يمانيون:
2025-12-09@19:23:40 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

تاريخ النشر: 26th, November 2024 GMT

العرب.. بين التبعية والتغريب..!

د. شعفل علي عمير

صحيحٌ أن هناك فارقاً بين التبعية والتغريب، الفارق في المفهوم السطحي، ولكن في حقيقة الأمر كلا المفهومَينِ مرتبطان ببعضهما، وكُلٌّ منهما نتيجةٌ للآخر؛ فَالتغريب من نتائج التبعية، وَالتبعية من ثمار التغريب.

ويشار في كثير من الأحيان إلى أن التبعية تُعنَى بالجانب الاقتصادي؛ فنقول تبعية اقتصادية، في حين أن التبعية قد تكون اقتصادية وثقافية وسياسية و…!

بينما يعني التغريب أن يصبح الإنسان الشرقي تابعًا للغربي في ثقافته وأساليب معيشته وحتى طرق تفكيره؛ بمعنى أصح أن التغريب هو مسخٌ للهُوية الثقافية والدينية وفرضُ قيود على حرية التفكير، والخطير في هذا الجانب أن كُـلًّا من التبعية والتغريب تأتي بجلباب (التحضُّر) الذي ينخدِعُ تحت هذا الشعار الكثيرُ من أبناء الأُمَّــة.

تفرِضُ طبيعةُ المجتمعات المستهَدفة طبيعةَ وآلياتِ الاختراق؛ فقد تكون التبعية في بعض المجتمعات هي العملية التي تسبق التغريب وتهيِّئُ الأرضيةَ المناسبةَ لها، وتأتي هذه الطريقة عندما يكون الحكام والحكومات تابعةً للغرب وصنيعة غربية، في مثل هذا النموذج يترك مسألة التغريب على المؤسّسات الرسمية في هذه الدولة كما هو حاصلٌ في السعوديّة والإمارات وغيرهما من الدول العربية والإسلامية.

وقد تلجأُ دولُ الاستكبار العالمي لطُرُقِ الغزو الفكري والثقافي حين يسبِقُ التغريبُ التبعيةَ ويمهِّدُ لها، وهذا الأُسلُـوب يأتي عندما يكونُ الحكامُ والحكوماتُ بعيدين عن السيطرة الغربية، وهنا يأتي دورُ المنظمات التي تتعمَّدُ إدخَالَ جوانبَ لا أخلاقية بعيدة عن تقاليد هذا المجتمع أَو ذاك، وتكثيف برامج الغزو الفكري والثقافي في كُـلّ وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، ناهيك عن الاستقطاب المباشر عن طريق المِنَحِ المجانية مستهِدفةِ بذلك المجتمع في ثقافته ونمط معيشته وتفكيره؛ فينشأ في هذه المجتمعات جيلٌ يعتبر كُـلّ ما هو تراثٌ تخلُّفاً وكلّ ما هو من العادات والتقاليد قيودًا للتحضُّر، تتغير بنيتُه الثقافية والفكرية فنسمعُ مصطلحات لم نعتَدْ سماعَها إلَّا من موظفي المنظمات الدولية؛ فتبدأ تتكوَّنُ في ذهنية الشباب نظرةُ احتقار لوطنه وتراثه وتقاليده في مقابل نظرةِ انبهار للغرب؛ فينسلخُ الجيل من انتمائه لوطنه ابتداءً، ثم ما يلبث أن يعزوَ كُـلَّ ما يعتبره تخلُّفاً في وطنه للدين وهذه المرحلة الأخطر.

تحتاجُ هذه الطريقة إلى فترةٍ زمنيةٍ أطولَ؛ لتحقيق جانبِ التغريب في أي مجتمع حتى يختلَّ من الداخل؛ فتتغير ملامحُ هذا الجيل، يتغيَّرُ في أُسلُـوب ونمط حياته وفي طريقة تعامُله وكلامه، وتتغيَّرُ اهتماماته؛ فتراه بعيدًا عن كُـلّ ما يهم الأُمَّةَ؛ فتحدث نتيجة ذلك فجوةٌ فكريةٌ وثقافيةٌ بين الحاكم والمحكومين؛ فتتهيَّأُ البيئةُ لخلق فوضى وصراعات؛ فتبدأ قوى الشر في تغذيتها؛ أملاً في تغيير الحاكم بآخر يكون ولاؤه للغرب أكثَرَ من ولائِه لوطنه وأمته ودينه، بحَيثُ تكونُ تبعيتُه الاقتصاديةُ والثقافيةُ والسياسيةُ للغرب، ومن ثَــمَّ يسهُلُ عليه تغريبُ شعبِه؛ ليتقمَّصَ حَالَةَ الغرب في كُـلّ مناحي حياته.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية النرويج للجزيرة: الحكومة في غزة يجب أن تكون فلسطينية بالكامل

قال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي لقناة الجزيرة إن ما تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية وقطاع غزة خطير جدا، مؤكدا أن الحرب المروعة في غزة لم تنته ووصف وقف إطلاق النار بالهش.

ووصف الوزير النروجي -في مقابلة مع الجزيرة على هامش النسخة الـ23 لمنتدى الدوحة 2025- الوضع في غزة بالصعب جدا، ولكنه قال إن هناك فرصة ليس فقط لإنهاء الحرب، بل لوضع الأسس من أجل التوصل إلى حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرا إلى أن كثيرا من دول العالم باتت اليوم تعترف بالدولة الفلسطينية.

ورأى أن الأمر الأكثر أهمية هو أن "تكون الحكومة المستقبلية في غزة فلسطينية بالكامل"، وأنه "على المدى البعيد يجب أن تكون جزءا من دولة فلسطينية مكونة من غزة والضفة الغربية والأجزاء المعنية من القدس".

وشدد على أهمية الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بموجب الخطة الأميركية، وقال في هذا الشأن "إما أن تستمر الحرب وإما أن نهتم بما يجري في غزة اهتماما بالغا"، مؤكدا على ضرورة الاستمرار في توصيل المساعدات الإنسانية وبسط الاستقرار في قطاع غزة.

ومن جهة أخرى، اعتبر الوزير النرويجي أن الوضع في الضفة الغربية صعب جدا ويزداد سوءا، حيث يقوم المستوطنون الإسرائيليون بالمزيد من الأعمال العدائية ضد الفلسطينيين، ويحدث ذلك بسبب غياب العقاب وأحيانا لأن السلطات الإسرائيلية تدعمهم.

وأضاف أن "النرويج لا تستثمر في أي شركة تصدر أسلحة لإسرائيل لاستخدامها في الضفة الغربية".

تغيير الطريق

وعن مسار أوسلو الذي كان للنرويج دور أساسي فيه، ذكر الوزير النرويجي أن ما كان صالحا في هذا المسار هو أن يكون هناك بدء في بناء مؤسسات فلسطينية وصولا إلى مرحلة تأسس فيها دولة فلسطينية تعترف بها كل الدول.

وفي السياق نفسه، أقر بأنه تم منح نوع من الفيتو لإسرائيل من خلال اتفاق أوسلو، لكنها وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو لم تكن مهتمة بالمفاوضات مع منظمة التحرير الفلسطينية، ولذلك تم وصف الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين بغير القانوني، وهو ما أكدته محكمة العدل الدولية.

إعلان

وأضاف وزير خارجية النرويج أن لا بديل عن حل الدولتين على المدى البعيد، وأن "تحقيق هذا الحل يكون بتغيير الطريق الذي نسير فيه"، وقال "لا يمكن أن نعطي فيتو لإسرائيل، ولذلك نحن مع إسبانيا وأيرلندا مضينا في الاعتراف بدولة فلسطين".

وفي موضوع حرب أوكرانيا، شدد الوزير النروجي على ضرورة أن "يكون الحل عادلا ويتماشى مع المبادئ الدولية المتعلقة بالسيادة وحق تقرير المصير، وأن يكون مستداما ومعقولا"، لذلك لا يمكن أن يكون هناك وقف لإطلاق النار هش، كما قال.

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الفلوس بتترمي وفّروها لحد ما يكون عندنا كورة بجد
  • هل تكون «الترامبية» نهجًا سياسيًّا؟!
  • 2025 مرشح لأن يكون من بين أكثر 3 أعوام حرارة في التاريخ
  • عندما يكون خطر الموت ثمنًا لدعم فلسطين
  • فاينانشيال تايمز: توني بلير لن يكون جزءًا من «مجلس السلام» لإدارة غزة
  • البحوث الإسلامية يستهلّ فعاليات أسبوع الدعوة الإسلامية الـ ١٥ بندوة عن «التغريب»
  • لوبوان: ترامب يخيّر أوروبا بين أن تكون مستعمرة أميركية أو الموت
  • وزير خارجية النرويج للجزيرة: الحكومة في غزة يجب أن تكون فلسطينية بالكامل
  • فضل بر الأم وكيف يكون البر في الإسلام؟
  • النرويج: الحوكمة في غزة يجب أن تكون فلسطينية