بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يكون بمثابة معلم كُفْء وسيحدث تغييرًا شاملًا
تاريخ النشر: 16th, August 2023 GMT
قال الملياردير والشريك المؤسس لشركة مايكروسوفت، بيل جيتس إن الذكاء الاصطناعي سيحدث تغييرًا شاملًا في العملية التعليمية حيث يمكنه أن يكون بمثابة مُعلم كُفْء.
وعبّر بيل جيتس عن تصوره لمستقبل التعليم في ظل الذكاء الاصطناعي، حيث أوضح أن روبوتات الدردشة بالذكاء الاصطناعي قريبًا من تقديم ملاحظات مفيدة حول المقالات، بما في ذلك كيفية الكتابة بمزيد من الوضوح وتقديم الحجج المنطقية.
وفي حلقة بودكاست بعنوان "Unconfuse Me" وشارك فيها سال خان، الرئيس التنفيذي لأكاديمية خان، قال جيتس إن هذه ستكون خطوة كبيرة للتعليم العالمي ، لأن البرمجيات اليوم ليست في أحسن حالاتها بالنسبة لتدريس مهارات القراءة أو الكتابة.
ويرى جيتس أن الذكاء الاصطناعي سيكون بمثابة معلم كُفْء يمكنه تصنيف المقالات، حيث يمكن لبرامج الدردشة الآلية مساعدة المعلمين المثقلين بالعمل وتساعد في "سد فجوة التعليم" للطلاب ذوي الدخل المنخفض في جميع أنحاء العالم
وأضاف أنه لكي يحدث ذلك ، ستحتاج برامج التدريس الخاصة بالذكاء الاصطناعي إلى دمج التعليقات الواردة من المعلمين الفعليين حول أفضل السبل التي يمكن أن تساعدهم بها التكنولوجيا في أداء وظائفهم، بحسب شبكة CNBC.
وكشف سال خان عن أن بعض معلمي الذكاء الاصطناعي موجودون بالفعل ، بما في ذلك معلم واحد يسمى Khanmigo والذي يتم تطويره بواسطة أكاديمية خان، حيث قال خان إنه مدعوم بأداة ChatGPT من شركة OpenAI .
ويمكن لمعلم الذكاء الاصطناعي Khanmigo تغذية الذكاء الاصطناعي المدمج في محرك بحث Bing من مايكروسوفت، ويمكنه بالفعل "التصرف كمعلم بشري جيد إلى حد ما"، كما حذر خان من أن روبوتات دردشة الذكاء الاصطناعي الحالية لا تزال ترتكب أخطاء بانتظام.
ويُظهر البرنامج القدرة على إرشاد الطلاب عبر خطوات حل مشكلات الرياضيات أو دروس الفصل الأخرى ، لكن بعض المعلمين أعربوا عن مخاوفهم من أنه من الأسرع جدًا تزويد الطلاب بالإجابات ، بدلاً من مساعدتهم على تعلم حل المشكلات بأنفسهم، وفق ما ذكرت "نيويورك تايمز" في يونيو الماضي
.
وأضاف خان أن الأكاديمية تختبر أيضًا استخدام الأداة للمساعدة في تسهيل مناقشات الطلاب ، ومن المحتمل أن توفر "جيشًا من مساعدي التدريس لكل معلم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي العملية التعليمية برامج التدريس بيل جيتس روبوتات الدردشة شركة OpenAI التعليم مستقبل التعليم الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
قيادة المستقبل في عصر الذكاء الاصطناعي
د. علي بن حمدان بن محمد البلوشي
تطوَّر مفهوم القيادة بشكل كبير خلال العقود الأخيرة، فلم يعد القائد هو ذلك الشخص الذي يعتمد فقط على الكاريزما أو السلطة الرسمية؛ بل أصبح الدور أكثر شمولًا وتعقيدًا.
القيادة الحديثة تقوم على مزيج من المهارات الإنسانية والتقنية، وعلى قدرة القائد على التأثير في الآخرين والإلهام واتخاذ القرارات ضمن بيئات سريعة التغيّر. وبعض القادة يولدون بسمات تساعدهم مثل الحزم أو الذكاء العاطفي، لكن النجاح الحقيقي يعتمد بشكل أساسي على مهارات مكتسبة عبر التجربة والتعلم المستمر؛ مثل القدرة على التواصل، التفكير الاستراتيجي، إدارة فرق متنوعة، فهم البيانات، والتعامل مع التقنية.
وفي عصر العولمة والذكاء الاصطناعي، يواجه القادة تحديات لم يشهدوها من قبل. أولى هذه التحديات هو تسارع التغيير التقني الذي يفرض على القائد مواكبة الابتكار دون فقدان البوصلة الإنسانية. إضافة إلى ذلك، فإن تنوع ثقافات ومهارات المرؤوسين يجعل إدارة التوقعات وبناء فرق متجانسة أكثر تعقيدًا. كما تُعد حماية البيانات والالتزام بالأخلاقيات الرقمية من أبرز التحديات، في وقت أصبحت فيه القرارات المدعومة بالذكاء الاصطناعي جزءًا من العمليات اليومية. كذلك تواجه المؤسسات ضغوطًا عالمية تتعلق بالاستدامة والمسؤولية المجتمعية، ما يتطلب من القادة فهم البيئة الدولية واتخاذ قرارات مبنية على قيم واضحة.
ولمواجهة هذه التحديات، يحتاج القائد إلى مجموعة من الاستراتيجيات والأدوات. من أهمها تعزيز ثقافة الابتكار داخل الفريق وتشجيع التعلم المستمر، بما في ذلك تعلّم مهارات العمل جنبًا إلى جنب مع أنظمة الذكاء الاصطناعي. كما يجب على القائد بناء جسور للثقة عبر الشفافية في القرارات، والإفصاح عن كيفية استخدام البيانات والتقنيات. ويُعد الالتزام بالأخلاقيات- سواء في استخدام التكنولوجيا أو إدارة الأفراد- ركيزة أساسية للحفاظ على سمعة المؤسسة ومتانة بيئتها الداخلية. كما ينبغي استخدام أدوات التحليل الرقمي لأخذ قرارات دقيقة، دون إغفال البعد الإنساني في قيادة الأفراد وفهم دوافعهم الثقافية والاجتماعية.
وفي الختام.. فإن قادة المستقبل بحاجة إلى مزيج فريد من البُعد الإنساني والرؤية التقنية. عليهم أن يعزّزوا الثقة داخل منظوماتهم، ويجعلوا الأخلاق معيارًا أساسيًا في كل خطوة، وأن يبنوا ثقافة عمل تتقبّل التغيير وتحتفي بالابتكار. والمستقبل سيكافئ القادة القادرين على التوازن بين العقل والآلة، وبين التقنية والقيم، وبين الطموح والمسؤولية؛ فهؤلاء وحدهم سيقودون التغيير في عصر الذكاء الاصطناعي.
** مستشار اكاديمي