خوفا من تكرار سيناريو أمستردام.. السلطات الإسرائيلية توصي المشجعين بعدم حضور مباراة فرنسا
تاريخ النشر: 10th, November 2024 GMT
حثت السلطات الإسرائيلية -الأحد- المشجعين على عدم حضور مباراة كرة القدم بين منتخبي فرنسا وإسرائيل المقررة الخميس في باريس، بعدما أعقبت أعمال عنف مباراة في أمستردام.
كما طالبت إسرائيل مواطنيها بعدم حضور أي فعاليات ثقافية أو رياضية يشارك بها إسرائيليون في الخارج خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد الهجوم على مشجعي كرة قدم إسرائيليين في أمستردام الأسبوع الماضي.
ودعا مجلس الأمن القومي الإسرائيليين في بيان إلى "تجنب حضور المباريات الرياضية-الفعاليات الثقافية التي يحضرها الإسرائيليون في الخارج، مع التركيز على المباراة المقبلة للمنتخب الإسرائيلي في باريس".
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان إن إسرائيل تلقت معلومات مخابراتية تفيد بأن جماعات مؤيدة للفلسطينيين في الخارج تعتزم إيذاء الإسرائيليين في هولندا والمملكة المتحدة وفرنسا وبلجيكا وغيرها.
واندلعت اشتباكات يوم الجمعة شارك فيها من وصفتهم رئيسة بلدية أمستردام بأنهم "مجموعات كر وفر معادية للسامية". وأرسلت إسرائيل طائرات إلى هولندا لإعادة المشجعين.
ماكرون سيحضر مباراة فرنسا وإسرائيلمن جهة أخرى، أعلن قصر الاليزيه الأحد أن الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون سيحضر المباراة التي ستجمع منتخبي فرنسا وإسرائيل لكرة القدم الخميس في باريس.
وقالت أوساط الرئيس الفرنسي إن الهدف خصوصا من ذلك "توجيه رسالة صداقة وتضامن بعد الأعمال المناهضة للسامية غير المقبولة التي تلت المباراة في امستردام هذا الأسبوع".
4 آلاف شرطي لحماية المباراةأعلن لوران نونييز مدير شرطة باريس -الأحد- أنه ستتم تعبئة ما مجموعه 4 آلاف من ضباط الشرطة والدرك الخميس المقبل لمباراة فرنسا وإسرائيل "عالية الخطورة" بملعب فرنسا في سان دوني بالجولة الخامسة من منافسات المجموعة الثانية ضمن مسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.
وأضاف نونييز -في تصريح لقناة "بي إف إم تي في"- أن نشر مثل هذه القوات يتوافق مع "العُدَّة المعززة جدا وغير اعتيادية جدا" بالنسبة لمباراة دولية.
وسيتم نشر القوات البالغ عددها 4 آلاف حول الملعب، وفي حالات نادرة، في الملعب وكذلك وسائل النقل العام وفي جميع أنحاء العاصمة.
وتابع نونييز أنه ستتم أيضا تعبئة حوالي 1600 من رجال الأمن في ملعب فرنسا، وستشارك وحدة النخبة بالشرطة الوطنية في تأمين المنتخب الإسرائيلي.
وقال "ستكون مباراة عالية المخاطر، في سياق جيوسياسي متوتر جدا" وبعد أسبوع من أعمال العنف في أمستردام بين مجموعات من الأفراد ومشجعي مكابي تل أبيب الإسرائيلي (ضمن مسابقة الدوري الأوروبي) والتي أثارت إدانات دولية.
العلم الفلسطيني ممنوع داخل ملعب فرنساوأوضح "لن نتسامح مع أي تجاوزات أو إخلال بالنظام العام" مضيفاً أنه سيتم "تشديد الرقابة على دخول الملعب لكن الشرطة لم تطلب أن تكون هناك سعة محدودة" في الملعب لهذه المباراة.
من جهته أكد قائد الشرطة في تصريح نقله موقع "آر إم سي" الفرنسي أنه سيتم حظر العلم الفلسطيني في الملعب. وأضاف "لا يمكن أن يكون هناك سوى أعلام فرنسية أو إسرائيلية، ولا يمكن أن تكون هناك رسائل دعم في الملاعب. هذا قانون".
???????? Laurent Nuñez, préfet de police de Paris, sur BFMTV:
"Pour le match PSG-Atlético, la réaction de l'UEFA a été très surprenante. Le ministre de l'Intérieur a rappelé les règles. Il ne pourra pas y avoir de drapeaux palestiniens au Stade de France. Il ne pourra y avoir que des… pic.twitter.com/5H6CMHwUMs
— RMC Sport (@RMCsport) November 10, 2024
وقد قدر الاتحاد الفرنسي اليوم عدد التذاكر المبيعة للمباراة بنحو 20 ألف تذكرة، وهو رقم بعيد جدًا عن حوالي 80 ألف مقعد متاح في ملعب فرنسا، مشيرا إلى أن شراء التذاكر لا يزال مفتوحًا أمام الجماهير.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فرنسا وإسرائیل
إقرأ أيضاً:
اعتراف فرنسي وكسر للصمت الأوروبي .. هل تبدأ باريس شرارة التحوّل في الموقف الغربي من فلسطين؟
في تحوُّل لافت على مستوى المواقف الأوروبية، أعلنت فرنسا دعمها الرسمي للاعتراف بدولة فلسطين، في خطوة مثّلت كسرًا نسبيًا لحالة التردد التي سادت العواصم الغربية لسنوات طويلة تجاه الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
هذا الإعلان، الذي جاء في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، بدا كأنه محاولة فرنسية لإعادة تصحيح المسار السياسي في منطقة الشرق الأوسط، أو على الأقل تقديم موقف أكثر اتساقًا مع تطلعات الرأي العام العالمي، الذي بات أكثر وعيًا بفظائع الاحتلال.
وبعد اعترافات سابقة من دول مثل إسبانيا وأيرلندا والنرويج، تُطرح تساؤلات جدية حول ما إذا كان هذا الاعتراف سيمثّل بداية لموجة تغيير حقيقية في الموقف الأوروبي، أم أنه مجرد رد فعل رمزي على ضغط الشارع والمجتمع المدني.
سعيد الزغبي: فرنسا كسرت الصمت الأوروبي.. لكن المطلوب إرادة دولية توقف العدوان
قال أستاذ السياسة سعيد الزغبي، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، إن إعلان فرنسا دعم الاعتراف بدولة فلسطين يمثل كسرًا مهمًا لحالة الصمت الأوروبي تجاه الجرائم الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة، رغم أنها تبدو متأخرة، إلا أنها تحمل دلالات أعمق من مجرد تصريح دبلوماسي.
وأكد "الزغبي" أن التحرك الفرنسي يعكس إدراكًا متزايدًا في باريس بأن استمرار الصمت الأوروبي لم يعد مقبولًا، لا سياسيًا ولا أخلاقيًا، خاصة مع تصاعد مشاهد القتل والدمار في القطاع، تحت سمع وبصر المجتمع الدولي.
واعتبر "الزغبي" أن فرنسا تسعى، من خلال هذا الاعتراف، إلى استعادة دورها التاريخي كقوة دولية مؤثرة، خاصة في ظل تراجع الوزن الأوروبي لصالح الولايات المتحدة وبريطانيا، مضيفًا: "باريس تريد أن تقول إنها لا تزال حاضرة في معادلات الشرق الأوسط".
وحذّر “الزغبي” من الإفراط في التعويل على الاعترافات الرمزية، قائلًا إن "إسرائيل لا تعير اهتمامًا للتصريحات، لكنها تراقب جيدًا موازين القوة وأدوات الضغط، وبالتالي فإن الاعتراف السياسي، وإن كان مهمًا، لا يكفي لتغيير قواعد اللعبة".
وأشار “الزغبي” إلى أن اعتراف كل من إسبانيا وأيرلندا والنرويج بدولة فلسطين، قبل عام، فتح الباب أمام "تأثير الدومينو" داخل الاتحاد الأوروبي، لكنه شدد على أن عواصم مثل برلين وفيينا لا تزال رهينة لضغوط أمريكية ولوبيات مؤيدة لإسرائيل.
وأوضح أن الخطوة الفرنسية تُعد صفعة للسياسة الإسرائيلية، التي راهنت طويلًا على انقسام المواقف الغربية، لكنه تساءل عن مدى استعداد أوروبا لترجمة هذه المواقف إلى خطوات ملموسة، مثل فرض عقوبات على المستوطنات أو مقاطعة منتجاتها.
واختتم “الزغبي” تصريحاته قائلًا: "التحرك الفرنسي يفتح نافذة جديدة، لكنه لن يكفي وحده. فلسطين بحاجة إلى إرادة دولية حقيقية توقف العدوان، تكسر الحصار، وتفرض على إسرائيل احترام القانون الدولي. فرنسا قد تكون الشرارة، لكن هل أوروبا جاهزة لتكون النار؟".