من هو محمد عفيف "رأس الدعاية" في حزب الله؟
تاريخ النشر: 17th, November 2024 GMT
بعد غارة إسرائيلية على منطقة رأس النبع في بيروت، أعلن حزب الله اللبناني مقتل مسؤول العلاقات الإعلامية في التنظيم محمد عفيف، في أول عملية اغتيال داخل العاصمة اللبنانية، منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.. فمن هو محمد عفيف التي غيرت إسرائيل تحركاتها من أجله؟.
من جيل المؤسسينيعد محمد عفيف شخصية بارزة داخل صفوف حزب الله، منذ تأسيسه في أوائل حقبة الثمانينيات، وعمل لفترة طويلة مستشاراً إعلامياً للأمين العام لحزب الله الراحل حسن نصر الله، وأدار عفيف محطة تلفزيون المنار التابعة للحزب لعدة سنوات، قبل أن يتولى مسؤولية مكتب العلاقات الإعلامية للحزب.
وينتمي عفيف لجيل المؤسسين لحزب الله، حيث التحق به في عام 1983، وكان صديقاً لأميني عام حزب الله الراحلين عباس الموسوي، وحسن نصر الله.
كما لعب الرجل المعروف باسم "الحاج محمد عفيف"، أدواراً حاسمة في التعامل مع الأزمات التي مر بها الحزب.
ومنذ بداية التصعيد مع إسرائيل، ظهر عفيف كمتحدث إعلامي باسم الحزب، ولطالما عقد مؤتمرات صحافية مباشرة من قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي مناطق طالتها غارات إسرائيلية، حيث يتولى عفيف مسؤولية الإعلام في حزب الله منذ 10 سنوات.
#فيديو| آثار الدمار في موقع الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مسؤول الإعلام في حزب الله #محمد_عفيف في رأس النبع بوسط بيروت وأسفرت عن مقتله pic.twitter.com/Rnfzrt0ZDH
— 24.ae (@20fourMedia) November 17, 2024 مسؤول الدعاية ضد إسرائيلوساهم محمد عفيف في إدارة التغطية الإعلامية لحزب الله خلال حرب يوليو (تموز) 2006، وهو مسؤول عن ملف الدعاية الموجهة للداخل الإسرائيلي، ويعتبر مسؤولاً أيضاً عن صياغة الموقف السياسي والاستراتيجي للحزب، ولعب عفيف أدواراً سياسية، وكان له ثقل كبير داخل الحزب طيلة السنوات الماضية.
وقبل تقلده منصب العلاقات الإعلامية، شغل عفيف موقع رئيس الأخبار والبرامج السياسية في قناة "المنار"، ومن خلال هذا الدور، أشرف على تطوير استراتيجية إعلامية هدفها دعم خطاب الحزب ومواقفه السياسية.
وتُعد مسيرة عفيف واحدة من الأكثر أهمية في إطار عمل حزب الله الإعلامي. حيث تمكن من بناء شبكة علاقات إعلامية قوية، مستخدماً خبراته في الترويج لأيديولوجية الحزب، والدفاع عن مواقفه في مختلف المحافل الإعلامية.
#إسرائيل تستهدف قلب #بيروت.. وأنباء عن اغتيال محمد عفيفhttps://t.co/LtioKyDYSI
— 24.ae (@20fourMedia) November 17, 2024ويتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار منذ ما يزيد على عام، وبدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على أهداف عسكرية إسرائيلية في الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، بعد يوم من تنفيذ حركة حماس هجومها على جنوب إسرائيل.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله الانتخابات الأمريكية غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية حزب الله إسرائيل وحزب الله لبنان محمد عفیف حزب الله
إقرأ أيضاً:
إشارات أميركية متضاربة.. كيف تعقد مهمة لبنان أمام إسرائيل؟
تحصل بيروت من واشنطن على إشارات متضاربة بشأن جهود الجيش اللبناني لحصر السلاح في يد الدولة، الأمر الذي يعقد محاولات تجنب تصعيد عسكري إسرائيلي أعلى، تزامنا مع ضربات تقول تل أبيب إنها تستهدف بنى تحتية لحزب الله.
فبعد أيام من إشادة عسكريين أميركيين بجهود الجيش اللبناني لنزع سلاح حزب الله، ألغيت زيارة قائده رودولف هيكل إلى واشنطن في إجراء أميركي وصف بـ"العقابي".
وقبل أسابيع، وفي اجتماع للجنة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان (الميكانيزم)، أشاد رئيسها الجنرال الأميركي جوزيف كليرفيلد، بالجيش اللبناني.
وقال كليرفيلد إن "احترافية الجيش اللبناني والتزامه جديران بالملاحظة. إن أداءه يعكس قوة الجيش اللبناني وعزمه على ضمان مستقبل وطنه".
وبعدها قدم قائد القيادة المركزية الأميركية براد كوبر تقييما مشابها، عندما قال: "يواصل شركاؤنا اللبنانيون قيادة الجهود لضمان نجاح نزع سلاح حزب الله اللبناني".
وأضاف كوبر أن الجيش اللبناني أزال بالفعل "ما يقرب من 10 آلاف صاروخ، وما يقرب من 400 قذيفة، وأكثر من 205 آلاف قطعة ذخيرة غير منفجرة".
إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن
لكن في المقابل، طرأت تغييرات جمة على زيارة هيكل إلى واشنطن بعد ذلك، وصلت إلى حد إلغائها.
ففي البداية تم تخفيض مستوى المسؤولين الذين كان من المفترض أن يلتقيهم هيكل، ثم أُلغي اجتماعه مع أعضاء الكونغرس، وأخيرا أعلن هيكل إلغاء الزيارة بالكامل.
لكن الأميركيين يقولون إنهم هم من ألغوا الزيارة بسبب انتقاد هيكل للضربات الإسرائيلية على لبنان.
وقاد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الانتقادات الأميركية لتصريحاته، حيث كتب على منصة "إكس": "من الواضح أن رئيس الأركان اللبناني، بسبب إشارته إلى إسرائيل على أنها العدو وجهوده الضعيفة، التي تكاد تكون معدومة، لنزع سلاح حزب الله، يمثل انتكاسة كبيرة للجهود المبذولة لدفع لبنان إلى الأمام. هذا المزيج يجعل الجيش اللبناني استثمارا غير مربح لأميركا".
وتمثل تصريحات غراهام انعكاسا دقيقا تقريبا لما يقال في إسرائيل، إذ عبر كبار ضباط الجيش الإسرائيلي عن نفس الرأي في إحاطات إعلامية محلية.
وحسب تحليل لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فإن "الفجوة بين ما يقوله ضباط الجيش الأميركي وما يصدر عن السياسيين الأميركيين لا تطمئن القيادة اللبنانية، بل تتأرجح بين خوف كبير من استئناف الحرب بين إسرائيل وحزب الله".
حصر السلاح وانسحاب إسرائيل
ويحاول الرئيس اللبناني جوزاف عون دائما تسليط الضوء على مساعي الجيش لحصر السلاح في يد الدولة لتجنيب بلاده مسار الحرب، وقال مؤخرا: "لا شيء يمنعنا من التوصل إلى نتيجة الحد من أسلحة حزب الله واتخاذ القرارات. ففي النهاية هذه هي أساسيات بناء الدولة".
وموقف عون ليس جديدا، فقد عبر عنه أيضا في خطابات سابقة، وتحت ضغط شديد من المبعوث الأميركي توم براك أجبر حكومته على اعتماد قرار يدعو إلى نزع سلاح حزب الله، ويأمر الجيش بتقديم خطة لتحقيق هذا الهدف بحلول نهاية العام الجاري.
وفي الوقت نفسه، طالب لبنان بانسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة التي لا تزال تسيطر عليها جنوبا، ووقف غاراتها الجوية على البلاد، والبدء في إعادة المعتقلين اللبنانيين لديها.
وحتى ما قبل نحو 6 أسابيع، بدت هذه المطالب معقولة لبراك، حتى إنه وضع خطة جديدة توقف خلالها إسرائيل هجماتها لمدة شهرين، وتجرى خلالها مفاوضات حول الترتيبات الأمنية وترسيم الحدود البرية بين البلدين، وترسم حدود المنطقة منزوعة السلاح على طول الحدود، وتنسحب إسرائيل تدريجيا من تلك المواقع الخمسة.
لكن إسرائيل، كما قال براك، رفضت هذا الاقتراح رفضا قاطعا، وبدلا من ذلك زادت بشكل كبير من نطاق غاراتها الجوية، واتهمت الجيش اللبناني بالتعاون مع حزب الله ورفض تفتيش منازل في جنوب لبنان، حيث يخزن حزب الله، وفقا للاستخبارات الإسرائيلية، أسلحة وذخيرة.
وقال محلل لبناني مقيم في الخارج لصحيفة "هآرتس": "ليس واضحا ما تريده إسرائيل. لماذا تحتاج إلى الاستمرار في السيطرة على تلك المواقع الخمسة، التي ليست سوى ورقة ضغط في المفاوضات؟".
كما تساءل: "لماذا لا تجرى مفاوضات تمنح الحكومة اللبنانية أوراق الضغط التي تحتاجها ضد حزب الله؟".
في المقابل، اكتفى حزب الله حتى الآن بالانتقادات السياسية والإعلامية للهجمات الإسرائيلية، كما وجه انتقاداته بشكل رئيسي إلى الحكومة اللبنانية لضعفها العسكري والدبلوماسي أمام إسرائيل التي تنتهك وقف إطلاق النار.
في هذه الأثناء، تجد الحكومة اللبنانية نفسها عالقة في حقل ألغام سياسي، بين صعوبة نزع سلاح حزب الله بشكل مرض للولايات المتحدة وإسرائيل، وتجنب الانجرار إلى حرب تبدو عواقبها وخيمة.
وكان براك أشار في وقت سابق من هذا الشهر، إلى صعوبة تنفيذ نزع سلاح حزب الله، محذرا من إمكانية "الدخول في حرب أهلية".