بوابة الوفد:
2025-10-30@23:07:42 GMT

الفن والأدب وفظائع الحروب

تاريخ النشر: 27th, October 2024 GMT

منذ مآسى وفظائع الحربين العالميتين الأولى والثانية، تظل تداعيات العنف بمثابة شرارة تشعل فى نفوس الكتّاب والفنانين أشكالاً جديدة من التعبير والإبداع. يستعرض هذا المقال كيف استجاب المبدعون، من بابلو بيكاسو إلى جورج أورويل وصموئيل بيكيت، لهذه الفظائع، وكيف يمكن أن تثير الحرب الإسرائيلية الراهنة على غزة ولبنان حركات فنية جديدة.

شهدت حروب القرن العشرين سقوط ملايين من القتلى والجرحى وشكلت نقطة تحول فى وعى الكتّاب والفنانين. فقد عكس بيكاسو من خلال لوحاته فظائع الحرب الأهلية الإسبانية. وغيرنيكا هى لوحته الزيتية التى تعود لعام 1937؛ رسمها استجابة لقصف مدينة باسكية، مجسداً فيها بشاعة العنف والمعاناة، حيث تلتف الأشكال المشوهة كأشباح تتراقص على أنقاض الإنسانية.

على نفس النسق، يتجلى نقد البريطانى جورج أورويل فى أعماله 1948 ومزرعة الحيوان، حيث يتلاعب بالحقائق ويعرض كيف تخفى السرديات السياسية معاناة البشر. إن مفهوم newspeak "اللغة الجديدة" فى 1984 يعكس أساليب ازدواجية المعايير فى عبارات خادعة من عينة "الحرب سلام" عن التبريرات المتناقضة للصراع. وتعبر رؤى أورويل عن قلق متجدد إزاء العلاقة بين السلطة والعنف وتعكس غطرسة القوى العظمى فى عصرنا الراهن.

وفى عالم المسرح، تجسد مسرحية صموئيل بيكيت ( Waiting for Godot فى انتظار غودو) حالة من الانتظار حيث تعيش الشخصيات فى حالة من اليأس المستمر، ما يعكس الإحباط الذى يعترى النفوس بعد الكوارث. فبينما ينتظرون مخلصاً لا يأتى، يدعو المؤلف الجمهور إلى التأمل فى عبثية الوضع البشرى بعد إزهاق الأرواح ودمار العمران.

أما العنف المستمر فى غزة وإسرائيل ولبنان مؤخراً، وسقوط ضحايا من كل الأطراف، فهو كالجرح النازف فى ضمير الإنسانية، يترك آثاراً وندوباً غائرة تتطلب التعبير عنها فى الفنون. ومع تكشف بشاعة أحداث هذه الحرب، يظهر سؤال ملح: هل يمكن أن تُلهم هذه الفظائع حركة أدبية جديدة لم نعهدها أوتعيد إحياء العدمية أو مسرح العبث؟

إن العدمية تتناغم مع سقوط المعانى واختلاط الأمور، فى حين يعكس مسرح العبث الطبيعة السريالية للحياة فى مناطق النزاع، حيث تتحول الحقائق بفعل العنف إلى مشاهد درامية تظهر تناقضات مؤلمة. وهذا ما قد يقدم للكتّاب والفنانين ما يحفزهم على أن يخلقوا أشكالاً جديدة تعبر عن مآلات هذه الحرب الآنية. وقد تمثل الفنون متعددة الوسائط، بما فيها التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعى، منصة لأشكال من الشعر والفن البصرى والأداء المسرحى تترابط معا لتعكس مشاهد الموت والدمار، وتقدم بذلك عرضا مشتركا غنياً من التعبير عن مآسى البشرية.

يمكن أن تسهم الجهود التعاونية بين الفنانين من خلفيات متنوعة فى تقديم رؤى جديدة تعزز الفهم والتعاطف. فتكون هذه المشاركة وسيلة للاحتجاج والشفاء معاً، من خلال توفير مساحة للتفكير فى كيفية الخروج من دائرة الحرب الحالية. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الحربين العالميتين تداعيات العنف القرن العشرين

إقرأ أيضاً:

الجامعة العربية تحذر من تداعيات الحروب على مسيرة التنمية

حذرت جامعة الدول العربية من تصاعد الحروب في المنطقة واستمرار ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي العربية المحتلة، مؤكدة أن هذه الأوضاع تمثل خطرا حقيقيا على مسيرة التنمية وتؤدي إلى استنزاف الإنسان العربي الذي يعد الركيزة الأساسية لأي نهضة حقيقية.
وأوضحت الأمانة العامة للجامعة، في بيان أصدرته اليوم بمناسبة اليوم العربي للسكان والتنمية، أن هذه المناسبة تجدد التأكيد على أن الإنسان هو محور أي تقدم اقتصادي واجتماعي، مشددة على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لحماية الشعوب من ويلات الصراعات وتوجيه الموارد نحو التعليم والصحة والتنمية بدلا من الإنفاق العسكري.
وأشار البيان إلى أن استمرار الأزمات والنزاعات يحرم الدول من فرص التقدم ويضعف قدرتها على النهوض، موضحا أن الشباب والعقول المنتجة هم رأس المال الحقيقي الذي تبنى عليه المجتمعات.

أخبار ذات صلة الشعبة البرلمانية الإماراتية تشارك في اجتماعات لجان البرلمان العربي بالقاهرة إسرائيل تتهم «حماس» بالمماطلة في تسليم جثث الأسرى المصدر: وام

مقالات مشابهة

  • إدانة أممية.. جرائم وفظائع ترتكب بحق مدنيين بالسودان
  • وزير الحرب الأمريكي يعلن استهدف سفينة جديدة “لتهريب المخدرات” شرق المحيط الهادئ
  • يوتيوب يفرض قيودًا جديدة على محتوى العنف والمقامرة
  • الأمير الحسن يزور مستشفى “أطباء بلا حدود”
  • جلسة حوارية حول تغطية الحروب والصراعات في عصر الصورة والذكاء الاصطناعي
  • من لبنان إلى غزة.. موقع فرنسي يكشف: الحروب لم تنتهِ بعد
  • الجامعة العربية تحذر من تداعيات الحروب على مسيرة التنمية
  • الجيش الروسي يحصل على روبوتات جديدة يمكن التحكم بها عبر الأقمار الصناعية
  • تجيير الوعي الجماعي لصالح الحرب
  • سلمان رشدي في الساعة الحادية عشرة.. مواجهة الموت والأدب في آنٍ واحد