قمة «تريندز» الأولى لمراكز الفكر في دول “بريكس” توصي بصياغة استراتيجيات علمية مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة لتكتل «بريكس»
تاريخ النشر: 25th, October 2024 GMT
أبوظبي – الوطن:
أوصى المشاركون في قمة «تريندز» الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس، التي عقدها مركز تريندز للبحوث والاستشارات في روسيا على هامش قمة قادة دول مجموعة البريكس 2024، في مدينة قازان الروسية، بضرورة توسيع أدوار مراكز الفكر ووسائل الإعلام لتعلب دوراً محورياً وحيوياً في دعم السياسات العامة، وصياغة استراتيجيات مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي بين دول مجموعة البريكس.
وأكدوا أن دور المؤسسات البحثية والإعلامية في دول البريكس أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث يقع على عاتقها تطوير المعرفة التي تقود الابتكار والتقدم والازدهار، حيث تمتلك القدرات والإمكانات في تحليل التحديات وتحويلها إلى فرص واعدة، مشددين على أهميتها في مجال تطوير السياسات الاقتصادية والاجتماعية، التي من شأنها تعزيز التعاون ضمن دول مجموعة البريكس، وزيادة تأثيرها الجماعي على الصعيد العالمي.
وأشاروا إلى أن مراكز الفكر تضطلع بدور حيوي في رسم مسارات التنمية لدول البريكس، موضحين أن التكتل بحاجة إلى تفعيل الدبلوماسية الإعلامية، وتأهيل الباحثين الشباب للنهوض بالمعرفة الجماعية لدول التكتل، إلى جانب دمج مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة لتعزيز الابتكار الأخضر والتنمية المستدامة.
شركاء قمة «تريندز»
جاء ذلك ضمن أعمال قمة «تريندز» الأولى لمراكز الفكر في دول البريكس، التي عقدها في روسيا بالشراكة مع وكالة الأنباء الحكومية الروسية «إيتار تاس» TASS، وقناة روسيا اليوم، باعتبارهما الشريكين الإعلاميين للقمة، إلى جانب مشاركة نحو 14 مؤسسة بحثية من 10 دول أعضاء في تكتل البريكس، حيث تضمنت القمة جلستين رئيسيتين، تمحورت الأولى حول «دور مراكز الفكر في تطوير السياسات الاقتصادية والثقافية والجيوسياسية لدول البريكس»، بينما ناقشت الجلسة الثانية «دور مراكز الفكر ووسائل الإعلام في تعزيز القوة الناعمة لدول البريكس».
قمة فكرية هادفة
وقال الدكتور محمد عبدالله العلي، الرئيس التنفيذي لمركز تريندز للبحوث والاستشارات، في الكلمة الترحيبية للقمة، إنه في الوقت الذي تتواصل فيه المباحثات والمناقشات الرسمية بين قادة دول البريكس في قمة قازان؛ كنّا حريصين على أن يترافق ذلك مع قمة فكرية هادفة تعرض تصورات وأفكاراً بنّاءة تدعم التحركات الرسمية الرامية إلى تطوير التعاون بين دول البريكس، ودعم جهود تحقيق الازدهار والسلام، والتعاون بين هذه الدول وشعوبها.
وأكد العلي أن «تريندز» يسعى من خلال تنظيم هذه القمة العلمية رفيعة المستوى إلى إجراء نقاشات فكرية معمّقة حول أفضل السبل والوسائل التي تُمكّن مراكز البحوث في دول البريكس من تحقيق أهدافها الطموحة، مع التركيز على الأبعاد المستقبلية المتمثّلة في استشراف التطورات المستقبلية، وصياغة السياسات والتصورات التي تعزّز من الفرص المستقبلية، وتقلّل من التحديات التي يمكن أن تُعيق مسار التطور المستقبلي لدول البريكس وعلاقات التعاون فيما بينها.
قدرات اقتصادية هائلة
وأشار إلى أن تكتل البريكس يمتلك قدرات ديموغرافية واقتصادية هائلة، حيث تُمثّل الدول العشر، أعضاءُ المجموعة الحاليّون، 45% من سكان العالم، ويشغَلون 25% من مساحة اليابسة، ويبلغ حجم اقتصاداتهم 28.3 تريليون دولار، وتصل نسبة مساهمتهم في الاقتصاد العالمي إلى 28.8%، فيما يسيطرون على 20% من التجارة العالمية؛ وفق بيانات منظمة التجارة العالمية.
وأضاف أن هذه الإمكانيات الضخمة تُنبئ بمستقبل واعد لهذا التكتل، يكون فيه قوةً اقتصادية وسياسية مهمّة على الساحة الدولية، وهو ما يحتاج إلى رؤية متكاملة تستند إلى أفكار وأطروحات علمية ترسم خريطة واضحة لتحقيق هذا المستقبل، موضحاً: «ويَقيني أن هذا هو دور مراكز البحوث والدراسات، التي ينبغي عليها أن تتعاون من أجل أن تقدّم هذه الرؤية المتكاملة، من خلال تطوير استراتيجيات مبتكرة، ووضع خطط عملية قابلة للتنفيذ».
تشكيل سياسات جيوسياسية
وافتتح أعمال القمة محمد السالمي، رئيس قطاع البحوث في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، ملقياً للكلمة الافتتاحية، الذي قال فيها إن أهمية مراكز الفكر والبحث ووسائل الإعلام تتزايد يوماً بعد يوم في تشكيل السياسات الجيوسياسية وتعزيز القوة الناعمة للدول، مضيفاً أن قمة «تريندز» تناقش موضوعاً حيوياً، وهو دور هذه المراكز في تشكيل سياسات دول مجموعة البريكس، وتعزيز نفوذها عالمياً.
وذكر السالمي أن هذه القمة تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية التعاون بين مراكز الفكر ووسائل الإعلام، وتحديد التحديات والفرص المتاحة في هذا المجال، وتطوير استراتيجيات لدعم القوة الناعمة لدول البريكس، مما يساهم في تعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
تطوير سياسات البريكس
عقب ذلك انطلقت مناقشات الجلسة الأولى التي حملت عنوان «دور مراكز الفكر في تطوير السياسات الاقتصادية والثقافية والجيوسياسية لدول البريكس»، وأدارها عبدالعزيز الشحي، الباحث الرئيسي في «تريندز»، حيث أكدت الدكتورة ناتاليا بيرينكوفا، من جامعة لوباتشيفسكي الروسية، أهمية التعاون بين مراكز الأبحاث في دول البريكس، مشددة على ضرورة الحوار وتبادل المعلومات لسد الفجوات في أساليب البحث.
وذكر بيرينكوفا أن مراكز الأبحاث قادرة على تعزيز التفاهم المتبادل وتشجيع النهج متعدد التخصصات، داعية إلى تأهيل الباحثين الشباب ونشر المعرفة، مبرزة الترابط بين الأوساط الأكاديمية ومراكز الأبحاث في روسيا، ومطالبة بتسليط المزيد من الضوء على أهمية البرامج التدريبية والمشاريع التعاونية لإنتاج باحثين بآفاق عالمية.
المعرفة الجماعية
بدوره قال الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس مجلس الوزراء المصري، ورئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، إن التراجع المتوقع في نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي على مدى السنوات الخمس المقبلة يضع ضغطاً على اقتصادات مجموعة البريكس، ما يجعل التعاون البحثي والفكري عاملاً رئيسياً من أجل نجاح المجموعة في تحقيق أهدافها.
وأضاف أنه من خلال الشراكة والتعاون يمكننا الاستفادة من المعرفة الجماعية لبلداننا وتهيئة مستقبل أكثر ازدهاراً واستدامة، كما يجب علينا اقتناص الفرص من أجل التعاون والعمل معاً من أجل النهوض بالتعاون الأكاديمي والفكري ضمن مجموعة البريكس.
وذكر أن دور مراكز الفكر أصبح أكثر أهمية من أي وقت مضى، حيث تلعب دوراً جوهرياً في تطوير المعرفة التي تقود الابتكار والتقدم، مشدداً على ضرورة التوسع في أدوار المراكز البحثية في مجال تطوير السياسات الاقتصادية والاجتماعية، التي من شأنها تعزيز التعاون ضمن دول مجموعة البريكس، وزيادة تأثيرها الجماعي على الصعيد العالمي.
مسارات التنمية
وأوضح الدكتور مرتضى زمانيان، عضو مجلس الإدارة والمستشار الأول في مركز الحوكمة والسياسات (GPTT)، أن مراكز الفكر تضطلع بدور حيوي في رسم مسارات التنمية لدول البريكس، مركزاً على التحديات التي تفرضها الهياكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتنوعة لهذه الدول، مؤكداً أهمية وجود وسطاء مؤسسيين لتجاوز هذه الاختلافات.
وأضاف أن مراكز الأبحاث تعتبر جسراً بين المؤسسات الأكاديمية وصانعي السياسات، ما يعظم من أهميتها في قيادة تطوير السياسات، مشيراً إلى الحاجة للتركيز على إنشاء عملة مشتركة ونظام دفع موحد لدول البريكس، داعياً إلى عقد اجتماعات دورية لممثلي مراكز الأبحاث لمناقشة هذه الأولويات الاقتصادية.
مؤشرات اقتصادية متكاملة
من جهته، أشار الدكتور ماكسيم ماير، مستشار المدير العام لشركة روسجيولوجيا، إلى أن المراكز البحثية والفكرية والتحليلية المتخصصة والخاصة أكثر نجاحاً وكفاءةً من المراكز الحكومية التابعة للوزارات والبنوك المركزية، ما يفتح المجال أمام مراكز دول البريكس البحثية والتحليلية للعمل المشترك على فهم آفاق واتجاهات العلاقات بين الدول الأعضاء في البريكس.
وذكر أن مجالات التعاون بين دول المجموعة كثيرة ومتنوعة، منها أنظمة الدفع الحديثة، والتعليم المهني المتقدم، والتعليم الاقتصادي، وتطوير الإنتاج البيئي، والتعاون الصناعي الموسع، وهنا يتعين على دول البريكس إنشاء أنظمة سيادية، ويجب على مراكز الفكر والتحليل أن تساعد في تطويرها واقتراح التوجيهات والتفاصيل المهمة لذلك.
تعزيز القوة الناعمة
أما الجلسة الثانية من القمة فقد حملت عنوان «دور مراكز الفكر ووسائل الإعلام في تعزيز القوة الناعمة لدول البريكس»، وأدار مناقشاتها علي آل علي، الباحث ومدير إدارة «تريندز دبي»، واستهل مداخلاتها ألوك كومار، رئيس المجلس الاقتصادي الهندي، الذي أكد أهمية الثقة والقيم المشتركة والتكامل الاستراتيجي لتحقيق التعاون المستدام بين دول البريكس، إلى جانب دمج مبادئ البيئة والمجتمع والحوكمة لتعزيز الابتكار الأخضر والتنمية المستدامة.
وأضاف أن مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص يلعبان أدواراً محورية في تعزيز التعاون والتنمية المستدامة، ويُنظر إلى المجتمع المدني القوي كوسيط ومصدر للمعلومات العلمية الموثوقة وداعم لاتخاذ القرارات الشاملة، بينما يقود القطاع الخاص النمو الاقتصادي ويخلق فرص العمل ويعزز التكنولوجيا.
تفعيل الدبلوماسية الإعلامية
أما فضيلة المعيني، رئيسة مجلس إدارة جمعية الصحفيين الإماراتية، فذكرت أن التطور المتسارع الذي تشهده دول التكتل يحتّم على وسائل الإعلام لعب دور موازٍ لإبراز جهود التكتل، الأمر الذي يؤكد ضرورة بناء قوة إعلامية جديدةٍ خاصةٍ بالتكتل، تستهدف الوصول إلى مختلف الجماهير في دول التكتل، مضيفة أن دول التكتل بحاجة ملحّة الآن إلى تفعيل الدبلوماسية الإعلامية، لإبراز الأهداف الحقيقية لها نحو عالم متعدد الأقطاب.
وترى أن وسائل الإعلام في دول المجموعة بحاجة إلى ضرورة بناء جسور التعاون الإعلامي، وتعزيز التبادل الشعبي والتعلّم المتبادل، والتحدث بصوت مشترك على الساحة الدولية، مبينة أن المؤسسات الإعلامية والبحثية في دول بريكس مطالبة بتوظف الثورة التكنولوجية الراهنة من أجل العمل على تطوير المجموعة، ونشر الوعي بين مواطني دولها، وتزويد المؤسسات الرسمية في دول المجموعة بالأفكار والرؤى القادرة على بث روح التطور المستدامة في دول المجموعة.
تعددية حقيقية
وأكد هو تشينتاو، مدير مكتب المجموعة الصينية للإعلام الدولي في موسكو، أهمية التعاون بين دول البريكس في ظل التغيرات العالمية، مشيراً إلى أن توسع مجموعة البريكس يمثل حقبة جديدة للتعاون في الجنوب العالمي، مما يعزز التبادل العميق بين الدول الأعضاء، وبالرغم من تحديات الأحادية والحماية العالمية، تلتزم دول البريكس بتعددية حقيقية، مشدداً على دور الإعلام ومراكز الأبحاث في مواجهة التحديات العالمية.
انفتاح وشمول وتعاون
وأوضح الدكتور تشاو تشونغشيو، رئيس جامعة الأعمال والاقتصاد الدولي بالصين، أن دول البريكس تتمسك بروح الانفتاح والشمول والتعاون في جميع الأبعاد والمجالات والمنافع المشتركة، وقد عزز هذا النهج من قدرات دول البريكس وتقدمها الاقتصادي بين عدد كبير من الدول النامية، وساهم في تعافي الاقتصاد العالمي.
وأشار إلى أن النفوذ الدولي وجاذبية آلية البريكس ينموان باضطراد، ويجذبان انتباه المزيد من الدول الراغبة في الانضمام إلى المجموعة، مؤكداً أن مراكز الفكر في دول البريكس تلعب دوراً حيوياً في دعم السياسة العامة، وصياغة استراتيجيات مبتكرة لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز التعاون الدولي، مضيفاً أنه تقع على عاتق مراكز الفكر مسؤولية تعزيز التقدم التكنولوجي والتنمية الاجتماعية.
صياغة مبادرات تعاونية
من جهته، ذكر الدكتور ييتينا جبر، مدير المعهد الإثيوبي للشؤون الخارجية، أن قمة «تريندز» لمراكز الفكر في دول البريكس تفتح المجال لتبادل المعرفة وتحديد التحديات والحلول المشتركة، إلى جانب أهميتها في وضع توصيات سياسية وصياغة مبادرات تعاونية والدعوة إلى سياسات مؤثرة تعزز التنمية المستدامة.
وبيَّن أن مراكز الفكر في تكتل البريكس قادرة على توحيد وإبراز نقاط القوة في المرونة المناخية، والتجارة والاستثمار، والتنمية المستدامة، والابتكار التكنولوجي، حيث يمكنها صياغة مستقبل مبادرات علمية ومعرفية مشتركة، ترسخ للرخاء والسلام والتقدم التكنولوجي والعمل المناخي المشترك.
نظام عالمي جديد
من جانبه أكد الدكتور حسين سولومون، من مركز دراسات النوع الاجتماعي وأفريقيا، أن العالم يعيش في فترة تغير مناخي شديد، في الوقت الذي يشهد فيه العالم تشكل نظام عالمي جديد تقوده دول مجموعة البريكس، حيث إن دول مجموعة البريكس تمثل أكثر من 42% من سكان العالم، وما يقرب من 36% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وذكر سولومون أن مجموعة البريكس يمكن أن تصبح نصيراً للقارة الأفريقية في المنتديات المتعددة الأطراف، خاصة فيما يتعلق بمسألة التغير المناخي، وأن تكون شريكاً جديداً قابلاً للحياة لأفريقيا، حيث تظل قارة أفريقيا الأكثر عرضة لتغير المناخ على الرغم من مساهمتها الضئيلة في انبعاثات الغازات الدفيئة.
منصة الدراسات الاقتصادية
وفي سياق متصل، وعلى هامش أعمال قمة «تريندز» الأولى لمراكز الفكر بدول البريكس، أعلن فهد المهري، رئيس قطاع «تريندز دبي»، عن مبادرة «تريندز» لإنشاء منصة الدراسات الاقتصادية لمراكز الفكر بدول البريكس، والتي ستمثل منتدى تفاعلياً يجمع بين الخبراء والباحثين من جميع المراكز البحثية المتعاونة بدول البريكس، بهدف دعم تبادل المعرفة وتحليل البيانات الخاصة باقتصادات مجموعة البريكس.
وأوضح المهري أن المنصة تسعى إلى توفير مستودع شامل للتحليلات والأبحاث المتعلقة باقتصادات دول البريكس، مما يجعلها مصدراً موثوقاً للمعلومات التي تساعد على فهم أعمق للتحديات والفرص الاقتصادية في هذه الدول.
وأكد أن المنصة ستعمل على دعم التعاون بين المراكز الفكرية والمؤسسات الأكاديمية والباحثين من مختلف دول البريكس، وذلك من خلال تعزيز تبادل المعرفة والخبرات وتطوير مشاريع بحثية مشتركة.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
#سواليف
أكد زعيم حركة “انصار الله” اليمنية #عبدالملك_الحوثي الخميس أن ” #المعركة من قطاع #غزة إلى #إيران واحدة والقضية واحدة والأمة واحدة”، موجها رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها.
الحوثي يوجه رسالة إلى الدول التي “تستبيح” إسرائيل أجواءها ويؤكد: عملياتنا العسكرية مستمرة
زعيم حركة “انصار الله” اليمنية عبد الملك الحوثي
وفيما يلي، أبرز ما جاء في كلمة عبد الملك الحوثي حول “مستجدات العدوان الإسرائيلي على #غزة وإيران والتطورات الإقليمية والدولية”:
في ما يخص فلسطين:
مقالات ذات صلة وصول “طائرة يوم القيامة” إلى واشنطن يثير تكهنات حول شن هجوم عسكري أمريكي على إيران 2025/06/19المعركة من قطاع غزة إلى إيران واحدة، والقضية واحدة، والأمة واحدة.. المهمة الرئيسة للعدو الإسرائيلي الذي يدعمه الغرب من أجلها هي استهداف أمتنا والعمل على إخضاعها والسيطرة عليها.. نحن أمة واحدة يستهدفنا عدو واحدٌ مدعوم من جبهة معادية تستخدم كل الوسائل في استهداف أمتنا. هذا الأسبوع يعتبر من أشد الأسابيع في مجال الإجرام اليهودي الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني بحصيلة تجاوزت 3 آلاف شهيد وجريح.. العدو الإسرائيلي يركز على الإبادة الجماعية في قطاع غزة ويستهدف بشكل متعمد الجميع ومن ضمنهم الأطفال والنساء.. حصيلة الجرائم في قطاع غزة تكشف عن حجم الإجرام اليهودي الصهيوني، وأنه إبادة جماعية بكل ما تعنيه الكلمة. العدو الإسرائيلي جعل من مراكز المساعدات مراكز للإعدام، وللإبادة وللقتل ومصائد للموت.. الشعب الفلسطيني الذي يتضور جوعا في غزة يضطر الكثير منه للذهاب إلى المراكز بهدف الحصول على الغذاء الضروري.. فيتم استهداف المتجمعين بأعداد كبيرة في مراكز المساعدات بالقصف المدفعي والرصاص وأحيانا بالغارات.. مراكز المساعدات باتت من أكثر الأماكن التي يقتل فيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وبشكل يومي.. الأمريكي داعم للعدو الإسرائيلي وشريك له في فكرة تحويل مراكز المساعدات الإنسانية إلى مصيدة للإبادة الجماعية. ينبغي أن يكون هناك نشاط كبير وتحرك مستمر وواسع للضغط لإيقاف هذه المهزلة البشعة التي يستخدمها العدو الإسرائيلي.. ينبغي أن يكون هناك نشاط واسع دولي بشكل عام وضغط من العالم الإسلامي لأن المعاناة كبيرة جدا للشعب الفلسطيني.
في ما يخص سوريا:
العدو الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية كبيرة في ريف دمشق وهذا تطور خطير.. نفذ عملية ترويع للأهالي ومداهمات للمنازل بعد منتصف الليل في ريف دمشق الغربي.. العدو الإسرائيلي قام بإعدام أحد الشبان واختطف 7 آخرين بينهم شاب معاق في عمليته العسكرية العدوانية في ريف دمشق الغربي. التوجهات في المواقف بسوريا لا تسعى أن يكون هناك أي شيء إطلاقا يستفز الإسرائيلي في محاولة طمأنته أنه لن يستهدف بأي شكل من الأشكال من سوريا. العدو الإسرائيلي توغل في قرى بريفي القنيطرة الجنوبي والشمالي وقام بعمليات اختطاف وأنشأ نقاط تفتيش.. العدو الإسرائيلي مستمر بتنفيذ غارات استباحت الأجواء السورية بشكل كامل
في ما يخص الضربات بين إسرائيل وإيران:
العدو الإسرائيلي يستبيح الأجواء السورية في العدوان على إيران كما هو الحال في أجواء الأردن وأجواء العراق.
ما قبل العدوان الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية في إيران قام الأمريكي بأسلوب الخداع بالدخول في مفاوضات معها بوساطة عمانية.. الغرب يكرر الأخذ والرد والنقاش حول الملف النووي ليجعل منه مشكلة كبيرة وذريعة في مواقفه العدائية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران.. الغرب يتخذ مواقف عدائية ضد إيران في الملف النووي رغم أنه مع دول أخرى وكذا العدو الإسرائيلي يمتلكون السلاح النووي وينتجونه.
الجمهورية الإسلامية تؤكد مراراً وتكراراً أنها لا تريد إطلاقاً أن تنتج السلاح النووي ولا أن تمتلكه وأن ذلك محظور في رؤيتها الدينية.. الجمهورية الإسلامية في إيران أتاحت المجال للرقابة القوية على منشآتها النووية وحملات التفتيش، وغير ذلك من الإجراءات التطمينية..الموقف الغربي من الجمهورية الإسلامية في إيران راجع لعدة نقاط مهمة وجوهرية وذات أهمية لكل بلدان أمتنا الإسلامية.
إيران ليست دولة خانعة وخاضعة للغرب بل دولة متحررة مستقلٌة تبني نهضة إسلامية على أساس من الاستقلال.. إيران لا تشبه حال بعض الأنظمة التابعة للغرب في توجهاتها السياسية وفي مواقفها بل في كل نشاطها.. من أهم الدوافع العدائية للغرب ضد الجمهورية الإسلامية في إيران هو الموقف الداعم للشعب الفلسطيني.
الجمهورية الإسلامية في إيران ثبتت بشكل مستمر ولم تتراجع عن دعم الشعب الفلسطيني إطلاقا وهو أحد مبادئها الإسلامية.. تبني إيران لقضايا الأمة والمظلومين والمستضعفين مقلق للأعداء وهو من أكبر أسباب الحقد ضدها.. وعوامل العداء ضد الجمهورية الإسلامية في إيران تتعلق بنهضتها العلمية.. الملف النووي ذريعة غربية وإيران تقدم كل الآليات المتاحة للاطمئنان إلى عدم سعيها لامتلاك سلاح نووي.
بعيدا عن الاعتبارات الشرعية والقيمية لإيران، لكن لماذا يُتاح لأمريكا أن تمتلك السلاح النووي وتستخدمه؟ أمريكا وإسرائيل تملكان السلاح النووي وهما يشكلان الخطر على المجتمع البشري.. أمريكا استخدمت السلاح النووي لإبادة المجتمعات البشرية كما حصل في اليابان.. إذا كان التعاطي مع السلاح النووي من باب ما يشكله من تهديد للبشرية، فأول من ينبغي أن يمنع من امتلاكه هو العدو الإسرائيلي.
هم يعادون إيران طالما هي في الاتجاه المتحرر المتبني لقضايا الأمة على أساس من الانتماء الإسلامي.. الأمريكي قدم الغطاء للعدوان الإسرائيلي على إيران.
تزامن مع العدوان على إيران هجمة إعلامية وحرب نفسية بهدف تحقيق إنجاز كبير لكن العدو فشل.. العدوان على إيران فاشل، والخسائر والأضرار لن تحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية.. مع الصمود الإيراني وتماسكه اتجه للرد الفاعل المدمر القوي ضد العدو الإسرائيلي.
مستوى الرد الإيراني في حجمه وقوته وفاعليته وتأثيره جعل العدو الإسرائيلي في وضع غير مسبوق.. لم يسبق للعدو الإسرائيلي حتى في كل جولاته العدوانية التي دخل فيها في معركة مع الأنظمة العربية أن كان في وضعية مثل هذه.. الرد الإيراني المدمر والقوي والفعال بزخمه الكبير ألحق بالعدو الإسرائيلي دمارا هائلا.. الصهاينة في كل أنحاء فلسطين هم في حالة رعب وخوف إلى درجة أن البعض منهم باتوا يهربون بالتهريب عبر الزوارق إلى قبرص.. العدو الإسرائيلي يسعى بكل جهد إلى التعتيم الإعلامي ويمنع عمليات التصوير، وما يخرج من تصوير هو خارج نطاق المنع.
الحالة الداخلية للجمهورية الإسلامية الإيرانية مطمئنة ومستوى التفاعل الشعبي كبير جدا.. حالة العدوان الإسرائيلي حالة مستفزة جدا وردة الفعل تجاهها هي ردة فعل مقاومة مجاهدة غاضبة ومستاءة.
الشعب الإيراني لم يتجه للاستسلام والخنوع والرضوخ بل للاستياء والغضب والتحرك في إطار الدفاع ورد الفعل المشروع الطبيعي.. الجمهورية الإسلامية في إيران تمتلك كل عناصر القوة والثبات المعنوية والمادية والعدو الإسرائيلي لن يتمكن من إلحاق الهزيمة بها أو السيطرة عليها.
ما يقوله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من هراء وتهريج عندما يطرح مسألة الاستسلام غير المشروط على إيران وهو كلام غير عقلاني.
عملية اليوم هي عملية قوية قالت عنها بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأنها أكبر عملية من منذ بداية عمليات الرد الإيراني.. 14 موجة من موجات القصف الصاروخي في الرد الإيراني تتم بزخم كبير وبعمليات هادفة مؤثرة تضرب أهدافا مؤثرة على العدو.. الرد الإيراني مؤثر على العدو في الجانب العسكري وفي الجانب الاستخباراتي وفي التصنيع العسكري.
عمليات اليوم كانت من أهم العمليات والعدو الإسرائيلي يصيح منها ويحاول أن يحرف الحقائق بشأنها.. تضرر مستشفى عسكري للعدو من موجة انفجار على مستوى الزجاج لا يقارن مقابل ما يفعله العدو الإسرائيلي تجاه المستشفيات في غزة.. العدو الإسرائيلي يقتحم المستشفيات في غزة ويقتل كوادرها الطبية والصحية ويقتل المرضى ويستهدف حتى الحضانات ويدمرها.. العدو الإسرائيلي ليس مؤهلا لأن يتحدث مع الآخرين عن أنهم استهدفوا مستشفى عسكريا لأنه تأثر بموجات انفجار على أهداف مشروعة.
الأمريكي يطرح طرحا سخيفا جدا حينما يتحدث عن الاستسلام غير المشروط وهو طرح لا يمكن أن يتحقق إطلاقا.. الاستسلام غير المشروط يعني أن تكون الأمة الإسلامية مستباحة بالكامل لهم وألا يكون هناك اعتراض على أي شيء يعملونه بها مهما كان إجراميا وعدوانيا وغير مشروع.
لو كان حجم هذه الهجمة التي حصلت ضد إيران على بلد عربي، كيف سيكون وضعه؟ هل سيتحمل بهذا المقدار؟ ولا سيما البلدان التي لم تبن واقعها على أساس مواجهة الخطر الصهيوني.. المفترض أن يكون الإسرائيلي هو العدو الفعلي لكل الدول العربية وأن تبني قدراتها العسكرية وواقعها بما يؤهلها لمواجهة هذا الخطر.. ينبغي على كل الدول الإسلامية الثبات على موقفها المعلن من العدوان الإسرائيلي على إيران.. موقف الدول الإسلامية من العدوان على إيران جيد وينبغي الثبات على هذا الموقف.
ينبغي للدول العربية المستباحة أجواؤها وفي المقدمة العراق أن تسعى لمنع العدو الإسرائيلي من استباحة أجوائها لأن هذا اعتداء عليها.. بعض البلدان تصدر مواقف بأنها لا تريد أن تكون طرفا في هذا الصراع لكن عندما تكون أجواؤها مستباحة للإسرائيلي فهو لم يحقق ما أعلن عنه من حياد.. العدو الإسرائيلي استباح أجواء الأردن وسوريا والعراق ويفترض أن يكون هناك سعي لمنع هذه الاستباحة ولو بتبني الموقف.. لا يجوز لأحد أن يبرر استباحة العدو الإسرائيلي لأجواء بعض البلدان لأن بمقدورها أن تفعل مواقف معينة مقابل الاستباحة وانتقاص السيادة.
على الشعب العراقي أن يسعى ولو في المستقبل للخروج من وضعية الاستباحة وألا يبقى الوضع كما هو الحال في سوريا والأردن.. من المهم لكل أبناء أمتنا ولكل شعوبنا أن تسهم هذه الأحداث في رفع مستوى الوعي تجاه حقيقة الأعداء وعناوينهم المخادعة.
عملياتنا العسكرية ضد العدو الإسرائيلي مستمرة، وحظر ملاحة العدو مستمر ومسيطر عليه بشكل تام في مسرح العمليات.