وصفت منظمة الصحة العالمية، الخميس، الوضع على الأرض في قطاع غزة، ولا سيما شطره الشمالي، بأنه "كارثي" محذرة من أنه يعاني من نقص حاد في الأدوية والأغذية والوقود والمأوى، مطالبة إسرائيل بالسماح بدخول مزيد من المساعدات إليه وتسهيل العمليات الإنسانية فيه.

وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إنّه عندما شنت إسرائيل حربها على قطاع غزة قبل أكثر من عام، لجأ تقريبا جميع الذين نزحوا بسبب النزاع إلى مبان عامة أو أقاموا لدى أقارب لهم.

وأضاف أن 90% منهم يعيشون الآن في خيام.

وحذر غيبريسوس، في مؤتمر صحفي بمقرّ المنظمة في جنيف، بأنّ "هذا الأمر يجعلهم عرضة لأمراض الجهاز التنفّسي وغيرها، في حين يتوقّع أن يؤدّي الطقس البارد والأمطار والفيضانات إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية".

وقال غيبريسوس إنّ الوضع مروّع بشكل خاص في شمال غزة حيث بدأ الجيش الإسرائيلي عملية واسعة مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وكان تقرير أُعدّ بدعم من الأمم المتّحدة حذّر في وقت سابق من هذا الشهر من أن شبح المجاعة يخيّم على شمال قطاع غزة حيث اشتدّ القصف والمعارك وتوقف وصول المساعدات الغذائية بصورة تامة تقريبا.

وقام فريق من منظمة الصحة العالمية وشركائها هذا الأسبوع بزيارة إلى شمال قطاع غزة استمرّت 3 أيام وجال خلالها على أكثر من 12 مرفقا صحيا.

وقال غيبريسوس إن الفريق رأى "عددا كبيرا من مرضى الصدمات وعددا متزايدا من المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى العلاج"، مؤكدا أن "هناك نقصا حادّا في الأدوية الأساسية".

ولفت المدير العام إلى أنّ منظمته "تفعل كلّ ما في وسعها -كلّ ما تسمح لنا إسرائيل بفعله- لتقديم الخدمات الصحية والإمدادات".

من جهته، قال ريك بيبركورن، ممثّل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية، للصحفيين، إنّه من أصل 22 مهمّة إلى شمال قطاع غزة قدّمت طلبات بشأنها في أكتوبر/تشرين الأول، تمّ تسهيل 9 مهام فقط.

وأضاف أنّه من المقرّر أن تجري السبت المقبل مهمّة إلى المستشفيين الوحيدين اللذين ما زالا يعملان "بالحد الأدنى" في شمال قطاع غزة وهما مستشفى كمال عدوان ومستشفى العودة، معربا عن أمله في ألا تتم عرقلة هذه المهمة.

وقال بيبركورن إنّ هذين المستشفيين "بحاجة إلى كل شيء"، ويعانيان بالخصوص من نقص شديد في الوقود، محذرا من أنّه "دون وقود لا توجد عمليات إنسانية على الإطلاق".

وفي الجانب الإيجابي، قال بيبركورن إنّ منظمة الصحة العالمية سهّلت هذا الأسبوع إخلاء 17 مريضا من قطاع غزة إلى الأردن، يفترض أن يتوجه 12 منهم إلى الولايات المتحدة لتلقي العلاج.

وأوضح أنّ هؤلاء المرضى هم من بين نحو 300 مريض تمكنوا من مغادرة القطاع منذ أن أغلقت إسرائيل معبر رفح الحدودي الرئيسي في مطلع مايو/أيار.

لكنّ حوالى 12 ألف مريض ما زالوا ينتظرون في القطاع إجلاءهم لأسباب طبية، وفقا لبيبركورن الذي طالب بتوفير ممرات آمنة لإخراج المرضى من القطاع، مشددا على أنه إذا ظل الوضع على ما هو عليه، فسوف تكون المنظمة مشغولة "طيلة السنوات العشر المقبلة".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات منظمة الصحة العالمیة شمال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

الصحة العالمية: تراجع اعداد المدخنين 19.5% عالميا

رغم تراجع أعداد المدخنين مقارنة بما كانت عليه قبل 15 عاماً، لا يزال واحد من كل خمسة بالغين حول العالم مدمناً على التبغ، وفق أحدث تقرير لمنظمة الصحة العالمية حول اتجاهات التدخين في الفترة بين 2010 و2024، والذي خلص إلى أن الوباء لا يزال قائماً.
انخفضت نسبة مستخدمي التبغ عالمياً من 26.2% عام 2010 إلى 19.5% في ٢٠٢٤، وتتوقع المنظمة استمرار هذا التراجع. ورغم ذلك، يؤكد التقرير أن العالم لا يزال بعيداً عن تحقيق الهدف المحدد لعام 2025، إذ ما زالت هناك 50 مليون حالة استخدام للتبغ والنیکوتين، تعني بالمقابل 50 مليون حياة على المحك.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أهمية ما تحقق حتى الآن، لكنه حذر من منتجات جديدة صنعتها شركات التبغ للإبقاء على المستهلكين، خاصة بين الشباب، داعياً الحكومات إلى الإسراع في اتخاذ إجراءات رقابية أكثر فعالية.
التقرير تضمن لأول مرة تقديرات عالمية لاستخدام السجائر الإلكترونية بين البالغين والمراهقين، إذ تجاوز عدد مستعمليها 100 مليون شخص، بينهم 15 مليون مراهق تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة. معدلات استخدام السجائر الإلكترونية بين المراهقين تصل في بعض الدول إلى تسعة أضعاف المعدل بين البالغين. وتدعو منظمة الصحة العالمية الحكومات إلى سد الثغرات التنظيمية التي تستغلها الشركات لاستهداف الجيل الجديد.
يحذر مسؤولون في المنظمة من أن السجائر الإلكترونية تغذي موجة جديدة من الإدمان على النيكوتين، ما يهدد بنسف عقود من التقدم في مكافحة التدخين. ويصل استخدام التبغ بين المراهقين إلى 10% عالمياً.
سجلت منطقة جنوب شرق آسيا التقدم الأكبر بتراجع نسبة المدخنين من 70% عام 2000 إلى 37% عام 2024 بين الرجال، بينما أصبحت أوروبا الأعلى عالمياً بنسبة 24.1%، في حين تتمتع أفريقيا بأقل نسبة انتشار.
ورغم التوقعات بمواصلة التراجع حتى عام 2030، تؤكد المنظمة ضرورة تسريع وتيرة مكافحة التبغ لأن نحو 20% من البالغين لازالوا يستخدمون منتجات التبغ أو النيكوتين.
 

مقالات مشابهة

  • بضغطة زر.. كيف سخرت إسرائيل الذكاء الاصطناعي لقتل المدنيين بغزة؟
  • الإعلامي الحكومي بغزة: السابع من أكتوبر لحظة فاصلة أعادت البوصلة العالمية نحو فلسطين
  • “الصحة بغزة” : نداءات عاجلة لانقاذ منظومة الصحية بعد عامين من جريمة الابادة
  • إعلام عبري: إطلاق صاروخ من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف
  • نتنياهو: نهاية الحرب بغزة قريبة وإسرائيل حطمت حماس لكن لم تهزمها
  • الحرب تؤزّم الوضع النفسي للفلسطينيين بالصفة الغربية
  • الصحة العالمية: تراجع اعداد المدخنين 19.5% عالميا
  • بوتين ونتنياهو يناقشان تطورات الأحداث في الشرق الأوسط
  • عوض يدشن اختبارات الفصل الدراسي الأول للمرحلتين الأساسية والثانوية في صعدة
  • بصل يحذر من تفاقم الأزمة الإنسانية بغزة نتيجة النقص الحاد في الإمدادات الأساسية