تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفاد نحو نصف الناخبين الأمريكيين بأنهم "قلقون للغاية" أو "قلقون بشدة" من احتمالية اتساع نطاق الصراع المستمر في الشرق الأوسط إلى حرب إقليمية شاملة، وفقا لأحدث استطلاع للرأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية بالشراكة مع مؤسسة "نورك" لأبحاث الشؤون العامة.
ورغم تزايد القلق بشأن توسع الصراع، أفاد استطلاع مركز "نورك" لأبحاث الشؤون العامة بأن نسبة أقل من الناخبين، حوالي 4 من كل 10، يشعرون بالقلق من احتمال تورط الولايات المتحدة في حرب بالشرق الأوسط.

وأُجري هذا الاستطلاع قبل الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قواعد عسكرية في إيران يوم الجمعة الماضي.
ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أصبحت قضايا الشرق الأوسط محورًا في الحملات الانتخابية، إذ يسعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ونائبة الرئيس كامالا هاريس لكسب أصوات الناخبين المسلمين واليهود في ولايات حاسمة مثل ميشيجان وبنسلفانيا. وعلى الرغم من تشابه القلق بين الديمقراطيين والجمهوريين حيال احتمال تصاعد الصراع، فإنهم يختلفون حول من يتحمل مسؤولية التصعيد الأخير والدور المستقبلي للولايات المتحدة.
ويشير الاستطلاع إلى أن 6 من كل 10 ناخبين يرون أن حماس والحكومة الإيرانية وحزب الله يتحملون "قدرًا كبيرًا" من المسؤولية عن تصاعد الصراع في الشرق الأوسط، بينما يرى حوالي 4 من كل 10 ناخبين أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل أيضًا جزءًا كبيرًا من المسؤولية، في حين يعتقد 2 من كل 10 أن حكومة الولايات المتحدة تتحمل المسؤولية نفسها.
ومع ذلك، تظهر انقسامات حزبية كبيرة حول ما إذا كانت إسرائيل تتحمل مسؤولية كبيرة حيث يرى 6 من كل 10 ديمقراطيين أن الحكومة الإسرائيلية تتحمل "قدرًا كبيرًا" من المسؤولية، بينما يعتقد حوالي ربع الجمهوريين فقط ذلك.
ويدعم الناخبون فرض عقوبات اقتصادية على إيران للحد من دعمها لجماعات مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، حيث يؤيد 55% من الناخبين فرض العقوبات. ويتباين الرأي حول تقديم الأسلحة للجيش الإسرائيلي، في حين أن معظم الناخبين يعارضون تقديم دعم مالي للجيش الإسرائيلي.
وتلقى فكرة إرسال قوات أمريكية لدعم الجيش الإسرائيلي معارضة واسعة بغض النظر عن الانتماء الحزبي؛ حيث يعارض حوالي نصف الناخبين إرسال قوات أمريكية، بينما يؤيد ذلك اثنان فقط من كل 10 ناخبين.
وما زالت الولايات المتحدة تضغط باتجاه أي تقدم في مقترحات وقف إطلاق النار رغم التحديات السابقة. ويعتقد حوالي نصف الناخبين أن الولايات المتحدة تقوم "بكل ما يمكنها فعله" للتوصل إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وحزب الله، بينما يرى 3 من كل 10 أنه ينبغي عليها بذل المزيد من الجهود. ويرى حوالي 2 من كل 10 أن الولايات المتحدة ينبغي أن تقلل من مشاركتها.
ويميل الجمهوريون أكثر من الديمقراطيين إلى تأييد تقليل الجهود الأمريكية لوقف إطلاق النار، حيث يؤيد 3 من كل 10 جمهوريين ذلك، مقارنة بحوالي 1 من كل 10 ديمقراطيين.
وأُجري هذا الاستطلاع في الفترة من 11 إلى 14 أكتوبر 2024 بمشاركة 1072 شخصًا بالغًا، باستخدام عينة تمثيلية لمجتمع الولايات المتحدة، وبلغ هامش الخطأ في استطلاع الرأي للناخبين المسجلين أكثر من أو أقل من 4.2 نقطة مئوية.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الناخبون الأمريكيون الصراع في الشرق الأوسط حرب إقليمية شاملة الولایات المتحدة الشرق الأوسط من کل 10

إقرأ أيضاً:

الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟

من جبال طاجيكستان إلى ضفاف الخليج، تعود لغة السلاح لتعلو فوق دبلوماسية الغموض. وفي تصريح حمل نذر الشر.

قال رئيس أركان الجيش الإيراني خلال لقائه قائد الجيش الطاجيكي: «إيران جاهزة لأي معركة قادمة، وأمريكا وإسرائيل لا عهد لهما»، هكذا تعلن طهران بصراحة أن المنطقة ليست على حافة الحرب، بل تقف بالفعل على حافتها.

رقعة الشطرنج: الشرق الأوسط كمتاهة نزاعات

في الجغرافيا السياسية لا مكان للفراغ، وكل انسحاب، هو تقدم لخصم آخر. والشرق الأوسط، منذ قرن كامل، لم يكن إلا ساحة تصادم مصالح بين إمبراطوريات قديمة وجديدة، لكن اليوم لم يعد الصراع على موارد أو طرق ملاحية فحسب، بل بات صراع هويات وتحالفات تتقاطع وتتناقض مع كل شروق.

من حرب يونيو (حزيران ) إلى صفقات التطبيع، ومن غزّة إلى مضيق هرمز، من اليمن إلى كردستان، تتشظّى الرقعة واللاعبون لا يتوقفون عن تحريك بيادقهم. وإذا كان القرن العشرون قد شهد الحرب الباردة على الأرض العربية، فإن الحاضر يشهد صراع "الخصوم المتقاطعين" و"التحالفات المؤقتة" في شرق أوسط بلا ثوابت.

إيران: من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك

إيران باتت تخرج من خطاب الردع إلى خطاب الاشتباك، ضمن عقيدة عسكرية هجومية مغطاة بعباءة ثورية، تصريحات رئيس الأركان الإيراني تأتي في توقيت حرج، «تصعيد في الجنوب اللبناني، اختناق أمني في غزة، ضربات في سوريا والعراق، واحتقان إقليمي تقوده تل أبيب وواشنطن ضد "الهلال الشيعي»، كما يسمونه.

إسرائيل: هروب إلى الأمام أم ترتيب للمواجهة الكبرى؟

إسرائيل الغارقة في أزماتها السياسية والقضائية تبحث عن نصر تكتيكي يرمم صورتها الردعية بعد فشلها في غزة، وتدفع واشنطن نحو مواجهة إيرانية تُغلف بخطاب "التهديد النووي"، لكنها تعرف أن ضرب إيران يعني اشتعال الجبهات من اليمن إلى لبنان، مع آلاف الصواريخ على الجليل والساحل المحتل.

«طاجيكستان».. ما وراء الرسائل الجيوسياسية؟

أن تصدر هذه التصريحات من «دوشنبه» ليس تفصيلاً. فطاجيكستان، على تخوم أفغانستان، تقع في منطقة نفوذ صيني- روسي حساس. تنامي التعاون العسكري مع إيران يعني بناء جبهة جديدة في ظهر الحلف الأمريكي، وتكريس لحظة فارقة في شبكة التحالفات بين طهران وموسكو وبكين في قلب آسيا.

«أوروبا».. التردد السياسي وسط اضطراب المصالح

أما أوروبا، فتمضي على حد السكين، تخشى انفجارًا جديدًا في الشرق يهدد أمنها الطاقي واللاجئين، لكنها عاجزة عن رسم سياسة مستقلة بعيدًا عن الرغبة الأمريكية. برلين وباريس تراقبان المشهد اللبناني والسوري بقلق، وتحاولان الحد من الانفجار الكبير عبر رسائل خلف الكواليس، لكن بدون أدوات ضغط حقيقية.

«لبنان وسوريا».. الجبهتان المنسيتان في قلب العاصفة.

لبنان مرشح للانفجار في أي لحظة، حزب الله، الذي يُعد رأس الحربة في أي رد إيراني، بات جاهزًا لخوض معركة لا يريدها لكنه لا يتردد إن فرضت. الغارات الإسرائيلية تتكثف في الجنوب والضاحية، وتحركات الحزب تتوسع من الجليل إلى الجولان. أما سوريا، فهي الحلبة الصامتة التي تحتمل اشتعالًا مفاجئًا.

القصف المتكرر على مطارات دمشق وحلب ومحيط دير الزور هو رسالة واضحة بأن تل أبيب تعتبر الأرض السورية امتدادًا لجبهة الحرب المقبلة، بينما طهران تعيد تموضع قواتها على الأرض.

هل الحرب قادمة؟ قراءة في الاحتمالات

مواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل «قائمة»، لكنها مؤجلة ما لم تُفتح جبهة فجائية تشعل الإقليم دفعة واحدة.

تصعيد بالوكالة في لبنان وسوريا والعراق، هو السيناريو الأقرب، عبر ضربات متبادلة ورسائل دموية دون مواجهة شاملة.

خليج محتقن وتوازنات هشة، «الرياض وأبوظبي» تراقبان عن كثب، وتلعبان على توازن بين الحوار مع طهران والتنسيق مع واشنطن

وفي الختام «الجغرافيا لا ترحم من يجهل التاريخ»، فالشرق الأوسط ليس مجرد رقعة شطرنج، بل متاهة من اللهب، تحكمها ذاكرة ملتهبة وخرائط متحركة. كل لاعب يتوهم أنه يمسك بالخيوط، لكنه غالبًا ما يكون جزءًا من خيط خفي في يد قوة أكبر، والحرب قد لا تقع غدًا، لكنها تُطبخ على نار هادئة، والجميع يتهيأ للانفجار الكبير!!

كاتب وباحث في الشؤون الجيوسياسية والصراعات الدولية. [email protected]

اقرأ أيضاً«عبد العاطي» يستعرض مع سيناتور أمريكي جهود مصر لدعم الاستقرار بالشرق الأوسط

أستاذ علوم سياسية: «الشرق الأوسط الجديد» يُعيد رسم خريطة الإقليم لصالح إسرائيل

مقالات مشابهة

  • مصر وبلدان الطوق الغياب الفاضح .. تصاعد المسؤولية مع تصاعد الإجرام
  • الشرق الأوسط فوق رقعة النار.. هل تقترب الحرب الكبرى؟
  • الأقليات في الشرق الأوسط بين الاعتراف والإنكار
  • بديل أمريكا عن مؤتمر نيويورك ... لا شيء
  • روسيا: السلام في الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية
  • الأسباب مجهولة .. إلغاء اجتماع “الرباعية الدولية” بشأن السودان
  • باحث: مصر رفضت عروضًا اقتصادية ضخمة مقابل تمرير مخطط الشرق الأوسط الجديد
  • تحالفات استراتيجية ومواقف إقليمية.. لقاء مصري-روسي رفيع في نيويورك وسط تصاعد أزمات غزة وسوريا
  • جوتيرش: سلام الشرق الأوسط يتحقق بحل الدولتين
  • غوتيريش: حل الدولتين هو المسار الوحيد لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط