أكد رئيس الحزب الديمقراطي في واشنطن تشارلز ويلسون اليوم الأربعاء ثقته الكاملة في فوز المرشحة كامالا هاريس على منافسها دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وقال ويلسون، في مقابلة خاصة مع قناة الحرة الإخبارية، إن مدينة واشنطن تدعم دائما المرشحين الديمقراطيين، وبالتالي ستصوت لصالح المرشحة كامالا هاريس في الانتخابات الأمريكية، معربا في الوقت نفسه عن مخاوفه من سيطرة الجمهوريين على مجلسي الشيوخ والنواب.

واعتبر أن فوز الجمهوريين في الانتخابات وسيطرتهم على مجلسي النواب والشيوخ سيكون عبئا كبيرا على مدينة واشنطن في محاربة الجريمة، خاصة بعد الإنجازات الهائلة التي تحققت خلال السنوات الماضية في هذا الصدد، كما اعتبر أن فوز هاريس في الانتخابات بمثابة نجاح لواشنطن في تخفيف التوترات وتحقيق التطلعات المستقبلية.

ويأتي هذا في الوقت الذي اقتربت فيه مرشحة الحزب الديمقراطي، كامالا هاريس، من معادلة الأصوات التي حصل عليها، منافسها مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، في نتائج الانتخابات الأمريكية حتى الآن، بعد فوزها بولايتي كاليفورنيا وواشنطن.

وحسمت هاريس أيضا فوزها في ولايات فيرمونت وماريلاند كونيتيكت وماساتشوستس ورود آيلاند ونيوجيرسي وديلاوير وإلينوي ونيويورك وكولورادو وديلاوير، كاليفورنيا، واشنطن.

هاريس تحسم أصوات ولاية نيو هامبشاير بأربعة مقاعد في المجمع الانتخابي

الانتخابات الأمريكية.. 60% يختارون ترامب و38.5% يختارون هاريس في لويزيانا

عاجل| ترامب يقترب من حسم سباق الرئاسة الأمريكية ويحصد 248 صوتا وهاريس 201

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: واشنطن الحزب الديمقراطي الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرشح الحزب الجمهوري فوز هاريس رئيس الحزب الديمقراطي فی الانتخابات هاریس فی

إقرأ أيضاً:

الخط الأصفر في غزة.. والخطة الأمريكية في أوكرانيا

حين طرحت إدارة ترامب خطة النقاط الثماني والعشرين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، حاولت واشنطن أن تقدم نفسها كقوة صانعة للسلام، لكنها في العمق كانت تعيد رسم خريطة المنطقة الأوروبية بالطريقة نفسها التي سمحت بها لإسرائيل أن تعيد رسم غزة تحت غطاء الخط الأصفر. وفي الحالتين، تبدو الولايات المتحدة الطرف الذي يملك القدرة على إيقاف النزيف لكنه يفضل إدارة الخرائط بدل وقف الحروب.

فالخطة التي صاغتها واشنطن لا تحمل ملامح اتفاق تفاوضت عليه الأطراف، بل تشبه وثيقة كُتبت بعيدا عن أوكرانيا، ثم عُرضت عليها للتوقيع. إذ تعترف الخطة ضمنا بسيطرة روسيا على القرم ودونيتسك ولوغانسك، وتجميد خطوط الجبهة في خيرسون وزابوريجيا على ما هي عليه، لتصب في اتجاه واحد: تثبيت واقع خلقته القوة المسلحة ومنحه شرعية سياسية بغطاء أمريكي.

ثم تذهب الخطة أبعد من ذلك حين تفرض على كييف إجراء انتخابات عامة خلال مئة يوم من دخول الاتفاق حيّز التنفيذ، في لحظة ضعف داخلي وإنهاك شعبي وانقسام سياسي. وهذا الشرط لم يأت بحثا عن ديمقراطية بقدر ما جاء بحثا عن قيادة جديدة تتعامل مع الخطة كقدر سياسي لا مفر منه، وتضمن لواشنطن وجود سلطة لا تمانع في تمرير خريطة صيغت خارج إرادة البلاد.

وتضيف الخطة قيودا عسكرية صارمة: تخفيض حجم الجيش، ومنع الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، وربط القدرة الدفاعية الأوكرانية بضمانات أمريكية فضفاضة لا تحدد أداة الرد ولا زمنه. وبهذه القيود، تتحول أوكرانيا من دولة تحاول حماية سيادتها إلى دولة شبه محايدة تعتمد على إرادة خارجية لا يمكن التنبؤ بها.

أما في أوروبا، فقد خلفت الخطة موجة قلق واسعة. إذ تدرك العواصم الأوروبية، وخاصة دول البلطيق وشرق أوروبا، أن الخطة تمنح موسكو ما فشلت في انتزاعه بالكامل عبر السلاح، وتفتح الباب لسابقة قد تدفع روسيا إلى إعادة اختبار حدود دول أخرى، بينما ترى برلين وباريس أن واشنطن صادرت القرار الأوروبي، وفرضت تسوية لا تراعي موازين الأمن القاري ولا مصالح القارة نفسها.

وفي الداخل الأوكراني، يتعامل الشارع مع الخطة بوصفها تنازلا سياديا خطيرا، بينما تخشى القيادة السياسية أن يؤدي رفضها إلى فقدان الدعم الأمريكي الذي تستند إليه أوكرانيا في صمودها العسكري. وهكذا تجد كييف نفسها بين ضغط واشنطن وابتزاز موسكو وقلق شعب أنهكته الحرب.

وعلى الجانب المقابل، تتصرف موسكو بثقة واضحة، لأن الخطة تمنحها معظم ما تريد: مناطق نفوذ ثابتة، وتخفيفا للضغط العسكري، ونافذة نحو رفع تدريجي للعقوبات. ولذلك تلتزم روسيا صمتا محسوبا، لأن المكاسب التي تجنيها لا تحتاج إلى ضجيج سياسي.

وعند هذه النقطة، يصبح الربط بين غزة وأوكرانيا ضروريا لا ترفا تحليليا، فالمشهد في الحالتين واحد: خطوط تتقدم، وحدود تتمدد، وشعوب تجبر على قبول ما لا يمكن قبوله.

وبقدر ما تبدو خطة أوكرانيا وثيقة سياسية، فإنها في جوهرها الوجه الأوروبي للخطة التي غضت واشنطن الطرف عنها في غزة. فالمنطق واحد، والخط الأصفر واحد، واليد التي تسمح بتمديد الخرائط هناك هي اليد نفسها التي ترسم خرائط القوة هنا. وفي الحالتين، تتصرف واشنطن كقوة ترى الحرب فرصة لتغيير منار الأرض، لا مناسبة لوقف نزيف الشعوب. ولذلك تبدو أوكرانيا اليوم كأنها تسير في الطريق ذاته الذي مشت فيه غزة؛ أرض يعاد ترسيمها بقرارات فوقية، ومعابر تفتح وتغلق بضغط القوة، وخط أصفر يزحف بلا رادع بينما العالم يتفرج.

وما بين غزة وأوكرانيا، تطل الحقيقة التي حاولت واشنطن إخفاءها: إنها لا تمسك ميزان العدل، بل تمسك مقبض القوة، وتطلقه حيث تشاء؛ تسمح لإسرائيل أن تغير ملامح القطاع كما تريد، ثم تطالب أوكرانيا أن تقبل بخريطة رسمتها موسكو تحت عين أمريكية صامتة. وفي هذا العبث بمعالم الأرض، تتردد تلك الحكمة الأثرية التي تقول إن من يغير منار الأرض يجلب على نفسه اللعنة، لأن الخرائط التي تفرض بالعنف لا تمحو الذاكرة، بل تضيف إليها جرحا لا يندمل.

إن أخطر ما في السياسة الأمريكية أنها تقدم الخرائط على العدالة، وتقدم مصالح القوة على استقرار الشعوب. ففي غزة تركت الخط الأصفر يتقدم مترا بعد متر، وفي أوكرانيا تركت خطوط روسيا تتجمد وتتحول إلى حدود سياسية. وفي الحالتين، أدارت واشنطن ظهرها للضمير الدولي، فبدت وكأنها لا تبحث عن سلام، بل عن صيغة جديدة للهيمنة.

ويبقى السؤال: هل تستطيع دولة تخوض حربا على وجودها أن تقبل بخريطة صيغت خارج حدودها؟ وهل يمكن لخطة أمريكية أن تصنع استقرارا في كييف وقد عجزت عن صنعه في غزة؟ أم أن التاريخ سيعيد رسم المشهد حين ينقشع غبار السلاح، وتدرك الشعوب أنها وحدها صاحبة الحق في أرضها وحدودها؟

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست.. استقالة تايلور غرين ومستقبل ماغا
  • استقالة مدوية تهز واشنطن.. النائبة مارجوري تايلور تترك الكونجرس بعد اتهام ترامب بالخيانة
  • الأرندي يؤكد على حضور أقوى للمرأة في الاستحقاقات المقبلة
  • كاتب أمريكي: الهجمات الصاروخية اليمنية على منشآت بقيق كافية لعدم الوثوق بالإدارة الأمريكية
  • تايلور : أتوقع هزيمة الحزب الجمهوري في الانتخابات النصفية للكونجرس 2026
  • الخط الأصفر في غزة.. والخطة الأمريكية في أوكرانيا
  • تراجع النفوذ الإسرائيلي في واشنطن.. ومخاوف من انتهاء عصر المظلة الأمريكية
  • المصري الديمقراطي يصدر بيانًا بشأن مشاركته في اجتماع الوطنية للانتخابات
  • حزب الإصلاح والنهضة يطالب بالشفافية الكاملة في الانتخابات ويشارك باجتماع الهيئة الوطنية
  • رويترز: دفاع ترامب عن ابن سلمان يؤكد تغيرا واضحا في سياسة واشنطن