سفير إسبانيا بالقاهرة: ممتنون لمصر على دورها كوسيط لا يمكن الاستغناء عنه
تاريخ النشر: 13th, October 2024 GMT
قال السفير البارو إيرانثو جوتييريث، سفير إسبانيا بالقاهرة إن الاحتفال بالعيد الوطني لأسبانيا كل عام يرتبط بوصول الرحلة الاستكشافية الأسبانية بقيادة الرحّالة العظيم كريستوفر كولومبوس إلى أمريكا، في الثاني عشر من أكتوبر من عام 1492، موضحا أن هذا الإنجاز المحوري أفسح المجال لعصر من التطورات الحاسمة بين العالمّين القديم والحديث، والتي لا تزال تتكّشف بعد خمسة قرون.
وتابع السفير خلال كلمته بالاحتفالية التي أقامتها سفارة إسبانيا بالقاهرة بمناسبة العيد الوطني: "إننا فخورون بشكل خاص بالروابط القوية والمجتمع اللغوي والثقافي الذي يربط أسبانيا بأمريكا اللاتينية بأكملها".
وأضاف: ولكن، توجهنا الأطلسي لا يأتي على حساب علاقة أسبانيا بالعالم المتوسطي، والتي لم تتوقف قط عن كونها واقع وفير، ونحن فخورون بالإرث المذهل الذي تركه الوجود العربي بأسبانيا، على مدار ثمانية قرون.
وأردف السفير: نحن على قناعة فعلية بالأهمية الاستراتيجية لبناء شراكة قوية مع جيراننا المقربين حول بحرنا المشترك، ولهذا السبب نحن ملتزمون بالاتحاد من أجل المتوسط، ويسعدنا أن نستفيد من تصميم مصر على تطوير علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي بشكل كامل.
وقال إن التوقيع الأخير على اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي يصاحبه حزمة مالية غير مسبوقة تصل إلى 7.4 مليار دولار، متابعا: هذا تعبير واضح على الإرادة الأوروبية، وبالطبع الأسبانية، لإعطاء الأولوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في مصر.
وقال السفير: في احتفالنا بالعيد الوطني العام الماضي، أُتيحت لي الفرصة للإشارة إلى الأحداث المأساوية التي وقعت في غزة، ورغم سوءها، إلا أن الوضع الإقليمي الحالي وبعد مرور عام، أصبح أسوأ.
وأضاف: لم تقف أسبانيا مكتوفة الأيدي، فقد ادانت تجاهل القانون الدولي الإنساني غير المقبول وسقوط العدد الكبير من القتلى المدنيين نتيجة للعمليات الإسرائيلية في غزة والضفة الغربية ولبنان، تمامًا كما أدانت بشدة الهجمات الإرهابية في السابع من أكتوبر والهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة.
وقال إن وقف إطلاق النار في هذه المناطق المضطربة يشكل الأولوية الأولى بالنسبة لنا أكثر من أي وقت مضى، ونحن ممتنون لمصر على دورها كوسيط والذي لا يمكن الاستغناء عنه، ولكن على المدى الطويل، نحن مقتنعون بأن حل الدولتّين وحده هو القادر على توفير آفاق السلام والأمن والكرامة الدائمين للشعبّين الفلسطيني والإسرائيلي، وكذلك للدول المجاورة مثل مصر.
وأضاف: وعلى وجه التحديد، اعترفت أسبانيا رسميا بدولة فلسطين من أجل تعزيز حل الدولتين باعتباره الخيار الحقيقي الوحيد.
وأوضح السفير أنه في هذه الأوقات العصيبة، تلتزم أسبانيا ومصر بشكل مشترك بإيجاد حل سلمي وعادل للصراعات الإقليمية الطويلة الأمد.
وقال إنه في العام الماضي، وصل حوارنا السياسي إلى مستويات غير مسبوقة. فقد زار كل من رئيس الحكومة سانتشيث ووزير الخارجية ألباريس مصر مرتّين، ومن المتوقع أن يزور الأخير مصر مرة أخرى، خلال الأسبوع المقبل، كما كان من دواعي سرورنا استقبال وزير الخارجية السابق شكري والوزير الحالي عبد العاطي في مدريد، بالإضافة إلى وزراء السياحة والاتصالات والنقل.
وفي المجال الاقتصادي، قال السفير: تواصل أسبانيا دعم الإصلاحات الهيكلية وتدابير التكيف في مصر، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مع صندوق النقد الدولي والاتحاد الأوروبي، ونحن نقدم الدعم المالي لمشروعات البنية الأساسية في النقل المستدام والطاقة المتجددة ومعالجة المياه، من بين القطاعات الاستراتيجية الأخرى. وبلغ حجم التبادل التجاري الثنائي ثلاثة مليارات يورو العام الماضي.
وتابع: كما أصبحت مصر واحدة من الوجهات السياحية المفضلة للأسبان، فقد استمتع ما يقرب من 400 ألف زائر أسباني بالتجربة المصرية العام الماضي، ونأمل أن تتزايد هذه الأرقام مع استمرار بلدنا المضيف في إثراء وتنويع عروضه السياحية.
وأضاف أنه بفضل المنح غير القابلة للاسترداد، ضاعف التعاون الأسباني ميزانيته السنوية لمصر. ونحن منخرطون في عدد لا يُحصى من المشروعات التي تم الاتفاق عليها بالاشتراك مع مصر في مجالات مثل تغير المناخ والصحة وإدارة المياه وقضايا الهجرة وخلق فرص العمل. كما نولي اهتمامًا خاصًا للمساواة بين الجنسّين ومكافحة العنف ضد المرأة.
وقال: يُعرب المصريون بشكل مطرد عن اهتمام متزايد بلغتنا وثقافتنا، كما يتضح من الطلب المرتفع على تعلُم اللغة الأسبانية في معاهد ثيربانتس بالقاهرة والإسكندرية. ونحن ملتزمون أيضًا بالأنشطة الثقافية التي تعبر عن إبداعنا المتبادل. وبالطبع، نُشيد بعمل البعثات الأثرية الأسبانية المصرية التي تبلغ اثنتا عشر بعثة، والتي تقوم بالتنقيب في الماضي الرائع لهذا البلد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السفير الحكومة القاهره العيد الوطني سفير إسبانيا سفارة اسبانيا سفارة سفارة اسبانيا بالقاهرة سفير العام الماضی
إقرأ أيضاً:
الغزو الأخضر: طحالب تهدد التنوع البيولوجي والاقتصاد في جنوب إسبانيا
تغزو طحالب من جنوب شرق آسيا شواطئ جنوب إسبانيا، مما يهدد التنوع البيولوجي ويُرهق الاقتصاد. تواصل السلطات إزالة آلاف الأطنان، لكن السيطرة صعبة بسبب قدرتها على التكاثر السريع وامتصاص السموم. اعلان
تواجه شواطئ مضيق جبل طارق وساحل إسبانيا الجنوبي أزمة بيئية غير مسبوقة بسبب تراكم آلاف الأطنان من نوع طحالب غازية عدوانية تعرف باسم Rugulopteryx okamurae، والتي تعود أصولها إلى جنوب شرق آسيا. هذا الغزو، الذي دخل في مرحلة خطرة بحسب الخبراء، يُهدِّد التنوع البيولوجي المحلي ويؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد الإقليمي.
منذ شهر مايو، قام المسؤولون في بلدية كاديز بإزالة أكثر من 1200 طن من الطحلب من شاطئ لا كاليتا، أحد أكثر الشواطئ رواجًا في المدينة، بما في ذلك 78 طنًا في يوم واحد فقط.
وقال خوسيه كارلوس تيرويل، المسؤول عن إدارة الشواطئ في البلدية: "نحن مُنهَكون تمامًا. هذا كارثة بيئية"، وأضاف: "كلما كانت الرياح من الغرب، نعلم أننا أمام موجة جديدة من الطحالب".
يرجع انتشار الطحلب إلى احتمالية دخوله عبر خزانات الملح في السفن التي تمر بقناة السويس، ومن ثم تفرغ هذه الخزانات في البحر المتوسط. وقد استعمر الطحلب خلال أقل من عقد مضيق جبل طارق، والأجزاء الكبيرة من ساحل إسبانيا الجنوبي، وجزر الكناري والآزور، بالإضافة إلى البحر الكانتابري ومنطقة الباسك.
تم رصد الطحلب لأول مرة قبل نحو عشر سنوات في مدينة سبتة الإسبانية في شمال إفريقيا، من قبل باحث من جامعة مالقة. وقال خوان خوسيه فرغارا، أستاذ علم الأحياء في جامعة كاديز: "في المرحلة الأولى من الغزو يمكن التحكم فيه. الأمر مشابه للكشف المبكر عن السرطان قبل انتشاره". لكنه أضاف: "الكمية التي تصل إلى الشاطئ هي مجرد جزء صغير مما يطفو تحت الماء".
Related شاهد: نشطاء يلقون طناً من الطحالب الخضراء احتجاجاً على انتشار الزراعة الصناعية في غرب بفرنساشاهد: لأسباب عدة.. طحالب البوزيدونيا تواجه خطر الاندثار على السواحل التونسيةتكاثر الطحالب السامة يثير القلق في جنوب أستراليا.. إغلاق شواطئ ونفوق أعداد كبيرة من الأسماك"لكن الآن، حجم المشكلة يجعل من المستحيل السيطرة عليها"، وتابع فرغارا: "في غزوات الطحالب الأخرى التي شهدناها، عادت الأمور إلى طبيعتها بعد فترة تتراوح بين 10 إلى 15 عامًا، ولكن الكثير من العلماء يقولون إنهم لم يشهدوا أبدًا غزوًا بهذا الحجم."
ويعمل الطحلب على تدمير النظام البيئي المحلي، حيث يطرد العديد من النباتات الأصلية على شاطئ لا كاليتا. كما أنه يلتصق بالصخور ويطفو حرًا، مما يؤدي إلى اختفاء الأنواع الأصلية من الطحالب. وليس للطحلب أي أعداء في المنطقة، ويمكنه التكاثر جنسيًا ولاميوتوتيًا، وهو قادر على امتصاص السموم، مما يجعل منه مستحيل القضاء عليه تقريبًا، وفقًا للخبراء.
إلى جانب الأثر البيئي، يؤثر الطحلب بشكل مباشر على الاقتصاد المحلي، خصوصًا في مجال السياحة والصناعة السمكية. فالشواطئ المعروفة مثل تلك الموجودة في كاديز وتاريفا، وهي مركز للتجديف الشراعي، أصبحت غير جذابة للكثير من الزوار.
كما أن الطحلب يلتصق بشباك الصيد وخطوطها ويقلل من نسبة الأكسجين في الماء، ما يؤثر سلبًا على الحياة البحرية. وهناك أيضًا تكاليف باهظة على دافعي الضرائب لإزالة الطحالب.
وفي الوقت الحالي يتم التخلص من الطحلب في مواقع التخلص من النفايات. لكن شركة محلية طلبت إذنًا باستخدام الطحلب كمصدر للطاقة من خلال تحويله إلى كتلة حيوية. ومع ذلك، فإن القانون الإسباني يمنع الاستغلال التجاري للأجناس الغازية إلا إذا كانت تشكل تهديدًا على الصحة العامة أو السلامة، أو من أجل تسريع عملية إبادتها، وهو شرط يبدو أنه ينطبق على Rugulopteryx okamurae.
وأطلقت الحكومة الإقليمية في أندلوسيا هذا الأسبوع خطة تضم أربع مراحل للتعامل مع الأزمة، تشمل البحث والمراقبة والتوعية، وخيارات إعادة تدوير الطحلب. ولتحقيق استخدامه ككتلة حيوية، سيتعين على الحكومة الإقليمية التفاوض مع وزارة البيئة الإسبانية.
قال فرغارا: "الفكرة مثيرة للاهتمام، لكنني أشك في أنها ستتمكن من إبادة الطحلب أو حتى تقليل حدته بشكل كبير عندما يمكن أن تصل مئات الآلاف من الأطنان إلى شاطئ واحد فقط".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة