اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط.. تداعيات اقتصادية ثقيلة على المنطقة والعالم
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
بغداد اليوم - بغداد
علق الخبير والمستشار النفطي كوفند شيرواني، اليوم السبت (5 تشرين الاول 2024)، حول تأثر أسعار النفط مع دخول العراق في الحرب الدائرة في المنطقة.
وقال شيرواني لـ "بغداد اليوم" إن "الطفرة في أسعار النفط غير مستبعدة، خاصة إذا وصلت الهجمات العسكرية للمنشآت النفطية والآبار التي تصدر النفط".
وأضاف أنه "على الرغم من أن أغلب الأطراف والدول الغربية تدفع للحيلولة دون استهداف المنشآت ومصادر الطاقة والموانئ، لأي عمليات عسكرية، لأن ذلك سيدفع باتجاه رفع الأسعار بشكل كبير جدا".
وأشار إلى أن "الدول الغربية تحتاج للنفط، وسيضر اقتصاد الدول المستهلكة، وهناك إجماع على تجنب استهداف مصادر الطاقة في منطقة الخليج، رغم تلويح الفصائل باستهدافها، لكن ذلك نوعا من أنواع الدعاية، وغير مبني على أي إدراك لمنطقة تجهز أكثر من 30% من نفط العالم".
وعلى صعيد الاقتصاد العالمي، يرى خبراء أن ما يقلق البعض من اتساع الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان ليس فقط الأرواح التي تزهق وتدمير البنية الأساسية والبيوت، ولكن يتم التركيز على أهمية استمرار المنطقة في ضخ النفط والغاز إلى السوق الدولي، فالمنطقة تمد العالم بأكثر من 25% من احتياجاته النفطية وقرابة 14% من احتياجاته من الغاز.
وبسبب ما تفرضه جماعة الحوثي اليمنية على حركة التجارة الدولية عبر البحر الأحمر ومنع السفن الإسرائيلية من المرور عبر مضيق باب المندب فإن ثمة تقديرات ذهبت إلى أن 70% من التجارة العالمية قد غيرت مسارها بعيدا عن هذه المنطقة، مما أدى إلى ارتفاع تكاليف الشحن وبالتالي زيادة أسعار السلع والمساهمة في استمرار موجة التضخم العالمية.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
إقرأ أيضاً:
استراتيجية “قطع رأس الأفعى”| اغتيال “شدماني” يرفع منسوب التوتر بالشرق الأوسط.. وخبير: قد يؤدي لحرب إقليمية شاملة
في تطور كبير للصراع الإيراني الإسرائيلي، أعلن جيش الاحتلال عن تنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن اغتيال رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، اللواء على شدماني، في غارة جوية استهدفت موقعًا عسكريًا في شمال غرب إيران.
وتعليقا على هذا التطور، علق الدكتور أيمن سلامة أستاذ القانون الدولي أن ما حدث يعتبر تصعيد غير مسبوق في الصراع الإسرائيلي الإيراني، وخاصة أن اغتيال علي شادماني رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، جاء في غارة جوية دقيقة على مقر القيادة في طهران.
وأوضح أستاذ القانون الدولي - في تصريحات خاصة لصدى البلد - أن هذا الاغتيال يأتي ضمن "عملية الأسد الصاعد" الإسرائيلية التي تستهدف قيادات عسكرية وعلمية إيرانية، وقد سبقها بأيام قليلة اغتيال قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي وآخرين، ما يشير إلى استراتيجية إسرائيلية جديدة لـ "قطع رأس الأفعى".
لماذا الآن؟ دوافع إسرائيل تتكشف
وأضاف الدكتور أيمن سلامة، إنه يبدو أن توقيت الاغتيال ليس مصادفة. فإسرائيل تسعى إلى شل القدرات العسكرية الإيرانية، وتعطيل برنامجها النووي، وتفكيك شبكة وكلائها في المنطقة. فاغتيال شادماني، الذي تولى منصبه حديثًا بعد اغتيال سلفه، وقبل ذلك كقائد لـ "قيادة خاتم الأنبياء" المسؤولة عن إدارة العمليات القتالية وخطط إطلاق النار تجاه إسرائيل، يمثل ضربة قاصمة لسلسلة القيادة الإيرانية.
وأشار إلى أن إسرائيل تهدف من خلال هذه الضربات المتتالية إلى استغلال ما تعتبره "فرصة سانحة" عسكريًا ودبلوماسيًا لتقويض طهران وإضعاف نفوذها. وهذه العمليات تعكس تفوقاً استخباراتياً إسرائيلياً ملحوظاً، حيث تمكنت من اختراق العمق الإيراني واستهداف شخصيات رفيعة المستوى.
تداعيات لا تحمد عقباها: المنطقة على صفيح ساخن
وأكد أستاذ القانون الدولي إنه لا شك أن تداعيات هذا الاغتيال ستكون وخيمة على المنطقة والعالم. فإيران لن تقف مكتوفة الأيدي، وقد توعدت برد قاسٍ وغير مسبوق. ومن المتوقع أن تشهد الأيام القادمة تصعيدًا حادًا في الهجمات المتبادلة، مع احتمالية استهداف المصالح الإسرائيلية في المنطقة والعالم، وربما استهداف قواعد أمريكية أو بريطانية أو فرنسية إذا قدمت دعمًا لإسرائيل. وقد يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع حرب إقليمية شاملة تجر أطرافًا دولية أخرى، وتؤدي إلى زعزعة استقرار أسواق الطاقة العالمية، وارتفاع أسعار النفط، وتفاقم الأزمات الإنسانية.
واختتم إن اغتيال شادماني يدفع المنطقة نحو حافة الهاوية، مما يجعل الحاجة إلى تهدئة عاجلة وتدخل دولي فاعل أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.