اختتمت اليوم فعاليات المعرض الوثائقي "ذاكرة وطن في أرض اللبان" الذي نظمته هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية وذلك ضمن فعاليات موسم خريف ظفار2023، حيث شهد المعرض الذي يقام في المجمع التجاري "صلالة جاردنس مول إقبالا لافتا من الزوار.

وتضمن ركن محافظة ظفار في ذاكرة التاريخ وركن محافظة ظفار في الصحافة اهتمام زوار المعرض الوثائقي وشهدت أيام المعرض مشاركة الآباء برفقة أبنائهم لحضور الفعاليات المصاحبة للأطفال في ركن الطفل بالمعرض.

ضم المعرض الوثائقي أكثر من 1300 وثيقة وعددا من الصور والمجلات التي تعكس العمق التاريخي والحضاري للسلطنة، بالإضافة إلى عرض عدد من الخرائط ومراسلات الأئمة والسلاطين، إلى جانب أبرز المراسلات والاتفاقيات والمعاهدات الدولية مع دول العالم ومجموعة من الصحف والمجلات الأجنبية والعربية والمحلية التي وثقت أبرز الأخبار والأحداث العمانية إلى جانب المخطوطات العمانية.

وقال الدكتور طالب بن سيف الخضوري المدير العام المساعد للمديرية العامة للبحث وتداول الوثائق بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: "إن حرص هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية للمشاركة في فعاليات موسم خريف ظفار يأتي إيمانا بأهمية إبراز الدور الحضاري والتاريخي للسلطنة عبر الحقب الزمنية المختلفة وبيان إسهام الإنسان العُماني في مختلف المدن العمانية في الحضارة الإنسانية".

وأكد الخضوري على أهمية وضرورة الوثائق في البحث العلمي والإبداع الفكري، قائلا: "تكشفت لنا الوثائق والشواهد التاريخية ما حققه الإنسان العُماني على مدار الحقب التاريخية المختلفة، فأولت الهيئة اهتمامها في توثيقه ورصده واستغلاله الاستغلال الأمثل في الدراسات والبحوث العلمية إدراكا منها بأهمية تحقيق الأهداف المرجوة والغايات المنشودة التي ترتكز على إبراز دورنا الحضاري والفكري وعلاقاتنا الدولية ودور المجتمع العُماني وإسهاماته في بناء التنمية المستدامة المتكاملة".

من جانبه قال أحمد بن محمد الصباحي رئيس قسم تنظيم المعارض بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية: "إن إيماننا بأهمية الوثيقة في نشر وتعزيز الوعي الثقافي والتاريخي جعل الهيئة ممثلة بدائرة المعارض الوثائقية تواصل استمرارية تنظيم المعارض الوثائقية بمختلف محافظات السلطنة وفق الأجندة والخطط السنوية".

وأضاف الصباحي: "شهد المعرض الوثائقي حراكا غير مسبوق بسبب تنوع المحتوى الوثائقي المعروض ليلامس جميع شرائح المجتمع وهنا يعكس دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في تقديم تجربة استثنائية للزوار والمهتمين بالقطاع الوثائقي والتاريخي".

كما كان لموقع المعرض في الجاردينس مول أثر كبير بسبب توافد زوار خريف ظفار في الفترة المسائية للاستمتاع بالفعالية التي تقام في المول، معربا عن سعادته بالإقبال الكبير من داخل وخارج سلطنة عمان وكذلك تنوع المحتوى والذي حظي بإشادة واسعة من مختلف الفئات.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

القات.. خطر صامت يُهدد شبابنا

 

 

سعيد بن بخيت غفرم

s.ghafarm@gmail.com

 

في ظل التغيرات الإيجابية التي تشهدها محافظة ظفار، يبقى القات خطرًا صامتًا يتسلل إلى مجتمعنا، مُهددًا عددًا كبيرًا من شبابنا، وهو نبات يُستهلك بهدوء، لكنه يترك آثارًا عميقة على النفس والجسد، ويزرع بذور الإدمان دون أن يُنظر إليه كخطر حقيقي.

يرى البعض أنَّ القات مجرد "عادة اجتماعية"، لكن في الحقيقة هو مادة مخدرة تسبب أضرارًا نفسية وصحية كبيرة، وتسرق من شبابنا أعمارهم وطموحاتهم. والأسوأ من ذلك، أنَّ هذه المشكلة تنتشر في الخفاء تحت أسماء مُضلِّلة؛ مما يصعب مكافحتها.

كثير من الشباب يبدأون تجربة القات بدافع الفضول أو بسبب تأثير الأصدقاء، لكن ما يبدأ كتجربة بسيطة قد يتحول إلى إدمان يصعب التخلص منه، خاصة مع غياب البدائل المفيدة. من أسباب هذه الظاهرة البطالة، والفراغ، وقلة الأنشطة التي تساعد الشباب على النجاح وتحميهم من الوقوع في هذا الخطر الكبير.

مواجهة القات ليست مسؤولية الجهات الأمنية لوحدها؛ بل هي مسؤولية مشتركة تشمل الأسرة، والمدرسة، والمجتمع، ووسائل الإعلام، ودور العبادة. ونحن بحاجة إلى حملات توعية شاملة، صادقة، ومستمرة تشرح مخاطر القات وأضراره على الفرد والمجتمع، وتبني في نفوس الشباب مناعة فكرية ووعيا ناضجا.

ورغم الجهود الحكومية المشكورة، إلّا أن فاعليتها تبقى محدودة ما لم تتعزز بمشاركة مجتمعية فاعلة؛ فكُل فرد في هذا الوطن يحمل جزءًا من المسؤولية. وإذا لم يتحرك الجميع، ستظل المشكلة تتفاقم وتستنزف مستقبل شبابنا.

ومع حلول موسم الخريف وتزايد الزوار على ظفار، تتضاعف التحديات. لذا من المهم تشديد الرقابة وزيادة التوعية، ليس فقط لمنع انتشار القات؛ بل لترسيخ ثقافة مجتمعية ترفضه وتواجهه بالعقل والفعل.

الحل يبدأ بتوفير بدائل حقيقية تشغل طاقات الشباب وتوجهها؛ مثل: الفعاليات الثقافية، والمراكز الرياضية، والمبادرات المجتمعية. كما إن دعم برامج التوعية المستمرة وإنشاء مراكز علاجية متخصصة سيكون له أثر كبير في احتواء المشكلة ومساعدة من وقعوا في فخها.

ولا ننسى أن الشباب أنفسهم قادرون على أن يكونوا جزءًا من الحل، من خلال نشر الوعي وقيادة مبادرات ترفض القات وتدعو لحياة أفضل. فهم أمل الوطن وصوته الأقوى في التغيير.

مُكافحة القات مسؤولية وطنية تبدأ بوعي المجتمع وتصميمه على حماية شبابه. لا مجال للتهاون، فكل لحظة تأخير تعني خسارة جديدة. فلنتكاتف- حكومة ومجتمعًا وأفرادًا- لنبني مجتمعًا واعيًا، قويًا، ومحصنًا ضد هذه الآفة.

فلنكُن جميعًا شركاء في التغيير... ولنجعل من ظفار نموذجًا وطنيًا في مواجهة هذا الخطر الصامت.

مقالات مشابهة

  • معهد إعداد القادة يشهد ختام فعاليات صناع التأثير
  • تعرف على أبرز الوثائق والتحقيقات التي تفضح الاحتلال.. الأكثر إجراما عالميا
  • من أجواء الاحتفال بإطلاق الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية في مدينة المعارض بدمشق
  • حقائق وأسرار يذيع الفيلم الوثائقي «30 يونيو - 3 يوليو»
  • بلدية ظفار تدشن فعاليات وقت الطفل بحديقة عوقد
  • تدشين فعاليات "وقت الطفل" ضمن موسم "خريف ظفار".. أنشطة ترفيهية وتعليمية متكاملة
  • تحت رعاية وزير الثقافة.. إقبال جماهيري واسع على فعاليات معرض الفيوم للكتاب
  • دورة حول خطة حفظ الوثائق في الجهات الحكومية
  • القات.. خطر صامت يُهدد شبابنا
  • كشف الستار عن حالة ظَفَار للشيخ عيسى الطائي قاضي قضاة مسقط (53)