مأساة عين شمس ليست الأولى.. صراع الميراث يُواصل تدوين فصوله الدرامية
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
لا يزال المُجتمع المصري يتفاعل مع قصة مأساة عين شمس باهتمامٍ كبير، وذلك بالنظر لتفاصيل الواقعة وعدد الضحايا الذين فقدوا حياتهم بسبب الصراع على الميراث.
اقرأ أيضًا: عاجل.. ننشر صور بعض الضحايا في مذبحة عين شمس
وكان بطل واقعة عين شمس قد أدلى باعترافات تفصيلية عن واقعة إشعال النار بأحد مساكن المنطقة، وتسبب الحادث المأساوي في وفاة 3 أشخاص وإصابة 8.
وأكد المُتهم أن الخلاف بدأ مع شقيقته حينما عرضت عليه شراء نصيبه من البيت بقيمة 200 ألف جنيه، تسلم منهم 22 ألفاً فقط، وقوبل بعدها بجفاءٍ كبير من أخته وزوجها وابنها، وهو الأمر الذي أثار حفيظته فقام بإشعال النار لينتقم منهم.
والمُتأمل في سجلات قضايا الصراع على الميراث في مصر والبلاد العربية يجد كثيرا من التفاصيل التي يعتصر لها القلب حُزنا، فعلاقة الأخوة وقرابة الدم يجب أن تكون أقوى من نزاعٍ على مالٍ زائل أو عقار أصم كونته حجارة جوفاء لا تحمل بين ثناياها دماءً حامية:
وليس بعيد عن تفاصيل قصة عين شمس، فإن مُحافظة سوهاج في ديسمبر 2021 شهدت واقعة مُماثلة، وذلك حينما قام مُسجل خطر بإشعال النار في شقيقته وابنتها وزوجها في منطقة أخميم بسبب الصراع على الميراث.
واعترف حينها المُتهم أنه أقدم على الجريمة بسبب قيام شقيقته بتعطيل حصوله على حقه في الميراث – على حد قوله -، وذلك برفض التوقيع على أوراق تقسيم الميراث.
في سبتمبر الماضي استفاق مركز نبروه في مُحافظة الدقهلية على خبرٍ صادم حينما عرف الجميع بوفاة علاء.ب – 38 سنة على يد شقيقه.
البشع في القصة أن الجاني لم يُراعي حُرمة الدماء ومتانة علاقة الأخوة، وغيبت شهوة المال والتملك عقله فصار هائما على وجهه يبحث في البرية على فريسته تماماً مثل الوحوش الضارية.
أراد القاتل أن ينتزع من أشقائه نصيبهم من الميراث، ولم يأبه بحرص شقيقه على الالتزام بُحكم الشرع، والدين في هذه المسألة، فتصاعد الخلاف وصولاً للمشهد الختامي الذي سطرته قطرات دم ساخن.
وفي 2021، قام أحد الصيادين المُقيمين في كفر الشيخ وتحديدًا في سيدي سالم بالاتفاق مع أحد شياطين الشر على الفتك بنجلي شقيقه بسبب خلافات حول الميراث.
وقام برفقة شريكه في يوم الجريمة بالتوجه للمزرعة السمكية المُقامة على الأرض محل النزاع مُشمرًا عن ساعديه شاهرًا سلاحه الناري مُطلقا رصاصات الخرطوش التي أزهقت روحهما، وامتد طغيانه ليصل لحد تهديد وترويع شقيقه.
وفي يونيو 2022، كانت مدينة النوبارية في البحيرة شاهدة على جريمة إنهاء حياة بشعة لفظ على إثرها شاب أنفاسه الأخيرة على يد شقيقه.
فارق الشاب الحياة بست طعنات غادرة من شقيقه الذي كان يُفترض به أن يكون سند أخيه في اللحظات الصعبة، ولكن بسبب خلافٍ حول الميراث أقدم على فعلته الشنعاء التي سيدفع ثمنها في الدنيا والآخرة.
ختام سردنا سيكون من القصة الأكثر درامية في السنوات الأخيرة، وذلك حينما قام أحد الموتورين باختطاف شقيقته في المنصورة في أكتوبر 2021 بسبب خلاف حول الميراث.
وكانت أجهزة الأمن قد تلقت بلاغاً بشأن تمكن عدد من المُواطنين من إنقاذ فتاة من شابين قاما باختطافها، وحاولا للأسف تجريدها من ملابسها في أرضٍ زراعية في المنصورة.
البشع في الأمر أن القائم وراء الجريمة هو شقيقها الأصغر الذي استعان بأحد مُعاوني إبليس لمُساعدته في اختطاف شقيقته وتقييد يديها وتكميم فمها لإجبارها على تقديم تنازلٍ عن ميراثها أو أن يلجأوا للحل الأصعب وهو تصويرها في وضعٍ مُخل وفضحها، ولكنه شاء الله أن تُحبط أعمالهم وتفشل خطتهم ويعلن الجميع سوء ما أقدمت عليه أيديهم.
ماذا يقول الدين؟حافظ الإسلام على حقوق المواريث، ونبه الدين لضرورة احترام شرع الله في توزيع التركة، وحرمت الشريعة الجور على حقوق الغير لما فيه من سبباً في نشر الضغينة بين الناس.
وقال الله تعالى في كتابه العظيم :" إِنَّ الَّذِينَ يَأكلونَ أموال الْيَتَامَى ظُلْمًا إنَّما يَأكلونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا".
أما عن نبينا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال :"من حرم وارثاً من ميراثه حرمه الله نصيبه من الجنة".
وماذا يقول القانون؟أما بالحديث عن القانون فإن قانون المواريث يُعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر وغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه ولا تزيد عن 100 ألف جنيه أو بإحدة العقوبتين كل من امتنع عن تسليم أحد الورثة نصيبه الشرعي، أو حجب سنداً يُثبت أحقية وارث في حقه.
ونص القانون على مُضاعفة العقوبة في حالة العودة للفعل نفسه فيما بعد، ويُجيز القانون التصالح، ويترتب عليه انقضاء الدعوى الجنائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنصورة مدينة النوبارية الجريمة عين شمس سوهاج عین شمس
إقرأ أيضاً:
إب.. مقتل مواطن علي يد شقيقه إثر خلاف أسري بمديرية المشنة
قتل شخص على يد شقيقه في أحدث جريمة عنف أسري تشهدها محافظة إب (وسط اليمن)، الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي الارهابية.
وقالت مصادر محلية، إن خلافاً نشب بين الشقيقين (علي وردفان هادي)، مغرب أمس السبت، ليقوم على إثره الأول بتوجيه عدة طعنات لشقيقه "ردفان" أرداه قتيلاً على الفور.
وأوضحت المصادر أن الحادثة وقعت في منطقة الشعاب التابعة لمديرية المشنة بمدينة إب.
وأشارت المصادر إلى أنه جرى نقل الضحية إلى ثلاجة الموتى فيما لاذ الجاني بالفرار إلى جهة مجهولة.
وتشهد محافظة إب، تزايداً مخيفاً في جرائم العنف الأسري، في ظل تفكك النسيج الاجتماعي والروابط الأسرية كأبرز التداعيات الكارثية للحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية في البلاد قبل 10 سنوات.