عربي21:
2025-11-05@03:55:00 GMT

الشّوك والقرنفل

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

جميلٌ أن تتمسَّك الجزائر، بمعرضها الدولي للكتاب، الذي ستنطلق فعاليات طبعته السابعة والعشرين، خلال الساعات القادمة، والأجمل أن يتمسَّك الناس، بما يقدّمه هذا المعرض، الذي يخرجهم ولو لبعض الوقت، من ضجر التغريدات المزيفة والخيال الطائش، ويعيدهم إلى الورق والحبر، إلى الكتاب الذي انطلقت من صفحاته أكبر الثورات، وأعطر الحضارات، وأنجح القفزات.



ويحضرنا في كل موعد ثقافي كبير، القضية الفلسطينية وما يحدث حاليا في فلسطين ولبنان، إذ أصبحت الكتابة والتأريخ للأحداث جزءا من الحرب إن لم نقل الجزء الأهمّ.

ولا تكاد تذكر ثائرا سياسيا أو رياضيا أو مثقفا كبيرا، إلا وقد بدأت حياته بكتاب، وانتهت أيضا بكتاب، بل إن الكثيرين، لم يغادروا الدنيا إلا بعد أن قدَّموا حياتهم وتجربتهم في كتاب للناس. وتزدحم المكاتب العالمية بمذكّرات كبار الساسة والحرب، من هتلر وتشرشل إلى شارل ديغول وميخائيل غورباتشوف، فبقي الكتاب والكتابة، برغم هذا الطوفان التكنولوجي الجارف الذي نجح في الإبهار، وإجبار الأنام على إدمان مجالسته، ولكنه ما حقق جواهر الكتاب، خير جليس للأنام.

تحضرنا، ونحن نتكلم عن الكتاب، تلك الرواية التحفة التي خطها الشهيد يحيى السنوار في سجنه، التي اختار لها عنوان “الشوك والقرنفل”، وهي مذكّرات رجل، كتب نفسه وشعبه وأرضه وحياته وموته، فمنح الناس كتابا رائعا، روى فيه قصته وقصة من حوله من أعداء وأصدقاء، وغادر الدنيا بطلا يمكن الانبهارُ به والاعتبار منه، في كل صفحة من الكتاب الممنوع تداوله في بلدان عديدة من مختلف القارّات بين من أراد الشوك ومن أراد القرنفل.

عندما تقرأ لطاغور أو إرنست همنغواي أو ألبير كامي أو غابريال غارسيا ماركيز أو آسيا جبار، وكلهم فازوا أو اقتربوا من التتويج بجائزة نوبل في الآداب، تشعر بأن الحياة تظلم بعضا من أهل الحق، ولكنهم سيعودون في يوم من الأيام، كما عاد ديوان اللهب المقدس الذي خطّه مفدي زكرياء في سجن بربروس، وكما سيعود كتاب “الشوك والقرنفل” لمؤلفه الشهيد يحيى السنوار، الذي كتبه في سجون هداريم والسبع ونفحة.

لم يكن الكتاب قطّ، ألوانا مزركشة، وإثارة في العناوين أو استعراضا لأجل الكلمات الموزونة والمبعثرة على صفحات بيضاء، ولم تكن معارض الكتب، بكمّية ما يُشحن فيها من ورق وبعدد زائريها، وبالتي تُبعد الجالسين في حضرتها، إلى الشوك، فقد كان الكتاب رفيقا للكبار، فما كان عبد الحميد بن باديس أو مالك بن نبي يشاهَدان إلا حاملين معهما كتابا من أمّهات ما أعطته تجارب الأمم.

وبقدر ما نطمئن عندما نسمع بامتلاك بعض الشباب مكتبات في بيوتهم، نركّز على نوعية هذه الكتب وكفاءة كتّابها والتزامه بالحركة التنموية الشاملة، التي تعني نمو الإنسان قبل بقية مجالات الحياة، لأنّ الفرق كبير بين الشوك والقرفل.

قديما قال أفلاطون: “شعب يقرأ شعبٌ لا يجوع ولا يُستعبد”، وحديثا رفضت الكثيرُ من الشعوب القراءة، فكان الجوع والاستعباد والشوك أيضا مصيرها.

الشروق الجزائرية

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الجزائر السنوار الشوك والقرنفل الجزائر غزة الاحتلال السنوار الشوك والقرنفل مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

وسط أزمة الكتاب المدرسي.. مباحثات بين المركزي ومصرف الجمهورية حول “الشفافية”

بحث محافظ مصرف ليبيا المركزي ناجي عيسى، مع إدارة مصرف الجمهورية ‏أداء القطاع المصرفي وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين‎.‎

ووفقًا للمركزي، ناقش الاجتماع الملاحظات الواردة من فرق الرقابة والجولات ‏الميدانية على فروع مصرف الجمهورية، وخاصة ما يتعلق بتوزيع السيولة والالتزام ‏بالضوابط التنظيمية الصادرة عن المصرف المركزي‎. ‎

كما استعرض ممثلو مصرف الجمهورية الخطوات المتخذة لمعالجة الملاحظات ‏وتحسين كفاءة الأداء وفق المعايير الرقابية المعتمدة‎.‎

وتطرق الاجتماع إلى الخطة الإستراتيجية الجديدة للمصرف، التي تهدف إلى ‏تطوير الخدمات المصرفية، ورفع كفاءة الأداء، وتعزيز الالتزام بمتطلبات مكافحة ‏غسل الأموال وتمويل الإرهاب، إضافة إلى تطوير منظومات الدفع الإلكتروني ‏لتحقيق التحول الرقمي في القطاع المصرفي‎.‎

من جهته، شدد المحافظ على ضرورة الالتزام بالضوابط والتعليمات الصادرة عن ‏مصرف ليبيا المركزي، وبمعايير الشفافية وجودة الخدمة، تعزيزًا لدور المصارف في ‏دعم الاستقرار النقدي والاقتصادي في البلاد‎.‎

وكان المصرف المركزي أوقف معاملة شركة “البشير” للطباعة والنشر للتحقيق ‏في الإجراءات المتعلقة بطباعة الكتاب المدرسي، وذلك بتوجيهات من المحافظ ‏ناجي عيسى لإدارة مصرف الجمهورية

من جانبه نفى مصرف الجمهورية فتح اعتمادات خاصة بالكتاب المدرسي، ‏قائلًا إنه لم يشرع حتى الآن في طلب أو فتح أي من الاعتمادات الخاصة ‏بالكتاب المدرسي، بناءً على تعليمات المصرف المركزي، مؤكدًا التزامه باتباع ‏الإجراءات القانونية، حرصًا على الشفافية والمصداقية في جميع معاملاته.‏

المصدر: مصرف ليبيا المركزي + قناة ليبيا الأحرار

رئيسيمصرف الجمهوريةمصرف ليبيا المركزي Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • مستشار رئيس الجمهورية سيدي السعيد يزور معرض الكتاب الدولي
  • الطبلقي: حبس العابد في قضية الكتاب المدرسي خطوة قانونية لتحقيق العدالة
  • هل تعلم محبة النبي في الكتاب والسنة؟
  • إصدارات الفال في «بينك وبين الكتاب»   
  • هيئة الكتاب تتعاقد مع الدكتور عبد الحكيم راضي لإصدار مؤلفاته
  • المدير التنفيذي لمعرض الكتاب: الهوية القومية شعار الدورة 57 ورومانيا ضيف الشرف
  • المدير التنفيذي لمعرض القاهرة الكتاب: الهوية القومية شعار الدورة 57 ورمانيا ضيف الشرف
  • هل الخلع حلال شرعا؟ وما دليل ذلك من الكتاب والسنة؟
  • «تٌقام في يناير 2026».. فتح باب الحجز لحفلات التوقيع في معرض الكتاب
  • وسط أزمة الكتاب المدرسي.. مباحثات بين المركزي ومصرف الجمهورية حول “الشفافية”