أكد وكيل وزارة الخارجية الأسبق، حسن الصغير، أن التهام بلدية مصراتة لـ«تاورغاء وأبوقرين وزمزم» أسبابه سياسية.

وقال الصغير في منشور عبر «فيسبوك»: “يتداول البعض ضم زمزم لمصراتة من زاوية مقلوبة، بحيث يتداولون الأمر بأن إنشاء بلدية زمزم ناتج من أسباب قبلية فقط، وهذا يناقض الحقيقة والحقيقة هي أن ضم زمزم هو الذي تم لأسباب قبلية وتوسعية من مصراتة، يطرح هولاء منظور إنشاء البلديات من منظور جغرافي ويدعون بأن التنوع العرقي أو التعددية القبلية لا يجب أن تطرح فيما يتعلق بالبلديات”.

وأضاف “هذا غير صحيح نهائيا لا علميا ولا عمليا، أغلب دول العالم تأخذ بالاعتبار فكرة التجانس الديموغرافي في البلديات وتتجنب إشراك حساسيات في ذات البلدية تؤثر على حسن سير العمل بها أو تؤدي لاختناقات تصيب البلدية بالشلل الكلي أو الجزئي، وليبيا تحديدا بلد قبلي كان ولا زال وسيظل لفترة لا بأس بها ومحاولة تجاهل هذه الحقيقة هو من سوء الإدارة وجهل بالسياسة”.

وتابع “أما بمعيار الجغرافيا لا يستقيم بأن يكون مركز البلدية يبعد عن المستفيدين منها والواقعين في نطاقها مسافة مئة كيلو متر، بأي معيار تكون الزنتان بلدية وتعداد سكانها لا يتجاوز الثلاثين ألف ولا تكون كذلك زمزم، بهذا المعيار يجب أن تكون غريان فرع بلدي تابع  لطرابلس وكذلك الزاوية وتاجوراء فما بالك بجنزور وعين زارة”.

واستطرد “أما مصراتة فتعداد سكانها كبير وضم فروع بلدية هو زيادة عبء غير مفهوم على مجلسها البلدي، وإلتهام تاورغاء وزمزم وإبوقرين توسعية سيئة ومقيتة وأسبابها سياسية، باختصار في هذا المقام الضم  لزمزم هو القبلي والعنصري وليس الاستقلالية”.

الوسومالصغير ليبيا مصراتة

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الصغير ليبيا مصراتة

إقرأ أيضاً:

عندما تكون إسرائيل أحد أطراف الحرب… أين تقف؟

لا أعرف كيف يبرر الذين صدعوا رؤوسنا بنظرية المؤامرة والتحالف بين إسرائيل وإيران، ومنظري المسرحيات، الذين يدعون بأنهم يعرفون أكثر من غيرهم وأن لديهم معلومات تؤكد أن هناك تحالفا بين النظامين. ويبدو أنهم عندما فرغوا من حجج المؤامرات والتحالف بين الصهيونية ونظام الملالي، أقفلوا حوانيتهم وأفرغوا حنقهم بدعاء أسوأ من حكاية المؤامرة: «اللهم اضرب الظالمين بالظالمين».

ولم أجد أسوأ من هذا الدعاء الذي يساوي بين جرائم الكيان ومذابحه في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن والعراق ومصر والأردن وتونس والسودان، ومن يحاول بجدية أن يبني قوة ردع حقيقية تنازله في الميدان، ولا تبقى في المخازن حتى يأتي الكيان الصهيوني ويدمرها على من فيها.

يجب أولا أن نقرّ أن هذا عدوان صارخ على دولة مستقلة ذات سيادة، وحتى لو كان بيننا وبين النظام الإيراني خلافات حول مواقفه السابقة في العراق وسوريا، إلا أننا أمام عدوان صهيوأمريكي للهيمنة المطلقة على المنطقة وتدمير مكوناتها العرقية الثلاثة التي صنعت الحضارة العربية الإسلامية: العرب والفرس والأتراك وإخضاعها جميعا للهيمنة الغربية. إن هزيمة إيران لن تتوقف في حدود إيران، وستصبح إسرائيل سيدة الشرق الأوسط كله، تعين الأمراء والوزراء وتخلعهم، وتقرر من يذهب إلى الحج ومن يشتري النفط وأين تودع أمواله.

وإذا هزمت إيران سيأتي الدور فورا على تركيا، ويتم العمل على تفكيكها وإقامة دولة كردية في المربع الإيراني العراقي السوري التركي ذات الأغلبية الكردية. وإذا هزمت إيران فسيأتي الدور على باكستان، فتثار مسألة سلاحها النووي وضرورة تفكيكه. وستتعاون قوى الشر مع الهند والولايات المتحدة، واختلاق ألف مشكلة لباكستان كي تتفتت ويسلم سلاحها النووي طوعا أو كرها.

وإذا هزمت إيران ستنتهي سيادة الدول، ويتم تفريغ الضفة الغربية بعد غزة ويتحول رؤساء دول المنطقة العربية وملوكها، ليسوا موظفين عند ترامب، بل عند نتنياهو، وستصبح إسرائيل دولة عظمى تمتد حدودها (ليس بالمعني الحرفي) من جنوب الجزيرة إلى شمال الهند ومن بحر العرب شرقا إلى حدود بلغاريا غربا. وإذا هزمت إيران ستفتح الطريق أمام هيمنة الناتو على من تبقى من حكومات تؤمن بالتعددية. سيتم طرد روسيا من أوكرانيا وجورجيا، ولن تجرؤ الصين على استرجاع تايوان بالقوة، أو بالدبلوماسية، وسيتم إنهاء طريق الحرير الذي تعمل عليه منذ سنوات.

لذلك نقول لهؤلاء الذين ينتظرون عثرة إيران وهزيمتها، سيأتي الدور عليكم، وستقرأون أنتم أو أولادكم في مدارسكم نصوصا من التلمود، وتنشدون شيئا من مزامير داود وتصبح الديانة الإبراهيمية هي الديانة الرسمية للمحميات والدول الوظيفية.

مراجعة للأخطاء
نحن نقر بأن إيران ارتكبت كثيراً من الأخطاء، وأن هناك ثغرات كثيرة في استراتيجيتها الدفاعية، ومحاولة التمسك بما سمته «الصبر الاستراتيجي» ليتبين أن هذا الصبر سمح للعدو أن يجمع المعلومات الوافرة عن كل ما يتعلق ببرامج إيران الدفاعية، ومنشآتها النووية، وأن يخترق النسيج الأمني ويتصيد العلماء النوويين بشيء من السهولة. نعتقد أن إيران أخطأت لأنها لم ترد على مقتل الضباط الثمانية، بمن فيهم محمد رضا زاهدي قائد فيلق القدس، في مقر القنصلية الإيرانية في دمشق يوم 1 أبريل 2024، لقد كان «الوعد الصادق 1» ضعيفا ومدروسا ومنضبطا لاستراتيجية «الصبر الاستراتيجي».

وكانت كل المبررات القانونية متوفرة للانضمام لمعركة وحدة الساحات مع «حزب الله» و»أنصار الله» و «الحشد الشعبي» بالإضافة إلى المقاومة الفلسطينية في غزة والضفة الغربية والقدس. كان يمكن أن تتغير المعادلة آنذاك وتكون المبادرة في يدها، وتهرع الدول الغربية والعربية والإسلامية لتحتوي توسيع المواجهات. ثم أعطيت إيران فرصة ذهبية ثانية يوم اغتيال إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024.

لقد انتُهكت سيادتها وأهينت قيادتها. يومها كان لديها كل المبررات القانونية والأخلاقية لتفتح ترسانتها الصاروخية بكل ما أوتيت من قوة، لتعاقب هذا العدو المتغطرس وتحول حياة الناس في المستعمرة إلى جحيم حقيقي وتخفف الضغط عن غزة. صحيح أنها أطلقت 250 صاروخا (الوعد الصادق 2) موجهة فقط نحو مواقع عسكرية، وكان أثرها أكبر وأدت إلى مقتل شخص واحد. لكنها مارست مرة أخرى ضبط النفس حتى عندما قامت إسرائيل بالانتقام.

الخطأ الآخر الذي وقعت فيه القيادة الإيرانية أنها وثقت بترامب، الذي استخدم أسلوب التهديد من جهة، وفتح قنوات التفاوض من جهة أخرى، بالضبط كما فعل مع حركة حماس. ويبدو أن التوصل إلى هدنة مع الحوثيين أقنع القيادة الإيرانية، أن ترامب جاد في موضوع نشر السلام في الشرق الأوسط. كان ويتكوف يأتي بشروط تعجيزية لا يمكن لأي طرف أن يقبلها. يريد من إيران تدمير كل منشآتها النووية ومخزوناتها بطريقة آمنة، أي تحت إشراف دولي، أو عنيفة أي تدميرها بالسلاح.

فكيف يمكن أن تنصاع إيران لمثل هذه الشروط؟

لقد أعطى ترامب إيران في 12 أبريل 60 يوما للتوصل إلى اتفاقية، وإلا فإن الخيارات الأخرى سيتم تفعيلها. ويبدو أن إيران لم تأخذ التهديد بجدية. المهلة انتهت يوم 11 يونيو أي قبل الهجوم الإسرائيلي بيومين. كانت جولة المفاوضات الجديدة مقررة يوم الأحد 15 يونيو، وأن العدوان لن يبدأ قبل موعد المفاوضات، علما أن الولايات المتحدة سحبت كثيرا من رعاياها من العراق والإمارات والبحرين. إذن اكتملت عملية التحضيرات الإسرائيلية في الوقت الذي تراخت فيه الاستعدادات الإيرانية ودفعت ثمنا باهظا في الساعات الأولى من فجر الجمعة، سواء من حيث قصف المنشآت النووية، أو اغتيال قيادات عسكرية وتقنية رفيعة. لكن إيران استطاعت أن تمتص الضربة الأولى، وأن تبدأ بالرد على إسرائيل لتتحول المواجهات بين طيران الكيان الصهيوني وبعض المسيرات، والصواريخ الإيرانية والمسيرات بشكل كبير. إيران أساسا تعتمد على الصواريخ البالستية والفرط صوتية، ولا نعرف كيف يتم حسم المعركة بين الطيران والصواريخ، فمن يصرخ أولا من الألم يخسر المعركة.

لقد أعلنت القيادة الإيرانية انطلاق «الوعد الصادق 3»، الذي شمل إطلاق صواريخ غطت معظم مدن المستعمرة، خاصة تل أبيب وضواحيها، وأدت إلى أضرار حقيقية مادية وبشرية، ومراكز حساسة مثل وزارة الدفاع، ومعهد وايزمان للبحوث الاستراتيجية. إنها المرة الأولى منذ عام 1948 التي يتذوق فيها سكان تل أبيب ما ذاقته معظم عواصم دول الطوق العربية. نحن لا نتوقع أن تقوم إيران بتدمير الكيان الصهيوني تماما، ولكنها قادرة على تحويل حياة الصهاينة إلى جحيم، وتدمير العديد من إمكانيتهم التسليحية والاستراتيجية وكسر نمط الكيان الآمن ومظلات الحماية المتعددة.
قوة إيران في صمودها وتوجيه ضربات موجهة للبنى التحتية الإسرائيلية
قد تأتي الولايات المتحدة لتنقذ إسرائيل من أزمتها وتتدخل مباشرة في الحرب، وهو أمر متوقع، في حالة تورط إسرائيل في وضع لا تستطيع حسمه ما قد يؤدي إلى توسع الحرب لتشمل إغلاق مضيق باب المندب، واستهداف القواعد الأمريكية، وتدخل الميليشيات المدعومة من إيران، أو ما تبقى منها، المعركة، وقد تكون آبار النفط الخليجي هدفا مغريا لها، نحن في بداية الحرب فكل الاحتمالات ما زالت واردة.

قوة إيران في صمودها وتوجيه ضربات موجهة للبنى التحتية الإسرائيلية كما فعلت في ميناء حيفا ومعهد وايزمان ووزارة الدفاع ومركز الموساد في هرتسيليا. قوتها في التفاف شعبها الذي تربى على كراهية إسرائيل، ودعم القضية الفلسطينية. قوة إيران في الاستناد إلى حضارة ضاربة في أعماق التاريخ فكيف لكيان مارق أن يدمرها. هذه معركة حاسمة قد تغير وجه الشرق الأوسط والعالم.

مرحلة قد تغير الدول والخرائط والحدود والأنظمة والاقتصاد والثقافة. فلا يظنن أحد أنه سيسلم من الشرر المتطاير من المنطقة في كل اتجاه.

وسلام على فلسطين التي من أجلها، وبسببها أشعلت كل الحروب منذ تم زرع هذه النبتة الخبيثة في قلب العالم العربي، لتنشر سمومها في كل اتجاه. وكم مرة صرخ الفلسطينيون أن خطر إسرائيل لا يقتصر على فلسطين. «ولكنهم لم يستبينوا الرشد إلا في ضحى الغد».

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • عندما تكون إسرائيل أحد أطراف الحرب… أين تقف؟
  • «الإسعاف الطائر» تنقل ثلاث حالات حرجة من مصراتة إلى تونس
  • وزير تعليم الدبيبة يبحث سبل تحسين جودة التعليم في مصراتة
  • «هارب موود».. منى واصف وسحر الموسيقى على المسرح الصغير بالأوبرا
  • «قلل كلامك يكبر مقامك».. مها الصغير تثير الجدل برسالة غامضة جديدة
  • قلل كلامك.. مها الصغير توجه رسالة جديدة غامضة| ماذا قالت؟
  • رئيس بلدية بيروت يتحدث عن الاهتمام الفرنسي بمساعدة البلدية
  • اليوم.. الباليه الصيني يزين المسرح الصغير بالأوبرا
  • الصغير: لا يوجد سند دستوري أو قانوني يمنع البرلمان من اعتماد ميزانية لصندوق الإعمار
  • سكان أضم يعانون من السفلتة ورئيس البلدية لا يرد.. صور