كريمة أبو العينين تكتب: قتل الزهور لا يمنع دخول الربيع!!
تاريخ النشر: 12th, October 2024 GMT
يقولون إنه فى سالف العصر والزمان كان يعيش رجلا عرف عنه الحكمة والذكاء والصبر ، هذا الرجل طلب من الخالق سبحانه أن يمد فى عمره الى أقصى الدرجات وأن يظل بعافيته ولا يهرم أبدًا . ويقولون أن الله استجاب لدعائه وعاش من العمر ما جعله يظل يشاهد ويرى الكثير والكثير من الاحداث والعبر ؛ وجاء عليه اليوم الذى أصبح فيه وحيدا ، فقد مات كل أهله ، وبلدته وعالمه الذى نشأ فيه .
هذا الرجل خرج من تجربته الحياتية بحكمة كان يقصها دوما على كل مرافقيه ويقولها فى بداية ونهاية كل حديث له وهى أن اجتثاث الزهور من أوانيها لن يمنع دخول الربيع ، ويحكى ويبرهن على مقولته بحقائق شهدها تاريخه الطويل من بينها مافعله التتار فى المنطقة العربية ، ومن القتل والخراب والدمار ، كل ذلك لم يمنع من وجود زعيم استطاع ان يقضى على التتار ويوقف بربريتهم ضد الآمنين فى منطقتنا المغضوب عليها من الغرب الطامعين دوما فيها ، وفى سلب خيراتها . اجتثاث الزهور واقتلاعها من جذورها ، هو الذى خلق زعيما أوقف الصليبيين واسترد بيت المقدس من براثن الغرب القاتل السارق لخيرات منطقة الشرق الاوسط. التاريخ وشيخنا الكريم يقصون علينا مايؤكد ذلك ، فاحتلال اسرائيل لسيناء لسنوات طويلة لم يكن الا قوة أعطيت لمصر ولزعيمها الراحل محمد انور السادات بأن يحاربوا ابنة أمريكا الشرعية اسرائيل ، وتنتصر عليها مصر فى حرب أكتوبر المجيدة وتجبرها جبرا على الدخول فى محادثات سلام وتعيد اليها كافة الاراضى المصرية المحتلة ، وكان آخرها طابا ، اخر بقعة مصرية تطهرت من نجس المحتل وعربدته .
اجتثاث الزهور العربية فى العراق ، وسوريا ، واليمن وليبيا ، وانتهاك سيادة هذه الدول ودخول القوات الانجلو امريكية فيها وسلب أقوات شعوبها بزعم نشر الديمقراطية ؛ كل هذا لم يمنع اطلاقا من اصرار ابناء هذه الدول على البقاء والبناء ، ومواجهة الغطرسة الانجلو امريكية والتى تخدم بصفة رئيسة الكيان المحتل الاسرائيلى . كل مامضى شىء ومايجري فى قطاع غزة شيئا أخر ؛ فبعد عام من الابادة والقتل الممنهج ، ومحاولة تصفية فلسطين ارضا وشعبا وتاريخا ، وربما دينا ايضا ، فعلى مدى اكثر من عام عربدت اسرائيل بدعم امريكى وامداد غربى موصول ، وهيمنة اعلامية دولية، عربدت فى غزة واجتثت زهورها اليانعة اليافعة وقتلت امهات هذه الزهور وزجت بالالاف من الشباب والنساء والاطفال فى غياهب السجون والاعتقالات ، لم تترك اسرائيل ذنبا الا فعلته فى غزة والضفة المحتلة ، ولكن هل نجح ذلك الغباء السياسى فى وقف عجلة الحياة واستمرار المقاومة ؟ هل حققت دولة إسرائيل اهدافها من حربها على قطاع غزة ؟ هل دافعت إسرائيل عن نفسها وحققت الامن المزعوم لشعبها المختار كما يدعون ؟ هل نجحت إسرائيل فى اقناع العالم بأنها مظلومة وانها تعرضت لهجوم من حماس فى السابع من اكتوبر من العام الماضي قتل فيه واصيب اكثر من الف برىء يعيشون فى مستوطنات وان شئت الدقة مستعمرات ،مغتصبات ، من الاراضى الفلسطينية ؟ هل مواصلة اسرائيل فى حربها سيمنع حلم المقاومة بالمواصلة وتقديم كل نفيس وغالى من اجل الوطن الام فلسطين ؛ التى اغتصبت أمام أعين القريب والبعيد وكل مافعله القريب بأنه طالبها بألا تصرخ وهى تغتصب حتى لايسمع الناس صراخها ويعرفون أنها تغتصب ؛ لانه كان يجب عليها ان تغتصب وهى صامتة حتى لاتهبن اخوانها الجيران بخذلانهم لها ليصدق بذلك ماقاله الشاعر مظفر النواب رحمه الله " أتصمت مغتصبة " .. مايحدث فى غزة لم يمنع ظهور نبت فدائي يحمل سلاحه البدائى فى وجه اعتى النظم العسكرية المتقدمة ويجبرها على ماهم عليه الان، من مرحلة هل يستطيعون النفاذ من جدار العقيدة والايمان بالجهاد فى سبيل الله !! فالعدو الصهيونى أمام مأزق حقيقى لايعرف كيف يخرج منه فقوته لم تحقق له القضاء على حماس ولا استعادة اسراه من قبضة حماس ، الغباء العسكرى الاسرائيلى كان خط مرور اخضر للمقاومة بان يجعلها تكشف للعالم كله مدى جبروت وانتهاك الاحتلال لكافة القيم الانسانية والتشريعات الدولية ، فقد صدرت حماس العالم اجمع مفهوم انهم مقاومين يدافعون عن ارضهم من المحتل الذى اوهم العالم منذ اكثر من سبعة عقود بأنه صاحب حق وانه محاط بمجموعة من الدول تريد الانقضاض عليه وفناءه ، اجتثاث براعم فلسطين ونساءها وشبابها وشيوخها لم ولن يمنع من ربيع منتظر أصبحت رياحه تركم الانوف وتبشر بالخير وتمحى ماقالته جولدا مائير رئيسة الوزراء الاسرائيلية السابقة التى قالت واكدت مرارا وتكرارا انها تنصح بنى جلدتها ومن سيأتى بعدها بأن يعملون على اضعاف المنطقة وجعلها مذعنة على قبول مبدأ الأمر الواقع والتخلى عن استعمال القوة ضد إسرائيل.قطع الورد والزهر لن يمنع من بزوغ شمس ربيعية تزهر فيها قوة رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر، ومن بينهم شيخنا الذى اصبح الان يطلب من الخالق الا يستجيب لمطلبه بعمر طويل لأنه زهد العيش فى عالم غير أصيل ..
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
عشائر غزة تدحض ادعاءات إسرائيل بشأن سيطرة حماس على المساعدات
دحضت الهيئة العليا لشؤون العشائر بغزة، الخميس، ادعاءات إسرائيل بشأن سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل القطاع في ظل حرب إبادة جماعية إسرائيلية.
وقالت الهيئة في بيان، الخميس، إن "عشائر غزة تدحض بشدة ادعاءات الاحتلال المغرضة التي تهدف إلى تشويه الحقائق ونشر الفوضى في القطاع"، مؤكدة أن "جميع المساعدات مؤمَّنة بالكامل وتحت رعايتها المباشرة، ويتم توزيعها حصريا عبر الهيئات الدولية".
ويأتي بيان الهيئة، ردا على ادعاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيطرة حماس على المساعدات، بعد إيعازه، الأربعاء، إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس والجيش بوضع خطة خلال 48 ساعة لوقف ذلك.
ودعت الهيئة مجلس الأمن الدولي إلى "إرسال وفد فورا لمعاينة عملية توزيع المساعدات ميدانيا، والتحقق من سيرها السليم والشفاف"، مبينة أن "ما دخل إلى قطاع غزة من مساعدات يعد قطرة في بحر احتياجات المكلومين من الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى وكل أبناء الشعب الفلسطيني".
مصايد موت للمدنيين
وأكدت هيئة شؤون العشائر، أن "الفصائل الفلسطينية لا علاقة لها إطلاقا بهذه المزاعم (السيطرة على المساعدات) وعملية تأمين المساعدات تمت بجهد عشائري خالص"، مشددة على "التزام عشائر غزة الراسخ بضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع مستحقيها من أبناء الشعب الفلسطيني في غزة".
وشاركت العشائر الفلسطينية، الأربعاء، في تأمين وصول شاحنات محملة بمساعدات إنسانية إلى مخازن برنامج الأغذية العالمي بمدينة غزة، خشية تعرضها لنهب من عصابات تقول جهات حكومية إنها تعمل "تحت غطاء الجيش الإسرائيلي".
وحذرت الهيئة من أن "الهدف الحقيقي للاحتلال هو إثارة الفتنة وخلق مصايد موت للمدنيين الجوعى في غزة، الأمر الذي يتطلب تدخلًا دوليًا حازمًا وآنيًا لوقف هذه المخططات الإجرامية".
إعلانوأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الأربعاء، أن عدد ضحايا ما يعرف بـ"آلية المساعدات الإسرائيلية الأميركية" خلال شهر بلغت "549 شهيدا و4066 مصابا" بنيران الجيش الإسرائيلي.
توقف المساعدات مراراوبدأت تل أبيب منذ 27 مايو/ أيار الماضي، بمعزل عن الأمم المتحدة والمنظمات الإغاثية الدولية، توزيع مساعدات إنسانية عبر ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي مدعومة إسرائيليا وأميركيا ومرفوضة من المنظمة الأممية.
وتوقفت المساعدات، التي توزع في "مناطق عازلة" جنوبي غزة، مرارا بسبب تدفق أعداد كبيرة من المجوعين وإطلاق الجيش الإسرائيلي النار على الحشود.
وتحاصر إسرائيل غزة منذ 18 عاما، وبات نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون بالقطاع، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم.