الجزيرة:
2025-10-08@01:43:41 GMT

هل يمكن إعادة إحياء منظومة القضاء الإسلامي؟

تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT

هل يمكن إعادة إحياء منظومة القضاء الإسلامي؟

يجمع ضيوف برنامج "موازين " على أن الحضارة الإسلامية قدمت تجربة قضائية فريدة، يفتقدها العالم الإسلامي اليوم، فقد تميز القضاء في ذلك العصر بالاستقلالية، والقضاة بالعلم والنزاهة والقوة في تنفيذ القانون.. فهل يمكن إحياء هذه التجربة؟

وبحسب عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء الليبية الدكتور عبد الرحمن قدوع، فقد كان القضاء في الصدر الأول من الإسلام من اختصاص الخليفة، ولكنه ينيب غيره في تولي هذا الأمر، واعتبر الفقهاء وقتها أن مسألة تدخل ولي الأمر في عمل القاضي أو التأثير عليه هي "معصية"، وينبغي على القاضي أن لا يخضع للسلطة الحاكمة ويستقيل إذا تعرض لضغوط.

والتشديد على عدم تدخل ولي الأمر في عمل القضاة يعد بمثابة إقرار بمسألة الفصل بين القضاء والسلطتين التشريعية والتنفيذية، كما يوضح الدكتور قدوع.

وركز الباحث في قضايا الفقه والمؤرخ القضائي الدكتور إبراهيم الدويري على معايير اختيار القضاة في الدولة الإسلامية، مبرزا أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرسل علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى اليمن قاضيا دعا أن يشرح الله صدره، وكان علي عالما قويا وتقيا، وهي أهم المعايير التي كان يختار على أساسها القضاة في صدر السلام.

وعندما تولى أبو بكر الصديق رضي الله عنه الخلافة، قال: لا بد لي من أعوان، فرد عليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه قائلا: "أنا أكفيك القضاء وأبو عبيدة يكفيك بيت المال".

وحين توسعت الفتوحات الإسلامية، اختار عمر بن الخطاب رضي الله عنه قضاة تتوفر فيهم معايير العلم والورع والقوة في تنفيذ الحق.

ووفق الدويري، فقد راعى النظام القضائي في الإسلام حقوق الأقليات الدينية والمذهبية.

وفي مداخلته -ضمن حلقة (2023/8/16) من برنامج "موازين"- أوضح الدكتور مصطفى داداش، النائب السابق لرئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية في تركيا، أن استقلالية القضاء كانت مكفولة في ظل الدولة الإسلامية، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يجتمع في شخصيته التنفيذ والقضاء، ولم يسمح في حياته بتدخل أي أحد في شأن القضاء.

وبشأن تطور المنظومة القضائية خلال الخلافة العثمانية، قال الدكتور داداش إن الدولة العثمانية وفرت جميع الظروف التي تمنح القضاء استقلاليته، ومنها الضمان الوظيفي والضمان الاقتصادي للقاضي.

إلغاء المحاكم الشرعية

غير أن إلغاء المحاكم الشرعية في تركيا بانتهاء الخلافة عام 1924 عكس -بحسب الباحث في قضايا الفقه والمؤرخ القضائي الدكتور الدويري- ضعف الأمة، فحين كانت السيادة للأمة كان القاضي يتولى كل شيء ويحكم على الخليفة والوزير والأمير، ولما تفشى المرض اقتصرت المحاكم الشرعية على قضية الأحوال الشخصية.

أما أستاذ المرافعات بكلية القانون الكويتية العالمية الدكتور محمد الهديب فيرى أن إلغاء المحاكم الشرعية ليس نسفا للشريعة الإسلامية بل هو تقنين لها، مشددا على ضرورة أن يكون القضاء تحت بوتقة واحدة، تحت إدارة وإشراف مجلس القضاء، وأكد أن القضاء المدني ليس مناكفا للقضاء الشرعي.

وبشأن العقبات التي تواجه بعض المحاولات الحديثة لإعادة مراجعة القوانين وتعديلها وفق الشريعة الإسلامية، أشار عضو لجنة الفتوى بدار الإفتاء الليبية إلى مشكلة تتعلق بتفعيل القضاء الإسلامي في هذا العصر وتقنين القوانين وفق الشريعة الإسلامية، مبرزا أن هناك من يرى استحالة تطبيق النظام الإسلامي لأنه منظومة شاملة لا تتجزأ، ومنتقدا في السياق نفسه من يحصرون الشريعة الإسلامية في زاوية معينة مثل الحدود والأحوال الشخصية.

وتحدث عن تجربة قامت بها ليبيا عام 2015 بشأن مراجعة القوانين وتعديلها وفق الشريعة السلامية، حيث شكلت لجنة من قبل المؤتمر الوطني في ذلك الوقت، وتفرعت إلى لجان، وقال ضيف برنامج "موازين" إن النقاشات كانت تدور حول 3 أمور: إما أن يعدل القانون تعديلا، وإما أن يلغى إذا كان مخالفا للشريعة، وإما توصي اللجنة بمراجعة القانون أو استبداله وسنّ قانون آخر.

وحول ما إذا كانت هناك ضرورة لأسلمة القوانين بهدف عودة منظومة القضاء الإسلامي، أوضح الدكتور الدويري أن الضرورة الملحة الآن هي استقلال القضاء، وأن يكون القضاة مستقلين في ضمائرهم ومواردهم المالية وأحكامهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: المحاکم الشرعیة رضی الله عنه

إقرأ أيضاً:

رئيس الشيوخ ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: العالم الإسلامي فقد قيمة دينية كبيرة

نعى المستشار عبدالوهاب عبدالرازق رئيس مجلس الشيوخ الدكتور احمد عمر هاشم  عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق، ورئيس لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب سابقاً والذي وافته المنية فجر اليوم.
وأكد رئيس مجلس الشيوخ أن  العالم الجليل قدم مسيرة عطاء حافلة لدينه ووطنه مشدداً علي أن العالم الإسلامي فقد قيمة دينية كبيرة تميزت بالإخلاص في نشر العلم.

دعاء بالرحمة والمغفرة في وداع الدكتور أحمد عمر هاشمعزاء ثانِ للدكتور أحمد عمر هاشم غدًا بمسجد الشرطة بالتجمع

ونعى المستشار الدكتور حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، ببالغ الحزن والأسى، وفاة العالم الجليل الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس الشعب سابقًا، والذي وافته المنية فجر اليوم بعد مسيرة طويلة زاخرة بالعطاء العلمي والدعوي.

صاحب الإسهامات الخالدة في علوم الحديث والسنة النبوية

وقال رئيس مجلس النواب في بيان النعي: "بقلوب مؤمنة مطمئنة، راضية بقضاء الله وقدره، ننعي إلى الأمة العربية والإسلامية العالم الكبير الدكتور أحمد عمر هاشم، أحد أعلام الأزهر الشريف، وصاحب الإسهامات الخالدة في علوم الحديث والسنة النبوية."

وتوفي صباح اليوم الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف والرئيس الأسبق لجامعة الأزهر، عن عمر ناهز 84 عاما، بعد صراع مع المرض، تاركا خلفه مسيرة علمية ودعوية حافلة بالعطاء في خدمة الإسلام والعلم والأزهر الشريف.

وأُعلن نبأ الوفاة عبر الصفحة الرسمية للدكتور أحمد عمر هاشم على موقع «فيسبوك»، في بيان جاء فيه: «بقلوب مملوءة بالإيمان والرضا بقضاء الله، ننعي إلى العالمين العربي والإسلامي وأحبائه وتلاميذه وفاة فقيدنا الحبيب الإمام الشريف الدكتور أحمد عمر هاشم، نسأل الله أن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلاً خيرًا من أهله، وأن يجعل الجنة مثواه، وأن يلهمنا وإياكم الصبر والاحتساب».

جنازة الدكتور أحمد عمر هاشم
تقام صلاة الجنازة اليوم عقب صلاة الظهر بالجامع الأزهر الشريف، ويشيع جثمانه الطاهر إلى مدافن العائلة في الساحة الهاشمية بقرية بني عامر، مركز الزقازيق بمحافظة الشرقية، عقب صلاة العصر، فيما يقام العزاء مساء اليوم بالساحة الهاشمية، على أن يستكمل يوم الخميس في القاهرة.

طباعة شارك المستشار عبدالوهاب الدكتور احمد عمر هاشم الأزهر الشريف جامعة الأزهر الأسبق

مقالات مشابهة

  • نبراس من منابر الفكر الإسلامي.. رئيس قضايا الدولة ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم
  • رئيس الشيوخ ناعيا الدكتور أحمد عمر هاشم: العالم الإسلامي فقد قيمة دينية كبيرة
  • البحوث الإسلامية ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: فقدنا عالمًا حارسًا للسنة النبوية
  • علي جمعة ينعى الدكتور أحمد عمر هاشم: بموته تنطفئ مصابيح كانت تُهدي الناس
  • محافظ المنيا ينعى فقيد الأمة الإسلامية الدكتور أحمد عمر هاشم بكلمات مؤثرة
  • اعلام صهيوني: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • يديعوت أحرونوت: لا يمكن القضاء على حماس أو نزع سلاحها
  • الدفاع الجوي المصري أصبح القوة الرابعة بعد إعادة البناء عقب نكسة 67
  • "الجهاد الإسلامي" تُصدر بيانا في ذكرى انطلاقتها الـ 38
  • ديوان المظالم يختتم ورش عمل قضائية لتعزيز كفاءة منظومة القضاء الإداري