بعد الانتقادات الرسمية التي وجهتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية للبرنامج النووي الإيراني، أعلنت طهران السبت أنها تعتزم تشغيل آلاف أجهزة الطرد المركزي الجديدة لتخصيب اليورانيوم.

ووفقا لما قاله بهروز كمالوندي، نائب مدير منظمة الطاقة الذرية الإيرانية فإنه من المتوقع أن يجري تركيب هذه الأجهزة خلال فترة ما بين الأربعة إلى الستة أشهر القادمة، حسبما أفادت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إسنا".

وقال كمالوندي وفقا للتقرير: "من خلال هذا، ستواجه الأطراف الغربية التي حاولت الضغط على البرنامج النووي الإيراني واقعا مختلفا: برنامجا أكثر شمولا وتقدما من الناحيتين الكمية والنوعية بكثير". وأضاف: "هذا لن يرضيهم بالتأكيد".

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد تبنى الخميس قرارا يطالب المدير العام للوكالة، رافايل غروسي، بتقديم تقرير عن الأسئلة المفتوحة المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني بحلول الربيع. وقد طالبت فرق التفتيش التابعة للوكالة منذ سنوات بتوضيحات قاطعة من طهران بشأن مؤشرات تدل على وجود منش ت نووية سرية وأنشطة نووية سابقة. وفي حال ما إذا استمرت طهران في الامتناع عن تقديم الإجابات، قد يوفر تقرير غروسي أساسا لإحالة القضية إلى مجلس الأمن الدولي، وفقا للدبلوماسيين الغربيين.

وفي بيان مشترك، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، إيران إلى التعاون وحل القضايا العالقة.

وقال البيان: "نأمل أن تستغل إيران الفرصة بين ال ن وبين موعد إعلان التقرير لتقديم المعلومات والتعاون اللازمين لحل هذه القضايا".

وتقوم إيران حاليا بتخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 بالمئة، بينما يقول الخبراء إن أكثر من 90 بالمئة هو المطلوب للأسلحة النووية.

وتقول الحكومة الإيرانية إن برنامجها النووي يستخدم فقط للأغراض السلمية. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم في فيينا، والذي كان يهدف إلى تقييد برنامج إيران النووي وفي المقابل تخفيف العقوبات، أثناء تولي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشكل أحادي في عام 2018. ومنذ ذلك الحين، لم تلتزم إيران بدقة بشروط الاتفاق.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليورانيوم إيران إيراني نووي إيران منظمة الطاقة الذرية الإيرانية اليورانيوم أخبار إيران

إقرأ أيضاً:

على خط النار والمفاوضات.. أبعاد التحرك الإيراني نحو العراق ولبنان

12 أغسطس، 2025

بغداد/المسلة: تأتي زيارة أمين مجلس الأمن القومي الإيراني إلى العراق ولبنان في لحظة إقليمية حرجة، حيث تتقاطع الملفات الأمنية والسياسية مع مسار المفاوضات المحتملة بين طهران وواشنطن، وسط تحولات متسارعة في الخريطة الجيوسياسية.

وتبدو الزيارة بمثابة تحرك استراتيجي مزدوج الأهداف، يحمل في طياته رسائل موجهة للداخل الإيراني كما للبيئة الإقليمية، في محاولة لتثبيت مواقع النفوذ وبناء تفاهمات تمنع الانزلاق نحو فوضى شاملة.

وتعكس الجولة إدراكاً إيرانياً بأن مسار الأحداث في المنطقة بات يتطلب إعادة قراءة معمقة، خاصة في ظل تصاعد التهديدات الإسرائيلية وتنامي محاولات إعادة رسم موازين القوى.

ومن هنا، تطرح طهران خطاباً يقوم على تعزيز التعاون الإقليمي، باعتباره الوسيلة الأنجع لتجنب الانفجار الأمني، مع إبقاء الباب مفتوحاً أمام جولات لاحقة تشمل دولاً أخرى لإحكام نسج شبكة تحالفات قادرة على امتصاص الضغوط.

وفي العراق، تندرج المحادثات في إطار ربط الأمن القومي الإيراني بموقع بغداد المحوري، حيث يُنظر إلى العراق كخط دفاع متقدم ورئة اقتصادية لا غنى عنها، في وقت يشكل فيه الحشد الشعبي جزءاً أساسياً من هذه المعادلة، وسط جدل داخلي حول تشريعاته وتوجهاته. وهنا، يتضح أن طهران تراهن على تثبيت حضورها في المعادلة العراقية بما يكفل استمرار دور بغداد كحائط صد أمام أي تمدد أميركي.

أما في لبنان، فتقع الزيارة في قلب الجدل الدائر حول حصر السلاح بيد الدولة، وهو ملف تحاول إيران التأثير في توقيت معالجته بما يمنحها فسحة زمنية لإعادة ترتيب أوراقها التفاوضية مع واشنطن. ورغم إدراكها لصعوبة تغيير القرار المبدئي، فإن الرهان ينصب على تمديد مهلة التنفيذ، بما يسمح بإيجاد تفاهمات أكثر انسجاماً مع موازين القوى الراهنة.

وتأتي هذه التحركات في بيئة إقليمية مثقلة بمحاولات إضعاف مراكز القوة، حيث تواصل إسرائيل استهداف البنية الدفاعية في سوريا، وتوسيع نطاق عملياتها الجوية وصولاً إلى العمق العراقي والإيراني. وفي مواجهة ذلك، تعمل طهران على بلورة مقاربة توازن بين الضغط السياسي والمبادرة الدبلوماسية، لإبقاء المبادرة بيدها ومنع خصومها من فرض وقائع نهائية على الأرض.

وبين تصاعد المخاطر وإمكانية فتح نوافذ تفاهم جديدة، تتحرك إيران عبر هذه الزيارة لتؤكد أن المشهد الإقليمي لا يزال قابلاً لإعادة التشكيل، وأن المسافة بين الميدان وطاولة التفاوض قد تختصر أحياناً في رحلة واحدة عبر عواصم المنطقة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • نتنياهو: إيران تحتفظ بـ400 كغم من اليورانيوم المخصب.. حالة تأهب
  • إيران مستعدة للتفاوض على برنامجها النووي مقابل شرط
  • "الطاقة الذرية": لا يوجد خطر إشعاعي بعد تصاعد دخان من محطة زابوريجيا
  • اعتقالات واسعة على خلفية حرب إسرائيل.. ونائب إيراني: لا نية للتخلي عن تخصيب اليورانيوم
  • خطوة في طريق مسدود.. قراءة إيرانية في زيارة وفد الطاقة الذرية لطهران
  • على خط النار والمفاوضات.. أبعاد التحرك الإيراني نحو العراق ولبنان
  • شركة أميركية تعتزم تخصيب اليورانيوم بمنشأة نووية جنوب أفريقية
  • ترفض التفتيش.. إيران تعلن تفاصيل زيارة نائب مديرالطاقة الذرية
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • لا تتضمن برنامج تفتيش... عراقجي يعلق على زيارة نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران