تباين كبير في آراء الأميركيين بشأن أجندة ترامب للاجئين
تاريخ النشر: 27th, November 2024 GMT
تباينت آراء الشعب الأميركي تجاه أجندة رئيسهم المنتخب دونالد ترامب بشأن عدد من القضايا، من بينها ترحيل ملايين المهاجرين غير النظاميين إلى خارج الولايات المتحدة.
وحول هذا الموضوع، كتب كبير المراسلين في صحيفة "واشنطن بوست" آرون بليك أن الشعب الأميركي لا يعرف -على ما يبدو- ما يريده حقا من الولاية الثانية للرئيس المنتخب دونالد ترامب.
ففي الوقت الذي لم يعد فيه برنامج إدارة ترامب الجديدة قائما على الافتراض أو الظن، تكشف استطلاعات الرأي عن مشاعر شعبية وأولويات متناقضة لدى الأميركيين، وفق المقال.
ومن الأمثلة على ذلك، استطلاع جديد أجرته مؤسسة سكريبس نيوز/إبسوس يُظهر ما كشفته أيضا استطلاعات سابقة أن تعهد ترامب بالترحيل الجماعي للمهاجرين غير النظاميين يحظى بشعبية نسبية. فقد أعرب 52% من الأميركيين تأييدهم للخطوة مقابل 43%، أي بفارق 9 نقاط.
وفي تعليقه على تلك النتيجة، يرى بليك في مقاله أن الاستطلاع أظهر جوانب أخرى "مثيرة للاهتمام" عندما طرح منظموه السؤال نفسه بعد إشارتهم إلى العواقب التي قد تنجم عن ترحيل المهاجرين غير النظاميين.
عملية الترحيل الجماعي قد تقلل من أعداد الأشخاص الذين يدفعون رسوما نظير الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي
ومن بين تلك العواقب أن عملية الترحيل الجماعي قد تقلل من أعداد الأشخاص الذين يدفعون رسوما نظير الرعاية الطبية والضمان الاجتماعي. واللافت للنظر أن هامش التأييد انخفض إلى نقطتين من 48% إلى 46%.
أما إذا كان للعملية تأثير سلبي على سوق العمل، فإن الآراء جاءت متساوية (47-47). لكن معارضة الجمهور الأميركي للعملية ازدادت فجأة بــ9 نقاط (43% مؤيدون مقابل 52% معارضون)، إذا أدى ترحيل المهاجرين إلى ارتفاع الأسعار.
وإذا أسفرت العملية عن تشتيت شمل العائلات، فإن التأييد لبرنامج ترامب انخفض بشكل كبير بمعدل 19 نقطة مئوية (38-57%).
ووفقا لكاتب المقال، فإن عملية الترحيل الجماعي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلاسل التوريد، ذلك أن 4 من كل 10 عمال زراعيين هم من المهاجرين غير المصرح لهم بالعمل، وفقا لوزارة الزراعة الأميركية.
كما أن نسبة كبيرة من الأشخاص الذين لا يحملون وثائق ثبوتية لديهم أطفال مواطنون، لأنهم ولدوا في الولايات المتحدة، حسب دراسة أجراها مركز بيو هذا العام.
ولفت بليك إلى أن ما يصل إلى 4.4 ملايين أميركي دون سن 18 عاما يعيشون مع أحد والديهم على الأقل ممن لم يكن يحمل وثيقة ثبوتية عام 2022. وقدر مركز بيو العدد الإجمالي للمهاجرين غير النظاميين بـ11 مليونا.
وقال إن هذه النتائج تعكس ما توصل إليه استطلاع للرأي أجرته كلية الحقوق بجامعة ماركيت في وقت سابق من هذا العام، إذ أظهر انخفاض التأييد لترحيل المهاجرين غير النظاميين بمقدار 16 نقطة مئوية عندما سئل المشاركون عن كيفية ترحيل من "عاشوا هنا لعدد من السنوات، ولديهم وظائف، وليس لديهم سجل جنائي".
وأضاف أن هذا التباين في الآراء أظهره استطلاع آخر -أجرته الأحد الماضي شبكة "سي بي إس نيوز" بالتعاون مع مؤسسة يوغوف- إذ كشف أن الأميركيين يؤيدون بهامش كبير (57 إلى 43%) البحث عن جميع المهاجرين غير النظاميين المقيمين في الولايات المتحدة وترحيلهم.
ولكن عندما سئلوا عما إذا كانوا يؤيدون استخدام الجيش لتنفيذ العملية، اعترض الأميركيون على ذلك بنسبة 60% مقابل 40%.
وذكر كاتب المقال أن استطلاع شبكة "سي بي إس نيوز" أظهر أيضا أن الأميركيين لديهم مشاعر متضاربة بشأن خطط ترامب لفرض رسوم جمركية كبيرة على الواردات.
وأوضح أن الأميركيين يعتقدون -بنسبة 59% إلى 18%- أن التعريفات الجمركية الجديدة ستزيد الأسعار، ومع ذلك يقولون إنهم يفضلون فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات (بنسبة 52% إلى 48%).
وفي تفسيره لهذه المفارقة، يقول بليك إن الأميركيين يعتقدون أنه رغم أن الرسوم الجمركية على الواردات سترفع الأسعار، فإن الأمر يستحق العناء، "لأن فرضها قد ينعش الصناعة الوطنية ويحمي العمال الأميركيين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات المهاجرین غیر النظامیین
إقرأ أيضاً:
ترامب يتحدث عن اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة
نقلت وكالة رويترز فجر اليوم السبت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله إنه يعتقد أن حماس وإسرائيل تريدان الخروج من الفوضى، بعدما أكد قبل ذلك الاقتراب من التوصل إلى اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأعلن ترامب من مكتبه في البيت الأبيض مساء أمس الجمعة أن "حماس وإسرائيل قريبتان جدا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وسنخبركم بذلك خلال اليوم أو ربما غدا، لدينا فرصة لذلك".
وأمس، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة.
وقالت حماس في بيان "نجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بشأن مقترح وقف إطلاق النار الذي تسلمناه مؤخرا من ويتكوف عبر الوسطاء (مصر وقطر)".
بالمقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان مساء أمس الجمعة إن على حماس أن تختار الآن إما الموافقة على مضمون اتفاق ويتكوف للإفراج عن المحتجزين وإما أن يتم القضاء عليها.
كما نقلت القناة الـ12 الإسرائيلية عن رئيس الأركان إيال زامير أمس قوله إنه "إذا كانت هناك صفقة فإنه يجب وقف الحرب لإبرامها حتى لو كانت جزئية، وإن إسرائيل لن تنجر إلى حرب إلى ما لا نهاية".
إعلانوكانت الحكومة الإسرائيلية وافقت أول أمس الخميس على مقترح ويتكوف بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة، ووصفته وسائل إعلام إسرائيلية بأنه الأكثر انحيازا إلى إسرائيل من المقترحات السابقة.
مقترح ويتكوف
وحصلت الجزيرة نت أول أمس الخميس على معلومات عن المقترح الأميركي الجديد، وأبرز ما فيه وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ويضمن ترامب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
كما يتضمن المقترح إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء وجثث 18 أسيرا، من قائمة "الـ58 محتجزا" المقرر إطلاقهم في اليومين الأول والسابع.
وسيتم إطلاق نصف الأسرى الأحياء وجثث المتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي من المحتجزين (5 أحياء و9 متوفين) فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.
ومقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير/كانون الثاني 2025 بشأن تبادل الأسرى ستفرج إسرائيل عن 180 أسيرا محكوما عليه بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومقابل تسليم رفات 18 محتجزا إسرائيليا ستفرج إسرائيل عن 180 غزيا متوفى.
ويتضمن المقترح أيضا وقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية الهجومية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ.
كما سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف النار، وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
وفي اليوم الأول لتطبيق الاتفاق -وفق ما رشح عن المقترح- ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف دائم لإطلاق النار في غزة.
إعلان