قوى محلية التسريبات الأميركية حيال التسوية الرئاسية، ولا سيما «القوات اللبنانية» التي بدأت العمل على «عرقلة وتعطيل المحاولات التي أطلقها اجتماع عين التينة بمشاركة بري وميقاتي وجنبلاط»، مدّعية أن «الفريق الآخر هو من يتحمل مسؤولية التعطيل بوضعه الشروط». وقالت القوات في بيان لها «ما إن أبدت القوات والمعارضة كل إيجابية، كالعادة، حتى راح الفريق الآخر يتراجع شيئاً فشيئاً، بدءاً بربط الانتخابات الرئاسية بوقف إطلاق النار، مروراً بشرط تأمين توافق 86 نائباً، وهذا أمر مستحيل، وصولاً الى اعتبار النائب السابق سليمان فرنجية توافقياً». وعلّقت مصادر بارزة على هذا الكلام بأن «القوات والمعارضة حالياً تريدان تفخيخ أيّ مبادرة داخلية لأنهما تراهنان على نجاح إسرائيل في القضاء على الحزب وتعتقدان بأنّ أيّ مبادرة داخلية ستكون بمثابة خطوة تريح الحزب في الداخل وهذا ما لا تريده القوات ».
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن الحركة السياسية المحلية من أجل التوصل إلى اتفاق كبير بعناوين أساسية ابرزها العمل على وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار ١٧٠١ ووضع أسس في ملف النازحين من المناطق والبلدات جراء العدوان الإسرائيلي ضد لبنان، كما العمل على انتخاب رئيس توافقي، مسيرة إلى أن هذه الحركة متواصلة من أجل التقدم نحو مبادرة وطنية تحظى بالأجماع. 
وقالت هذه المصادر أن الاسراع في التوصل إلى مبادرة يجمع عليها الأفرقاء يتيح العمل على الخطوات المطلوبة للأنقاذ مؤكدة أن العمل متواصل من أجل التفاهم والخروج به إلى الداخل والخارج على حد سواء على أن الأولوية هي وقف إطلاق النار بأسرع وقت ممكن .  

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الولایات المتحدة رئیس الحکومة العمل على حزب الله إلى أن من أجل

إقرأ أيضاً:

رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!

  

أكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أنّ الاتجاه الذي تسلكه البلاد هو الاتجاه الصحيح، رغم وجود بعض التباطؤ من جهة، وبعض الأخذ والرد غير المجدي من جهة أخرى، مشدداً على أنّ الطريق التي نسير فيه حالياً هو الطريق السليم. وأوضح أنّ “المشكلة هي أن هناك فريقاً أو حزباً في لبنان وليس طائفة أبداً، أتحدث عن حزب معين هو “حزب الله” بكل صراحة وبكل وضوح، انتبهوا، من دون أي تنافس سياسي مثلاً، نحن وحزب الله لا يوجد تنافس سياسي ولا في أي مكان بالمعنى الدقيق للكلمة، إذا هناك حزب وحيد اسمه “حزب الله”، يتّبع منطقاً مغايراً تماماً، ويتحدّث بلغة لا يفهمها الآخرون، كما أنّه بدوره لا يفهم لغة معظم اللبنانيين. وقال: ” هذه ليست وجهة نظر “القوات” فقط، بل إنّ 75% من اللبنانيين لا يريدون هذا الواقع المفروض، لكن الحزب متمسّك به ومصرّ عليه”.

 

كلام جعجع جاء خلال العشاء السنوي لإذاعة “لبنان الحر”، الذي أقيم في المقر العام للحزب في معراب.

 

وأشار جعجع إلى أنّ حزب الله، بعد أن أخّر لبنان مئة عام إلى الوراء، يعيد إلى الذاكرة التصريح الإسرائيلي القديم الذي قال فيه مسؤولون إسرائيليون إنّهم يريدون إعادة لبنان ثلاثين أو خمسين سنة إلى الوراء في حال تعرّضوا لأيّ أذى من الأراضي اللبنانية، وقال جعجع إنّه لو كان باستطاعته التصريح آنذاك لقال للإسرائيليين: لا تتعبوا أنفسكم، فلدينا حزب الله وقد أعادنا مئة سنة إلى الوراء. وأضاف: “حزب الله، بوجوده وطريقة تصرّفه، أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة، إن لم يكن أكثر”.

 

ولفت إلى أنّه منذ ثلاثين سنة لا توجد حياة سياسية فعلية في لبنان، فالدولة تتصرّف كأنّها بلدية، لا تتخذ أي قرار استراتيجي، لا أمني ولا عسكري ولا اقتصادي، ومنذ العام 1990 إلى العام 2005 الجميع يعلم كم من الخيرات حتى على المستوى الاقتصادي ذهبت من لبنان إلى سوريا، ومن كان يشارك في هذا الخلل، ومن غطاه، ومن مهد له”.

 

وتطرّق جعجع إلى ما سميّ “حرب الإسناد”، مؤكداً أنّه حصل ما كنا نقوله دائماً من أن هذه الحرب لن تفيد غزة، وستُلحق أضراراً كبيرة بلبنان. وقال: ” بعد كل ما وصلنا إليه، انتهت هذه الشعارات كلها. رئيس الجمهورية في خطابه الأخير قال “طارت الأوهام مع عدد الضحايا الذين سقطوا في الحرب الأخيرة”. لماذا هذه الحرب؟ منذ اللحظة الأولى نقول لهم هذه الحرب لن تفيد غزة وستضر بلبنان كثيراً. ومن جهة ثانية، أنتم ليس لديكم الحق في شن الحرب، الوحيد الذي لديه الحق هي الحكومة اللبنانية التي لها ان تأخذ قراراً في الحرب أو في السلم، أنتم ليس لديكم الحق، ولكنهم ضربوا بعرض الحائط كل هذا من دون اعتبار لأحد، ويتحدثون كأنهم كل لبنان. لا، أنتم جزء عزيز وكريم من لبنان ولكن لستم كل لبنان. ثلاثة أرباع اللبنانيين لا يريدون هذا. وأنا أخبركم بالفعل وبالصراحة لا يريدون هذا”.

 

وأضاف أنّ حزب الله مصرّ على هذا المسار، وفي كلّ ساعة يطلّ علينا بشيء جديد، لاسيمل متى اشتدّت عليه الضغوط، وبرزت حقيقة تراجع تأثيره على المستوى الديمقراطي، “ويلجأ إلى وسائل إعلامه وآخرها كان “أن جنبلاط وجعجع نسيوا الخامس من أيار”، لا يا شباب، لم ننس الخامس من أيار ولا لحظة أبداً، ونحن موجودون كلّ ساعة وكلّ وقت. ولكن لأننا لا نريد أن يحدث ذلك، لا نريد ميليشيات مرة أخرى، لا نريد هذا المنطق مجدداً. ومن هنا سنكمل كما نحن حتى نصل إلى دولة فعلية في لبنان”. وتابع متحدثاً عن أسلوب التعاطي السياسي، مشيراً إلى أنّ التعامل يجب أن يكون وفق طبيعة الطرف المقابل، فإذا كان المقابل آدمياً، وجب التعامل معه بآدمية، وإذا كان ناعماً، فبنعومة، وإذا كان مهذّباً، فبتهذيب، ولكن إذا كان وقحاً، فيجب مواجهته بوضوح، وقول الحقيقة في وجهه. وأوضح أنّه في بعض الأحيان، لا بد من كسر أسلوب النعومة، ورفع الصوت لمواجهة من يزوّر الوقائع ويستخدم منطقاً مقلوباً، ولإبلاغه بصراحة: كفى، دعنا وشأننا، نريد أن نبني دولة ونصنع مستقبلاً لنا ولأولادنا”.

 

ورفض جعجع الذريعة القائلة بأنّ حزب الله لا يستطيع التخلي عن سلاحه طالما أنّ إسرائيل ما زالت موجودة في الجنوب، معتبراً أنّ هذه الحجة تضرب نفسها بنفسها، لأنّ إسرائيل إنّما جاءت إلى الجنوب بسبب السلاح والحروب التي خاضها الحزب. وأكّد أنّ بعض اللبنانيين يحاولون إقناع الناس بأوهام، كأن يروّجوا لفكرة أنّ إسرائيل كانت ستحتل لبنان لولا مواجهتهم لها، مشدداً على ضرورة التحدّث بصراحة بعيداً عن التهويل.

 

وتابع جعجع: “شتان ما بين الحديث عن أن اسرائيل كان ستحتل لبنان حتى لو لم يقم حزب الله بمهاجمتها، وبين ما تنقضه جميع الدراسات الصادرة عن مختلف مراكز الدراسات والبحوث الدوليّة. اما الكلام على ان إسرائيل تقوم بتهجير الفلسطينيين من غزة، فهذا الأمر يحصل فعلاً أمام أعيننا، ولكن عمليا اسرائيل لا تريد احتلال لبنان، ليس لأنها آدميّة وجيّدة، بل لأنّ ذلك ليس ضمن استراتيجيتها حالياً”. واستغرب أن يستند البعض إلى نصوص دينية، كالتلمود، للحديث عن نوايا إسرائيل، وسأل: من يطبّق التلمود أو الإنجيل أو القرآن كما هو؟ الدول تتعامل مع الواقع، وتحلّ مشكلاتها عبر مراكز الدراسات والحوار، ولا توجد أي جهة بحثية معتبرة تقول إنّ إسرائيل تريد احتلال لبنان”.

 

وتابع جعجع أنّ حزب الله يدّعي أنّ سلاحه هو الذي سيُخرج إسرائيل من الجنوب، في حين أنّ هذا السلاح هو من جلبها، وأضاف أنّ أيّ أمل بخروج إسرائيل من الجنوب يجب أن يتمّ عبر أدوات أخرى، لأنّ سلاح الحزب أثبت فشله الذريع. وأعرب عن أسفه لدمار عشرات القرى في الجنوب، قائلاً إنّها لا تزال مدمّرة منذ عام تقريباً، فيما يتهمون الدولة بالتقصير، بينما في الحقيقة لم تُتح لها الفرصة للعمل، إذ لم تُمنح القرار الاستراتيجي المطلوب.

 

واعتبر جعجع أنّ حزب الله يرتكب مغالطتين خطيرتين، الأولى دستورية، حيث لا يحقّ له التدخل في شؤون الدولة أو فرض شروط عليها. وشدّد على أنّ هناك مؤسسات دستورية منتخبة هي المخوّلة وحدها اتخاذ القرارات، وأنّ حزب الله ليس وصياً على لبنان، ولا يحقّ له فرض أجندته على الدولة.

 

أما المغالطة الثانية، فهي الاعتقاد بأنّ السلاح هو السبيل الوحيد لإخراج إسرائيل، بينما هذا السلاح هو سبب الكارثة، وهو لا يقدر على تحقيق أيّ نتائج فعلية. وتوجّه جعجع إلى حزب الله قائلاً: “فكّ عنّا قليلاً لكي نخلّصك أنت”. وذكّر بأنّ إسرائيل لا تُواجَه بسلاح عاجز، بل بموقف وطني جامع تقوده الدولة اللبنانية.

 

ورفض المقارنة بين ما يحدث وبين افتراضات خيالية لأخطار غير موجودة على أرض الواقع الفعلي، وهذه الإفتراضات الخياليّة التي نسمعها هي كأن يُقال يجب على موارنة لبنان التسلّح لأنّ هناك خطراً آتيااً من قبرص عليهم بسبب وجود أغلبية أورثوذكسية هناك مدعومة من اليونان من خلفها روسيا، وبالتالي من الممكن في المستقبل أن تحدث “حرب صليبيّة” عكسيّة وبالتالي يجب على الموارنة التسلح من اليوم، وهذه النظريّة مشابهة تماماً للقول أيضا إن هناك خطرا على لبنان من الأغلبيّة السنيّة في سوريا، هذه كلها أوهام بأوهام لا أساس لها من الصحّة.

 

وتناول جعجع مسألة سوريا، مؤكداً أنّه منذ بداية تدخل حزب الله في الحرب السورية، نبّه الجميع إلى خطورة ما يقوم به، وأنّ النظام السوري لن يبقى إلى الأبد. ورأى أن الخوف الحقيقي لدى حزب الله ليس مما يحدث في سوريا، بل ممّا فعله هو بالشعب السوري لأنّه يعتبر أنّ الشعب السوري سيعيد له الصاع صاعين، والخلاص الوحيد له من هذا الخوف هو أن يكون الحزب جزءاً فعلياً من الشعب اللبناني. وأوضح أنّ الحل لا يكون إلا عبر الدولة اللبنانية وهي وحدها قادرة على ترسيم الحدود وضبط العلاقات.

 

وأشار إلى الدور الإيجابي الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في حلّ الإشكالات بين لبنان وسوريا، مستشهداً بما حصل خلال الاشتباكات الأخيرة، حين تدخّلت الرياض للجم التصعيد، بعد تواصل الدولة اللبنانية مع المسؤولين السعوديين الذين بدورهم ضغطوا على الجانب السوري لتجميد الوضع. وقال إنّ حزب الله لا يستطيع أن يحمي لبنان، ولا مبرّر لوجود سلاحه، ولا حاجة إلى أجهزته التي تزود بالسلاح بعض المجموعات في سوريا، والتي تعود إلى الداخل بعد أن تثير القلاقل في سوريا.

 

وشدّد جعجع على أنّ من يحمي جميع اللبنانيين، بمختلف طوائفهم، هي الدولة فقط، متوقّفاً عند واقعة الاشتباك التي وقعت قبل فترة وجيزة بين لبنانيين وسوريين، وكيف أنّ الجيش اللبناني هو من تدخّل، وبتعاون مع المملكة، لاحتواء الأزمة. وقال إنّ ما يجري حالياً هو تمادٍ في الكذب، وفي طرح نظريات خاطئة، وفي تدمير البلد وتجميد مستقبله، وفي منع اللبنانيين من عيش حياة طبيعية. وسأل: هل يجوز ترك الأمور على هذا النحو؟ وأجاب: بالتأكيد لا.

 

وأكّد جعجع أنّ “صوت القوات سيظلّ يعلو من وقت إلى آخر، لأنّنا لن نقبل أن نعيش بلا دولة، كما حصل خلال السنوات الاربعين الماضية، حين تُركت أرض لبنان لبعض اللبنانيين يتاجرون بمصير الجميع لأهداف لا علاقة لها بلبنان بل بإيران”. واعتبر أنّ الوضع الراهن، رغم كلّ شيء، ما زال على الطريق الصحيح، لكنّه يحتاج إلى قرارات واضحة وحاسمة، متمنياً أن تُتخذ خلال جلسة مجلس الوزراء المقبلة.

 

ورأى جعجع أنّ الأخطر من الحرب الشاملة هو استمرار الوضع الحالي، الذي يدفع لبنان إلى الانهيار شيئاً فشيئاً. وقال إنّ الإسرائيليين لا يعانون من أيّ أزمة، فلديهم طلعات جوية فوق لبنان، وموافقة دولية، ويقومون باستهداف عناصر حزب الله من دون أن يردعهم أحد، فيما لبنان يتكبد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية.

 

وأشار إلى أنّ لبنان، رغم ما يتمتّع به من مقوّمات، لم يتلقّ قرشاً واحداً من المساعدات، في حين أنّ سوريا استقطبت استثمارات بقيمة 10 مليارات دولار خلال شهرين فقط. وقال إنّ لبنان الذي يثق به الشرق والغرب، لم يحصل على شيء بسبب سلوك بعض مسؤوليه. وسأل: هل نقبل بالانتحار البطيء المفروض علينا؟ مجيباً بالنفي القاطع

مقالات مشابهة

  • رئيس احد الأحزاب اللبنانية: حزب الله أعاد لبنان فعلياً إلى الوراء مئة سنة!
  • جنبلاط يتصل بغوتيريش.. وتشديدٌ على أهمية استقرار لبنان وسوريا
  • إتصالات للتوصل الى حل ينقذ جلسة الثلاثاء الحكومية ولا مقاطعة شيعية
  • جنبلاط استقبل وفداً من الجماعة الإسلامية
  • قانون إصلاح المصارف مع وقف التنفيذ: تشويه صيغة مشروع حكومة ميقاتي وتحاصص سياسي وطائفي
  • الحزب في زيارة لـ جورج عبدالله: المقاومة مستمرة حتى تحصين البلد
  • أزمة مالية تضرب حزب الله؟
  • يضون بارك بإقرار تعديل بدل الإدارة للمديرين
  • احداث السويداء تقرب بين جنبلاط وارسلان.. وهذا ما يحضر له
  • بعد انتهاء تقبل التعازي بوفاة زياد الرحباني.. موقف لافت من ريما الرحباني: خلصِت التمثيلية