مختصة: قمع مشاعر الرجل السعودي يؤدي إلى تضخم الرقبة.. فيديو
تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT
أميرة خالد
تحدثت شادن عمر، المستشارة القانونية وأخصائية التنفس لتحرير الصدمات والمشاعر، عن تأثير قمع مشاعر الرجل السعودي على صحته الجسدية.
وأوضحت أن الرجال في المجتمع السعودي يعانون منذ الصغر من ضغوط مجتمعية تمنعهم من التعبير عن مشاعرهم، مثل البكاء أو التعبير عن الألم، بحجة أن ذلك “عيب” ولا يليق بالرجال.
شادن أشارت إلى أن هذا القمع الشعوري يمتد ليؤثر على الصحة الجسدية، حيث أوضحت أن العديد من الرجال يعانون من تضخم في منطقة الرقبة وانحناءات في الظهر نتيجة كبت مشاعرهم وعدم التعبير عنها بشكل طبيعي.
وأكدت أن هذه الأعراض قد تكون ناتجة عن تراكم المشاعر المكبوتة التي تؤثر على الجسم.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2024/12/Cc4Wi8fs4w8048hh.mp4المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الرجل السعودي
إقرأ أيضاً:
نظرية الظل.. ما لا نبوح به لأحد
سعود عبدالله العبيداني
هل شعرت يومًا بالغيرة من أخٍ أو صديق؟ ثم أسرعت في لوم نفسك وربما احتقرتها؟ ربما تساءلت أيعقل أن أحسد أخي على نجاحه؟ ورغم ذلك يظل الشعور كامنًا بداخلك، ينتابك بين فترة وأخرى، تحاول إخفاءه، لكنه يظل يلازمك كظلك. فإذا راودتك هذه المشاعر يومًا ما، اعلم أنَّك لست الوحيد، فالجميع لديهم مشاعر ورغبات يخجلون من البوح بها، لعلها ذلك الجانب المظلم في أنفسنا، إنِّها البقعة السوداء في قلوبنا، أو ما يُعرف أيضًا بنظرية الظل.
يعتقد عالِم النفس السويسري كارل يونغ؛ أنَّ كل شخص لديه جانب مظلم في نفسه، يحتوي على مجموعة من الصفات والدوافع، التي يخجل من البوح بها، ومع ذلك تظل هذه الصفات والدوافع جزءًا من النفس البشرية. وهناك العديد من العوامل التي تُسهم في تكوين مشاعرنا المكنونة، كالقمع المجتمعي، التربية والضغوط النفسية، على سبيل المثال كثير من المجتمعات العربية، ترى أنَّ الرجل لا يجوز له أن يبكي، لأنه رجل، وكذلك الكثير من الأسر تكبت مشاعر الفضول لدى أطفالها، وفي بعض الأحيان تُفرض أدواراً على أشخاص هي في الحقيقة لا تعبر عن رغباتهم واحتياجاتهم، كدور المُضحي، الصبور، المُضحك وصاحب المسؤولية. إنَّ جميع تلك الأدوار المفروضة علينا، تسهم بشكل أساسي في تكوين الظل في أنفسنا، تلك المشاعر المكبوتة في أنفسنا، ولا نرغب في إظهارها أمام الجميع.
وفق نظرية الظل؛ من الخطر كبت مشاعرنا، فلا يصح تجاهل مشاعر الظل مهما رفضها محيطنا. تخيل شنطة متينة، تم تعبئتها لدرجة تفوق سعتها، لعلها ستصمد فترة طويلة، لكن ستأتي اللحظة التي تنفجر فيها وتخرج كل ما في جعبتها، رغم متانتها المعروفة بها، وهكذا الإنسان، لا يمكنه الصمود طوال عمره كابتًا مشاعره وأحاسيسه، ولا تقتصر خطورة تجاهل الظل على انفجار المشاعر الإنسانية، بل قد تصل إلى دفع ذلك الإنسان المكبوت إلى اتخاذ قرارات هوجاء مدمرة، وفي النهاية يفقد الإنسان المكبوت اتزانه الداخلي، وتمسي ذاته غريبة عنه، وكأنه لم يعرفها يومًا.
لذلك إذا كنت تعاني من مشاعر مكبوتة، عليك في البداية الاعتراف بها دون خجل وإنكار، يكفي أن تعترف بها أمام نفسك، ومن أهم الوسائل التي تساعد الإنسان على الاعتراف بظله الداخلي هو التأمل، أو الكتابة، ويفضل البعض أن يكون الاعتراف لدى معالج نفسي، يستطيع توفير بيئة مريحة للمكبوت كي يعترف بكل مشاعره، التي طالما كان ينكرها على نفسه. بالاعتراف، تكون قطعت نصف الطريق نحو العلاج وفهم ذاتك، ستفهم بعدها أن الظل ليس شريرًا دائمًا، بل يمكن أن يكون وقودك للإبداع، الذي يغير حياتك، ربما يكون الجانب المضيء ليس المظلم كما ذكرنا في بداية المقالة.
يبقى السؤال الأهم، ماذا لو كان ظلنا مشاعر شريرة؟ كيف يكون التصرف؟ والمفاجأة، حتى لو كان الظل شريرًا، يجب احتواؤه وفهم مشاعره، لا إنكاره، وإلا انقلب السحر على الساحر، وهذا لا يعني أن نجعل تلك المشاعر الشريرة تقودنا وتتحكم فينا، بل على العكس تمامًا، احتواء هذه المشاعر يجعلنا نهذبها ونحولها من بقعة سوداء إلى بيضاء ناصعة البياض، كل ما علينا أن هو؛ أن نفهم جذور تلك المشاعر السلبية، ثم نسعى إلى تهذيبها بتطوير ذاتنا أولًا، ثم طلب المساعدة من معالج نفسي. هنا فقط ستتحول البقعة المظلمة إلى بقعة مضيئة في أنفسنا نفتخر بها، بعدما كنَّا نخجل منها.
نذكر هنا قصة المفكر المصري الدكتور مصطفى محمود، ذلك الشاب الذي كانت تراوده تساؤلات عن الإله والكون؛ مشاعر مكبوتة يخشى أن يُواجه بها مجتمعه، ولأنها كُبتت لفترة طويلة، راودته الأفكار الإلحادية، إلى أن جاءت اللحظة التي واجه ظله واعترف به، تلك كانت النقطة الفاصلة في تحوله، لقد بدأ يفكر ويتأمل، حتى وصل إلى الحقيقة، وتحولت بقعته السوداء إلى بقعة مضيئة، أنار بها الكون بعلمه وكتبه.
وأنت أيضًا، لا تخشى من ظلك، كل ما عليك هو الاعتراف بها، لعلها تكون نقطة انطلاقك في هذه الدنيا.