تواصلت الهجمات الدموية لقوات "الدعم السريع" في السودان، وأسفرت عن مقتل العشرات في إحدى القرى الواقعة في ولاية الجزيرة السودانية، وذلك في أعقاب انشقاق أبو عاقلة كيكل الضابط الكبير بالدعم السريع وانضمامه للجيش الأسبوع الماضي.

وذكر شهود عيان أن قوات الدعم السريع قتلت نحو 124 شخصا على الأقل أمس، في ولاية الجزيرة التي ينحدر منها كيكل، وذلك ضمن أعمال العنف المستمرة منذ أشهر.



ونهبت قوات الدعم السريع المنازل وقتلت العشرات من المدنيين، وتسببت في تشريد مئات الآلاف خلال أعمال العنف المستمرة في السودان.

وقالت لجان شعبية في واد مدني إن "قرية السريحة شمال ولاية الجزيرة كانت الأشد تضررا من أعمال العنف التي وقعت في الآونة الأخيرة، إذ أدى هجوم قوات الدعم السريع إلى مقتل 124 على الأقل وإصابة 100 آخرين".

واتهمت قوات الدعم السريع في بيان أمس الجمعة الجيش بتسليح المدنيين في ولاية الجزيرة، واستخدام قوات تحت قيادة كيكل، ما دفعها إلى شن الهجوم.



ولم يرد الجيش أو قوات الدعم السريع على طلبات للتعليق، فيما تسيطر الأخيرة على أجزاء كبيرة من السودان في حربها مع الجيش.

وأدت الحرب إلى نزوح أكثر من 11 مليون شخص، ودفعت أجزاء من البلاد إلى مستويات شديدة من الجوع أو مجاعة، كما اجتذبت قوى أجنبية تقدم الدعم لطرف أو لآخر.

واندلعت الحرب في نيسان/ أبريل 2023 حينما تحول التوتر بين قوات الدعم السريع والجيش، اللذين تقاسما السلطة سابقا، إلى صراع مفتوح في وقت كان يتعين أن ينتقل فيه السودان إلى حكم مدني بعد انقلاب 2021.

وقالت لجان مقاومة ود مدني "ميليشيا الدعم السريع تجتاح شرق وغرب ووسط الجزيرة، وترتكب مذابح واسعة النطاق في قرية تلو الأخرى".

وظهر في صور نشرتها اللجان وآخرون على وسائل التواصل الاجتماعي ما يبدو أنها عشرات الجثث المكفنة بغرض الدفن، وكذلك أعمال حفر مقابر جماعية.

وقالت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان إن مواطني القرية "يتعرضون لإبادة جماعية من قبل ميلشيات الدعم السريع ولا توجد إمكانية لإسعاف المصابين أو حتى إخراجهم لتلقي العلاج. والذين نزحوا على الأقدام حصد الموت حياة البعض ويتهدد البعض الآخر"، ودعت إلى توفير ممرات آمنة.

وأظهر مقطع فيديو متداول على وسائل التواصل الاجتماعي ما بدا أنه جندي من قوات الدعم السريع يقول إنه في السريحة ويصور القوات وهي تنظم صفوفا لرجال من جميع الأعمار تحت تهديد السلاح، وسبّوهم بألفاظ عنصرية وأجبروهم على تقليد صوت الماعز.



وأظهر مقطع فيديو آخر شاركته لجان مقاومة ود مدني جنديا من قوات الدعم السريع، وهو يسحب رجلا مسنا من لحيته، لكي يجعله يقف على قدميه، ولم يتسنَ التحقق من صحة مقاطع الفيديو.

وقالت وحدة مكافحة العنف ضد المرأة في السودان، وهي هيئة حكومية، في بيان إنها "تلقت أنباء عن تعرض نساء في قرى ولاية الجزيرة للاغتصاب على يد جنود من قوات الدعم السريع، بهدف إذلال الرجال وطرد الأشخاص من المنطقة".

وانشق كيكل حينما جدد الجيش ضغطه من أجل استعادة أراض في أنحاء البلاد.

وكتب الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة الانتقالي على منصة إكس في وقت متأخر أمس الجمعة منشورا مفاده أنه "كلما تمادت ميليشيا آل دقلو الإرهابية في سفك دماء المواطنين الأبرياء، ازدادت عزيمة الشعب السوادني على مقاومتهم".

وتتهم الولايات المتحدة وغيرها قوات الدعم السريع بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي، وبالتحديد في ولاية غرب دارفور.

والجيش متهم أيضا بارتكاب جرائم حرب بعد تنفيذه حملة غارات جوية مكثفة أدت في كثير من الأحيان إلى سقوط قتلى من المدنيين بأعداد كبيرة، ولم يفعل شيئا يُذكر لصد قوات الدعم السريع.


#السودان

مجزره السريحه البشعة التي ارتكبتها قوات الدعم السريع بقياده حميدتي في ولايه الجزيره المتاخمة للعاصمة الخرطوم راح ضحيتها اكثر من 124 مواطن بريء
المشاهد التي تصل مخيفة حسبي الله ونعم الوكيل في كل من يدعمه pic.twitter.com/paMKsvZKST

— Ahmed Awad Alsousi (@ahmadalsousi) October 26, 2024

نوع اخر من إذلال كبار السن في #ولاية_الجزيرة_تستباح الجزيرة ، يظهر قائد المليشيا المدعو عمر شارون يهين رجل مسن pic.twitter.com/f5UhrMDwct

— janson9236 (@janson9236) October 26, 2024

مقطع فيديو يظهر جثامين ضحايا هجمات قوات الدعم السريع على قرية السريحة في ولاية الجزيرة ???????????????????? pic.twitter.com/dnMPFcQOZf

— Adam khlil wd prof???????????????? (@wd_prof) October 26, 2024

#ولاية_الجزيرة_تستباح #قرية_ازرق_والسريحة_تباد_الان #السودان_خارج_التغطية_الإعلامية #السودان pic.twitter.com/hiS6jqVzBN

— SAM (@yassoaltyb) October 26, 2024

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية الدعم السريع السودان ولاية الجزيرة السودان مجازر ولاية الجزيرة الدعم السريع المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قوات الدعم السریع فی ولایة الجزیرة pic twitter com

إقرأ أيضاً:

قتلى وجرحى في غارة بمسيّرة للدعم السريع على الفاشر

الفاشر – أفاد مصدر مسؤول بمقتل 13 مدنيا وإصابة 42 آخرين، بينهم أطفال، جراء غارة جوية نفذتها طائرة مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع، استهدفت مبنى أبو حمرة الزراعي الذي يُستخدم ملجأ للنازحين في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور غربي السودان.

وتشهد الفاشر أوضاعا إنسانية متدهورة في ظل اشتداد القتال منذ أبريل/نيسان الماضي، حيث تُحكم قوات الدعم السريع حصارها على المدينة، مما أدى إلى نفاد الإمدادات الأساسية ومنع دخول المساعدات الغذائية والطبية.

وقال مدير عام وزارة الصحة بالولاية الدكتور إبراهيم خاطر إن الهجوم أسفر عن سقوط 13 قتيلا، بينهم 4 أطفال، إضافة إلى 42 جريحا، من بينهم 14 طفلا، بعضهم في حالات حرجة.

وفي تصريح للجزيرة نت، أكد خاطر أن الوضع الإنساني في المدينة "كارثي"، داعيا الجميع إلى التدخل العاجل لتوفير الدعم الإنساني للمتضررين.

شهادات حية

ومع اشتداد الهجمات على الفاشر، وإغلاق الطرقات، أجبر مئات الأشخاص على اللجوء إلى المباني العالية كملاذ آمن. وقال ناشطون للجزيرة نت إن تلك المباني السكنية أصبحت الآن بين المنشآت المستهدفة في هجمات الدعم السريع.

وقال الناشط المحلي جعفر آدم إن "المدنيين في الفاشر يعيشون حالة من الذعر المستمر، حيث لم يعد هناك مكان آمن". وأوضح أن "الناس يبحثون عن مأوى، لكن حتى المباني التي يعتقدون أنها آمنة أصبحت هدفا للقصف الجوي من قِبل "الدعم السريع".

وأضاف للجزيرة نت أن "الوضع الإنساني يزداد سوءا، وهناك حاجة ملحة لتوفير المساعدات الإنسانية، فالكثير من الأسر فقدت معيلها، ويعاني الأطفال من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية".

وأشار إلى أن "المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بسرعة، فالأزمة تتفاقم، والوقت يمر بسرعة. نحن بحاجة إلى حماية المدنيين وتوفير ممرات آمنة للمساعدات، وإلا فإن الكارثة ستزداد عمقا".

إعلان

من جهته، قال النازح يوسف سليمان إن "الوضع في المدينة لا يُحتمل، والأجواء مشحونة بالتوتر منذ وقوع الغارة"، واصفا الهجوم بأنه "مجزرة بشرية كبرى ضد المدنيين العزل". وأكد للجزيرة نت أن "الكثير من الأطفال والنساء فقدوا حياتهم، بينما يحتاج الناجون إلى المساعدة الفورية".

ومنذ أكثر من عامين، تسعى قوات الدعم السريع إلى السيطرة على مدينة الفاشر، التي تقع على بُعد أكثر من 800 كيلومتر (500 ميل) جنوب غرب العاصمة الخرطوم، من القوات المسلحة السودانية. وقد شنت هجمات منتظمة على المدينة، أسفرت عن إسقاط مخيم للنازحين، ولكن حسب مراقبين، كل محاولاتها باءت بالفشل.

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان للإغاثة يوزّع 742 سلة غذائية في محلية ود مدني الكبرى بولاية الجزيرة في السودان
  • هجمات انتقامية وحصار ومجاعة.. النزاع في السودان يزداد حدة
  • إعادة تشغيل نظام الأسيكودا بالحظيرة الجمركية بجمارك ولاية الجزيرة إستعداداً لإنطلاق العمل الجمركي
  • احكام بالإعدام والسجن والغرامة على متعاونين مع قوات التمرد بولاية سنار
  • السودان يطالب بتصنيف «الدعم السريع» كمنظمة إرهابية ويعلن إفشال هجوم كبير في كردفان
  • الحكومة السودانية تدعو المجتمع الدولي إلى تصنيف "الدعم السريع" ميليشيا إرهابية
  • بعثة تقصي الحقائق: جرائم دولية وانتهاكات مروعة في السودان
  • وصول دفعة جديدة تضم 678 من الفارين من قوات الدعم السريع بمنطقة المثلث
  • الدعم السريع وشهية الحروب التي فُتحت في الإقليم
  • قتلى وجرحى في غارة بمسيّرة للدعم السريع على الفاشر