الحرة:
2025-05-25@15:32:05 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

الجفاف يحول بحيرة الحبانية العراقية إلى بركة راكدة 

عمل محمد في متجره الصغير في المدينة السياحية القريبة من بحيرة الحبانية في وسط العراق لسنوات، لكنه لم يشهد عاما مثل 2023 إذ طال الجفاف الذي يضرب العراق البحيرة وأثّر سلباً على جذب السياح. 

في أكثر أيّام شهر أغسطس حراً، لم يكن المكان الذي يضمّ شققاً سياحية وفندقاً، يهدأ في الماضي خصوصاً في أيام عطلة نهاية الأسبوع.

 

لكن يوم الجمعة هذا لم يأتِ سوى عدد قليل من الزبائن إلى متجر محمد. أما الشاطئ الذي ازدادت مساحته مع تراجع منسوب المياه، فبدا خالياً. ولم يعد المكان سوى ظلٍّ لما كان عليه في الماضي، حينما كان واحداً من أفضل المنتجعات السياحية في الشرق الأوسط بعد تأسيسه في العام 1979. 

يروي محمد من أمام دكانه الذي يبيع فيه المرطبات والمياه وملابس ومعدّات السباحة لسياح لم يأتوا هذا العام لفرانس برس أنه "خلال العامين الماضيين، كان هناك عمل وحركة"، لكن "الآن لا يوجد مياه، هذا عام جفاف". 

ويضيف الشاب البالغ من العمر 35 عاماً والذي فضّل عدم إعطاء اسمه كاملاً أنه "بسبب قلّة المياه، توقف العمل وتوقفت الحركة، لا يأتي أحد...إذا عادت المياه، يعود الناس". 

وبالفعل، فإنّ مياه البحيرة التي تبعد نحو ساعة ونصف في السيارة عن بغداد، تراجعت عشرات الأمتار.  

يوضح مدير الموارد المائية في محافظة الأنبار جمال عودة سمير لفرانس برس أن "البحيرة تحتوي الآن على 500 مليون متر مكعّب من المياه" فقط، مقابل "قدرة استيعابية قصوى هي 3,3 مليار متر مكعب"، مضيفاً أنه في العام 2020، كانت البحيرة ممتلئة إلى حدّها الأقصى.

"المتنفس الوحيد"

بعد الظهر، خلت المدينة السياحية في الحبانية تماما إلّا من بضعة كلاب شاردة ونوارس حلّقت فوق ما تبقّى منها. ووُضعت مظلّات متفرقة على الشاطئ بينما بدت الشقق السياحية المحيطة خالية. 

قبيل غروب الشمس ومع تراجع درجات الحرارة قليلاً، افترشت عائلات قليلة الأرض الموحلة، منهم من جاء من مدينة الفلوجة المجاورة، وآخرون من بغداد. استمع البعض إلى الموسيقى، فيما طها آخرون اللحم والدجاج على الفحم، ودخّنوا النرجيلة.  

لعب الأطفال في بقعة واحدة لا تزال المياه جارية فيها. أما في مواقع أخرى، فالمياه ضحلة وموحلة، ولا تصلح للسباحة. 

جاء قاسم لفتة من مدينة الفلوجة المجاورة إلى البحيرة لقضاء وقت مع عائلته وأولاده. 

يقول الرجل البالغ من العمر 45 عاماً والذي يعمل تاجراً أنه في السابق "كنا نأتي إلى هنا وكان الوضع أفضل، كانت المياه أعلى، ووضع المكان أفضل"، لكن هذه السنة "هي الأسوأ، بسبب قلة المياه وانخفاض مستوى البحيرة". 

وناشد الدولة "أن تهتم بالمكان، لأنه المتنفس الوحيد ليس فقط لأهل الأنبار بل للمحافظات الجنوبية وبغداد أيضاً". 

ويعود هذا الوضع المأساوي لواقع أن العراق يعيش عامه الرابع من الجفاف، ويعدّ من الدول الخمس الأكثر تأثراً ببعض تداعيات التغير المناخي وفق الأمم المتحدة. 

وفي زيارة إلى العراق الأسبوع الماضي، حذّر المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك من أن ما يشهده العراق من جفاف وارتفاع  في درجات الحرارة هو بمثابة "إنذار" للعالم أجمع.

أما المخزون المائي في العراق، فهو "الأدنى في تاريخ الدولة العراقية الحديثة منذ مطلع عشرينيات القرن الماضي"، كما قال المتحدّث باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال في وقت سابق لفرانس برس.

"بركة راكدة"

في الحبانية، ساهم تراجع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة في انخفاض المنسوب المتأثّر أيضا بتراجع نهر الفرات الذي ينبع من تركيا ويعبر في سوريا ويغذّي البحيرة.

وبحسب مدير الموارد المائية في الأنبار، فإن تراجع منسوب البحيرة ونهر الفرات يعود إلى "قلة الإطلاقات المائية من دول المنبع مثل تركيا وسوريا"، ولذلك اضطرت الوزارة "إلى سحب المياه من بحيرة الحبانية لتعزيز الحصص المائية في محافظات الوسط والجنوب".

وتقول السلطات العراقية إن السدود التي تبنيها الجارتان تركيا وإيران تعدّ سببا رئيسيا في تراجع منسوب نهري دجلة والفرات على الأراضي العراقية. 

يعمل صداع صالح محمد في إدارة المنتجع منذ 25 عاماً. ولحظ في حديث مع فرانس برس أنه "منذ أكثر من عام، بدأت البحيرة بالانخفاض". 

وأضاف صالح، مدير قسم التدقيق والرقابة الداخلية في المدينة السياحية أنه "لا يمكن المقارنة" مع السنوات السابقة، "ففي مثل هذه الأوقات، تكون الحبانية ممتلئة، سواء السكن أو الشاطئ". 

لكن "حاليا، أصبح ارتياد السياح للحبانية ضعيف جداً جداً"، كما قال. وفي العام 2020، وعلى الرغم من الحجر الصحي المرتبط بجائحة كورونا، سجلت الشقق السياحية 9 آلاف حجز، لكنّها حالياً لم تتجاوز 3 آلاف منذ مطلع العام، وفق المسؤول. 

وتابع بحسرة "البحيرة أصبحت عبارة عن بركة ماء راكدة لا تصلح لا للشرب ولا للسباحة". 

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟!

إذا قررت شركة تايوتا بأن وكيلها في السودان لا يعمل بالصورة المطلوبة وان السوق السودانية لم تعد بالحجم الذي يستحق وكالة لها في الخرطوم وقررت نقل أعمال وكالتها من الخرطوم لتكون تحت اشراف وكيلها في جدة مثلا !! فهذا قرار يتعلق بالشركة وتقديراتها التجارية

– إذا قررت بريطانيا ان وكيلها في السودان لا يعمل بالصورة المطلوبة وان السوق السودانية تحتاج اعادة هيكلة وقررت نقل أعمال وكالتها لادارة السودان من القاهرة إلى ابي ظبي !! فهذا قرار يخص الإمبراطورية وتقديراتها لادارة مستعمراتها السابقة !!

– أنا عاجز تماما عن فهم احتجاجنا على خطوة نقل كفالتنا من وكيل إلى وكيل !!
– حتى العام ٢٠١٧ كانت شركة بي واي دي ( BYD) الصينية متخصصة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية فقط ولم تكن تصنع سيارة كهربائية
في العام ٢٠١٧ أقنعت الصين ايلون ماسك بافتتاح اكبر مصانع تسلا عندها
خلال خمس سنوات استطاعت شركة بي واي دي نقل كل التقنية التي تحتاجها من شركة تسلا

– العام الماضي ٢٠٢٤ باعت شركة BYD الصينية ٤ ملايين ومائتين اثنين وسبعين سيارة ( ٤٢٧٢٠٠٠) عالميا ليرتفع سهمها في سوق الشركات الكهربائية من ١.٥٪؜ خلال العام ٢٠١٨ إلى ٢٣.٥٪؜ في العام الماضي

– في العام ١٩٥٦ وافق الإنجليز على سودنة الوظايف واكملوا انسحابهم العسكري والإداري من السودان

خلال سبعين سنة اغلقت خلالها مصانع لانكشاير التي اسس لاجلها الإنجليز مشروع الجزيرة بينما ظللنا نحن عاجزين عن اكتشاف علاقة الانتاج الافضل بين المزارع وادارة المشروع

– ظللنا حتى الثمانينات اي بعد ثلاثين سنة من رحيل الإنجليز نشتري متطلبات ادارة السودان عبر مكتب السودان في لندن الذي كان عبارة عن مكتب تابع لوزارة الخارجية البريطانية

– لم نفكر ولا لحظة في الاجابة على سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟! هل نظامنا التعليمي الذي اسسه المستعمر لتخريج متعلمين مهرة في مجالات الادارة والحرف والمهن صالح لتخريج متعلمين لتنمية البلاد ؟!

– من حق بريطانيا ان تدير مستعمرتها المسماة بالسودان من ابي ظبي او من باخرة في المحيط الهندي !!
What difference does it make?!
صديق محمد عثمان Siddigmohamed Osman

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وزير البيئة: العراق يسير بخطى واثقة نحو تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في ملف المياه
  • صدمة كبرى.. مسؤول عراقي يكشف عن تراجع كبير في احتياطيات المياه
  • النفط العراقية: استثمار الغاز بلغ 70% وسيرتفع العام المقبل
  • نائب إطاري:السوداني يتحمل مسؤولية الجفاف في العراق بسبب سكوته عن إيران وتركيا
  • سوال : هل نظام الجباية الذي اسسه المستعمر صالح ليكون نظاما للتنمية الوطنية ؟!
  • رئيس الجمهورية لمدير منظمة فاو: يجب التعاون في إدارة المياه
  • 10 ملايين يورو من الاتحاد الأوروبي لدعم قطاع المياه في العراق
  • غياب الجوار عن مؤتمر المياه.. تأكيد لعزلة العراق المائية
  • السوداني يخاف ان يفتح فمه أمام إيران بشأن قطعها المياه عن العراق وكذلك مع تركيا
  • رئاسة الجمهوية: إيران وتركيا وراء شحة المياه في العراق