تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال الدكتور محمد محسن أبو النور، خبير الشؤون الإيرانية، إنه من المؤكد أن إيران تسعى إلى إيجاد صيغة ما مع الأوروبيين لحل أزمة الملف النووي الإيراني، من خلال  المباحثات الإيرانية المعقودة اليوم (الجمعة)، بعد أن طرحت الدولة الأوروبية بدعم من الولايات المتحدة مشروع قرار يتنقد إيران أمام مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتم التصديق عليه أمس.

وأضاف أبو «النور» خلال مداخلة بقناة «القاهرة الإخبارية»، أن إيران تحاول في مباحثها مع المجموعة الأوروبية للتوصل إلى صيغة، تمكن الجميع من العودة خطوة إلى الوراء، وتمكن أوروبا من سحب القرار الذي انتقد إيران في مجلس محافظي الوكالة الدولية ، وتُمكن الجانب الإيراني من التراجع عن الرد التصعيدي على القرار، الذي تمثل في بدأ تشغيل أجهزة الطرد المركزي في المفاعلات النووية.

وأكد الخبير في الشؤون الإيراني، أن بدء إيران تشغيل أجهزة الطرد المركزي، خطوة إجرائية كبيرة جدًا وتصعيدًا ليس له مثيل من قبل إيران ضد الأوروبيين.

وأوضح، أن البرنامج النووي الإيراني بالنسبة للأوروبيين مختلفًا عن الولايات المتحدة، إذ أنه بالنسبة لواشنطن ملف يتعلق بالأمور الجيوستراتيجية، بينما للأوروبيين ملف يتعلق بمنع الانتشار النووي أي ملف «فني بحط»، لذلك القارة العجوز تريد من إيران بأن لا تصعد معها فيما يتعلق بالإجراءات النووية، لأن ذلك ينسف تمامًا كل الإجراءات الأوروبية التي فعلتها «الترويكة الأوروبية» في اتفاق 2015، وينسف كل جهود التسوية مع طهران فيما يتعلق بالرقابة على المنشآت النووية، وما يتعلق بمنع انتشار الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، لأن ذلك سوف يجر على الأوروبيين مشاكل لا حصر لها، منها اشتداد حدة سباق التسلح في المنطقة وأيضًا المشاكل التي ستتعلق بالدور الإيراني في الإقليم.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة فيما يخص الملف النووي الإيراني، أقدمت على سياسات غير متوقعة خلال ولاية جو بايدن، إذ أنها دعمت الإجراء العقابي الأوروبية على طهران في مركز محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية على غرار ولاية دونالد ترامب الأولى، لذلك من الواضح أن ترامب سيوقع أوامر تنفيذية عقابية ضد إيران في اليوم الأول من توليه ولايته الثانية في الـ 20 من يناير، وسيسر في مسارين مزدوجين، حيث سيزيد العقوبات على إيران، وفي نفس الوقت سيبحث عن طريق للتفاوض معها.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الانتشار النووي التصديق الدولية للطاقة الذرية الشؤون الإيرانية المجموعة الأوروبية الوكالة الدولية للطاقة الذرية دونالد ترامب وكالة الدولية للطاقة الذرية

إقرأ أيضاً:

ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون

طهران- عقب تأكيد مستشار المرشد الإيراني الأعلى للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن بلاده ستمنع إنشاء الممر الأميركي في القوقاز "سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها"، أثارت تصريحات الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان حول "مراعاة جميع مطالب إيران بشأن الممر" علامة استفهام عن سبب التناقض في المواقف الإيرانية.

وبعد مرور نحو شهرين على اعتراف ولايتي بأن طهران "أفشلت مشروع إقامة ممر زنغزور لربط أذربيجان بنخجوان عبر الأراضي الأرمينية"، جدد موقف بلاده من الممر الذي اعتبره "تهديدا لأمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية".

مؤكدا -في مقابلة مع وكالة "تسنيم" الإيرانية- أن هذا الممر لن يتحول إلى طريق يملكه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بل سيكون "مقبرة لمرتزقته" علی حد تعبيره.

وبعد يوم من تصريحات ولايتي، قال الرئيس الإيراني بزشكيان إنه تمت مراعاة جميع مطالب إيران بشأن ممر زنغزور بما في ذلك وحدة الأراضي وعدم إغلاق الطريق نحو أوروبا، مضيفا في حديث للصحفيين أن موضوع ممر زنغزور "ليس كما تم تضخيمه في الأخبار، فجميع الأطراف راعت مطالب إيران بشأنه، وقلقنا الوحيد هو أن شركة أميركية تريد إنشاء هذا الممر".

ممر زنغزور التابع لأرمينيا يفصل بين أراضي أذربيجان ومقاطعة نخجوان الأذرية المتمتعة بالحكم الذاتي (الجزيرة)تزامن مشبوه

وفور الإعلان عن توقيع أذربيجان وأرمينيا اتفاق سلام برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، توقفت الأوساط الإيرانية أمام تزامن انعقاد القمة الأذربيجانية والأرمينية والأميركية وإقرار الحكومة الإسرائيلية احتلال كامل قطاع غزة وكذلك مصادقة الحكومة اللبنانية على نزع سلاح حزب الله، وتداعيات تلك الإجراءات على أمن الشرق الأوسط القوقاز والمصالح الإيرانية فيهما.

في غضون ذلك، كتبت صحيفة "جمهوري إسلامي" المعتدلة أنه "ليس من الصدفة أن تتزامن 3 إجراءات في منطقتي الشرق الأوسط والقوقاز -في يوم واحد- تصب كلها في صالح الولايات المتحدة وكيان الاحتلال، وأن هذه الأحداث الثلاثة من تدبير المخططين الأميركيين والصهاينة، وجميعها تمثل ضررا لشعوب المنطقة وخيانة للمسلمين".

إعلان

من ناحيته، يعتقد الرئيس الأسبق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه أنه تم تهميش مطالب إيران وملاحظاتها بشأن ممر زنغزور في اتفاق السلام بين باكو ويريفان.

أرمينيا وأذربيجان توقعان في واشنطن اتفاقية سلام بوساطة أمريكية، تنهي ٣٥ عاما من القتال بين البلدين | تقرير: ناصر الحسيني#الأخبار pic.twitter.com/Jyyf2mDHOj

— قناة الجزيرة (@AJArabic) August 9, 2025

تحد استعماري

وفي حديث للجزيرة نت، يضيف فلاحت بيشه أن ممر زنغزور الذي تحول اسمه إلى طريق ترامب من شأنه أن يكون تحديا استعماريا مستمرا في حال عدم معالجة اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا مخاوف وقضايا مهمة منها موضوع الحدود البرية بين إيران وأرمينيا، والجغرافيا السياسية للمنطقة، وكذلك الحضور الأميركي في القوقاز الجنوبي.

وفي ظل التوتر المتواصل بين واشنطن وطهران، فإن الحضور الأميركي بالقرب من الحدود الإيرانية من شأنه أن يتحول إلى تحد حقيقي واستعماري، وفق النائب السابق بالبرلمان الإيراني الذي يعتبر دور روسيا في هذه القضية موضع تساؤل، مما يرجح أن تضحي موسكو بالمصالح الإيرانية لصالح أولوياتها الإستراتيجية مثل حرب أوكرانيا.

وخلص فلاحت بيشه إلى أن الحدود المشتركة بين إيران وأرمينيا تمثل طريقا فريدا للجمهورية الإسلامية نحو أوروبا، مما يجعل من قطع هذه الحدود جراء مد طريق ترامب انتهاكا لميثاق الأمم المتحدة وقد يثير ذلك ردود فعل قوية من جانب إيران كونه سيفسر بطهران انتهاكا لوحدة الأراضي الوطنية.

تفادي التصعيد

من ناحيته، يلمس الباحث السياسي حميد آصفي -في حديثه للجزيرة نت- تناقضا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين حيال ما يمسى طريق ترامب. إذ تهدد شريحة بإفشاله بينما ترى الأوساط الحكومية أن الاتفاق بين باكو ويريفان يراعي جميع مطالب طهران، واصفا الحديث الرسمي عن استمرار المحادثات في منطقة القوقاز "مؤشرا على عدم حسم القضايا العالقة بالنسبة لطهران".

ورأى آصفي أن الرعاية الأميركية لممر زنغزور تأتي في سياق المخطط الرامي إلى تهميش إيران من شبكة الممرات الدولية، مضيفا أن طهران فشلت في استثمار هذا الممر الإستراتيجي والذي كان يمكن أن يربطها بأسواق أوروبا والقوقاز وشرق آسيا.

وختم بالقول إن تصريحات الحكومة حول مراعاة اتفاق القوقاز جميع المطالب الإيرانية "دبلوماسية ترمي لتفادي المزيد من التوتر لا سيما مع الجانب الأميركي"، مؤكدا أن التقديرات الإيرانية الرسمية ترجح اندلاع حرب خلال المرحلة المقبلة مع إسرائيل وأنها لا تريد تشتيت طاقاتها على حدودها الشمالية الغربية.

بزشكيان قال إنه تمت مراعاة جميع مطالب إيران بشأن الممر (رويترز)تناقض المواقف

من جانبه، يرجع الباحث السياسي صلاح الدين خديو التناقض في المواقف الإيرانية حيال طريق ترامب جنوبي القوقاز إلى التحوّل الطارئ في سياستها الخارجية، موضحا أن تصريحات ولايتي نابعة من موقف طهران الثابت إزاء أي حضور غربي على تخوم حدودها بما يهدد مصالحها وأمنها القومي، في حين أن موقف الحكومة ينم عن تنسيق دبلوماسي بين طهران ويريفان.

إعلان

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى الباحث الإيراني أن اتفاق السلام في القوقاز يعارض الطموحات التركية المطالبة بالأساس بسيطرة كاملة للجانب الأذربيجاني على ممر زنغزور، معتبرا السياسة الأرمينية بإشراك الجانب الأميركي -اقتصاديا- في الممر الجديد تأتي لاحتواء تلك الطموح، وأنه يرجح أن يكون التنسيق الأمني بين يريفان وطهران يمضي على قدم وساق.

ورأى خديو أن أوراق الحكومة الإيرانية لمنع إنشاء طريق ترامب "محدودة" في التوقيت الراهن، مما يحثها على التركيز على النصف الممتلئ من الكأس وغض البصر عن الجوانب الغامضة في الملف، مع تفعيل دبلوماسيتها للمساهمة الاقتصادية في المشروع من خلال المشاركة في الشركة متعددة الأطراف التي ستقوم بعمليات إنشاء طريق ترامب، مستبعدا أن تقوم طهران بعملية عسكرية لمنع إنشاء الممر.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الإيراني وجروسي العودة إلى مفاوضات البرنامج النووي
  • عاجل. الترويكا الأوروبية تهدد بفرض عقوبات على إيران إذا لم تعد للمفاوضات النووية قبل نهاية أغسطس
  • نائب إيراني يهدد بانسحاب طهران من معاهدة الأسلحة النووية
  • إيران مستعدة للتفاوض على برنامجها النووي مقابل شرط
  • خطوة في طريق مسدود.. قراءة إيرانية في زيارة وفد الطاقة الذرية لطهران
  • على خط النار والمفاوضات.. أبعاد التحرك الإيراني نحو العراق ولبنان
  • ما سبب التناقض الإيراني حيال ممر ترامب؟ خبراء يجيبون
  • غياب الثقة في واشنطن مستمر.. إيران ترحب بتقليص أنشطتها النووية مقابل رفع العقوبات
  • أكدت أن النووي «حق أصيل».. إيران: التفاوض مع واشنطن ليس تراجعاً
  • لا تتضمن برنامج تفتيش... عراقجي يعلق على زيارة نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران