سواليف:
2025-06-30@16:09:59 GMT

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. “في فهرس السماء “

تاريخ النشر: 30th, November 2024 GMT

” #في_فهرس_السماء “

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي

نشر بتاريخ .. 14 / 9 / 2014

وقت الضحى كان الصوت البعيد كطنين نحلة عملاقة يشق صمت الحي ..أرتفعُ ببصري قليلاً ابتعدُ عن ورقِ شجرة التوت لأرى المصدر ، انكتُ الترابَ عن كفّي ثم أركضُ لأسال أمي عن ذاك الصوت..تقول أمي وهي مشغولة بدعك الثياب في ‘لقن’ الغسيل الأسمر وزرقة السماء المنعكسة على ماء يديها تذوب رغوة وغيما: ‘طيّارة’!!…

مقالات ذات صلة المستحقون لقرض الإسكان العسكري لشهر كانون الأول (أسماء) 2024/11/30

هكذا كانت تقولها دون أن تعطيني تفاصيل أكثر…أعود وأسألها وأنا أبحث في السماء الخالية من كل شيء إلا من صفائها.

.’طيارة لمين’؟!..فتقول دون أن ترفع رأسها : ‘ إلنا ‘!!..

يتموّج الصوت في السماء كثيراً وأحاول أن أضيق عيني لأرى ذلك الكائن الغريب في المدى المتسع دون جدوى…أسألها ‘ شو بتسوي الطيارة ‘؟؟ أمي باقتضاب شديد : ‘بتحمي الحدود من اليهود’..ثم تعصر ملابسي وثياب ابي وتضعهم جانباَ.

أسألها : ‘مين أقوى أحنا ولا همه’…باقتضاب شديد ‘إحنا أقوى منهم بكثير ..’!!… ثم تدلق الماء الأزرق تحت العريشة المنخفضة وتركن ‘اللقن ‘ على الجدار… كانت تعطيني درساً في الوطنية …… والمنهاج: ‘لقن غسيل’..

في ليالي الشتاء.. بعد العاشرة مساء وقبل ان تشرع أمي بحكايا الليل والمعوذات كانت تنقطع الكهرباء فجأة…تقول ببديهة عالية ‘ تبديل’!!.

تبديل ماذا ؟: نسألها..

تقول : ‘تعوّدنا اذا انقطعت الكهرباء عن البلدة على الأغلب هناك تبديل دبابات وجنود’ ثم تبحر بصوت منخفض في الحديث عن حرب ‘الستة’ والطيران الذي كان يقصف مناطق حوران بالتزامن مع وقت الحصاد..وأثناء وصفها للغارات والدخان الصاعد ..كان يتسلل صوت المجنزرات والمدرعات الأردنية وهي تمشي مسرعة على شارع الشام في ظلمة الليل الشتوي حيث ترجّ الأرض رجاً من تحتنا … فنتكوّر بالفراش قربها نشوة وخوفاً..دون ان نعرف حينها أنها كانت تعطينا درساً في الوطنية ….. والمنهاج: وسادتنا الزهرية…

***

قد تحذف إدارة المناهج ‘الهوكر هنتر’ من الكتب الدراسية ، وقد ينسلون اسم ‘فراس العجلوني’ عنوة من دروس القراءة ، لأنهم يريدوننا امة بلا رموز أو بطولات او أبطال ، يريدوننا كرتوناً بتاريخنا وطموحنا وكرامتنا يريدوننا مجردّ ‘أجسام متحرّكة’ نموت ان تم إغلاق الجهاز او ‘الجهاد’ أو عند رغبة اللاعب ‘الخروج من اللعبة’ ‘او العلبة’ لا فرق ..

هم اصلاً : لا يطيقون أن يروا اسم #فراس_العجلوني أو #موفق_السلطي أو #وصفي_التل في #المناهج لأن المرحلة لا تحتمل #البطولة او #الرجولة ، فالراكعون لا يطيقون الواقفين ابداً..

***

الى الشهيد فراس العجلوني..اعرف ان روحك ما زالت تقوم بواجباتها وطلعاتها الجوية كل صباح، وأعرف ان عينيك الحورانيتين ما زالتا تسطّران السماء كل يوم وتتحسسان تفاصيل الأرض وشفة الدحنون ، وأعرف ان نسرك الأردني المختبىء في ‘فوتيكك’ ما زال يرعى العصافير الحرة والأحلام المرة والغيم التشريني الجميل ..

.يا اسداً فوق حيفا وفوق اربد…لا تحزن إن هم حذفوك من فهرس الأسماء…

ففي فهرس السماء أنت…

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#152يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: موفق السلطي المناهج البطولة الرجولة أحمد حسن الزعبی

إقرأ أيضاً:

هل كانت مسرحية؟

الحديث عن الحرب وتداعياتها، وتحليل مساراتها ومآلاتها ما زال زاد المجالس والمقاهي وحتى الصحف ومراكز البحوث الاستراتيجية والنقاشات السياسية، والحق ألا يمكن الحديث عن شأن آخر ما دامت رياح الحرب تلوح في الأفق العربي، لكن عن أي الحروب نتحدث؟ أعن حرب قديمة بين إسرائيل (مكونا طارئا على الشرق الأوسط ووجعا دائما مهما كانت تشكلاته السياسية والاقتصادية) وبين العرب؟ أم بينها كذلك (إسرائيل أعني) وبين إيران (الدولة الصديقة والجارة القريبة من الخليج والمشتركة مع العرب دينا وعلاقات تاريخية مشتركة مهما التبست تلك العلاقات أو تعقدت)؟ الآن وقد هدأت رياح الحرب الأخيرة بين إيران من جهة وإسرائيل وأمريكا من جهة أخرى تعالت أصوات ساخرة وأخرى ناقمة تتناول تفاصيل أيام الحرب بكل ما فيها على أنها مسرحية متفق عليها على مستويات مختلفة.

بعد 12 يوما من المواجهة العسكرية مع إسرائيل -وبدعم مباشر من الولايات المتحدة- دخلت إيران مرحلة «هدنة غير مستقرة» كما يصفها مراقبون، بينما أعلنت القيادة الإيرانية أن الحرب انتهت بـ «نصر تاريخي» في حين لا تزال أصداء القصف والدمار والهواجس الاقتصادية حاضرة في الشارع الإيراني، ومع هذه الحرب التي اندلعت في 13 يونيو شهدت إيران موجة من الهجمات الجوية والصاروخية استهدفت ليس فقط مواقع عسكرية، بل مراكز مدنية حساسة بينها مستشفى وسجن ومؤسسة إعلامية ومراكز علمية بحثية، وأحياء سكنية مما أدى إلى خسائر بشرية ومادية، حتى أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة أن نحو 90% من الضحايا من المدنيين.

بعد أيام من الهدنة المعلنة بين الطرفين، شيعت إيران 60 من كبار قادتها العسكريين وعلمائها النوويين الذين اغتالتهم تل أبيب خلال حرب استمرت 12 يوما، في مشهد مهيب أرادت له الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن يكون «بيعة للمستقبل» وأن يؤسس لمرحلة جديدة «تربك حسابات الأعداء» هل يمكن لكل تلك الجثامين وكل تلك الدماء أن تكون مشهدا من مشاهد المسرحية المتفق عليها بين أطراف أحكمت وثاقها على الواقع السياسي في المنطقة؟!

وفي الجانب الإسرائيلي قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر: «إن الهجوم الأخير على إيران حقق كل أهدافه، إسرائيل تكبدت خسائر بشرية مؤلمة في المواجهات، لكنها كانت أقل بكثير مما توقعناه» وقد أشارت المعطيات التي سمح الجيش الإسرائيلي بنشرها إلى أنه تم إطلاق أكثر من 1050 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، منها 570 تمكنت من اختراق المجال الجوي، وإطلاق 591 صاروخا، وأفادت التقارير بتحطم أكثر من 62 موقعا في مناطق مختلفة داخل إسرائيل، هل يمكن لكل ذلك أن يكون مشهدا من مسرحية سياسية عسكرية؟!

مشهد تعطيل الحركة الجوية في مجموعة من دول المنطقة، تأثير الحرب على الحركة الاقتصادية والسياحية والاجتماعية في الخليج والشرق الأوسط، إن كانت تلك بعض مشاهد المسرحية فلصالح من تقرر عرض هذه المسرحية، وهل اكتملت المسرحية ببلوغ أهدافها؟ أم أن لها تسلسلا لمّا ينته بعد سعيا لمصالح أكبر وانتصارات خفية لمّا تنجز بعد؟ تعددت روايات العامة والخاصة من المحللين الدوليين وباحثي الشأن السياسي بين قائل بأن كل تلك الإثارة المتضمنة رعبا وحربا وضروبا من تعطيل المصالح ما هي إلا استعراض أمريكا لقوتها في المنطقة بعد نجاح الرئيس الأمريكي في جمع ثروات من زيارة قصيرة نجح خلالها في تحصيل ما لم يتم تحصيله خلال عقود حسب تصريحاته شخصيا بعد الزيارة، تتضمن هذه الرواية فائدة مزدوجة، فإن كانت هذه الحرب تستعرض قوة اللاعب الرئيس «أمريكا» إلا أنها استرضاء للحليف الدائم «إسرائيل» المرخص له بأن يكون اللاعب الأول والرئيس حتى دخول أمريكا في المشهد الختامي لتعزيز بطولة إسرائيل عبر ضرب المواقع النووية الإيرانية، ثم لحمل راية السلام بالقوة داعية لإيقاف الحرب وإعلان الهدنة!، ماذا عن إيران؟ هل كانت شريكا في هذه المسرحية؟ وهل تخلت عن قادتها وعلمائها الذين تعرضوا للتصفية في هذه الحرب «المسرحية» مقابل وعود غير معلنة بالبقاء في السلطة وتخفيف العقوبات؟ هل يمكن تخيل أن كل ذلك ممكن الحصول فعليا؟ هل أرادت أمريكا بهذه الحرب العرضية المفاجئة تعزيز «مسمار جحا» المبرر وجودها العسكري، والمحفز تسويق بضاعتها «خردة الحروب» بين دول المنطقة عبر تفعيل «فزاعة الحرب والعدو الإيراني» لتحميل دول الخليج خصوصا فواتير حروب أمريكا وإسرائيل (معا) عسكريا واقتصاديا؟!

ختاما: لا يمكن التيقن من صدق كل تلك الروايات عن مسرحية الحرب إن كانت فعلا مسرحية، لكن اليقين الذي لا يقبل الشك هو دماء الأبرياء التي أريقت في هذه الحروب، المصالح التي تعطلت، تفشي حالتي الفزع والحزن معا بين شعوب المنطقة، لم تكن حالة الترقب المصحوبة بالرعب وهما، وكذلك الأمر مع تذبذب وتلاشي الأمان أوان إدراك اقتراب الخطر أو حتى وقوعه لحظة قرار أو فرار من أمريكا التي تقبض بين أصابع ساستها أطراف اللعبة، سواء كانت مسرحية أم واقعا هي المؤلف فيه والمخرج والآخذ بكل التفاصيل، غير أنه من المؤسف المحزن أن نكون نحن، شعوب المنطقة، ضحاياه الواقع عليهم عبء التراجيديا وتكاليف إنتاج المسرحية معا!.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

مقالات مشابهة

  • أبرزها «قمر غزال الباك» وشهب الدلويات.. 19 ظاهرة فلكية تزيّن سماء مصر في يوليو 2025
  • مراسل سانا: بحضور السيد الرئيس أحمد الشرع، توقيع مذكرة تفاهم بين وزارة الإعلام وشركة المها الدولية، لإنشاء مدينة “بوابة دمشق” للإنتاج الإعلامي والفني في سوريا
  • النائب أحمد بلال: الدولة كانت طرفا في الايجار القديم منذ 40 سنة
  • هل كانت مسرحية؟
  • شاهد بالفيديو.. “طليق” الفنانة فهيمة عبد الله يكشف حقيقة زواجه من المطربة شهد أزهري
  • النواب يدعمون “النشامى” بمئة ألف دينار احتفاءً بالتأهل التاريخي
  • فراس البريكان يوضح أسباب تراجع "الأخضر" أمام المكسيك: خطتنا كانت دفاعية
  • لأول مرة.. تبديل جزئي لمفصل الكتف يعيد الحركة لمريضة بالدمام
  • جوليانو عن تجربته مع النصر: كانت تجربة صعبة !
  • البريكان يقود الهجوم.. تشكيل الأخضر أمام المكسيك في الكأس الذهبية