ملفات ما بعد اغتيال السنوار..حماس أمام مفترق طرق .. الاخوان ام إيران
تاريخ النشر: 19th, October 2024 GMT
عندما أضرم التونسي محمد البوعزيزي النار بنفسه في يناير 2011، لم يكن في حسبانه أبداً أن ما أقدم عليه سيضع حركة حماس على مفترق طرق.
الاحتجاجات التي عرفت باسم "الربيع العربي" الذي أطلقته شرارة الحريق في تونس، وتدحرج إلى أنظمة عربية مختلفة، ترك شرخاً في بنيان "حماس"، الحركة الفلسطينية التي تصنّفها الولايات المتحدة الأميركية إرهابية منذ 1995.
اندلعت انتفاضة في سوريا في مارس 2011 ضد نظام الرئيس بشار الأسد، فتوترت علاقة "حماس" بالنظام السوري، وأعلن قياديوها، وعلى رأسهم خالد مشعل وإسماعيل هنية، دعم المعارضة السورية والدعوة إلى تغيير النظام.
هنية قال في تلك الفترة: "نستبشر كل الخير بهذا الربيع وهذه الثورات وبهذه النهضة لهذه الشعوب الإسلامية العربية المباركة".
كانت قيادة "حماس" تستقر لسنوات عديدة، منذ طرد الأردن لها من عمّان في عام 1999، في العاصمة السورية دمشق. لكن في يناير 2012، تخلى زعيم "حماس"، مشعل، عن قاعدة الحركة في دمشق، وانتقل إلى الدوحة في قطر.
كان ذلك مؤشراً واضحاً على انكسار العلاقة بين "حماس" والنظام السوري، وعلّق رئيس النظام السوري بشار الأسد على الأمر لاحقاً في مقابلة تلفزيونية بالقول: "هذا الموقف هو موقف غدر، لأن هذه الجهة، ليس لأننا وقفنا معها، بل لأنها كانت تدّعي المقاومة في ذلك الوقت، وأنا أتحدث عن القيادات، لا أتحدث عن كل حماس، هي نفسها التي حملت علم الاحتلال الفرنسي لسوريا (يقصد العلم الذي اعتمدته المعارضة السورية)".
ولم يكن ذلك يؤشّر فقط إلى تخلخل العلاقة بدمشق، بل أنه انسحب إلى كامل "محور الممانعة" الذي تتزعمه إيران.
وأكثر من ذلك، تحوّل مادة للانقسام داخل حركة "حماس" نفسها، بين تيارين، الأول يقف مع قطر وتركيا في دعمهما "الربيع العربي" ضد إيران و"حزب الله" اللذين يدعمان نظام الأسد.
رداً على خطوة مشعل، علق نائب قائد "حماس" موسى أبو مرزوق، آنذاك، قائلاً: "الإيرانيون غير راضين عن موقفنا بشأن سوريا، وعندما لا يكونون سعداء، فإنهم لا يعاملوننا بنفس الأسلوب القديم".
أبعد من ذلك، برز الشرخ داخل الحركة بين هذين الجناحين، في تصريحات للقيادي في "حماس" داخل قطاع غزة محمود الزهار، انتقد فيها رئيس المكتب السياسي للحركة مشعل، مؤكداً أن خروج قيادات الحركة من سوريا كان بقرار فردي وليس سياسياً.
كما ظهر هذا التباين أيضاً في رسالة تعزية وجّهها محمد الضيف، القائد العام لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، إلى حزب الله، قال فيها: "يكفي للأمة استنزافاً لطاقاتها وتبديداً لإرادتها".
وحسب دراسة للباحث عقل محمد أحمد صلاح بعنوان "حركة حماس وممارستها السياسية والديمقراطية 1992-2012"، فإن تلك المرحلة شهدت "إحراجاً كبيراً لقيادة الداخل والجناح العسكري من موقف الحركة الرسمي الذي خذل من احتضنهم في الوقت الذي تخلى عنه الجميع".
وترى الدراسة أن تلك المرحلة "شهدت تبايناً واضحاً في تصريحات قيادات حماس ومواقفهم، على الرغم من أن القرار عند الحركة هو قرار المؤسسة وليس الفرد".
وتلاحظ الدراسة أن "تصريحات بعض قيادات حماس كالزهّار وقيادة القسّام، تشي بوضوح إلى أن ثمة تبايناً واضحاً بين موقفي الداخل والخارج، أو الموقف الذي يمثله الزهار ومن يتناغمون معه والموقف الآخر الأكثر انسجاماً مع قطر وتركيا، والذي يمثله خالد مشعل ومن يواليه داخل الحركة".
ويخلص الباحث إلى أن حماس بسبب موقفها من "الربيع العربي"، "ارتهنت لتحالف إخواني خسر الرهان على الثورات العربية وحوصر عربياً".
وفي ديسمبر 2014 رفضت طهران استقبال مشعل، حسب الباحث، لأن "إيران كانت تنظر إلى مشعل بتوجس بسبب موقفه من الأحداث في سوريا". مع ذلك، لم يتوقف التمويل الإيراني لـ "حماس" بشكل كامل في تلك المرحلة، بحسب ورقة بحثية نشرها معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.
ففي حين أثر الخلاف بين الحركة وطهران على تمويل الأنشطة السياسية لـ "حماس"، واصلت إيران، وفق المعهد، تمويل الأنشطة العسكرية للحركة. ولم تبدأ العلاقات بين "حماس" وإيران بالتحسن إلا عام 2014، حسب معهد واشنطن.
هذا الانقسام يعود إلى الواجهة اليوم مع اغتيال يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي حلّ مكان إسماعيل هنية بعد اغتيال الأخير في طهران. هنية كان أقرب للتيار الإخواني القطري التركي، أما السنوار فيُحسب على التيار الإيراني في الحركة.
والشرخ الذي تركه الموقف من "الربيع العربي" لا يزال حاضراً داخل الحركة، التي تشهد تجاذباً من التيارين حول تولي قيادتها، وإدارة الدفة في المستقبل، في بحر متلاطم من التناقضات، بين تيار إيراني تمثله معظم قيادات الداخل كمحمود الزهّار والسنوار (قبل مقتله) بالإضافة إلى بعض قيادات الخارج كخليل الحية المحسوب على إيران وغيره، مع القيادة العسكرية للقسام المتمثلة بمحمد الضيف وشقيق السنوار الأصغر محمد ومروان عيسى
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: الربیع العربی
إقرأ أيضاً:
خطط إسرائيلية لاغتيال السنوار والضيف رُفضت سياسياً قبل "طوفان الأقصى"
كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الثلاثاء، عن معطيات جديدة تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي وضع، قبل هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، خططًا واسعة لاغتيال قائدي حركة حماس في غزة ، يحيى السنوار ومحمد الضيف، إلا أن القيادة السياسية الإسرائيلية رفضت تنفيذها وأصرت على الحفاظ على حالة الهدوء في القطاع.
وبحسب شهادات قدمها ضباط كبار أمام طاقم التحقيق العسكري الذي يترأسه الجنرال الاحتياطي سامي ترجمان، فإن قائد القيادة الجنوبية إليعزر توليدانو أعد خطة من أربع مراحل، تتضمن اغتيال قيادات حماس، وتدمير منشآت تصنيع الأسلحة، وشن غارات جوية مكثفة، يعقبها اجتياح بري محدود تشارك فيه ثلاث فرق نظامية.
انقسامات بين المستويين العسكري والسياسي
التقرير يوضح أن رئيس أركان الجيش آنذاك، هيرتسي هليفي، فضل التركيز على الجبهة الشمالية مع حزب الله، بينما شدّد المستوى السياسي، بقيادة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن السابق يوآف غالانت، على عدم المبادرة لأي عملية واسعة في غزة خلال فترات الهدوء، حفاظًا على التوازن القائم.
كما نقل التقرير أن نتنياهو “عمل لسنوات على إبقاء حماس في الحكم”، وأن الخطة المقترحة لم تهدف إلى إسقاطها، بل إلى ضربها بشكل كبير لردعها لسنوات.
اختلاف الروايات داخل الجيش
وبينما تشير إفادة أولى إلى أن هيئة الأركان رفضت خطتي الاغتيال والاجتياح مرتين خلال عام ونصف، قدّم ضابط آخر رواية مناقضة، أكد فيها أن الشاباك هو من بادر لطرح تصفية السنوار والضيف في أيار/مايو 2022 عقب عملية "إلعاد"، وأن القيادة الجنوبية أعادت الطرح في أبريل 2023 بعد إطلاق صواريخ من غزة.
وأضافت الإفادة أن الشاباك، برئاسة رونين بار، أبدى دعمه للخطة، بينما تحفظ رئيس الأركان هليفي، معتبرًا أن الظروف السياسية غير ناضجة لاتخاذ قرار بهذا الحجم.
تجاهل خطة "سور أريحا"
وأفاد الضباط بأن الجيش وجد خلال الاجتياح البري للقطاع مواد في حواسيب حماس تشير إلى نيتها تنفيذ خطة “سور أريحا” في أبريل 2023، مستغلة حالة الانقسام الداخلي الإسرائيلي والاحتجاجات على إصلاحات القضاء. ومع ذلك، لم تعرض القيادة الجنوبية هذه المعلومة على المستوى السياسي أو رئيس الأركان حينها.
الأولوية للجبهة الشمالية
وخلال الفترة نفسها، كان الجيش يرفع حالة التأهب استعدادًا لاحتمال مواجهة مع حزب الله وإيران عقب حادثة "مفترق مجدو"، وهو ما دفع القيادة السياسية لتأكيد أن تبقى غزة "جبهة ثانوية وهادئة".
وبحسب الشهادات، فإن نتنياهو كان يميل إلى الموافقة على عمليات نوعية فقط بعد أحداث تهدد مكانته سياسيًا، مثل اغتيال القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا عام 2019، والذي نُفذ بعد ضغوط عسكرية وإحراج سياسي للقيادة.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو: لا توجد تفاهمات أو اتفاقيات تم التوصل إليها بين إسرائيل وسوريا إسرائيل تعيد فتح معبر "اللنبي" لإدخال المساعدات والبضائع إلى غزة ترامب يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي عند "الخط الأصفر" ويطالب بانسحاب آخر الأكثر قراءة تفاصيل لقاء "مصطفى" مع مساعد وزير الخارجية الياباني لشؤون إعمار غزة الاحتلال يعتقل أشقاء شهيد بيت ريما وقريبه ويهدد عائلته بالصور: غزة: الهلال الأحمر يعزّز المنظومة الصحية بافتتاح مستشفى تأهيل جديد مجلس الوزراء يعلن رسميا موعد إجراء انتخابات الهيئات المحلية في فلسطين عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025