بعد انهيار القرض الحسن..حزب الله ينشط في أوروبا

نقلت وسائل إعلام ومنصات تواصل اجتماعي فرنسية، عن مصادر أمريكية، تأكيدها استماتة حزب الله اللبناني لزيادة مبيعات المخدرات بأقصى سرعة في أوروبا، بعد تدمير وتعطيل إسرائيل غالبية مصادره المالية الأساسية في لبنان.

وفي ظل صعوبة زيادة تبرّعات الجاليات اللبنانية في الخارج، أو ابتزازها بالتهديد، تُواجه الميليشيا المدعومة من إيران تحدّيات كثيرة لتكثيف تهريب المخدرات إلى أوروبا.

ويؤكد مسؤولون دوليون قانونيون أن جماعات الجريمة المنظمة المرتبطة بحزب الله "ستحاول بلا شك زيادة نشاطها" لأن الحزب يتعرض لضغوط مالية.

Facing cash crunch, Hezbollah seeks to boost illegal drug sales in Europe - @Michael_Lipin https://t.co/Tew5XQAxbW

— CORE LIBRARY (@CORE_website) October 25, 2024 أزمة مالية 

ودخل حزب الله في أزمة مالية منذ تصعيد إسرائيل هجماتها على قادته وبنيته التحتية في لبنان في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، خاصة بعد الغارات الجوية الإسرائيلية على فروع مؤسسة القرض الحسن المصرفية، التي تُعتبر البنك الرسمي للحزب  في المناطق التي يُهيمن عليها في لبنان، ومن أهمها معقله في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وحسب دائرة أبحاث الكونغرس الأمريكية، فإن حزب الله يُدير شبكة إجرامية مالية عالمية، مع مراكز وفروع في إفريقياـ وأمريكا اللاتينية. وقال مسؤولون أمريكيون سابقون، تحدثوا إلى إذاعة صوت أمريكا، إن مصادرهم في أوروبا كشفت زيادة اهتمام حزب الله ببيع المخدرات في القارة هذا الشهر.

ومن جهتها كشفت وكالة التعاون لإنفاذ القانون في الاتحاد الأوروبي "يوروبول"، أن حزب الله يستخدم الاتحاد الأوروبي "قاعدة لجمع الأموال والتجنيد والأنشطة الإجرامية التي يحصل منها على أرباح كبيرة". وذكر تقرير "يوروبول" أن الحزب أنشأ شبكة مُتعاونين في الاتحاد الأوروبي، يُشتبه أنه كلفهم "بإدارة نقل وتوزيع المخدرات، وتنفيذ عمليات غسيل أموال احترافية".

Hezbollah seeks to boost illegal activities in Europe - https://t.co/NfJMIaSNxc

— ECCI (@European_ct) October 24, 2024 أموال  في خطر

وقال ديفيد آشر، وهو مسؤول سابق في وزارتي الدفاع والخارجية الأمريكيتين: "تحدثت إلى العديد من التجار المُقيمين في أوروبا الذين قبض عليهم من قبل، وجندوا لاحقاً، وعادوا الآن إلى الشوارع". وأوضح "أخبروني أنّ شخصيات على صلة بحزب الله، باتت على اتصال بهم لترتيب تسليم المخدرات في أسرع وقت ممكن".

وتوقّع آشر ارتفاع كميات المخدرات في شوارع المُدن الأوروبية، لأن أموال حزب الله مُعرضّة للخطر في لبنان، وهو في حاجة إلى جمع المزيد عبر وسائل غير مشروعة".

ومن جهته، قال توماس سيندريك، العميل الخاص المتقاعد من إدارة مكافحة المخدرات بوزارة العدل الأمريكية، في تصريحات إذاعية، إن المرتبطين بتجارة المخدرات أبلغوه أيضاً بارتفاع في نشاط الاتجار بالمخدرات من حزب الله في أوروبا في الأيّام الماضية. وأضاف "عندما تتعرّض للضربات التي يتعرّض لها حزب الله الآن على أيدي الإسرائيليين، فإنّ الطريقة الوحيدة التي يُمكنك بها كسب المال بشكل سريع ومُضاعف، هي المخدرات".

Exclusive: Facing cash crunch, Hezbollah seeks to boost illegal drug sales in Europehttps://t.co/3UY1KU56p7 pic.twitter.com/dhIsOLudup

— Voice of America (@VOANews) October 24, 2024 أوروبا أكبر سوق

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات متعددة على أعضاء ومنظمات لحزب الله في جزء من الجهود لتعطيل أنشطة الجماعة الدولية المُدرّة للدخل غير المشروع وتفكيك شبكتها المالية.

ويقول هانز جاكوب شندلر، المدير الأول لمشروع مكافحة التطرف، غير الربحية الأمريكية الألمانية، إن بيع المخدرات في أوروبا هو وسيلة سريعة لحزب الله لجمع المال بسبب العرض والطلب الواسعين.

وقال شندلر، وهو مسؤول سابق في مجلس الأمن الدولي والحكومة الألمانية إن "أوروبا هي أكبر مستهلك للكوكايين في العالم، وسوق أكبر من الولايات المتحدة، وبالتالي فإنّ الطلب موجود".

وعلى صعيد العرض، ذكر أن حزب الله أقام علاقات مع عصابات المخدرات في أمريكا الجنوبية التي تشحن شحناتها من المخدرات إلى غرب إفريقيا، ومن هناك تنقل أولا إلى الساحل الشمالي لإفريقيا ثم إلى الساحل الجنوبي لأوروبا.

Facing cash crunch, #Hezbollah seeks to boost illegal drug sales in Europe.

Quentin Mugg, a French police officer in Europol said a #Hezbollah plan to expedite drug trafficking in Europe is plausible. https://t.co/79P4UR7Pn2

— Matthew Levitt (@Levitt_Matt) October 23, 2024 منافسة ورقابة

أما كوينتين موغ، ضابط الشرطة الفرنسية في "يوروبول" ومؤلف كتاب "الأموال القذرة" فقال، إن خطة حزب الله لتسريع الاتجار في المخدرات في أوروبا بديهية. وأضاف "أعرف من حالات سابقة أن مجرمين لبنانيين أو من أصل لبناني في أوروبا ذوي انتماءات واضحة لحزب الله كانوا يقومون بغسل عائدات مبيعات المخدرات، وتحويل الأرباح إلى حزب الله".

لكن موغ توقّع ألا يحقق حزب الله نجاحاً كبيراً بسبب منافسة شديدة في أوروبا من عصابات دولية أخرى تُتاجر في المخدرات أيضاً. كما أن الحزب وشركائه سيواجهون كذلك رقابة صارمة من "يوروبول" الذي بات يستهدف ويُراقب بشكل أفضل من قبل الاتصالات المشفرة لكشف هويات المُتاجرين الكبار بالمخدرات.

المصدر: موقع 24