بوابة الوفد:
2025-10-16@08:15:49 GMT

وإن تعفوا وتصفحوا!

تاريخ النشر: 11th, November 2024 GMT

في ظل المتغيرات المتسارعة التي تعصف بالمجتمعات البشرية، وتراجع منظومة القيم الأخلاقية، يأتي الاحتفاء بـ«اليوم العالمي للتسامح»، في السادس عشر من نوفمبر، كمحاولة بائسة لإرساء وتعزيز وترسيخ تلك الثقافة «الضائعة» في متاهات العنصرية والتمييز والكراهية والجرائم الوحشية وحروب الإبادة!

ورغم واقعنا المرير، واعتقاد الأغبياء بأن «التسامح» قد يكون عجزًا، إلا أنها تظل فضيلة للكرماء واﻷقوياء، أصحاب القلوب الكبيرة والرحيمة والخُلُق الرفيع، لأنها قيمة نبيلة يتصف بها الكبار، شريطة أن تكون من مركز قوة لا ضعف، ليشعر «اﻵخر» بقيمة التنازل الذي يحصل عليه، من دون مَنٍّ ولا أذى.

إذن، يظل «التسامح» بمعناه السامي، هو العفو عند المقدرة، والتجاوز عن أخطاء الآخرين، وربما التماس الأعذار لهم، والنظر إلى إيجابياتهم، بدلًا من التركيز على عيوبهم وأخطائهم والتشهير بهم، خصوصًا أن الحياة رحلة قصيرة، لا تحتمل الكراهية أو الحقد.

أعتقد أننا الآن أحوج ما نكون إلى ترسيخ وتعزيز تلك القيمة الأخلاقية والإنسانية، من خلال التمسك بفضيلة «التسامح» وما يستتبعها من تعامل إنساني نبيل، مع الخصوم والمناوئين، أو حتى المختلفين معنا عقائديًا وفكريًا وعرقيًا، أو أولئك الذين أساؤوا إلينا.. بالعفو والصفح والغفران، لأن المتسامحين يظلون أسعد الناس، بحرصهم على التحلِّي بالرحمة والرأفة واللِّين في الطبع والسلوك.

نتصور أن القيم الإنسانية تتقارب في مضمونها مع فضيلة «التسامح»، الذي هو حق الآخر بالاختلاف والتعايش معه، ولا يعني ذلك التنازل عن المعتقدات أو القناعات الفكرية أو المساومة حولها، وإنما التعامل بإنسانية وعدالة وإنصاف، بغضِّ النظر عن صحة الأفكار أو خطئها.

لذلك، يظل «التسامح» أسلوبًا راقيًا للحياة، وحلًا عقلانيًا لإيجاد صيغة توافقية للتعايش بين الجميع، من خلال الاحترام المتبادَل، بعيدًا عن التعصب والإقصاء أو التهميش، حتى لا تسود «أفكار الجاهلية الأولى» التي تؤدي إلى التكفير والتخوين والبغضاء.

لقد أثبت علماء النفس أن «التسامح» يزيل سرطان الكراهية من النفوس، لأن مَن اعتاد «التسامح» يكتسب مناعة ووقاية مع مرور الزمن، فهو غاية سامية، تجعلنا نعيش في سلام داخلي مع ذواتنا، ومعنىً راقيًا للاختلاف والإرادة وحرية الاختيار، كما أنه قيمة حقيقية للتوافق الاجتماعي والإنساني.

يمكننا القول، إنه إذا كان «التسامح» بمثابة «تاج المكارم»، وفكرته تنبع في الأساس من مفهوم الرجاء الإيماني، الذي يعتمد على قِيم العفو والمقدرة والرحمة، فإنه بالتأكيد نهج القوة المسؤولة والرحيمة، القادرة على إصابة العفو، حيث القدرة على النَّيْل من الآخرين.

أخيرًا.. نعتقد أن مفاهيم «التسامح» و«العفو» و«الصفح» قد تنطبق على الأشخاص أو حتى الدول، لكنها بالضرورة لا تنطبق على مَن يغتصب أرضنا، ويشرِّد أهلنا، ويحاصر أشقاءنا، ويتآمر على ديننا، فمجرد الحديث عن استخدام تلك الفضيلة مع هؤلاء المسوخ البشرية، الذين يحاربوننا ويعتدون علينا وعلى مقدساتنا، يعتبر ذلة ومهانة ودهسًا للكرامة الإنسانية!

فصل الخطاب:

يقول شاعر العروبة الأكبر «محمد مهدي الجواهري»: «إن التسامح في الإسلام ما حصدت ** منه العروبة إلا الشوكَ والألما».

 

 

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مراجعات المتغيرات المتسارعة اليوم العالمي للتسامح العفو عند المقدرة تاج المكارم محمود زاهر خطاب الكراهية العنصرية والتمييز العفو والصفح

إقرأ أيضاً:

مصطفى الفقي: طلب ترامب من الكنيست العفو عن نتنياهو يمثل إدانة واضحة له

وصف الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الكنيست الإسرائيلي بأنه حمل "نزعة غرور لا تزول".

وقال خلال لقائه مع الإعلامي شريف عامر في برنامج "يحدث في مصر" على شاشة "إم بي سي مصر": "إن خطاب ترامب كان هدفه الاستعراض وصناعة الفرحة وخلق البهجة من لا شيء"، مؤكداً أنه اتسم بالغرور الواضح.

وأضاف الفقي أن ترامب كان مستعدًا للدفاع عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشتى السبل، مشيراً إلى أنه طلب له العفو أمام الكنيست، معتبرًا أن هذا الطلب يمثل في حد ذاته إدانة واضحة لنتنياهو.

وتابع المفكر السياسي أن ترامب يتعامل على أساس أن الجميع يجب أن يستمع إليه بصفته أقوى رجل في العالم ورئيس أكبر دولة.

وأشار إلى أن تعامل ترامب مع العالم العربي كان أفضل من تعامل الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، موضحاً أنه لم يكن هناك أي مخرج بديل من الصراع في المنطقة دون تدخل ترامب.

وأكد الدكتور مصطفى الفقي، أن الزعماء الغربيين يرون أن المخرج الحقيقي من حرب غزة هو ترامب نفسه، لأنه استطاع إعادة مقعد القيادة إلى البيت الأبيض في إدارة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية.

اقرأ أيضًا:

قمة شرم الشيخ تعيد للأذهان توقعات توفيق عكاشة عن "مصر ستحكم العالم".. ماذا قال؟

أمطار وشبورة مائية ورياح.. الأرصاد تعلن طقس الـ5 أيام المقبلة

ارتفاع متوسط إيجار المتر التجاري بالقاهرة الكبرى لـ1600 بدلا من 700 جنيه

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

الدكتور مصطفى الفقي العفو عن نتنياهو يمثل إدانة واضحة ترامب يطلب من الكنيست العفو عن نتنياهو برنامج يحدث في مصر أخبار ذات صلة السفير حسام زكي: 30 دولة ألقت كلمة في قمة الدوحة من أصل 55 أخبار عبدالمنعم سعيد: مراجعة الاتفاقيات العربية مع إسرائيل باتت ضرورة أخبار متحدث الخارجية: مصر مهدت لاتفاق استئناف التعاون بين إيران ووكالة الطاقة أخبار أحدث الموضوعات رياضة محلية لماذا لم يترشح ياسين منصور على مقعد رئاسة الأهلي؟.. رجل الأعمال يجيب زووم سلسلة ألماظ وصورة مع ابنتها.. جورجينا تتألق في أحدث ظهور- صور أخبار مهرجان الجونة أسماء جلال بإطلالات جريئة ومختلفة بمهرجان الجونة السينمائي (17 صورة) أخبار المحافظات "خليل" بطل منقباد.. أنقذ 14 تلميذًا من الغرق في مصرف أسيوط (صور) أخبار المحافظات صياد فى مهمة إنسانية.. حكاية "ميخائيل" منقذ أطفال تروسيكل الموت بأسيوط

فيديو قد يعجبك:



جهاز تنظيم الاتصالات يعلن بدء تطبيق "إنترنت الأشياء" في مصر بالسيارات الذكية وزير الشئون النيابية: مدبولي سيلقي بيان الحكومة بشأن "الإجراءات الجنائية" أخبار مصر سميح ساويرس: أنا أقل إخوتي ثراءً.. وقررت تخصيص 30% من ثروتي للعمل الخيري منذ 34 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر سميح ساويرس يعلق على خروجه من قائمة "فوربس" للأثرياء منذ 54 دقيقة قراءة المزيد أخبار مصر

مقالات مشابهة

  • إذا كنت ترغب في العفو من جهنم إليك هذا الدعاء
  • معنى العفو وفضله في الشرع الشريف
  • علي جمعة: ذكر النبي ﷺ أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء
  • علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
  • تعرف علي دية القتل العمد عند العفو عن القاتل ومقدارها
  • رغم طلب ترامب العفو عنه .. تطورات عاجلة في محاكمة نتنياهو
  • مصطفى الفقي: طلب ترامب من الكنيست العفو عن نتنياهو يمثل إدانة واضحة له
  • الرياضة بالقليوبية تنفذ برنامج دور التسامح في الأديان السماوية في مواجهة التطرف
  • ترامب يطلب من هرتسوغ العفو عن نتنياهو بقضايا الفساد
  • علي جمعة يكشف عن أثر العفو فى الدنيا والآخرة