لجريدة عمان:
2025-07-05@02:57:12 GMT

البودكاست.. صوت الإعلام الجديد

تاريخ النشر: 12th, November 2024 GMT

لفت انتباهي عنوان نشرة بريدية من إذاعة ثمانية عنونته «كيف أطاح البودكاست بالصحافة التقليدية» ونظرا لبعض الخبرات البسيطة فـي تمييز العناوين البراقة عن غيرها من العناوين التقليدية أو ما يطلق عليه بلغة اليوم «المقدمة الهوك» والتي هي المقدمات التي تهدف إلى جذب انتباه القارئ من اللحظة الأولى وحثه على مواصلة القراءة، فإنني توقفت مليًّا مع استخدام كلمة إطاحة عند المقارنة بين البودكاست والصحافة التقليدية.

قد تكون الإذاعة هي من يمكن مقارنته بالبودكاست وليست الصحافة التقليدية، هذا إذا ما سلمنا جدلا ببقاء وسائل الإعلام التقليدية على حالها من دون تأثرها بمختلف أشكال الإعلام الجديد وإلا فإن الوضع يبدو أقرب إلى تداخل كل الأجناس الإعلامية لإنتاج شكل جديد من أشكال الإعلام يمزج بين التقليدي والحديث، فلم تعد الإذاعة على سبيل المثال مجرد ناقل للصوت وأثيرا يبث فـي الهواء وإنما تطورت تقنياتها لتصبح أساسها المايكرفون ودعاماتها قنوات على منصات التواصل الاجتماعي، مع بودكاست مسموع، وموقع إلكتروني تفاعلي، وهذا ما ينطبق على الصحافة والتلفزيون اللذين طورا من تقنياتهما الإعلامية الحديثة وربما بات بعض من قنواتهما الاجتماعية أكثر شهرة ورواجا من قناتهما التقليدية التي انحسرت عنها موجات المد الحديثة.

عموما، ليس هذا محور الحديث وإنما هو ما يمكن اعتباره مقدمة للعنوان الجذاب الذي اتهم البودكاست بالإجهاز على الصحافة التقليدية، وهذا ما يمكن الاتفاق معه إلى حد كبير خصوصا مع التسليم بأن أعداد المستمعين إلى منصات البودكاست فـي العالم اليوم يزيد عددهم عن مستمعي الإذاعات التقليدية حيث تشير الأرقام إلى أن عدد مستمعي البودكاست عالميا يصل إلى 700 مليون مستمع بعد أن كان الرقم لا يتجاوز الـ500 مليون قبل عامين وهذا ما يمكن أن يعزى إلى تطور تطبيقات الإنتاج والاستماع وصناعة المحتوى فـي برامج البودكاست والتي اجتذبت إليها الكثير من المستمعين لسهولة الوصول والاستماع إليها فـي كل وقت وحين ومن كل أجهزة الاتصال الحديثة، فكسرت بذلك قاعدة الوقت والزمان والمكان.

البودكاست أو ما يترجم بالتدوين الصوتي يعد وسيلة إعلامية جديدة ظهرت قبل 20 عاما فقط بتدوينات من بعض الإعلاميين والهواة وساعد على سرعة انتشاره اللغة الشعبية السهلة المستخدمة والتي اختلفت بعض الشيء عن اللغة الإعلامية شبه الرسمية المستخدمة فـي وسائل الإعلام التقليدية عززها التنوع الكبير فـي المضمون والمحتوى الذي يناقش التفاصيل الدقيقة لمختلف مناحي الحياة من الكوميديا والطبخ والموسيقى والقراءة والفلسفة والعلوم والاقتصاد والسفر وغيرها الكثير من الموضوعات التي لم يكن لوسائل الإعلام التقليدية أن تفرد لها مساحات واسعة لضيق الوقت أو المساحة المخصصة والوقت المحدد، وهذا ما عزز من الحضور الكبير للتدوينات الصوتية التي باتت تشكل نمطا من أنماط الحياة العصرية لكثير من الشباب وحتى كبار السن فبرامج البودكاست استطاعت مخاطبة كافة شرائح المجتمع نظرا لاهتماماتهم المتنوعة.

تدهشني فـي كثير من الأحيان الأرقام الفلكية والخيالية فـي مشاهدات حلقات البودكاست سواء المسموعة أو المرئية وقد تكون هذه الأرقام ضربًا من الخيال فـي بعض الأحيان عندما تصل إلى 12 مليون مشاهدة لحلقة واحدة فقط من حلقات برنامج فنجان الذي تخطى عدد من حلقاته المشاهدات المليونية حتى إنها تجاوزت بعض الحلقات العالمية التي انتجت مع إيلون ماسك ودونالد ترامب، ولدينا هنا فـي سلطنة عمان بعض النماذج الناجحة فـي البودكسات مثل جلسة كرك التي وصلت مشاهدة بعض حلقاتها على اليوتيوب أكثر من 725 ألف مشاهدة وأيضا بودكاست مصعد وبودكاست قفـير وغيرها من برامج التدوين الصوتي التي تحقق مشاهدات واستماعات عالية والتي يمكن الاهتمام بها ودعم أصحابها لتعظيم الفائدة من البودكاست العماني.

مما قاله أحد المهتمين بالمقارنات الإعلامية: السبب الرئيس وراء نجاح البودكاست وبرامج الإعلام الجديد هو غياب هيمنة السلطات عليها وعدم خضوعها لرقابة أو تمويل أو إشراف من أي جهة رسمية أو شبه رسمية وهذا هو سبب الطفرة الحقيقية فـي ارتفاع نسب المشاهدة والاستماع والقراءة، ولكن وكما أوضح ذلك المهتم بالمقارنات الإعلامية من أن الوضع لن يدوم طويلا خصوصا عندما تبدأ المؤسسات الرسمية الحكومية والشعبية بدس أنفها والتحكم فـي عمل تلك الوسائل وأيضا امتلاك البعض منها أو تمويلها فإن بريق وشهرة الكثير منها سوف يخفت على مر السنوات وسيظهر شكل جديد من أشكال الإعلام الذي يحاول الهروب من سيطرة المال والسلطة عليه.

حتى يحين ذلك اليوم فإن البوصلة لا تزال تشير إلى تقدم الإعلام الحديث وإن حاولت بعض مؤسسات الإعلام التقليدي اللحاق بالركب إلا أن ذلك يثبت أن دخول وسيلة إعلامية جديدة على الساحة لا يلغي الوسائل السابقة لها بل هي خيارات جديدة وعديدة تصب فـي مصلحة الجمهور الباحث عن المحتوى والمضمون عبر القنوات متعددة الأشكال والألوان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وهذا ما

إقرأ أيضاً:

هل يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق؟

#سواليف

لطالما شكلت فكرة #فتح_باب_الطوارئ أثناء #الطيران مصدر قلق للعديد من #المسافرين، لكن الحقيقة العلمية تقدم لنا صورة مطمئنة تعتمد على قوانين الفيزياء والهندسة الدقيقة.

فعندما تبلغ الطائرة مرحلة العبور (مرحلة من مراحل تحليق الطائرة. وهي مستوى ارتفاع الطائرة بعد الإقلاع)، تتحول أبواب الطوارئ إلى ما يشبه القلعة الحصينة بفضل نظام الضغط الجوي المحكم.

وبحسب الخبراء، فإن التصميم الفريد لأبواب الطائرات يجعلها تعمل بنظام “المقبس” (plug-type)، حيث يصبح الباب أكثر إحكاما كلما زاد فرق الضغط بين داخل المقصورة وخارجها. ويوضح #الطيارون أن الضغط داخل المقصورة أثناء الطيران يصل إلى 9 أرطال لكل بوصة مربعة، ما يعني أن الباب الذي تبلغ مساحته 20 قدما مربعا يتحمل قوة هائلة تعادل عشرات الأطنان. وهذه القوة الهائلة تجعل من المستحيل عمليا على أي شخص فتح الباب أثناء الطيران، حتى لو حاول بكل قوته.

مقالات ذات صلة اليابان تسجل شهر حزيران الأكثر حرا على الإطلاق 2025/07/02

أما على الأرض، فإن أنظمة القفل الذكية في الطائرات الحديثة تمنع فتح الأبواب عندما تتجاوز الطائرة سرعة 80 عقدة (148 كم/ساعة) على المدرج. وهذه الآليات التلقائية تضمن #سلامة_الطائرة في جميع مراحل الرحلة، من الإقلاع حتى الهبوط.

ورغم هذه الضمانات الهندسية، فإن التاريخ الطويل للطيران سجل بعض الحوادث النادرة، أشهرها قصة “دي بي كوبر” (D.B. Cooper) الذي اختطف طائرة عام 1972 ثم قفز بالمظلة من الباب الخلفي حاملا فدية مالية كبيرة. أما في العصر الحديث، فمعظم الحوادث تقتصر على محاولات فاشلة، مثل حالة الراكبة التي حاولت فتح الباب على ارتفاع 30 ألف قدم عام 2023.

ومن الناحية القانونية، تعد محاولة فتح أبواب الطوارئ جريمة جوية خطيرة تترتب عليها عقوبات صارمة. في أستراليا مثلا، قد تصل العقوبة إلى 10 سنوات سجن لكل محاولة، كما حدث مع أحد الركاب عام 2023. ولا يستثنى من ذلك حتى طاقم الطائرة، حيث اضطر مضيف طيران سابق لدفع 10 آلاف دولار كتعويض بعد أن استخدم زلاجة الطوارئ لمغادرة الطائرة بشكل غير نظامي.

وقد جعل التطور التكنولوجي في صناعة الطائرات من هذه الحوادث أكثر ندرة، حيث أصبحت أنظمة المراقبة الحديثة قادرة على كشف أي محاولة عبث بالأبواب في لحظتها. كما أن التوعية الأمنية في المطارات ساهمت في تقليل الحوادث المتعمدة، رغم أنها لم تمنع تماما بعض المحاولات الناتجة عن نوبات ذهانية أو دوافع انتحارية.

ويؤكد خبراء الطيران أن مخاوف الركاب من فتح الأبواب أثناء الطيران لا أساس لها من الناحية العلمية والعملية. فالقوانين الفيزيائية والهندسية التي تحكم صناعة الطائرات، بالإضافة إلى أنظمة الأمان المتطورة، تجعل من هذا السيناريو ضربا من المستحيل في الظروف العادية.

مقالات مشابهة

  • أوغلو: التكتلات التقليدية في شرق المتوسط انتهت وتركيا تتحرك بذكاء في ليبيا
  • تعيينات حكومية جديدة في قطاعات الإسكان والتعليم العالي والعدل والصناعة التقليدية
  • وزير الخارجية: توجت جهودنا برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة، سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه
  • المواطن هو الهدف.. محافظ بني سويف يستعرض تفاصيل مشروع مجمع المواقف الجديد
  • من ضمنها "مول الحانوت".. التجارة التقليدية تهيمن على 80% من معاملات التجارة والتوزيع في المغرب
  • «الطيران المدني» تُصدر أول لائحة تنظيمية للعمليات الهجينة للتاكسي الطائر والمروحيات التقليدية
  • الطيران المدني تُصدر أول لائحة تنظيمية للعمليات الهجينة للإقلاع والهبوط للتاكسي الطائر والمروحيات التقليدية
  • المجلس الجديد لنقابة المستشفيات استقبل المهنئين
  • هل يمكن فتح أبواب الطائرة أثناء التحليق؟
  • الجنسية البرتغالية ستصبح واحدة من أصعب الجنسيات التي يمكن الحصول عليها في أوروبا