في تركيا.. دير قديم معلّق على جانب منحدر تُحاك حوله الأساطير
تاريخ النشر: 8th, November 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- لو كانت جدران دير سوميلا القديم في شرق تركيا قادرة على التحدث، لروت العديد من القصص.
منذ تأسيسه في القرن الرابع الميلادي على يد بعض المسيحيين الأوائل الذين وصلوا إلى ساحل البحر الأسود، شهد هذا المزار تطوّر الإمبراطورية الرومانية وصولًا إلى العصر البيزنطي، وصعود العثمانيين، والنضال من أجل استقلال تركيا بعد الحرب العالمية الأولى، وصولًا إلى عقود من التخريب والإهمال.
يقع دير سوميلا في منتزه وادي ألتينديري الوطني، ويبعد ساعة بالسيارة جنوب طرابزون، مدينة المنتجعات السياحية على ساحل البحر الأسود الشرقي في تركيا.
وما يفوق جاذبية تاريخ سوميلا المضطرب يتمثل بموقعه الذي يبدو وكأنه من صنع الذكاء الاصطناعي أو رسومات الحاسوب أكثر من كونه مكانًا حقيقيًا، حيث يتضمن ساحات، ومكتبة، وأماكن المعيشة، وبرج الجرس، وقنوات مائية، ونبع مقدس محاط بالحجارة يقع على حافة صخرية على ارتفاع 1000 قدم (300 متر) فوق وادي نهر في جبال الألب البنطية.
يزوره كل يوم الآلاف، وبعضهم من الحجّاج الدينيين، حيث يتجول هؤلاء بين اللوحات الجدارية والعمارة المسيحية المبكرة التي تبدو وكأنها تتحدى الجاذبية، على طول مسار مرصوف بالحصى إلى الدير.
ومن عوامل الجذب الأخرى حقيقة أن سوميلا مدرجة ضمن قائمة اليونسكو المؤقتة للتسمية كموقع للتراث العالمي.
وحاليًا، بعدما أصبح الدير متحفًا حكوميًا لا مجتمعًا دينيًا نشطًا، خضع لسنوات من الترميم الدقيق لجعل الموقع آمنًا للسياحة.
يقول ليفنت أليناك، مدير المتاحف والمواقع التاريخية في مقاطعة طرابزون: "كنا نعاني دومًا من مشكلة الصخور المتساقطة. وبغية الحد من الضرر اللاحق بالهياكل والأذى بالزوار، قمنا بتأمين المنحدر بواسطة متسلقي الجبال المحترفين".
وكشفت أعمال الترميم الجارية عن كنوز غير متوقعة مثل: نفق سري يؤدي إلى كنيسة لم يتم اكتشافها من قبل ربما كانت تستخدم كنقطة مراقبة للدفاع عن الدير. وداخل الكنيسة الصغيرة، وجد علماء الآثار لوحات جدارية درامية تصور الجنة، والجحيم، والحياة، والموت.
تجري عملية تجديد اللوحات الجدارية على قدم وساق. وقد يستلزم إنجاز هذا المشروع سنوات عدة من العمل الدقيق والمكثّف من قبل خبراء ترميم الأعمال الفنية. وخلال موسم الصيف، عندما يكون الجو جافًا بدرجة كافية للقيام بهذه المهمة الدقيقة، يمكن للزوّار إلقاء نظرة عن قرب على المُرمّمين وهم يزيلون كتابات الغرافيتي وغيرها من الأضرار التي لحقت بالدير بعدما أصبح غير مأهول وغير محمي، بين عشرينيات وستينيات القرن العشرين.
وقال المرمم سينول أكتاش خلال استراحة من عمله على لوحة جدارية تعود إلى القرن الثامن عشر تصور العذراء مريم تتحدث مع ملاك على واجهة كنيسة الصخرة الرائعة في سوميلا: "لم يكن هناك سيطرة كافية هنا لسنوات عديدة، وشهد الموقع الكثير من التخريب. كتب الناس أسماءهم وأشياء أخرى على اللوحات الجدارية التي نحاول إزالتها من خلال الطلاء فوق كتابات الغرافيتي بأسلوب وألوان مماثلة لما استخدمه الفنانون الأصليون".
رغم أن اللوحات الجدارية الخارجية قد تكون مبهرة، إلا أنها تبدو باهتة مقارنة بالصور الأقدم الموجودة بالداخل. فخلف واجهتها، تختفي الكنيسة داخل كهف كبير مليء بصور نابضة بالحياة رُسمت في القرن الثالث عشر.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: آثار الحج رحلات Getty Images
إقرأ أيضاً:
من سارق الأرز إلى نقانق الدم.. اكتشف ألذ أطباق كوريا الجنوبية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تطوّر المطبخ الكوري مع مرور الزمن نتيجةً للتغيرات الثقافية، لكنه لا يزال جانبًا رئيسيًا من الهوية الوطنية في البلاد.
من الوجبات الدسمة التي ستعجب عشاق اللحوم، إلى أخرى ترضي أذواق محبي المأكولات البحرية والأنواع المتنوعة من الخضار، إليكم 7 أطباق أساسية في كوريا الجنوبية:
سلطعون بصلصة الصويايُعتبر طبق "جانجانغ جيجانغ"، أو السلطعون النيء المتبل بصلصة الصويا، شديد الإدمان لدرجة أنه يُطلق عليه غالبًا لقب "سارق الأرز"، في إشارة طريفة إلى كونه يجعل المرء يُكثر من تناول الأرز بسبب لذّته الشديدة.
قد يكون هذا الطبق مفاجِئًا لمن يجربه لأول مرة، فطعمه حامض بعض الشيء، ومُرٌّ بشكل مُثير، ولاذع، كما أنّه يُقدَّم باردًا.
لكن رسّخت وجبة الطعام هذه مكانتها بين الكوريين الجنوبيين، إذ تُعد طبقًا رئيسيًا أكثر من كونه طبقًا جانبيًا فحسب.
"توك بوكي"هذا الطبق الشهير باللون الأحمر المائل للبرتقالي يحظى بشعبية كبيرة، لدرجة أنّ هناك منطقة كاملة في العاصمة، سيؤول، مُخصصة لكعكات الأرز هذه المحضّرة على البخار، والمقطَّعة، والمُطهية مع كعكات السمك والبصل الأخضر في صلصة حلوة وحارة مصنوعة من معجون الفلفل الحار.
يُعرف الطهاة بإضافتهم لمكونات متنوعة إلى هذه الصلصة، بدءًا من معجون فول الصويا الأسود وصولاً إلى صلصة "الكاتشب". لكن كلما زادت كمية الفلفل، كلما كان الطعم أفضل بالتأكيد.
"سامغيتانغ"يشيع استخدام مثل "قاتل الحرارة بالحرارة" لدى الكوريين، في إشارةٍ إلى حبهم لتناول أطباق ساخنة للغاية حتى في أشد أيام الصيف حرارة.
تُعد وجبة "سامغيتانغ" من أشهر هذه الأطباق، وهي عبارة عن حساء كثيف ولزج فيه دجاجة كاملة محشوة.
تُخفِّف عملية الطهي من مرارة نبتة الـ"جينسنغ" المميزة، وتُضفي نكهةً عطرية جذابة بشكلٍ غريب.
"بيبيمباب"يمزج هذا الطبق الكوري المُحضّر في وعاء بين الأرز، والخضار المتنوعة، ولحم البقر، والبيض، مع تتبيلة من زيت السمسم، والقليل من معجون الفلفل الحار.
رُغم أن ملوك كوريا في الماضي ربمّا كانوا سيُصدمون من كيفية تحوّل هذا الطبق الملكي إلى جزء لا يتجزأ من الذوق الشعبي، إلا أن الكوريين يعشقون هذه الوجبة المفضلة لديهم، كونها رخيصة وسريعة التحضير.
"كيمباب"بعد الانتهاء من تحضيره، يبدو طبق الكيمباب في كثير من الأحيان جميلاً لدرجة أنّه يصعب تناوله.
في هذا الطبق، تُلفّ أنواع الخضار المُقلية، واللحم المفروم، والفجل المُخلل الحلو، والأرز، بإحكام داخل ورقة مصنوعة من أعشاب البحر المجففة (المعروفة بـ"كيم")، ومن ثم تُقطّع إلى دوائر صغيرة بحجم القضمة.
نقانق "سونداي"