اختتمت كلية اللغة والإعلام بفرع القرية الذكية بالإكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري فعاليات ملتقاها العلمي الثالث، والذي حمل عنوان "الإعلام الجديد وتمكين الشباب: المواطنة الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي". 

 

استمر الملتقى على مدار ثلاثة أيام (14-16 أكتوبر)، وجمع أكثر من 100 باحث وخبير من 25 دولة لمناقشة دور الإعلام واللغة في صقل هوية الشباب الرقمية في ظلّ التطورات التكنولوجية المتسارعة.

وقد خرج الملتقى بمجموعة من التوصيات العملية القابلة للتطبيق، تهدف إلى بناء جيل واعٍ قادر على استخدام التكنولوجيا بمسؤولية.

تمكين الشباب 

في ظلّ الانتشار المتزايد للإعلام الرقمي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح من الضروري تمكين الشباب بالمعرفة والمهارات اللازمة للتعامل مع هذا الواقع المتغير. وفي هذا السياق أكد الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، رئيس الأكاديمية، على دعم الأكاديمية لمبادرات الذكاء الاصطناعي وتمكين الشباب، مشيداً بالتوصيات القيّمة التي خرج بها الملتقى.  

وأبرزت الدكتورة حنان يوسف عميدة الكلية،  أهمية تعزيز مسارات البحث في مجالات الإعلام الرقمي والذكاء الاصطناعي، وأن الأكاديمية تسعي من خلال هذه المبادرات إلى بناء شخصية الطالب وتطوير قدراته، في إطار رؤية شاملة تهدف إلى تحسين جودة التعليم في العالم العربي.

تحديات التكنولوجيا 

 ناقش المشاركون في الملتقى التحديات التي يفرضها سوء استخدام التكنولوجيا، مثل انتشار الأخبار الكاذبة والخطاب التحريضي، وكيفية مواجهة هذه التحديات باستراتيجيات تعليمية وإعلامية فعّالة. كما تم تسليط الضوء على الفرص التي يوفرها الإعلام الجديد والذكاء الاصطناعي في تمكين الشباب وإشراكهم في عمليات التنمية المختلفة.

وتوصل المؤتمر إلى حوالي ١٥ توصية ومن بينهم الآتي  : دمج التربية الإعلامية الرقمية في المناهج التعليمية، حيث أوصي الملتقى بدمج مفاهيم الإعلام الرقمي، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي وأخلاقياته، في مناهج التعليم الأساسي والثانوي، بدءاً من الصف الخامس. ويتطلب ذلك تطوير مناهج تعليمية تفاعلية، وتوفير تدريب متخصص للمعلمين على استخدام تقنيات تعليمية مبتكرة مثل ألعاب المحاكاة والقصص التفاعلية، بالإضافة إلى توفير موارد تعليمية رقمية مجانية ومتاحة للجميع، بما في ذلك مواقع إلكترونية وتطبيقات تقدم محتوى تعليمي عالي الجودة حول المواطنة الرقمية والتعامل الآمن مع الإنترنت. يُقترح أن تتولى وزارة التربية والتعليم تنفيذ هذه التوصية، بالتعاون مع الخبراء في مجال التربية الإعلامية.

توعية شاملة

كما اوصي بحملات توعوية شاملة ، من خلال تصميم وتنفيذ حملات إعلامية توعوية شاملة تشرح مفاهيم المواطنة الرقمية وطرق استخدام التكنولوجيا بشكل مسؤول. يمكن أن تتضمن هذه الحملات إعلانات مرئية ومسموعة على وسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة إلى ورش عمل وتدريبات تفاعلية تستهدف الفئات العمرية المختلفة.يُقترح أن تتولى وزارة الإعلام تنفيذ هذه الحملات، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني والخبراء في مجال الاتصال.

وجاء من ضمن التوصيات أيضا انشاء مدونة أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال دعوة الأكاديميين والخبراء لتطوير مدونة أخلاقية شاملة تحكم استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل يتوافق مع القيم المجتمعية وحقوق الإنسان.  يُقترح أن تتولى الجامعات والمؤسسات البحثية المسؤولية عن تطوير هذه المدونة، بالتعاون مع المنظمات الدولية المختصة.

كما أقترح الملتقي  بإدراج المهارات الأساسية في المواطنة الرقمية في برامج التعليم الجامعي بجميع تخصصاتها، بما يشمل التعليم على التعامل الآمن مع البيانات الشخصية والتعامل مع الشبكات الاجتماعية بشكل مسؤول.

وأكد الملتقي  باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف مجالات التنمية، مثل التعليم والصحة والزراعة، مع التركيز على العدالة الاجتماعية وتحقيق الفائدة لجميع أفراد المجتمع. يُقترح أن تتولى الوزارات المختصة تنفيذ هذه التوصية، بالتعاون مع شركات التكنولوجيا المحلية والدولية.

التوصيات الختامية

1.  تعميم التربية الإعلامية الرقمية في المناهج التعليمية العربية، بهدف نشر الوعي بين الشباب وتعزيز قدراتهم على التعامل النقدي في البيئة الرقمية تجاه التأثيرات والمحتويات الإعلامية التي لا تراعي قواعد العمل الإعلامي، مثل احترام الخصوصية، وحماية مقومات الهوية الوطنية، حماية البيانات الشخصية واحترام القيم الاجتماعية والثقافية، ومكافحة التضليل الممنهج ونشر الإشاعات المضللة والأخبار الزائفة.

2. أهمية العمل على تصميم حملات إعلامية يكون الهدف منها تحديد واضح لكافة المفاهيم المرتبطة بالمواطنة الرقمية والوقوف على القواعد الأساسية التي تحدد الطريقة التي يتم بها استخدام التكنولوجيا الرقمية.

3. دعوة الأكاديميين والخبراء العاملين في مجال التكنولوجيا الرقمية من التخصصات ذات الصلة لتصميم مدونة أخلاقية شاملة توضح كيفية استخدام المنجز الرقمي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي بالشكل الذي يواءم احتياجات المجتمع .

4. الدعوة إلى إدراج المهارات الأساسية للمواطنة الرقمية وتطبيقاتها العملية ضمن المقررات التعليمية في مراحل التعليم الجامعي من أجل زيادة الوعي بهذا المفهوم باعتباره عنصرًا فعالًا في تطوير قدرات الموارد البشرية تتكامل مع كافة المبادرات المعنية ببناء الإنسان في المجتمعات العربية.

5. الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز مشاركة الشباب في كافة المجالات التنموية بما يحقق أقصى قدر من الفعالية سواء في مراحل التوعية بها أو في مجالاتها التنفيذية.

6. الترويج للنماذج الشبابية الناجحة التي قدمت مبادرات إيجابية ترتبط بالثقافة الرقمية وبكافة منتجاتها.

7. استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي في تصميم رسائل مخصصة وموجهة للترويج لإبداعات الشباب خاصة في المجال الرقمي ذاته.

8. ضرورة التوعية بتطبيقات الذكاء الاصطناعي والدور الذي يمكن أن تلعبه في تطوير مهارات وقدرات العقول الشابة باستخدام منصات التواصل الاجتماعي عبر رسائل إعلامية متنوعة يتم تصميمها من قبل خبراء متعددي التخصصات.

9. ضرورة الاهتمام بالمحتوى الرقمي العربي المرتبط بأفكار المواطنة الرقمية لاستيعاب كافة مقوماتها الإيجابية التي تؤكد على الربط بين التكنولوجيا وآفاق استخداماتها التنموية خاصة في مجالي التعليم والإعلام، مع تقليل التهديدات المرتبطة بتأثيراتها السلوكية السلبية .

10. ضرورة الالتفات إلى ما يعرف بالتحيز الخوارزمي الذي قد يعمل على تشويه المنجز التنموي في مجال المواطنة الرقمية وتمكين الشباب والكشف عن آليات التضليل التي قد تتم بهذا الشأن.

11. ضرورة الاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل عملي في مجال تمكين الشباب من دون الاستغراق في موضوعات جدلية ترتبط بالتهديدات التي قد تمثلها باعتبارها ندًا أو نظيرًا لهم بوسعه أن يحل محلهم في مجالات العمل المختلفة.

12. السعي نحو الاستفادة ، في إطار من الفهم لتحديات المواطنة الرقمية، من تطبيقات الذكاء الاصطناعي في عمليات التعليم والتدريس ذاتها مع الوضع في الاعتبار الطبيعة الخاصة لكل مجال تعليمي بالشكل الذي يساعد على تطوير قدرات الشباب الذهنية خطوة لا غنى عنها نحو عمليات تمكينهم المجتمعي.

13. اقتراح تخصص دراسي بيني لكلية اللغة والاعلام تحت اسم الاعلام والذكاء الاصطناعي ليكون الأول من نوعه في مجال الشرق الأوسط

14. وأخيرا، دعوة وزراء الإعلام العرب الي تبني مفهوم المواطنة الرقمي في جميع مبادرة كلية اللغة والاعلام واطلاق مشروع "الاعلام والمواطنة الرقمية" يدعو الي الاستفادة من إيجابيات الندوة المعلوماتية والحماية من سلبيات التعامل الغير رشيد للإعلام الرقمي

د.حنان يوسف

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسماعيل عبد الغفار رئيس الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري توصيات الملتقي عصر الذكاء الاصطناعي المواطنة الرقمية حملات توعية التربية الاعلامية تطبیقات الذکاء الاصطناعی استخدام التکنولوجیا الذکاء الاصطناعی فی المواطنة الرقمیة المواطنة الرقمی تمکین الشباب بالتعاون مع الرقمیة فی فی مجال

إقرأ أيضاً:

دبي الرقمية تكشف عن أول «أسرة إماراتية افتراضية» بالذكاء الاصطناعي – فيديو

أعلنت «دبي الرقمية» إطلاق أول أسرة إماراتية افتراضية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتكون واجهة تفاعلية تمثل المجتمع الإماراتي، وتعكس طموحاته، وتعبّر عن رؤيته نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، وتُسهم في إيصال الرسائل الحكومية والتوعوية بشكل قريب من الناس.

واستهلّت دبي الرقمية هذه المبادرة، والتي تأتي ضمن مبادراتها لعام المجتمع، بالكشف عن أول أفراد الأسرة الافتراضية وهي شخصية «الفتاة»، التي ظهرت في فيديو قصير عبر منصات التواصل الاجتماعي، مرتدية الزي الإماراتي التقليدي بلمسة عصرية. وتمتاز الشخصية بطابعها الودود واللطيف، وقد صُمّمت لتكون قريبة من الأطفال والعائلات، ولتحفّز التفاعل معهم حول مواضيع التكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الرقمية.وفي لفتة تفاعلية تعكس الحرص على ترسيخ البُعد التشاركي في التواصل مع المجتمع، دعت «الفتاة» أفراد المجتمع للمشاركة في اختيار اسمها من بين ثلاثة خيارات: «دبي»، «ميرة»، أو «لطيفة».ومن المقرر أن يشهد المشروع خلال المرحلة المقبلة إطلاق شخصيات أخرى تمثّل الأب والأم والأخ، بما يؤدي في نهاية المطاف إلى تشكيل نموذج رقمي متكامل لأسرة إماراتية افتراضية، تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات المتقدمة لتوصيل رسائل توعوية وتعريفية حول الخدمات الرقمية في دبي، بأسلوب ممتع ويلائم جميع شرائح المجتمع.

وتهدف هذه المبادرة المبتكرة إلى رفع مستوى الوعي بالخدمات الرقمية المتطورة في الإمارة، وتعزيز مفاهيم الحياة الرقمية بأسلوب تفاعلي وإنساني قادر على الوصول إلى جميع أفراد المجتمع باختلاف أعمارهم وثقافاتهم وجنسياتهم ولغاتهم، من خلال شخصيات افتراضية مستوحاة من الهوية الإماراتية والقيم المجتمعية الأصيلة.وتتماشى هذه المبادرة مع رؤية دبي الرقمية في تطوير أدوات اتصال حديثة قائمة على الذكاء الاصطناعي، تستلهم القيم الإماراتية وتخاطب الأجيال الجديدة بلغتها وتفضيلاتها الرقمية. وتهدف دبي الرقمية إلى أن تكون هذه الشخصيات الرقمية صوتاً قريباً من الناس، وجسراً لتعزيز وعيهم بالخدمات الرقمية، بأسلوب ممتع، وتفاعلي، ومؤثر بما يحقق أهدافها نحو بناء مستقبل رقمي يعزز جودة الحياة وسعادة الإنسان وترسيخ النموذج المُلهِم لدبي كمدينة رائدة ومتفوقة في مختلف جوانب رقمنة الحياة بما فيها أساليب التواصل مع المجتمع، كما تسعى دبي الرقمية إلى تحقيق الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي في بناء مستقبل أكثر تكامل ومرونة، يكون فيه الإنسان في قلب العملية الرقمية.

#فيديو | «دبي الرقمية» تعلن عن إطلاق أول أسرة إماراتية افتراضية مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لتكون واجهة تفاعلية تمثل المجتمع الإماراتي، وتعكس طموحاته، وتعبّر عن رؤيته نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة، وتُسهم في إيصال الرسائل الحكومية والتوعوية بشكل قريب من الناس#صحيفة_الخليج pic.twitter.com/i7vjbYPIeQ

— صحيفة الخليج (@alkhaleej) July 31, 2025

صحيفة الخليج

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • Nvidia تجمع بين الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية في سباق التكنولوجيا الكبرى
  • باستخدام الذكاء الاصطناعي.. إطلاق نسخة جديدة من «فوتوشوب» بميزات جديدة
  • فوتوشوب يزداد ذكاءً.. ميزات جديدة تعتمد على «الذكاء الاصطناعي» لتسهيل تعديل الصور
  • الذكاء الاصطناعي يُحدث نقلة في مكافحة التدخين الإلكتروني
  • شركات التكنولوجيا الكبرى تتجاوز التوقعات رغم ارتفاع الرسوم الجمركية وتكاليف الذكاء الاصطناعي
  • دبي الرقمية تكشف عن أول «أسرة إماراتية افتراضية» بالذكاء الاصطناعي – فيديو
  • محمود عتمان: مجلس الشيوخ يرفع دراسة الذكاء الاصطناعي للرئيس السيسي لتفعيلها تنفيذياً
  • أمنية وخدمية.. توصيات جديدة للمواكب الحسينية المشاركة بزيارة الأربعين
  • الذكاء الاصطناعي الخارق أصبح في متناول يد ميتا.. وزوكربيرغ يخشى مخاوف أمنية جديدة
  • التعليم تحذر من مدارس تحمل اسم التكنولوجيا التطبيقية دون انتسابها للمنظومة