قراءة مسرحية «ماكبث» من منظور جديد.. أحدث رسائل الماجستير بالجامعة العربية
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
أعادت رسالة ماجستير ناقشتها كلية الدراسات اللغوية بالجامعة العربية المفتوحة في مصر برئاسة الدكتور محمود أبو النصر ، قراءة مسرحية "ماكبث" للشاعر الإنجليزي البارز وليم شكسبير من منظور أدبي جديد.
وتمحورت رسالة ماجستير الباحثة سارة محمد علي في كلية الدراسات اللغوية بالجامعة حول قراءة طباقية لمسرحية "ماكبث" لشكسبير والمعالجة السينمائية لها في فيلم "دراما ماكبث" 2021.
وتعد الرسالة قراءة جديدة لمسرحية "ماكبث"، فالدراسة تتبنى منظورا جديدا وبعدا مختلفا ألا وهو قراءة من منظور ما بعد الاستعمار، حيث تأتي الدراسة بمنظور جديد يصور شخصية ماكبث كطاغية مستعمر في النصين، فيما تدعم الباحثة رؤية الدراسة بنصوص من المسرحية وتقنيات سينمائية تؤكد رؤيتها وتثبت القوى الاستعمارية الخفية في النصين.
وترتكز الدراسة أيضا على النظرية التاريخية الجديدة في دراسة السياق الاجتماعي والسياسي والتاريخي الذي كُتبت فيه المسرحية وكذا الفيلم، فتتعدد الدلالات والمعان.
وأشارت الباحثة إلى نظرية التناص الأدبي الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من دراسة مقارنة مبنية على اقتباس عمل أدبي او معالجة درامية له.
وتدمج الباحثة بعدا نفسيا في الرسالة فتلقي الضوء على نظريات سيجمند فرويد التي أضافت إلى سبر أغوار شخصية ماكبث في النصين المعنيين.
يذكر أن دراسات مسرحية "ماكبث" السابقة جاءت مرتكزة على منظور نسوي أو تحليل نفسي للشخصيات.
وجاءت المناقشة مثمرة وثرية، وأشادت اللجنة باختيار موضوع الرسالة وطريقة تناولها وخاصة بالتقنيات السينمائية ودلالاتها المختلفة.
وأوصت اللجنة التي ناقشت الرسالة والمشكلة من الدكتورة ليلى جلال رزق، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية الألسن جامعة عين شمس (مناقشاً ورئيساً)، والدكتورة ماجدة حسب النبي، أستاذ الأدب الإنجليزي بكلية البنات جامعة عين شمس (مناقشاً)، والدكتورة داليا سعد محمد (مشرفا)، بمنح الطالبة درجة الماجستير في الأدب الإنجليزي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
الثقافة تصدر قراءات في النقد الأدبي لـ جابر عصفور في هيئة الكتاب
أصدرت وزارة الثقافة المصرية، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتابًا جديدًا بعنوان "قراءات في النقد الأدبي" للمفكر والناقد الراحل الدكتور جابر عصفور، أحد أبرز رموز الثقافة والفكر العربي في العقود الأخيرة.
يتناول الكتاب علاقة الأدب بالنقد، ويؤسس لرؤية معمقة لدور اللغة في كلٍ من العمل الإبداعي والممارسة النقدية، منطلقًا من أن الأدب "كلام مخصوص" يتميز بتشكيله التخييلي، في مقابل النقد الذي هو "كلام عن الكلام"، أي خطاب لغوي يتناول الأدب تحليلاً وتفسيرًا وتقويمًا.
ويبرز عصفور في فصول الكتاب الفارق الجوهري بين اللغة الإبداعية التي تتسم بالذاتية والمجاز، واللغة النقدية التي تسعى للحياد والتصور المفاهيمي، مشيرًا إلى أن النقد لا يقتصر على التطبيق على النصوص، بل يتضمن بُعدًا تنظيريًا يحاول تأصيل مبادئ عامة لماهية الأدب ووظيفته وأداته التعبيرية.
ويتناول الكتاب كذلك ما يسميه الكاتب بـ"نقد النقد"، وهو مستوى ثالث من الخطاب النقدي، يتجاوز تحليل الأعمال الأدبية إلى تحليل الخطابات النقدية نفسها، مراجِعًا مناهجها ومصطلحاتها وفعاليتها. ويستعرض عصفور في هذا السياق مفهومي "النقد الشارح" و"نقد النقد"، مرجحًا استخدام المصطلح الثاني لما يحمله من دلالة واضحة على المساءلة والتقييم.
ويعود الكتاب بجذور هذا التوجه إلى فلسفة اللغة الشارحة كما طوّرها الفيلسوف رودلف كارناب، موضحًا أن النقد الشارح ينشأ من الحاجة إلى تأطير الخطاب النقدي ذاته ضمن لغة شارحة، قادرة على ضبطه منهجيًا، وتقييم أثره المعرفي والوجودي.
ويؤكد الدكتور جابر عصفور أن فعل "نقد النقد" ضرورة معرفية وممارسة فلسفية تسعى لتطوير أدوات النقد وتوسيع أفقه، خاصة في مواجهة المتغيرات الإبداعية التي قد تعجز بعض الخطابات التقليدية عن ملاحقتها.
يُعد هذا الكتاب إضافة نوعية إلى المكتبة النقدية العربية، ويُظهر حرص الهيئة المصرية العامة للكتاب على إحياء فكر رموز التنوير وتجديد الحوار حول قضايا الأدب والنقد، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى مراجعات فكرية عميقة تواكب تحولات الواقع الثقافي.