احتوى العدد الحادي والستون (أكتوبر) من مجلة “المسرح” التي تصدرها شهرياً دائرة الثقافة، مجموعة من القراءات والحوارات والمتابعات والرسائل حول النشاط المسرحي المحلي والعربي والعالمي.
في باب “مدخل” نشرت المجلة استطلاعاً مع عدد من الفنانين المحليين حول منظورهم لتطور صناعة الأزياء المسرحية في الدولة، إضافة إلى تغطية لأبرز الفعاليات التي قدمتها الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة.
وفي “قراءات” كتبت ليندا منير عن توظيف فن الكاريكاتير في مسرحية «فردة حلم»، أحدث أعمال المخرج السوري رائد خليل، وكتبت منار خالد عن البنية الدرامية في عرض «الاختبار» للمخرج المصري عبدالرحمن محمد، وأبرز عوّاد علي رسالة الوحدة والسلام التي طرحها عرض «روميو وجوليت» للمخرج العراقي فاضل الجاف، وكتب جوان جان عن “البخيل” للمخرجة السورية رنا جمول، وتناول إبراهيم الحسيني النص والعرض في قراءته لمسرحية «زغرودة» للمخرج الإماراتي عبدالرحمن الملا.
وفي “حوار” نشرت المجلة مقابلة أجراها سامر محمد إسماعيل مع المخرج الأردني عبدالسلام قبيلات تحدث فيها عن بداياته وتأثره بدراسة المسرح في روسيا، وتجربته في إنشاء “مسرح الشمس” المستقل في العاصمة الأردنية.
وفي “رؤى” كتب فهد الكغاط تحت عنوان «مساحة بيتر بروك.. بين الفراغين الكمي والمسرحي”، وسعيد كريمي تحت عنوان “الإرث الكلاسيكي لمسرح ما بعد الحداثة”.
في “أسفار” حكى جمال ياقوت إحدى رحلاته إلى العاصمة اليونانية أثينا، مبرزاً جماليات عمارتها وفضاءاتها الثقافية وصروحها المسرحية.
وفي “أفق” حاور الحسام محيي الدين المخرج اللبناني هاشم عدنان. وفي «رسائل» كتب شريف الشافعي عن أحدث عروض المسرح الصيني، ووائل سعيد عن انتعاش “المسرح الغنائي” في مصر، وسعيدة شريف عن قائمة العروض الجديدة التي سيشاهدها جمهور المسرح في المغرب، بينما كتب رابح هوادف عن الحضور المتجذر والمتجدد للمرأة الجزائرية في مجال الإخراج المسرحي.
في “مطالعات” نقرأ لمنتجب صقر مقالاً حول كتاب «نظرية الدراما الحديثة» للناقد الألماني بيتر سوندي. وتتضمن “متابعات” مقابلتين قصيرتين مع المخرج التونسي عيسى الطاهر بالعربي، والممثلة المغربية فاطمة الزهراء شتوان، وقراءة في مسرحية “هاملت” وفق الصيغة الإخراجية للكندي روبرت لوباج كتبتها باترشيا كيني وترجمتها إلى العربية لمياء شمت.
وتضمن الباب مقالة لصبري حافظ حول جماليات مسرحة الأجناس الأدبية انطلاقاً من رؤيته لمسرحية “إليزابيث كوستيللو: سبعة دروس وخمس حكايات أخلاقية” للمخرج البولندي كريستوف فارليكوفسكي.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
»ﻛﺎرﻣﻦ« ﻳﻤﺜﻞ ﻣﺼﺮ رﺳﻤﻴًﺎ ﻓﻰ »اﻟﻤﺴﺮح اﻟﻌﺮﺑﻰ«
يواصل المسرح المصرى حضوره القوى عبر مشاركة العرض المسرحى «كارمن» إخراج ناصر عبدالمنعم، الذى يدخل منافسات المسابقة الرسمية، لمهرجان المسرح العربى فى دورته الـ16، ممثلًا لفرقة مسرح الطليعة التابعة للبيت الفنى للمسرح، ليؤكد من جديد تميز التجربة المسرحية المحلية وقدرتها على المنافسة عربيًا.
حيث تتأهب القاهرة لاستقبال فعاليات المهرجان فى الفترة من 10 إلى 16 يناير 2026، وسط اهتمام رسمى وثقافى واسع، ورعاية رئاسية تعكس تقدير الدولة لقيمة المسرح وقدرته على تعزيز الإبداع العربى، ليعيد التأكيد على دور مصر التاريخى فى احتضان الفنون وصناعة الوعى الجمالى.
ويشارك العرض المسرحى «كارمن» الذى يقدمه مسرح الطليعة بقيادة المخرج سامح بسيونى، فى المسابقة الرسمية لمهرجان المسرح العربى الذى تنظمه الهيئة العربية للمسرح بالقاهرة، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وإشراف المخرج هشام عطوة رئيس قطاع المسرح، ويأتى هذا الاختيار ليعكس إيمان القائمين على المهرجان بقيمة التجارب المسرحية الجادة التى يقدمها البيت الفنى للمسرح خلال السنوات الأخيرة، وما تحمله من رؤى فنية مبتكرة وطرح درامى قادر على المنافسة فى المحافل الدولية.
وأعلنت لجنة اختيار العروض بالمهرجان، برئاسة الدكتور يوسف عايدابى من دولة السودان، عن اختيار 15 عرضًا فقط من مختلف الدول العربية للتنافس على جائزة الشيخ الدكتور سلطان محمد القاسمى لأفضل عمل مسرحى عربى، وهى واحدة من أرفع الجوائز المسرحية فى المنطقة، ومن بين هذه العروض، جاء «كارمن» ليمثل مصر بعدما اجتاز مراحل التقييم بنجاح، مستندًا إلى رؤية إخراجية مميزة وأداء تمثيلى لافت، بالإضافة إلى فريق فنى استطاع أن يقدم قراءة جديدة لقصة عالمية مأخوذة عن الرواية الفرنسية الشهيرة للكاتب بروسبير ميريميه.
وعبّر المخرج هشام عطوة، رئيس قطاع المسرح، عن فخره بمشاركة العروض المصرية فى المهرجانات العربية والدولية، مؤكدًا أن قطاع المسرح شهد طفرة حقيقية خلال الفترة الماضية، عبر مشاركات لافتة مثل تقديم «الملك لير» فى افتتاح أيام قرطاج المسرحية بتونس، وعرض «ذات الرداء الأحمر» ضمن فعاليات مهرجان القاهرة الدولى للطفل العربى.
وأكد عطوة أن مشاركة «كارمن» فى المسابقة الرسمية تعد خطوة مهمة نحو تعزيز حضور المسرح المصرى على الساحة العربية وترسيخ مكانته كأحد أبرز روافد الإبداع فى المنطقة.
ويقدّم العرض رؤية معاصرة تستند إلى معالجة دراماتورجية لمحمد على إبراهيم، حيث يسلّط العمل الضوء على حياة كارمن، الفتاة الغجرية المتمردة التى تمثل روح الحرية والانطلاق، فى مواجهة ثقافة المدنية الإسبانية القائمة على القواعد والنظام.
ويبرز العرض الصراع الإنسانى بين الهوية الحرة والقوانين الصارمة، وهو صراع يعكس أبعادًا فلسفية واجتماعية تتجاوز حدود الزمان والمكان، ليصل إلى الجمهور العربى فى قالب بصرى وحركى محكم.
ويشارك فى بطولة العرض نخبة من الفنانين، منهم ريم أحمد، ميدو عبدالقادر، محمد حسيب، عبدالرحمن جميل، ميار يحيى، لمياء الخولى، أحمد علاء، عصام شرف الدين، وأحمد بدالى.
كما تتكامل عناصر العرض الفنية عبر موسيقى حازم الكفراوى، واستعراضات سالى أحمد، وديكور وملابس أحمد شربى، وإضاءة أبو بكر الشريف، فى توليفة صنعت حالة مسرحية متكاملة نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء.
وقد أثبت «كارمن» تميزه بفوزه بأربع جوائز مهمة ضمن الدورة الثامنة عشرة من المهرجان القومى للمسرح المصرى، وهى: جائزة أفضل عرض ثانٍ، وأفضل تصميم استعراضات لسالى أحمد، وأفضل ممثلة دور نساء للفنانة ريم أحمد، إضافة إلى جائزة أفضل ديكور مناصفة أحمد شربى، مما منح العرض زخمًا إضافيًا قبل مشاركته فى المهرجان العربى.
وتشهد القاهرة استعدادات مكثفة لضمان خروج الدورة السادسة عشرة من مهرجان المسرح العربى بصورة تليق بمكانته والتاريخ المسرحى المصرى.
وتأتى هذه الدورة برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى، التى اعتبرها الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله دلالة واضحة على دعم الدولة للمسرح العربى ولثقافة الإبداع.
كما تتجه الدورة الجديدة إلى توسيع نطاق فعالياتها لتشمل محافظات خارج القاهرة، سواء عبر العروض أو الورش التدريبية، فى خطوة تهدف إلى تعزيز الانتشار الثقافى وإتاحة التجربة المسرحية لجمهور أوسع.
ويُذكر أن مصر كانت قد استضافت الدورة الحادية عشرة من المهرجان عام 2019 فى أجواء ناجحة حظيت بإشادة عربية واسعة، ويأتى تنظيم دورة 2026 ليجدد الثقة فى القدرات المصرية على احتضان الفعاليات الثقافية الكبرى.