انطلق اليوم منتدى حوار المعرفة العُماني السعودي الذي تنظمه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع مجلس شؤون الجامعات بالمملكة العربية السعودية، وذلك بفندق قصر البستان، برعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

وعُقدت ضمن فعاليات المنتدى 3 جلسات استعرضت الأولى التحديات والفرص في بناء جامعات ريادية في الخليج العربي، وتم التطرق خلالها إلى القوانين والتشريعات، ودور التكنولوجيا في بناء جامعات ريادية، والتعاون الدولي والشراكات، بالإضافة إلى التكامل بين الجامعات الخليجية لبناء منظومة ريادة إقليمية، والبُنى الأساسية والموارد البشرية والمالية، واستعرضت الجلسة الثانية دور الثورة الصناعية الرابعة والخامسة في دعم التعليم والحرم الجامعي الذكي، وتم التطرق خلالها إلى الذكاء الاصطناعي، وتحويل الأبحاث في الذكاء الاصطناعي إلى حلول تطبيقية في بيئة التعليم الجامعي، ودور إنترنت الأشياء في تطوير بيئات التعلم الذكية في الجامعات، وكذلك الأمن السيبراني، ودمج إنترنت الأشياء وذكاء البيانات في تشغيل الحرم الجامعي الذكي، فيما استعرضت الجلسة الثالثة التعاون في البحث العلمي والابتكار، وتم التطرق خلالها إلى إنشاء برامج بحثية مشتركة وتبادل الباحثين، والتشجيع على إنشاء مراكز البحث والتطوير والابتكار.

وأكدت الدكتورة مريم بنت بلعرب النبهانية المديرة العامة للجامعات والكليات الخاصة أن منتدى حوار المعرفة العُماني السعودي يشكل محطة مهمة على طريق تعزيز الشراكة الأكاديمية والبحثية بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، واستكشاف آفاق جديدة في مجالات التعليم الجامعي والبحث العلمي والابتكار، استكمالًا لما بدأ من جهود تعاونية، وتأكيدًا لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود لسلطنة عُمان في عام 2023، وما تبعها في عام 2024 من لقاء مشترك عُقد في مسقط بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار وهيئة تنمية الصادرات السعودية، وعدد من شركات القطاع الخاص بالمملكة، إلى جانب مؤسسات التعليم العالي الخاصة في سلطنة عُمان، وتتسق هذه الجهود مع الرؤيتين الوطنيتين الطموحتين: "رؤية عُمان 2040" و"رؤية السعودية 2030"، واللتين ترتكزان على الاستثمار في الإنسان والمعرفة كركيزة أساسية للتنمية المستدامة.

وأوضحت أن موضوع هذا المنتدى، وما يتضمنه من جلسات نقاشية حول الجامعات الريادية والتقنيات الحديثة، والثورات الصناعية الرابعة والخامسة، يعكس الوعي المشترك بضرورة إعادة صياغة أدوار مؤسسات التعليم العالي في عصر المعرفة والاقتصاد الرقمي، لتصبح الجامعات الخليجية مراكز إنتاج معرفي وريادي، تسهم في تنمية مجتمعاتنا، وتستجيب لاحتياجاتها المتجددة، وتدعم اقتصاداتها من خلال البحث والتطوير والابتكار، إذ غدا مفهوم "الجامعة الريادية" ضرورة واقعية، تفرضها التحديات التنموية والتقنية التي تواجهها دولنا، ونتطلع إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات، والتعاون في تطوير الأطر القانونية، والبنية الأساسية، والارتقاء بالكفاءات الوطنية، بما يعزز من قدرات مؤسسات التعليم العالي في كلا البلدين.

مسيرة التعاون العلمي

وقال سعادة الدكتور بسام بن عبدالله البسام، الأمين العام لمجلس شؤون الجامعات بالمملكة العربية السعودية: يجسد هذا اللقاء العلمي العلاقة الأخوية بين البلدين ويدعم مسيرة التعاون العلمي والمعرفي بين الصروح التعليمية، بما يسهم في تبادل الخبرات والتجارب سعيًا إلى تعزيز جودة التعليم ومخرجات التعلم في دول مجلس التعاون الخليجي.

وأوضح أن مؤسسات التعليم العالي تمثل منارة من منارات العلم والمعرفة، وتؤدي دورًا محوريًا في نشر المعرفة، وبناء كوادر بشرية تسهم في نهضة الأمم، كما أن المؤسسات التعليمية تُعد بيئة خصبة للبحوث العلمية والاختراعات والابتكارات التي تخدم البشرية، وتُقدّم الحلول الناجحة للتحديات التي تواجه البشرية محليًا ودوليًا، ولا يخفى على الجميع أهمية تبادل الخبرات وتعزيز الشراكات بما يضمن الاستفادة المثلى من المكونات الأساسية للبحث العلمي والتقنية المبتكرة؛ ويأتي لقاؤنا هذا كخطوة مهمة لتعزيز التكامل بين مؤسساتنا التعليمية والاستفادة من الخبرات والتجارب المتميزة في البلدين.

وأشار إلى أن ما يحتويه هذا اللقاء من محاور وموضوعات يُعدّ لبنة مهمة في طريق التكامل، الذي نأمل أن يكون بداية لتعاونات مستقبلية على المستويات الأكاديمية والبحثية والتقنية كافة، وبناء شبكة علاقات تضمن تبادل الخبرات وتعزيز البحث العلمي والشراكة الأكاديمية بين البلدين، ونتطلع للقاءات قادمة لاستكمال مسيرة التعاون وتحقيق طموحات القيادة في البلدين.

من جانبه، قال الدكتور صلاح بن صومار الزدجالي المدير العام للبرامج وبناء القدرات بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار: إن المنتدى يسعى إلى تعزيز التعاون في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بين سلطنة عُمان والمملكة العربية السعودية، معربًا عن أمله في أن يُثمر هذا المنتدى في التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات ما بين مؤسسات التعليم العالي بين الجانبين؛ بهدف التوأمة بين هذه المؤسسات التعليمية، وتنفيذ مجموعة من البرامج العملية في مجالات البحث العلمي والابتكار والتبادل المعرفي والعلمي، سواء على مستوى الباحثين والمبتكرين والطلبة بين البلدين الشقيقين.

ويشكّل منتدى حوار المعرفة العُماني السعودي منصة استراتيجية لتعزيز التعاون المعرفي وتبادل الخبرات بين البلدين الشقيقين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: التعلیم العالی والبحث العلمی والابتکار البحث العلمی والابتکار مؤسسات التعلیم العالی العربیة السعودیة تبادل الخبرات حوار المعرفة بین البلدین

إقرأ أيضاً:

الوزير المصطفى يبحث مع القائم بأعمال السفارة القطرية سبل تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين

دمشق-سانا

بحث وزير الإعلام الدكتور حمزة المصطفى مع القائم بأعمال السفارة القطرية في دمشق، خليفة بن عبد الله آل محمود، آفاق التعاون الإعلامي بين البلدين، وسبل بناء شراكة إستراتيجية تعزز المشهد الإعلامي السوري في المرحلة القادمة.

وقدّم وزير الإعلام خلال اللقاء عرضاً شاملاً للواقع الإعلامي في سوريا بعد التحرير، والجهود التي يتم بذلها لإعادة تفعيل الإعلام السوري على أسس وطنية ومهنية تعيد ثقة المواطن السوري بإعلامه الوطني.

وأكد المصطفى أن من أبرز التحديات التي واجهت الوزارة بعد التحرير كان إعادة تشغيل التلفزيون الرسمي بشكل جديد يسد الفجوة الإعلامية، وهو ما تحقق بفضل الله بإطلاق قناة الإخبارية السورية بداية شهر أيار 2025، إضافة إلى التحضير لإطلاق الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بشكل رسمي خلال الشهر المقبل، بعد استكمال خطط إعادة تأهيلها من حيث السياسات التحريرية والجانب الإداري وكادر العاملين، وذلك لضمان المصداقية والمهنية في العمل الصحفي.

وأشار وزير الإعلام إلى أنه من المقرر أن تصدر جريدة الثورة ورقياً في بداية شهر أيلول القادم، لتكون أول صحيفة رسمية تصدر ورقياً بعد التحرير، مشدداً على أن التوجه الحالي للوزارة هو تأسيس بيئة إعلامية صديقة للعمل الصحفي، وبناء إعلام يكون وطنياً أكثر منه رسمياً، داعياً الإعلام الخاص والمستقل للمساهمة في هذا التوجه.

وفيما يتعلق بالإعلام الإلكتروني، أوضح المصطفى أن الوزارة تعمل حالياً على خطة تشمل تطوير المواقع الإخبارية والصحافة الرقمية، مع تحديث هويتها البصرية وتطبيق أعلى معايير الأمان، إضافة لتوثيق الحسابات الرسمية على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتطرق وزير الإعلام إلى العوائق التي تواجه الإعلام السوري، والتي كان أبرزها العقوبات المفروضة على سوريا قبل رفعها، وانتشار الحسابات الوهمية التي تروّج للأخبار الكاذبة والمضللة، مشيراً إلى أنه تم رصد أكثر من نصف مليون حساب وهمي تنطلق من دول مجاورة وتبث أخباراً كاذبة على مدار الساعة حول الشأن السوري، وتعمل على تضخيم الأخبار الأمنية للتأثير على الصورة العامة للوضع الداخلي في سوريا، مؤكداً أن الوزارة تتعامل مع هذه الحسابات من خلال التواصل مع شركتي /ميتا وإكس/، ومع بعض الحكومات التي تنطلق منها، حيث تم إغلاق عشرات آلاف الحسابات الوهمية.

وأوضح الوزير المصطفى أن الجهود حالياً منصبة على بناء إستراتيجية إعلامية منفتحة على الإعلام الدولي، حيث تستقبل سوريا عشرات الوفود الصحفية الأجنبية، وتقدم لهم كل التسهيلات لأداء مهامهم بحرية وشفافية.

كما تناول وزير الإعلام خلال اللقاء خطط تطوير الإنتاج الدرامي في سوريا، لما للدراما من أثر في حفظ الذاكرة الوطنية، وتعزيز قيم المواطنة والتعايش السلمي، مبيناً أنه يتم حالياً التخطيط لتطوير الإنتاج الدرامي بالشراكة مع القطاع الخاص والجهات الدولية المهتمة بالاستثمار في هذا المجال.

وأعرب المصطفى عن تطلعه لعقد شراكات إستراتيجية مع تلفزيون قطر لدعم الإنتاج الدرامي، وخاصة أن المواقع السورية غنية وتوفر بيئة مثالية لإنتاج الأعمال الدرامية.

بدوره أعرب القائم بأعمال السفارة القطرية عن استعداد بلاده لتقديم كل أشكال الدعم في سبيل نهضة الإعلام السوري، وإنجاز شراكات إعلامية وخطط تعاون إستراتيجية بين وسائل الإعلام في البلدين، إضافة لخطط تطوير وتدريب الإعلاميين، والاستفادة من الخبرات القطرية في تأسيس بنية تحتية إعلامية مهنية وحديثة.

تابعوا أخبار سانا على 

مقالات مشابهة

  • منتدى حوار المعرفة العُماني السعودي يستعرض سُبل تعزيز التعاون المعرفي وتبادل الخبرات
  • وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الخاصة
  • الوزير المصطفى يبحث مع القائم بأعمال السفارة القطرية سبل تعزيز التعاون الإعلامي بين البلدين
  • وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي لـ سانا:‏ في إطار العمل الجاري على مفاضلات القبول في الدراسات العليا للعام ‏الدراسي الجامعي الحالي، ‏استقبلت الوزارة أكثر من 14 ألف طلب إلكتروني تم تقديمها عبر المنصة الرسمية ‏للمفاضلة، ويجري حالياً ا
  • الحصاد الأسبوعي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي.. أنشطة مهمة
  • عقد اجتماع الأعلى لشؤون المعاهد الخاصة.. حصاد التعليم العالي بالفيديو والإنفوجراف
  • ورشة عمل لأعضاء النيابة وهيئة التدريس بكلية الحقوق في الفقه الجنائي والبحث العلمي
  • دعم الاتحاد الأوروبي للبحث العلمي والابتكار.. ورشة عمل بجامعة الإسكندرية
  • «الاقتصاد» تطلق مركز المعرفة والابتكار لترسيخ التعاون مع القطاع الأكاديمي