تسلم اللواء عماد كدواني محافظ المنيا درع وزارة الثقافة تكريما له وتقديرا لجهوده في دعم الثقافة والأدب واستضافة فعاليات الدورة السادسة والثلاثين لمؤتمر أدباء مصر التى اختتمت اليوم الأربعاء على مسرح محافظة المنيا بحضور اللواء ا.ح ياسر عبد العزيز السكرتير العام للمحافظة والكاتب محمد عبد الحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة والدكتور مسعود شومان رئيس الإدارة المركزية للشئون الثقافية بالهيئة والشاعر ياسر خليل الأمين العام للمؤتمر.

من جانبه، أعرب الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف عن سعادته بالمشاركة في فعاليات المؤتمر بمحافظة المنيا، وقدم الشكر للواء كدواني على استضافة ودعم المؤتمر. كما أعلن عن خطة شاملة للنهوض بالأنشطة الثقافية بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد وفرع ثقافة المنيا، تفعيلا لدور المنيا كعاصمة للثقافة المصرية لعام 2025.

وأصدر المؤتمر في جلسته الختامية التي عقدت على مسرح المحافظة مجموعة من التوصيات منها: • تثمين قرارات الحكومة المصرية المتعلقة بدعم الثقافة والفنون.

والتأكيد على استمرار رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني.

• إعادة نشر كتاب المؤتمر وطرحه في معرض القاهرة الدولي للكتاب.
• جمع وتوثيق حكايات المحاربين القدامى والأغاني الشعبية المرتبطة بها.
• الإسراع في الانتهاء من أعمال قصر ثقافة المنيا لتفعيل دوره في الحياة الثقافية.
• استكمال إنشاء المتحف القومي بمحافظة المنيا.
• الاعتناء باستراحة الدكتور طه حسين كرمز ثقافي وتاريخي.
• الانتهاء من قصر ثقافة المنيا الجديدة وقصر ثقافة أبوقرقاص لتعزيز البنية التحتية الثقافية بالمحافظة.

واختتم المؤتمر بتأكيد المشاركين على أهمية استمرار التعاون بين الجهات الثقافية والمحافظة، لتقديم مزيد من الفعاليات والأنشطة التي تدعم الحراك الثقافي في المنيا وتعزز دورها كمنارة للثقافة في صعيد مصر.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: المنيا اخبار المنيا اخبار محافظة المنيا المنيا اليوم أخبار المنيا اليوم محافظة المنيا اليوم

إقرأ أيضاً:

إبادة الثقافة، ثقافة الإبادة

هذا هو ما يفكر به أي اللص، حين يستولي على بيت ليس له، يقف صاحب البيت الأصلي أمام بيته المسروق، يراه السارق الذي لا ينام من النافذة، يطلق عليه النار، يبتعد صاحب البيت متفاديا الرصاصة، التي تنجح في إصابته بالكتف، لكنه يعود بعد دقائق ليقف أمام النافذة، فيلقي عليه السارق قنبلة، تفتت يده، يتراجع صاحب البيت ويده معلقة بخيط لحمي، يعود بعد نصف ساعة مع أبنائه وأشقائه، وأبناء أشقائه، يدخلون إلى الحديقة ليلقطوا شجرات الزيتون التي زرعها أجدادهم قبل آلاف السنين، يجن جنون السارق، يخرج مع أولاده وأحفاده، يفاجأ صاحب البيت وأهله بدبابة تخرج من غرفة نوم السارق، فوهتها كانت مصوبة نحو عائلة صاحب البيت، القذيفة التي أطلقت، قتلت صاحب البيت وعددا من الأحفاد وشقيق، وعشرين شجرة زيتون، ثمة أحفاد استطاعوا الهرب بعد إصابات طفيفة.

عاد اللص وأهله إلى البيت المسروق، أقفل الباب بإحكام، خبأ دبابته في خزانة الملابس نام بعمق، لكن أحد أبنائه بقي يقظا حسب اتفاق المناوبة على الحراسة، يراقب ويترصد أي صوت خارج البيت، سمع صوت نقر ملح، أزاح الستارة، فتح النافذة ونظر: كانت هناك حمامة تنقر زجاج النافذة، أيقظ أباه: أبي أبي، ماذا أفعل بحمامة تنقر زجاج نافذتنا؟.

ارم لها حبوبا، ثم اقبض عليها واخنقها فورا فهي من حمامات صاحب البيت، التي رباها في زاوية الحديقة.

وهكذا فعل الابن، سقطت الحمامة على الأرض، حملها فيما بعد أحد الأحفاد الناجين من قذيفة الدبابة.

الليلة اللاحقة، أيقظ أحد أحفاد اللص وقد كانت مناوبته: أبي أبي، ثمة فراشة تخبط بجناحيها، زجاج النافذة، جحظ اللص عينيه، وهمس يا الله حتى الفراشات؟؟. حاول أن تمسكها يا بني، وحين تمسكها اسحقّها، حتى تختفي من بين يديك.

تعب اللص من الطرق التقليدية في صد عودة العرب إلى بيتهم، ففكر حفيده زئيف جابتونسكي بحل سحري: يا جدي، صاحب البيت لن ييأس ولا يتوقف عن التفكير باسترجاع البيت، لو كنت محله لفعلت ذلك، الحل هو: نقطع عنهم الأمل، نشوه أرواحهم، نقصف مسارحهم، ومخطوطاتهم، ندمر مدارسهم وأرشيفهم، ونهشم آلاتهم الموسيقية، ونقلب ملاعبهم الرياضية رأسا على عقب، نحطم مكتباتهم ولوحاتهم ونسحق أدبهم ومؤسساتهم الثقافية ونذبح صلتهم بماضيهم وتاريخهم، سترى كيف سينشغلون بلقمة العيش، وكيف سيرتعبون منا، ويفضلون السلامة الشخصية، على رفض وجودنا في بيتهم، حضن اللص حفيده، الذي سيصبح فيما بعد قائدا صهيونيا شهيرا، وبدأ بوضع خطة لتنفيذ نظريته.

تسلل هو وأشقاؤه إلى مكتبة بيت صاحب البيت المسروق، الذي سكن في شقة مستأجرة قرب بيته القديم، اقتحموا البيت من النافذة، احرقوا المكتبة ولوحات فن تشكيلي وهشموا الآلات الموسيقية.

كبر الحفيد الصهيوني صار جنرالا للخراب، أعجب به الكثيرون، من وحوش القتل، عينوه قائدا لمعركة إبادة غزة.

على جبهة غزة يقود الآن زئيف جابوتنسكي حرب إبادة تماما حسب خطته، التي تتلخص بأنه يرى أن العرب لن يقبلوا قيام دولة يهودية طوعًا، لأن أي شعب يرفض أن تُنتزع منه أرضه. لذلك اعتبر أن الحل الوحيد لنجاح المشروع الصهيوني هو بناء "جدار حديدي" من القوة العسكرية والسياسية يجعل العرب يقتنعون بأن المقاومة غير مجدية. عندها فقط -بعد أن يفقدوا الأمل في تغيير الواقع بالقوة.

خطب الحفيد المتوحش أمام كبار ضباط جيش الكيان: وضعت أمامكم قائمة أهداف، مهمة، لا علاقة لها بالبيوت، لقد دمرنا آلاف البيوت للأعداء لكن هذا لن يجبرهم على الخنوع، أمامنا 260 هدفا: مساجد وكنائس أثرية قديمة وجامعات ومكتبات ومتاحف ومسارح وجداريات وقلاع ومؤسسات ثقافية.

تدمير هذا الجانب من حياتهم، سيحولهم إلى كائنات بلا معنى، تبكي وتتذكر وتقف على بقايا إنجازاتهم، دون أن تجرؤ على المقاومة، سنسمح لهم بالبكاء، والتذكر لكننا لن نسمح لهم بمقاومة وجودنا عمليا، سأكون صريحا معكم، نحن نشتري الوقت، لا ضمانة لنجاح خطة الجدار الحديدي، التي ابتكرتها أنا، لأنني أعرف بصفتي شاعرا بخيال واسع، أن العرب سيحاولون استرداد مصادر قوتهم، من أجل هذا الفهم أقول لكم: لا تتوقفوا عن تخويفهم وقتلهم واعتقالهم وإرباك حياتهم.

الملل أو التراخي يعني بداية هزيمة لنا، وستنهض مخطوطاتهم من جديد من رماد حريقنا، حين أسمع كلمة مخطوطة في مركز أرشيف فلسطيني يجن جنوني، لذلك أمرت طائراتنا بقصف كل مراكز الأرشيف في غزة: أرشيف مكتبة بلدية غزة،

مكتبة جامعة الأزهر، أرشيف مركز رشاد الشوا الثقافي، أرشيف مكتبة الجامعة الإسلامية، الأرشيف المركزي لغزة، أبدنا سجلات ورسائل ووثائق عمرها 150 عاما، أرشيف مكتبة الجامع العمري، انهينا حياة مخطوطات عمرها 700 سنة، مكتبة مركز الملتقى الثقافي، مكتبة دير اللاتين، تم تدمير 85 مدرسة تدميرا شاملا، مع مئات المدارس التي قصفنا مكتباتها وآلاتها الموسيقية وملاعبها الرياضية، وأربعة وعشرين مركزا ثقافيا وقاعات مسارح، وقصور قديمة تحولت لمؤسسات ثقافية مثل قصر بيت السقا، وبيت الغصين وهو مركز ثقافي في غزة القديمة، ومتحف قصر الباشا، ومتحف دير البلح ومتحف القرارة في خان يونس. بقصف هذه المراكز وتفتيت المخطوطات وإفناء الآثار، نستطيع أن نعزز سرديتنا أمام سرديتهم المدمرة، الآن هم هائمون على وجوههم، تشويهم شمس أغسطس في خيامهم، وتعصف بهم رياح سبتمبر الباردة، لنبقيهم في الخيمة، يعانون ويموتون، لن تسمع -فيما يتكلمون به- كلمة مخطوطة، أو آثارا أو مركزا أو قصرا أو مسرحا، أو موسيقى، أو رقصا، أو مدرسة أو كتابا أو مكتبة، أو ذاكرة او قصص تراث، فقط سنسمع: خبزا، فولا، خيمة، بطاطا، وماءءءءءءءءءءء...

بعد سنتين من الإبادة استغرب جنود زئيف جابوتنسكي، من الملامح المعتمة والمرعوبة في وجهه، حين تقدم منهم بوهن ليخبرهم أن ثمة خبرا سيئا، وقاتلا لنا.

قال: وصلنا خبر مؤكد قبل قليل بأن الهائمين على وجوههم الراكضين بيأس تحت طائرات الطرود، وسكان الخيام الأجلاف بدؤوا بقيادة شخص اسمه عبد اللطيف هاشم مدير عام دائرة المخطوطات والآثار في وزارة أوقافهم، بترميم آلاف المخطوطات التي تضررت بشكل جزئي، وأن العشرات من الغزيين والغزيّات من سكان الخيام يتطوعون الآن، في عملية البحث عن المخطوطات تحت الأنقاض وترميمها.

لكننا منذ سنتين وحتى الآن دمرنا علاقتهم مع سرديتهم، وشوهنا إنسانيتهم، وعزلناهم عن ذاكرتهم، وقتلنا أملهم في النهوض، وجربنا معهم نظرية الجدار الحديدي التي ابتكرتها أنت يا سيدي؟ ماذا نفعل الآن.؟ ما الحل.؟ قال جندي.

لم يجب القائد. غادر سريعا وسط ذهول الجنود.

مقالات مشابهة

  • بعد غدٍ.. فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان المنيا الدولي للمسرح
  • إبادة الثقافة، ثقافة الإبادة
  • علامة تجارية خاصة مستمدة من المصرية القديمة.. كيف طورت الهيئة قصر ثقافة الغردقة؟
  • رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة يتحدث عن أهمية افتتاح قصر ثقافة الغردقة
  • أضخم منصة عالمية للاحتفاء بالحرف اليدوية.. «الثقافية» تمثل السعودية بمعرض أرتيجانو آن فييرا
  • "صحة المنيا" تشارك في مؤتمر جامعة دراية لمبادرة "وعي وحماية"
  • "كل استغاثة نتلقاها تُعامل بكل جدية".. توجيهات فورية لمحافظ أسوان بنقل فتاة مريضة نفسياً إلى مستشفى التكامل
  • برلماني: توظيف التكنولوجيا في الثقافة خطوة ذكية لتعزيز السياحة الثقافية
  • نور.. تطبيق ذكي لأول مرة في افتتاح قصر ثقافة الغردقة
  • اللواء خالد اللبان يُعلن تدشين قصر ثقافة الغردقة: ليس مجرد مبنى