سواليف:
2025-08-01@00:58:49 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. أحدٌ يطرق بابي؟؟

تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT

أحداً يطرق بابي؟؟
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي
نشر بتاريخ .. 14/ 01 / 2018


أذكرها جيداً ، #البوابات كانت مصنوعة من #التنك ،او براميل قديمة جرى تطبيقها وإدخالها ببعضها البعض لتصبح #بوابة_الدار ، لم يكن يُرتجى منها سوى أن تكون مصدّة وهمية للضباع الحائمة والكلاب الهائمة التي تقودها حاسّة شمّها إلى دجاجات البيت وأرانبه المختبئة ، لم تكن وظيفة البوابات لتغلق بوجه الجيران وأهل الحي ، على العكس فجميع الجيران والأقارب يعرفون أين يكمن “ملقط” البوابة وكيف تفتح ، دفعة يد واحدة سيسمعك صريرها وهي ترتد إلى الحائط بكل ترحاب ،لا يوجد قفل ولا مفتاح تحت المقبض ،البوابة الكبيرة عبارة عن درع حديدي يقف في وجه غير العاقل ويوهمه أن الدخول إلى #الحوش معقّد ومحمي.

.
كانت الجارات يألفن “ملقط” البوابة ، يفتحن “الخوّيخة” – الباب الصغير المنبثق من البوابة الكبيرة – ويدخلن في الصباح الباكر بلا استئذان إلى غرفة العيلة الوحيدة ، كانت الزيارات مبكرة جداً وغير مستهجنة ، في السادسة او السابعة صباحاً تأتي الجارة وتجلس على فراش الأولاد بحثاً عن “جوز زغاليل” لـ”ولاّدة منتصف الليل” أو “بيض بلدي” للمكسور أو “حليب ” للشايب..وأحياناً كانت زيارة بروتوكولية خالية من أية طلبات ، بعد أن تيسّر زوجها إلى البذار وأولادها إلى المدرسة ، لذا لم تجد من يسلّيها سوى جارتها فــ”صابحتها مصابحة”..
صوبة البواري في بواكير اشتعالها والحيطان الطينية متعرقة من بخار ليلة أمس ، إبريق البلاستيك في درجة البيت على حافة المصرف، وسجادة الصلاة مطوي نصفها بعد أن أُديت صلاة الفجر قبل ساعتين ، والصغار يتكورون في فراشهم يسمعون حديث الجارات وهو يتشابك فوق رؤوسهم ويرفرف فوق أشجار نعاسهم..
كانت تحضر الجارات حديثات العهد بالأمومة المواليد الصغار منذ مطلع الشمس إلى ختيارة مختصة في “التمتين” بعد ان يشتكين من بكائه طوال الليل ووجعه الذي لا يهدأ ، تجلس العجوز في فراشها ، تحرّك يديه ورجليه وعندما يصرخ ألماً تعرف سرّ “الملع” او التمزق العضلي ، تدلك العضو المتألم بزيت دافئ ثم تعيد تربيطه من جديد بكثير من التسمية وآيات الحفظ ، كانت البساطة مظلة الحياة كلها ، لا هنّ يشعرن بالحرج من هذه الزيارة ولا هي تشعر بالإزعاج..وعند خروجهن يغلقن البوابة خلفهن كما كانت..
**
البوابات القديمة مثل القلوب القديمة تفتح بسهولة لكل الناس، دخولها غير معقد ، مفاتيحها مألوفة للجميع ولا تحتاج الى كل هذه الأقفال لتحمي صاحبها..البوابات الجديدة كالقلوب الجديدة ، سميكة وعالية وأقفالها معقدة ،ولا يمكن الولوج إلى صاحبها بسهولة الا اذا استأذنته عبر جرس او “انتركوم او موعد مسبق”…فلم نعد نزور أحدا أو يزورنا أحد الا لحاجة أو مناسبة ..حتى صرنا نفرح اذا ما رنّ الجابي جرس البيت مرة في الشهر..

يا لتلك البيوت المفتوحة للجميع كيف كانت تحتفظ بكل ذلك الآمان!!..
الآن ألف قفل على الباب وننام خائفين!.

احمد حسن الزعبي
[email protected]

مقالات ذات صلة مجزرة مروّعة في بيت لاهيا / شاهد 2024/11/17

#139يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: البوابات الحوش الحرية لأحمد حسن الزعبي أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي

كشفت الفنانة ياسمين غيث عن تفاصيل اللحظات الصعبة التي عاشتها عقب اكتشاف إصابتها بمرض السرطان، مؤكدة أن تلك المرحلة كانت "الأصعب في حياتها"، خاصة لما صاحبها من صدمة نفسية كبيرة وخوف على مستقبلها وحياة ابنها.

وقالت غيث، خلال لقائها في برنامج "ست ستات" مع الإعلامية سناء منصور على قناة DMC، إنها شعرت فجأة بوجود ورم، مضيفة: "الزمن وقف، وشعرت على الفور أنه من المحتمل أن يكون سرطانًا، فاتخذت خطوات سريعة وذهبت إلى طبيبة نساء، التي بدأت بإجراء التحاليل والفحوصات، وبدأت تُمهّد لي الخبر تدريجيًا".

وأضافت أنها انهارت فور تأكدها من الإصابة، خاصة وأن الحديث عن مرض السرطان في ذلك الوقت، عام 2016، لم يكن يحمل الكثير من الأمل، مشيرة إلى أنها شعرت حينها بأن النهاية اقتربت، وأن الأمر "مسألة وقت فقط".

وتابعت: "دخلت في بكاء وانهيار، وصليت ودعيت ربنا يعديني من المحنة دي علشان ابني وأسرتي... ولما تأكدت من التشخيص، دخلت غرفة العمليات بعد ساعة فقط، وكانت من أصعب اللحظات اللي مريت بيها في حياتي".

واختتمت غيث حديثها بتمنياتها لكل من يمر بتجربة مشابهة بالشفاء، قائلة: "هي تجربة قاسية، وكنت وقتها صغيرة، وابني كمان كان صغير، وربنا هو اللي بيقوي".

سناء منصور: الحاجة مكة عبد الإله .. أيقونة الريف المصري ونموذج نادر للكفاح بصمتمداح القمر.. سناء منصور: عبد الحليم حافظ شجعني فى بدايتي الإعلاميةإلى القردة | سناء منصور تكشف عن رسالة طريفة من عبد الحليم حافظ طباعة شارك ياسمين غيث سناء منصور السرلطان

مقالات مشابهة

  • هل كانت ضوابط النشر العلمي خطأً جسيما أم فضيحة مستورة؟
  • ياسمين غيث: لحظة اكتشاف إصابتي بالسرطان كانت الأصعب في حياتي
  • سفراء أهل البيت السياسي على طاولة الإطار.. تحرك لـحذف واستحداث
  • رحيل الكاتب الكويتي صلاح الهاشم
  • من المنزل إلى السفارة.. قائمة أهل البيت السياسي تُعيد الجدل المزمن في العراق
  • أشرف العشماوي: «زمن الضباع» كانت أول رواياتي بعد محاولات قصصية بدائية وفاشلة
  • وزير الداخلية العراقي يعلن تفكيك شبكة دولية للاتجار بالمخدرات كانت تنشط بسوريا
  • إليك 10 من أفضل المدن للزيارة في الـ2025 إن كانت أمريكا وجهتك
  • "شور العالمية" توقع مشروعا بـ13.27 مليون ريال مع "صندوق التنمية الوطني"
  • الدبيبة يلتقي الكاتب «محمود البوسيفي» ويبحث دعم الإعلام الوطني وترسيخ حرية التعبير