تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

طلب خمسة أعضاء ديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي من الرئيس جو بايدن توضيح وتبرير دور أفراد القوات المسلحة الأمريكية في مساعدة إسرائيل في غزواتها البرية للبنان وقطاع غزة، بالإضافة إلى تبادل البلاد للأعمال العدائية مع إيران.

ويقول أعضاء مجلس النواب الأمريكي، إن إشراك القوات الأمريكية في الصراعات الإسرائيلية يتطلب موافقة الكونجرس الأمريكي.

وتسأل المشرعين التقدميين في مجلس النواب الأمريكي عن تورط الجيش الأمريكي في الصراع المتوسع في الشرق الأوسط ، حيث يرون أن نشر القوات الأمريكية في إسرائيل وغيرها من أشكال الدعم ينتهك القانون الدستوري.

ويقول المشرعون، إن تبادل المعلومات الاستخباراتية الشاملة والتنسيق العملياتي بين الجيش الأميركي وإسرائيل، إلى جانب القرار الذي اتخذ الشهر الماضي بإرسال 100 جندي أمريكي إلى إسرائيل لتشغيل نظام الدفاع الجوي الصاروخي “ثاد”، تجاوز حدود السلطة الرئاسية.

وكتب المشرعون في رسالة إلى بايدن: " لم يأذن الكونجرس الأمريكي بالتدخل العسكري الأمريكي في هذه الحروب ، كما هو مطلوب بموجب الدستور والقانون الأمريكي، والكونجرس لديه السلطة الوحيدة لإعلان الحرب".

وقد ترأست الرسالة النائبتان رشيدة طليب (ديمقراطية من ميشيغان)، وكوري بوش (ديمقراطية من ميسوري)، كما وقع عليها أيضًا النواب أندريه كارسون (ديمقراطي من إنديانا)، وسامر لي (ديمقراطية من بنسلفانيا)، وإلهان عمر (ديمقراطية من مينيسوتا).

معارضة صريحة للعمليات الإسرائيلية

وكان المشرعون صريحين في معارضتهم للعمليات العسكرية الإسرائيلية في الشرق الأوسط وقالوا إنهم يسعون إلى إعادة تأكيد صلاحيات الحرب لدى الكونجرس وسط تزايد التقلبات في المنطقة.

وكتب المشرعون: "لقد أوضح الشعب الأميركي أنه يريد رؤية وقف فوري لإطلاق النار، ونهاية لهذه الحروب، وعودة الرهائن، وليس تعميق التدخل الأميركي في حرب إقليمية لا نهاية لها محتملة".

وقالوا إنهم يشعرون بالقلق إزاء نشر قوات أمريكية في المنطقة، فضلاً عن مشاركة عناصر من العمليات الخاصة والاستخبارات في تحديد أهداف العمليات الإسرائيلية في غزة.

وأعرب المشرعون أيضًا عن قلقهم بشأن التقارير التي تفيد بأن المسؤولين العسكريين الأمريكيين ناقشوا توجيه ضربات عسكرية أمريكية ضد إيران.

وأكدوا "أن هذا التدخل الحالي، وأي تدخل أو نشر إضافي للقوات المسلحة في الحرب الإقليمية المتوسعة التي تشنها الحكومة الإسرائيلية، يندرج ضمن تعريف "الأعمال العدائية" في قرار صلاحيات الحرب، ولا يأتي رداً على هجوم وشيك أو فعلي ضد الولايات المتحدة"، كما كتب المشرعون "وعلى هذا النحو، فإن هذه الإجراءات غير مصرح بها".

ينص قرار سلطات الحرب لعام 1973 على أن الكونجرس وحده هو الذي يمكنه تفويض إرسال أفراد الخدمة الأمريكية للعمل في الخارج، إما من خلال إعلان الحرب، أو تفويض قانوني أو في حالة وقوع هجوم ضد الولايات المتحدة يخلق حالة طوارئ وطنية.

وبموجب القرار، يمكن للكونجرس أيضًا توجيه إزالة أي قوات أمريكية متورطة في أعمال عدائية غير مصرح بها.

وحذر المشرعون في رسالتهم من أن "السلطة التنفيذية لا يمكنها أن تستمر في تجاهل القانون دون تدخل الكونجرس. إن الشعب الأميركي يستحق أن يكون له رأي في قضية الحرب، وبالتالي فإن مشاركة الكونجرس ومناقشته أمر ضروري".

وأعرب أعضاء الكونجرس الديمقراطيون والجمهوريون عن استيائهم من افتقار الكونجرس إلى المساهمة في الصراعات الأخيرة.

في يناير، طعن أعضاء مجلس الشيوخ في شرعية الضربات الجوية الأمريكية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين بدأوا في إطلاق طائرات بدون طيار وصواريخ على السفن في البحر الأحمر في بداية حرب غزة.

وقال أعضاء مجلس الشيوخ "لقد دعونا منذ فترة طويلة إلى عمليات متعمدة من جانب الكونجرس وتفويضات لاتخاذ القرارات التي تضع أعضاء الخدمة في خطر في الخارج".

ولم يوقع الكونجرس على أي تفويضات حرب منذ حرب العراق عام 2002، وأكد سلطاته الحربية آخر مرة في عام 2019، عندما أقر قرارًا يدعو الرئيس آنذاك دونالد ترامب إلى إنهاء الدعم الأمريكي للتدخل العسكري بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين.

وقد تم استخدام التفويض الذي وافق عليه الكونجرس في عام 2001 للسماح للرئيس الأمريكي بملاحقة المسؤولين عن هجمات 11 سبتمبر على نطاق واسع منذ ذلك الحين لتبرير العمليات العسكرية في 22 دولة على الأقل، وفقًا لمعهد واتسون للشؤون الدولية والعامة في جامعة براون.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجلس النواب الأمريكي الجيش الأمريكي الكونجرس الأمريكي رشيدة طليب إلهان عمر إيران لبنان وقطاع غزة دیمقراطیة من

إقرأ أيضاً:

أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)

في سوق شعبي بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة قرب مركز للإيواء، يتناوب مجموعة أطفال على تشغيل آلة معدنية يدويا لفرم حبات الحمص الصلبة، في محاولة لكسب لقمة العيش وسط تجويع ممنهج تفرضه إسرائيل التي ترتكب إبادة جماعية منذ 20 شهرا.

بأياد صغيرة ووجوه أرهقها الجوع والتعب، يدفع الأطفال بقوة آلة الفرم في حركة دائرية مرهقة، في مشهد يلخص حجم المسؤوليات التي باتت تثقل كاهلهم، بعدما فقدوا حقهم في التعليم والحماية والعيش الكريم.

ينخرطون في أعمال شاقة فرضتها ظروف الحياة البدائية التي أعادتهم إليها الحرب بعد قطع الكهرباء منذ 7 أكتوبر 2023، وما تبعه من تعطل الأجهزة الإلكترونية على إثر ذلك وغياب التكنولوجيا ووسائل النقل، ما أجبرهم على أداء مهام تفوق قدراتهم وأعمارهم.

ومن تلك الأعمال على سبيل الدلالة لا الحصر، عملية فرم الحمص يدويا بدلا من الآلات الكهربائية، وجر العربات الثقيلة، ما يضاعف من معاناة الأطفال ويفاقم من التداعيات السلبية للعمالة التي تشكل انتهاكا للقانون الدولي والقيم الإنسانية.

وتدعو منظمة العمل الدولية للقضاء على عمالة الأطفال ومكافحتها، ودشنت لهذا الغرض يوما عالميا يوافق 12 يونيو من كل عام.

وفي 16 مارس الماضي حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة « يونيسف » من أن أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا « مقلقة للغاية » ويعيشون في « خوف وقلق شديدين »، ويعانون تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.

ويشكل الأطفال دون سن 18 عاما 43 في المائة من إجمالي عدد سكان دولة فلسطين الذي بلغ نحو 5.5 ملايين نسمة مع نهاية عام 2024، وفق الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويدفع الأطفال الثمن الأعلى لهذه الحرب المتواصلة والتي خلفت وفق البيانات الرسمية أكثر من 18 ألف قتيل منهم، وإصابة عشرات الآلاف بينهم حالات بتر لطرف أو أكثر من أجسادهم، وفق ما أكدته تقارير حقوقية.

وأما باقي الأطفال، فيعيشون ظروفا مأساوية جراء النزوح المتكرر وفقدان أفراد من عائلاتهم بينهم المعيل الأساسي، ما جعلهم يتحملون مسؤوليات كبيرة أبرزها توفير قوتهم.

** توفير قوت العائلة

الطفل عبد الرحمن أبو جامع، أحد المتناوبين على فرم الحمص، النازح من بلدة بني سهيلا إلى وسط خان يونس، يقول لمراسل الأناضول إن الإبادة الجماعية المتواصلة أفقدتهم كامل حقوقهم.

عبد الرحمن يلفت إلى أن أطفال غزة كانوا يعيشون قبل الحرب بسعادة، ويتعلمون في المدارس ويرتدون ثياب الأعياد الجديدة، إلا أن حياتهم تغيرت منذ بدء الإبادة.

وأوضح أنه اضطر مدفوعا بالجوع والفقر للعمل في تحضير « الفلافل » من أجل توفير قوت يوم عائلته وإطعامهم وسط المجاعة المتفشية في القطاع.

وأشار إلى أن الحلول الأخرى من أجل الحصول على الطعام كالتوجه لنقاط توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية « مميتة »، قائلا: « من يخرج لتلقي المساعدات يُقتل أو يُصاب ».

وحسب وزارة الصحة بقطاع غزة، فإن حصيلة ضحايا « المساعدات » قرب نقاط التوزيع الأمريكية الإسرائيلية، بلغت « 224 شهيدا وألف و858 إصابة » منذ 27 ماي.

وبعيدا عن إشراف الأمم المتحدة، بدأت إسرائيل في 27 مايو تنفيذ مخطط لتوزيع « مساعدات » عبر « مؤسسة غزة الإنسانية » المدعومة أمريكيا وإسرائيليا، ويقول فلسطينيون إن المخطط يستهدف تهجيرهم من شمال القطاع إلى جنوبه.

يأتي ذلك بينما تغلق إسرائيل منذ 2 مارس/ آذار بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولم تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى.

وعبر الطفل الفلسطيني عن خطورة الأوضاع في قطاع غزة، قائلا إن « الفلسطيني لا يضمن نجاته حتى على بُعد خطوتين »، في إشارة إلى احتمالية تعرضه لقصف إسرائيلي في أي لحظة حتى أثناء تنقله ومشيه.

** « الطفولة حُلم »

أما الطفلة حبيبة (8 أعوام)، فتتجول قرب مركز الإيواء بحثا عن أشخاص يشترون منها البسكويت من أجل مساندة عائلتها ماديا.

وتقول حبيبة التي نزحت مع عائلتها من شرق خان يونس إلى أحد مراكز الإيواء، إنها تبيع البسكويت لمساعدة عائلتها بمواصلة الحياة بحدها الأدنى.

وتضيف للأناضول، إنها تعمل من أجل شراء الدقيق في ظل المجاعة ومنع إدخال المساعدات.

وعن أحلامها، توضح الطفلة حبيبة أنها تتمنى « أن تعيش حياة طبيعية مثل باقي الأطفال »، لافتة إلى أنها قبل الحرب كانت « تلعب وتدرس ».

لكن مع بدء حرب الإبادة، أشارت إلى أن إسرائيل لم تبق شيئا على حاله، فيما عم الدمار كل مكان.

ووفق أحدث إحصاءات المكتب الحكومي بغزة، فإن نسبة الدمار الذي خلفته الإبادة منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت نحو 88 في المائة من البنى التحتية والمنازل والمباني في القطاع.

خوف وخطر

الطفلة نور الشوا (11 عاما)، تقصد « مستشفى ناصر » يوميا برفقة أفراد من عائلتها لتعبئة المياه.

تقول وهي تدفع كرسيا متحركا عليه عدد من عبوات المياه الممتلئة والثقيلة، إنها فقدت الدراسة والتعليم.

وتعرب نور عن خوفها بسبب استمرار الإبادة الإسرائيلية التي سرقت منهم طفولتهم وطمأنينتهم.

وتشاطرها المعاناة الطفلة تالا الشنباري، التي اضطرت إلى العمل والوقوف لبيع بعض الأغذية من أجل مساعدة عائلتها في تأمين لقمة العيش.

وتستعيد تالا بمرارة ما كانت عليه حياتها قبل الحرب، قائلة: « كنا نعيش حياة جميلة، أما الآن فكل شيء تغير، المعابر مغلقة، ولا طعام ولا شراب، والوضع يزداد صعوبة مع استمرار القصف ».

وتوضح أنها برفقة عائلتها افتتحت « بسطة صغيرة لتأمين لقمة العيش »، وتابعت بمرارة: « نذهب للموت كي نجلب الطعام ».

وتأمل الطفلة الفلسطينية أن تنتهي الحرب في أقرب وقت بما يشمل عودتهم إلى مكان سكنهم شمال قطاع غزة، والالتقاء بأقاربهم.

 آمال بانتهاء الحرب

الطفل يامن القرا، يقول وهو يفترش الأرض بعدد من الملابس بعضها بالٍ: « أبيع الملابس لمساعدة أسرتي على شراء الطحين ».

وتحت أشعة الشمس الحارقة يوضح يامن أنه فقد حقوقه في الدراسة واللعب، وتحول إلى عامل من أجل مساعدة عائلته.

ويعرب عن آماله في التوصل إلى هدنة ووقف إطلاق نار بغزة، كي يعود إلى مدرسته وحياته الطبيعية.

وتحت وطأة المجاعة المتفاقمة، تعمل الطفلة منة الشنباري (14 عاما) على بيع الخبز مضطرة للفلسطينيين لمساندة عائلتها.

وبدلا من اللعب والضحك، تصرخ منة بصوتٍ عالٍ للفت انتباه المارة في السوق الشعبي: « يلا (هلموا إلى) الخبز ».

ومنذ 7 أكتوبر 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 182 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

كلمات دلالية أطفال غزة إسرائيل طوفان الأقصى فلسطين

مقالات مشابهة

  • أطفال غزة... عمل شاق تحت وطأة التجويع والإبادة الإسرائيلية (تقرير)
  • الجيش الأمريكي يعلن قتل قيادي في داعش بضربة جوية شمال غربي سوريا
  • أبو شقة عن تعديلات قوانين الانتخابات: المهم أن نكون أمام إجراءات رسمها القانون والدستور
  • «أبو شقة»: تعديلات قوانين الانتخابات «واجب دستوري».. والقائمة المُغلقة الحل الأمثل
  • وزير الخزانة الأمريكي يحذر الكونجرس من تبعات تشديد العقوبات ضد روسيا
  • العلمي يجري مباحثات مع أعضاء من منظمة الأجهزة العليا للرقابة المالية
  • انقسام داخل مجلس الإسماعيلي بشأن تقديم استقالة جماعية
  • ترامب: الجيش الأمريكي حطم إمبراطوريات وأذل ملوكا وأطاح بطغاة
  • القناة 12 الإسرائيلية: ترامب طلب من نتنياهو إنهاء الحرب في قطاع غزة
  • وزير العدل يقدم هذا المشروع أمام أعضاء مجلس الأمة