الاستقلال مسؤولية مستمرة نحو بناء المواطنة الصالحة وليس مجرد ذكرى
تاريخ النشر: 25th, May 2025 GMT
صراحة نيوز ـ د. خلدون نصير
في الخامس والعشرين من أيار من كل عام، يحتفل الأردنيون بذكرى الاستقلال، ذلك اليوم الذي ارتفعت فيه راية الوطن عالية، معلنة ميلاد دولة حرة ذات سيادة، أُسست على قيم النضال والتضحية والكرامة. إنه يوم من أيام العز، لكنه ليس مجرد لحظة في التاريخ، بل محطة للتأمل وإعادة النظر في حاضرنا ومستقبلنا.
فالاستقلال لا يكتمل بنيل السيادة وحدها، بل يتحقق عندما يعيش المواطن شعورًا حقيقيًا بالانتماء، وعندما يدرك أن بناء الوطن مسؤولية جماعية لا تقتصر على المؤسسات بل تبدأ من الأفراد.
ان الاحتفال بالاستقلال يجب أن يتجاوز مظاهر الزينة والتهاني، ليصبح فرصة لتجديد العهد مع الوطن، ووقفة صادقة مع الذات نُراجع فيها دورنا كمواطنين. وهنا يجب ان نتوقف ونسأل انفسنا كيف نُعمّق معنى الاستقلال في حياتنا اليومية؟ كيف نترجمه إلى سلوك يُعبّر عن وعي ومسؤولية وانتماء حقيقي؟
فالمواطنة الصالحة والصادقة لا تعني أداء الواجبات، فقط بل تعني أيضًا الإيمان بأن الوطن بيتٌ للجميع، وأن الحفاظ عليه مسؤولية لا تُؤجل، تبدأ من احترام القانون، والانخراط الإيجابي في الشأن العام، ومحاربة الفساد، وتشجيع الريادة والعمل الشريف، وصولًا إلى تعزيز ثقافة الحوار والانفتاح والمسؤولية المجتمعية.
لقد أثبت الأردن، بقيادته الهاشمية، أنه قادر على تجاوز كل التحديات التي عصفت به وبالمنطقه ، وان قوة الوطن الحقيقية تُقاس بمدى وعي أبنائه. فالمجتمعات لا تنهض بالخُطط والسياسات فقط بل تنهض بالإنسان الذي يؤمن بوطنه، ويعمل لأجله، ويحمل قيمه في كل خطوة.
لذلك، فإن تعميق معنى الاستقلال في نفوسنا يبدأ من البيت والمدرسة والجامعة والمؤسسة، ويصل إلى كل ميدان نعمل فيه. وهو ما يحتاج إلى استثمار وطني حقيقي في الإنسان، وتوفير البيئة التي تجعله شريكًا لا متفرجًا، ومبادرًا لا منتظرًا.
فالاستقلال الحقيقي لا يُقاس بعدد السنوات، بل بما ننجزه خلال هذه السنوات. ولا نُخلّد الاستقلال بالكلمات، بل بالأفعال.
كل عام والأردن بخير، وطنًا حرًا، وشعبًا واعيًا، ومستقبلًا نبنيه معًا بإرادتنا ووعينا
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
في ذكرى وفاتها.. زينب صدقي "البرنسيسة الأرستقراطية" التي أضاءت المسرح والسينما وغادرت بصمت
في مثل هذا اليوم، 23 مايو، رحلت عن عالمنا واحدة من أعمدة الفن المصري الكلاسيكي، الفنانة زينب صدقي، التي امتد عطاؤها لعقود من الزمن تركت خلالها بصمة لا تُنسى في السينما والمسرح ورغم اعتزالها الأضواء في سنواتها الأخيرة، ظلت ذكراها حاضرة في قلوب الجمهور الذي أحب أداءها الراقي وأدوارها المتميزة، خصوصًا في تجسيد شخصية الأم الأرستقراطية.
نستعرض في هذه السطور أبرز محطات حياتها، من نشأتها وبداياتها الفنية، إلى أعمالها الخالدة، وحياتها الخاصة، وحتى لحظة الوداع الأخيرة.
نشأة أرستقراطية وموهبة مبكرةوُلدت زينب صدقي، واسمها الحقيقي ميرفت عثمان صدقي، في 15 أبريل 1895، وسط أسرة ذات أصول تركية عريقة كانت تقطن حي الزمالك الراقي في القاهرة. تلقت تعليمها في مدارس أجنبية راقية، وكان لبيئتها الراقية أثر كبير في تشكيل ملامح شخصيتها الفنية، حيث كانت تجيد عدة لغات وتتمتع بثقافة واسعة.
منذ نعومة أظافرها، أظهرت ميولًا فنية واضحة، الأمر الذي شجعها على دخول مجال التمثيل في وقت كانت فيه المرأة لا تزال تناضل لإثبات مكانتها على خشبة المسرح.
انطلقت في مشوارها الفني عام 1917 من بوابة المسرح، حيث عملت مع فرق كبيرة مثل فرقة جورج أبيض، وفرقة عبد الرحمن رشدي، ثم انتقلت إلى فرقة يوسف وهبي (مسرح رمسيس) حيث تألقت في أدوار الفصحى الكلاسيكية، مثل "مجنون ليلى" و"كليوباترا".
رحلة فنية حافلة بين المسرح والسينمالم تقتصر مسيرة زينب صدقي على المسرح فقط، بل امتدت إلى عالم السينما في فترة ازدهارها، وقدمت أكثر من 55 فيلمًا على مدار مشوارها الفني.
تنوعت أدوارها بين الأم الأرستقراطية والسيدة الراقية، وهو ما ساعد في ترسيخ صورتها كرمز للأناقة والفخامة.
من أبرز أفلامها:
• ست البيت (1949)
• عزيزة (1955)
• الجريمة والعقاب (1957)
• الزوجة 13 (1962)
• إسكندرية ليه (1978)
• لابيلور (1983)
تميزت زينب صدقي بأسلوب تمثيلي رصين، وكانت تُتقن اللغة العربية الفصحى، ما جعلها محط أنظار كبار المخرجين والكتّاب، خصوصًا في الأعمال التاريخية والمسرحية.
حياتها الخاصةرغم شهرتها ونجاحها، لم يكن لزينب صدقي نصيب كبير في الاستقرار العاطفي. فقد تزوجت مرة واحدة فقط، لكن هذا الزواج لم يستمر سوى ستة أشهر، لتقرر بعدها ألا تخوض تجربة الزواج مجددًا.
ومع ذلك، لم تحرم نفسها من مشاعر الأمومة، فتبنت طفلة يتيمة تُدعى "كوثر حسن عباس"، وأطلقت عليها اسم "ميمي صدقي"، أحاطتها بحنان ورعاية كبيرة، ووفرت لها أفضل تعليم حتى أصبحت طبيبة ناجحة، لتثبت أن الأمومة ليست بيولوجية فقط، بل قلب يحتضن ويربي.
نهاية هادئة لحياة صاخبة بالعطاءفي سنواتها الأخيرة، ابتعدت زينب صدقي عن الفن والأضواء، وعانت من ظروف مالية صعبة جعلتها تبيع مقتنياتها الخاصة، وحتى المقبرة التي كانت قد اشترتها لنفسها. ورغم ذلك، رفضت أن تتوسل أو تعود للساحة الفنية طلبًا للمساعدة، محتفظة بكرامتها وكبريائها حتى اللحظة الأخيرة.
رحلت عن عالمنا في 23 مايو 1993، عن عمر ناهز 98 عامًا، تاركة خلفها إرثًا فنيًا غنيًا ومكانة كبيرة في قلوب عشاق الفن الكلاسيكي.
إرث فني خالد لا يُنسىكانت زينب صدقي رمزًا للأناقة والموهبة والانضباط، ونجحت في تقديم نموذج للمرأة الفنانة القادرة على الجمع بين الجمال والموهبة والثقافة.
وُصفت بـ "ملكة جمال مصر" في الثلاثينيات، وظلت حتى وفاتها تجسيدًا للأصالة والرقي في الأداء.
وفي ذكرى رحيلها، نستحضر سيرتها كواحدة من رائدات الفن في مصر، ممن صنعن المجد في زمن الفن الجميل، وتُعد قصتها من قصص النجاح التي تلهم الأجيال القادمة.