لجريدة عمان:
2025-05-10@03:03:16 GMT

ديمقراطية للقلة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

قضيتُ إجازة الأسبوع الماضي وأنا أشاهد لقاءات مع كتاب وسياسيين أمريكيين. لا لاهتمامي بنتائج الانتخابات الأمريكية، بل لإيقاد ذلك «الترمومتر» تجاه مواقفهم مما يحدث، هذه الحساسية يمكن أن تعطي المتحدث شرعية لبقية مواقفه أو تنزعها عنه.

فـي الحقيقة لا أعتبر أننا جزء مما يحدث إلا فـي جزئية المشهدية/المسرحية الأمريكية التي تبث على الهواء مباشرة فـي كل أصقاع العالم، كما هو كل شيء أمريكي آخر.

وفـي الوقت الذي نعتقد فـيه أن ملفات الشرق الأوسط مهمة بالنسبة لخطط المرشحين الانتخابية، إلا أننا نبالغ كثيرًا. عمومًا يبدو أن هنالك نوعًا من العماء المقصود والمتعمد من قبل النخب فـي أمريكا، فإذا ما كان المرشح «س» سيئًا إلا أنه أفضل من المرشح «ص» الأكثر سوءًا.

وبهذا يتغير الرأي العام مباشرة، يقول مثلًا نورمان فنكلستاين الأمريكي المناهض للصهيونية فـي مقابلته مع علي الظفـيري عبر برنامج «المقابلة» التي تبثه الجزيرة، أن كمالا هاريس سرعان ما أصبحت نجمة، وتعليقاتها تثير الضحك دلالة على بساطتها وتواضعها، لقد تم استثمار حتى ما كان يعيبها لكن هذه المرة فـي الاتجاه المضاد تمامًا، يحدث ذلك لكي لا يفوز ترامب فحسب.

من جهة أخرى تقول لي صديقة أمريكية: إن ما يحدث جنون محض. فأتباع الديمقراطيين سيصوتون بطبيعة الحال لكاملا هاريس، لكن المسلمين والعرب والمهاجرين والأقليات ومجتمع الميم عين سيصوتون حسب المؤشرات لها كذلك، نظرًا لخوفهم الكبير من سياسات ترامب اليمينية التي قد تضيّق الخناق عليهم، لكن هل تستطيع كاملا هاريس أن تدافع عنهم حقًا؟ لا تظن هذه الصديقة أنها تستطيع فعل ذلك إذا ما قرأنا مسيرتها كنائبة للرئيس الأمريكي خلال الدورة الانتخابية الماضية، وفـي ما يحدث فـي غزة وعدم إيقافه لأربعة عشر شهرًا الآن أن يكون شاهدًا على ذلك، مثل شواهد أخرى عديدة وأكثر قوة بالنسبة للأمريكيين مثل منع الإجهاض فـي بعض الولايات الأمريكية، وانحسار مُثل التمييز على أساس الجندر.

يلمع فـي رأسي اقتباس من كتاب يعجبني كثيرًا «ديمقراطية للقلة» لمايكل بارينتي «لو أن الرئيس الأمريكي رأى الفلاحيين الصينيين ينقبون عن طعامهم فـي صناديق القمامة أثناء زيارته للصين لقال إن الشيوعية أثبتت فشلها. فماذا نستدل إن حدث هذا فـي موطن نجاح الرأسمالية المسمى بـ(أمريكا)»؟

لكن هل يستطيع أي شيء أن يغير السياسة الأمريكية أقصد هل يمكن أن نشاهد شيئًا غير هذا الاستقطاب المسرحي بين الديمقراطيين والجمهوريين الذين لا يختلفون كثيرًا عن بعضهم البعض؟ تريدنا الرأسمالية أن نقر بنوع من الواقعية الحتمية التي لن ننجر وراءها، لكن ينبغي أن نفكر جيدًا فـيما كتبه كاتب كتاب ديمقراطية للقلة قائلًا: الحقيقة المهمة المتعلقة بفهم القوة السياسية فـي أمريكا هي أن معظم مؤسساتنا الثقافـية تقريبًا إنما تقع تحت سيطرة طبقة ثرية، وترتبط بمؤسسات الأعمال وتحكمها مجموعات من ممثلي الشركات الغنية وهي مجموعات لم ينتخبها أحد وتظل فـي هذه المناصب إلى ما شاءت... نحن لا نملك أي صوت، ولا أي جزء من الملكية، ولا أي قوة تمكننا من اتخاذ القرارات القانونية داخل تلك المؤسسات»، وهذا يعني صديقي القارئ أن تلك المؤسسات المنوطة بالتغيير من داخل هذه الأنظمة والتي تدفع نحو فهم للسياسة قائم على تغيير الصراعات لا الإبقاء عليها مع تغير اللاعبين، هي نفسها ملك لهؤلاء اللاعبين!

ثم ماذا؟ هل سنقضي الوقت فـي إعابة الدول التي تقدم نفسها كنموذج ديمقراطي؟ هل سنقول كما يصطاد البعض فـي الماء العكر إما أن لا ديمقراطية فـي هذا العالم، أو أن حتى الديمقراطية يمكن أن تكون وحشية وتنشأ فـيها أكثر الأنظمة الرأسمالية شراسة؟ هل يكفـي التلويح بهذا لعالم أفضل نريده لنا جميعًا، وإن لم يكن لنا فلأبنائنا.

أعرف الكثيرين ممن هم فـي مواقع السلطة ممن يجدون هذه الأمثلة فرصة للتشفـي وتسويغ استبدادهم فـي سياقات أخرى، حتى إذا ما لوحت لهم بحقك فـي المشاركة والتمثيل والتعبير لقال لك انظر حتى أمريكا تدعي أنها ديمقراطية.

أظن بأنه تقع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، فردية عبر المعرفة فـي أقل درجات التغيير، وعبر دعم المؤسسات الثقافـية المستقلة التي لا تخدم أجندة هؤلاء اللاعبين، وبدلًا من أن تصبح الانتخابات الأمريكية تقليعة كل أربع سنوات، ماذا لو ذهبنا أبعد من ذلك، خصوصًا وأننا الآن لسنا سوى متفرجين، فرجة زادت نكبتنا منذ ١٤ شهرًا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ما یحدث ا یحدث

إقرأ أيضاً:

مضاد للالتهابات ويقوي المناعة.. ماذا يحدث للجسم عند تناول لب عباد الشمس

تربط الدراسات تناول بذور دوار الشمس أو لب عباد الشمس بعدد من الفوائد الصحية، بما في ذلك تقليل خطر الإصابة بأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم أو أمراض القلب ، كما أنها تحتوي على عناصر غذائية تدعم جهاز المناعة وتعزز مستويات الطاقة.

أبرزها شرب المياه.. نصائح لمرضى السكر في الطقس الحارتوتر وسمنة.. أضرار وخيمة لـ السهر يوميافوائد لب عباد الشمس

- تقليل الالتهاب

لمن يعانون من التهابات قصيرة الأمد أو مزمنة ، تُقدم بذور دوار الشمس فوائد مضادة للالتهابات، تحتوي بذور دوار الشمس على فيتامين هـ، والفلافونويدات، ومركبات نباتية أخرى تُقلل الالتهاب، وقد وجدت دراسة أن تناول بذور دوار الشمس وبذور أخرى خمس مرات أو أكثر أسبوعيًا يُقلل من مستويات الالتهاب، مما يُقلل أيضًا من عوامل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة.

- تحسين صحة القلب

بذور دوار الشمس غنية بالدهون الصحية، بما في ذلك الدهون المتعددة غير المشبعة والأحادية غير المشبعة، تحتوي حصة ثلاثة أرباع كوب من بذور دوار الشمس على 14 غرامًا من الدهون، وقد وجدت الدراسات أن تناول البذور - بما فيها بذور دوار الشمس - يرتبط بانخفاض معدلات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع الكوليسترول ، وارتفاع ضغط الدم

- دعم الجهاز المناعي

بذور دوار الشمس مصدرٌ للعديد من الفيتامينات والمعادن التي تدعم جهاز المناعة وتزيد من قدرته على مكافحة الفيروسات، وتشمل هذه الفيتامينات الزنك والسيلينيوم ، ويلعب الزنك دورًا حيويًا في جهاز المناعة، إذ يساعد الجسم على الحفاظ على الخلايا المناعية وتطويرها، كما يلعب السيلينيوم دورًا في تقليل الالتهابات، ومكافحة العدوى، وتعزيز المناعة.

المصدر webmd

طباعة شارك دوار الشمس بذور دوار الشمس فوائد بذور دوار الشمس المناعة

مقالات مشابهة

  • مضاد للالتهابات ويقوي المناعة.. ماذا يحدث للجسم عند تناول لب عباد الشمس
  • مليشيا الحوثي تنشر تفاصيل وأرقام العمليات العسكرية التي نفذتها تجاه القوات الأمريكية وما تعرضت له من غارات جوية
  • تاريخ أسود من الصراع .. الهند وباكستان في مواجهة قوية| ماذا يحدث؟
  • ماذا يحدث للجسم عند تناول حبة البركة ؟
  • ماذا يحدث لجسمك عند تناول التوت؟
  • ما دور علماء الأمة تجاه ما يحدث في غزة؟ الشيخ ولد الددو يجيب
  • شيخ الأزهر: ما يحدث في غزة جرائم لم نكن نتخيل وقوعها حتى في القرون الوسطى
  • ديمقراطية كنتاكي .. حينما تتسول النخب !
  • درس من ديمقراطية الكيان
  • ستة أسئلة لفهم ما يحدث بين باكستان والهند في كشمير