أبو الغيط: روسيا تهدد العالم الغربي لتحقيق الكثير من مصالحها
تاريخ النشر: 14th, October 2024 GMT
قال السفير أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إن الحرب العالمية الأولى، كان لها الكثير من المقدمات، ومؤخرًا صدر العديد من الكتب التي تتحدث عن الحرب بعد مرور أكثر من 100 عام عليها.
وأضاف أبو الغيط، خلال لقائه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسئوليتي" عبر فضائية "صدى البلد"، أن الحرب العالمية الثانية بدأت بسبب الصدام بين اليابان والصين، حتى وصلت للضغوط والأزمات التي فرضها “أدولف هتلر” على العالم في ذلك الوقت وخاصة أوروبا.
ونوه بأن الحرب العالمية الأولى استمرت 10 سنوات، وخلال الحرب العالمية الثانية فقد العالم أكثر من 100 مليون شخص، وتلاها إلقاء القنبلة النووية على اليابان من قبل الولايات المتحدة.
ونوه بأن الدُب الروسي، دولة نووية، وتستشعر في الفترة الحالية بتهديد العالم الغربي للكثير من مصالحها، خاصة بعد الدعم الكبير لأوكرانيا وتزويدها بالسلاح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا العالم الغربي نووي أحمد موسى الحرب العالمیة
إقرأ أيضاً:
الفوضى الخلّاقة الشاملة: مشروع صهيوني لتحقيق الهيمنة
راهن بعض الناس، حتى من أبناء الجاليات المسلمة في أمريكا الذين منحوا أصواتهم للرئيس دونالد ترامب، على وعوده بوقف الإبادة الجماعية في غزة، وهي إبادة لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وعلى إنهاء الحروب المشتعلة في العالم. لكن، ويا للأسف، لم يتحقق شيء من ذلك، بل ازداد العالم اشتعالا، وتوسّعت رقعة الحروب والكوارث، واكتملت فعلا حلقات الفوضى الخلاقة للصهاينة، والهدامة لكل القيم والإنسانية.
فالإبادة في غزة مستمرة بأشد صورها، والإغاثة الإنسانية تحوّلت إلى فخاخٍ قاتلة تُستدرج إليها بطون الجوعى ليُبادوا عندها، في مشهد لا تكاد تصدقه الضمائر الحيّة. معدل القتل بلغ مستويات مرعبة، حيث يقدَّر عدد الشهداء والجرحى بأكثر من مئتي ألف، فيما تتفاقم المجاعة والأمراض بصورة خطيرة تهدد وجود الجيل بأكمله في غزة.
نحن نشهد في هذا العصر، عملية قتل ممنهجة، وإبادة شاملة تستهدف نحو مليونين ونصف المليون من المدنيين في غزة، معظمهم من النساء والأطفال، في ظل صمت دولي مخزٍ. دُمِّرت البيوت والمنازل والمساجد والمستشفيات والمدارس والكنائس، بل حتى الخيام والملاجئ المؤقتة لم تسلم من آلة القتل. كل ذلك يحدث تحت مرأى ومسمع من العالم الذي يدّعي التحضّر، وبأسلحة فتاكة أمريكية وغربية، وبغطاء سياسي سافر من بعض الدول الغربية.
لقد انهارت في هذا العالم المعايير الأخلاقية والقوانين الإنسانية، ولم يعد للأمم المتحدة أيّ دور يُذكَر، حتى في حماية مؤسساتها الأممية كالأونروا. أما هذه الفوضى الشاملة، فهي جزء من مشروع صهيوني قديم، قائم على مبدأ "الفوضى الخلاقة"، والذي يهدف إلى إسقاط كل الضوابط والحدود التي يمكن أن تحدّ من تغوّلهم، حتى يصبحوا فوق القانون، وفوق الأخلاق، وفوق كل المحاسبة.
وهذا ما نشهده اليوم: حكومة متطرفة في كيان الاحتلال، يتزعمها نتنياهو، تصول وتجول وتفعل ما تشاء في غزة، وتقتل من تشاء في لبنان وسوريا واليمن والعراق، وأخيرا في إيران، من دون رادع أو محاسبة.
أما المواقف الدولية، فتنقسم إلى ثلاثة أنماط:
- تأييد مطلق ودعم مباشر سياسيا وعسكريا ولوجستيا، كما هو الحال مع الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
- دعم خفي أو صمت مدوٍّ، كما تمارسه معظم دول العالم.
- إدانة لفظية خجولة من بعض الدول العربية والإسلامية، بلا أي ضغط سياسي أو اقتصادي فعّال، وكأنّها تواسي الضمير لا أكثر.
هذا الانحدار الأخلاقي، وهذه الازدواجية في المعايير، حسب سنن الله تعالى، مؤذنةٌ بخراب هذه الحضارة المادية الظالمة، التي صار لها وجهان كاذبان، ولسانان متناقضان. إنه تسارع نحو نهايتها، ونهاية مشروع الإفساد الصهيوني العالمي
هذا الانحدار الأخلاقي، وهذه الازدواجية في المعايير، حسب سنن الله تعالى، مؤذنةٌ بخراب هذه الحضارة المادية الظالمة، التي صار لها وجهان كاذبان، ولسانان متناقضان. إنه تسارع نحو نهايتها، ونهاية مشروع الإفساد الصهيوني العالمي، كما بشّرنا القرآن الكريم، حين أخبرنا أن نهاية الظالمين تبدأ بانكشاف جرائمهم، وبتحوّل وجوههم إلى السواد، وتنفير القلوب منهم، فتبدأ الأمم المتحالفة معهم برفضهم والتبرؤ من تصرفاتهم، وتنقلب الموازين.
بقاء هؤلاء المجرمين واستمرار هيمنتهم لم يكن ليحصل لولا خذلان الأمة، وتفريطها بأوامر الله، وانحرافها عن نهيه. وقد نُزع من قلوب كثير من قادتها الإحساس بكرامة الأمة، وباتوا يكتفون ببيانات الإدانة، دون أن يستخدموا أي ورقة ضغط، من المقاطعة السياسية والاقتصادية، إلى إعادة تقييم العلاقات الدولية.
وما يؤلمنا أشد الألم، مع مشاهد الإبادة اليومية في غزة، هو صمت العالم الذي يسمي نفسه متحضرا، بل وتواطؤ بعضه، إذ يُشرعن القتل ويغطي عليه. ولكن ما هو أكثر إيلاما، هو موقف معظم دولنا الإسلامية والعربية، التي لم تخرج عن دائرة الإدانة اللفظية، ولم تلوّح حتى بالحد الأدنى من أوراق الضغط، لا السياسية ولا الاقتصادية ولا حتى الدبلوماسية، وأشد إيلاما هو تعاون بعض الدول العربية -ومعهم بعض من يدعي العقيدة الصحيحة!!- بل دعمهم لأعداء الدين والعروبة، فأين الدين والمبادئ والجسد الواحد والعقيدة والولاء والبراء؟ وأين العروبة والشهامة والمرجلة، والأمة العربية الواحدة؟!
إنها مأساة حضارية وإنسانية، نعيشها أمام أعيننا، في ظل عالم متوحّش فقد ضميره، وأمة مخذولة فرّطت في قيمها، فاستُبيح دمها وديارها.
والله المستعان.