يمانيون:
2025-05-09@10:38:57 GMT

ضمائرُ ومشاعر

تاريخ النشر: 2nd, December 2024 GMT

ضمائرُ ومشاعر

راكان علي البخيتي

بينما يعيش إخواننا في غزة الحياة المليئة بالمآسي والأحزان ومآسي الحرب التي ليس لها شبيه، وهم من هولها أصبحوا يختارون النوم جميعًا ليستشهدوا جميعًا، وعندما نرى ونشاهد كُـلّ حدث يأتي وهو يحمل معه آهات وأنين وأوجاع إخوتنا في غزة وهم بين شهيد، وجريح، ومفقود، ونازح، وأسير، وطفل بقي تحت الركام لم يبقَ من أفراد أسرته أحد، ورجل مسن فقد أسرته ولم يبقَ منهم أحد والجميع يتم إبادتهم دون رحمة، ومن استطاع منهم أن ينجوَ من الصواريخ استشهد من شدة الجوع والعطش.

ثم نأتي لنسأل أنفسنا هل كان أحد يتخيل أن يرى ويشاهد كُـلّ تلك الجرائم البشعة؟ ثم لا تحرك تلك المشاهد ضميره ومشاعره وأحاسيسه؟ وهل كان يأتي في الخيال أن تجد أحداً لا يريد أن يسمع عن هذه الأحداث ولم تحَرّكه صرخات وبكاء وأنين الأطفال، ثم ترى مشاعره تتحَرّك ويبكي عندما يستمع إلى صوت موسيقى في أغنية يغنيها فنان وهو يشرح قصة فراق بين عشيق مع عشيقته جمعتهم علاقات محرمة، أَو يبكي عندما يخسر فريقه الرياضي أمام فريق آخر.

تتحَرّك مشاعره أثناء مشاهدته لبعض الأفلام السينمائية، التي تروي قصصَ العاشقين والعاهرين والساقطين، وفيها المشاهد التي فيها الفراق والعناق المحرم وتدعو إلى الرذيلة والسقوط في مستنقع الانحرافات الأخلاقية والسلوكية.

ثم الضمائر والمشاعر التي تتحَرّك لتجمع المال وتؤسس الجمعيات الكبيرة وتشترك في الأسهم والشركات العملاقة لتجني المال الكثير وتستقطب الشباب والفتيات ليكونوا فنانين يجيدون فن الرقص والتمايل أَو يصبحوا ممثلين ومنتجي أفلام تعرض في البارات والأندية والملاهي والمنتجعات.

أم تلك الضمائر التي تسعى إلى الاهتمام بتربية الكلاب وتتعامل معها بكل لطف ورحمة وتبادلها الحب وتقدم لها الخدمات التي ترتقي بها إلى درجة الإنسان بل وأعظم من ذلك.

ففي الوقت الذي يبكي فيه طفل فلسطيني فقد أمه وحليب أمه بحنانها وعطفها بالكامل، تبكي جماهير عربية وإسلامية على مدرجات الملاعب لمُجَـرّد حصول أحد اللاعبين المحترفين على بطاقة حمراء، وبينما تعانق الشابة الفلسطينية أخيها الشهيد، تجد أكثر شباب وبنات الخليج العربي يتسابقون ليحتضنوا الفنانة والفنان والراقصة والراقص.

وبينما يدافع الشاب الفلسطيني عن حرمة المسجد الأقصى بروحه وجسده يستقبل “تركي آل الشيخ” العاهرات في أطراف مكة ويصنع لهم مجسم الكعبة ليطوفوا عليها بأجساد عارية، ويعتبر ذلك المشهد من أهم المنجزات ويدعو بقية الشعوب إلى تلك الأعمال كونه يعتبرها حضارة وتعايشاً مع الشعوب.

وبينما أصبحت مشاعر وضمائر أكثر أبناء الأُمَّــة تتحَرّك من الركبة إلى السرة، لا تبدي للقضية الفلسطينية أي اهتمام، تحَرّك الشعب اليمني العظيم وقائده العظيم وأظهر مشاعره التي كان يحملها أجداده الأنصار وضمائرهم التي حملوا بها مسؤولية رفع راية الإسلام وساندوا الشعب الفلسطيني المظلوم بكل قوة عسكرية جعلت من أمريكا مسخرة أمام العالم وكسرت هيمنتها وهيبتها ومرغت أنفها في الماء وأغرقت سفنها وبوارجها وأساطيلها في البحار وكلّ المحيطات.

فشتان بين مشاعر وضمائر شعب يمن الأنصار الذي حمل السلاح في وجه طواغيت الجاهلية الحاضرة والماضية، يوم أرادت قريش أن تجعل الكعبة محاطة بالطبول والمطربات والأوثان ومزاراً لليهود وأحبارهم، تلك المشاعر والضمائر هي حية وباقية إلى اليوم تذود وتقاتل وتدافع عن شرف الأُمَّــة كما كانوا في السابق وبين ضمائر ومشاعر تحَرّكها أهازيج الجماهير في الملاعب والمطربات والفنانين في العروض والمسارح والحفلات الغنائية، التي جعلتهم يهربون من واقع المواجهة والصراع مع العدوّ إلى واقع الانحلال الأخلاقي وموت الضمائر وانحراف المشاعر.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ما القضايا التي ستحسم التصويت في الانتخابات البلدية بسريلانكا؟

كولومبو- يتوجه اليوم الثلاثاء 17 مليون سريلانكي إلى مراكز الاقتراع لانتخاب أعضاء المجالس البلدية في جميع أنحاء البلاد، في ثالث انتخابات لها في غضون 7 أشهر، بعد الرئاسية والبرلمانية التي أُجريت العام الماضي. ومن المقرر الإعلان عن نتائجها غدا الأربعاء.

ويأتي هذا السباق متأخرا عامين على الأقل عن موعده المقرر، إذ أُلغي وتأجل في عهد الحكومة السابقة بسبب الاضطرابات السياسية في البلاد، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس آنذاك غوتابايا راجاباكسا.

تُعرف سريلانكا في جنوب آسيا بتأجيل الانتخابات، إذ أُجريت فيها آخر انتخابات للمجالس الإقليمية عام 2014 ولم تُنظَّم بعدها، رغم أن القانون ينص على إجرائها كل 5 سنوات.

رئيس سريلانكا ديساناياكي يريد تعزيز السلطة في جميع المجالس البلدية (مواقع التواصل) انتقادات

وفقا لتصريحات رئيس سريلانكا، أنورا كومارا ديساناياكي، خلال الحملة الانتخابية، فإن الحزب الحاكم يسعى لترسيخ سلطته في جميع المجالس البلدية.

لكن هذا التوجه لا يخلو من انتقادات من المجتمع المدني وأحزاب المعارضة، إذ تواجه الحكومة انتقادات بشأن عدة قضايا، من بينها تأخر تنفيذ وعود اعتقال السياسيين الفاسدين من الحكومات السابقة، وإعادة الأموال المنهوبة إلى خزينة الدولة.

كما تواجه الحكومة انتقادات بشأن اتفاقية تعاون دفاعي غير معلنة بين الهند وسريلانكا، وتطبيق قانون منع الإرهاب على ناشط مؤيد لفلسطين، بالإضافة إلى التحقيق في منشورات مؤيدة لفلسطين على وسائل التواصل الاجتماعي.

إعلان

لكن النائب الحكومي محمد أسلم يرفض كل هذه الانتقادات، ويصفها بأنها كاذبة ودعاية من المعارضة.

وعود

خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، شن الرئيس الحالي وحزبه حملة مكثفة على فساد السياسيين، ووعدوا باعتقالهم وإعادة الأموال المنهوبة منهم إلى البلاد.

لكن بعد مرور 6 أشهر على توليهم السلطة، لم يُعتقل سوى عدد قليل من هؤلاء السياسيين، بينما لا يزال كبار المتورطين في الفساد طلقاء. وحسب تصريح الناشطة السياسية سواستيكا أرولينجام، للجزيرة نت، فقد خيّب هذا البطء في تنفيذ وعود مكافحة الفساد آمال الشعب.

من جانبه، صرح النائب أسلم للجزيرة نت بأن القوانين الحالية لا تكفي لمحاسبة السياسيين الفاسدين ومن سرقوا أموال الشعب، "ولهذا السبب أقرت حكومته قانونا جديدا الشهر الماضي لمعالجة هذا النوع من القضايا".

أما الناشطة أرولينجام، فتطرقت إلى مسألة عدم توفر نوع معين من الأرز وارتفاع سعره في سريلانكا، وقالت إن هذه المشكلة قد تؤثر جزئيا على توجهات الناخبين عند ذهابهم إلى صناديق الاقتراع اليوم. واتهمت الحكومة بتلقي تمويل من شركات أرز كبرى، الأمر الذي يمنعها من السيطرة على أسعاره.

في المقابل، قال النائب أسلم إنه عند تولي الحزب الحاكم للسلطة، لم تكن لدى الحكومة بيانات دقيقة حول توفر الأرز في البلاد، وهو ما تسبب في أزمة النقص. وأضاف أن الحكومة الحالية تتبع سياسة عدم استيراد هذه المادة من الخارج، لكنها ستلجأ إلى ذلك إذا لزم الأمر.

المسلمون شعروا بخيبة أمل بسبب عدم تعيين وزير منهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة (الفرنسية) خيبة أمل

وصل حزب قوة الشعب الوطنية إلى السلطة خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية العام الماضي، بدعم من جميع الطوائف في سريلانكا، مما عكس روح الوحدة الوطنية. لكن بعد الفوز مباشرة، شعر عديد من المسلمين بخيبة أمل بسبب عدم تعيين وزير منهم.

إعلان

وفي وقت لاحق، ألقت الشرطة القبض على فتى مسلم بسبب تعليقه ملصقا مناهضا لإسرائيل، لكنه أُفرج عنه لاحقا. وقد أثارت هذه الحادثة انتقادات شديدة من قبل نشطاء مؤيدين لفلسطين ومن المجتمع المسلم، بينما أكدت الحكومة أن الإجراء جاء بدافع المخاوف الأمنية، وأنه ليس موقفا معاديا لفلسطين.

تاريخيا، دعمت الحكومات السريلانكية إقامة دولة فلسطينية على حدود ما قبل1967، وعاصمتها القدس الشرقية، ويُعد الحزب الحاكم الحالي، ذو الخلفية الماركسية، من أقوى الداعمين للقضية الفلسطينية.

في هذا السياق، صرح وزير الخارجية فيجيتا هيراث، الأسبوع الماضي، لمنظمات المجتمع المدني الإسلامية بأن موقف الحكومة تجاه فلسطين لم يتغير.

لكن الناشطة أرولينجام قالت للجزيرة نت إن الحكومة السابقة أرسلت عديدا من العمال إلى إسرائيل، و"كان ينبغي للحكومة الحالية وقف ذلك في ظل الحرب على غزة".

مقالات مشابهة

  • العباس يدعو البابا الجديد لمواصلة جهود السلام التي بدأها سلفه فرنسيس
  • ماهي التهديدات التي يواجهها الدولار في دول اسيوية
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • مصر ترحّب بجهود سلطنة عُمان التي أفضت إلى اتفاق وقف إطلاق النار في اليمن
  • تعرف على حجم الخسائر الهائلة التي لحقت بمطار صنعاء الدولي
  • رئيس وزراء الهند: سنقطع «مياه الأنهار» التي تروي أراضي باكستان
  • اليمن يدين الاعتداءات التي طالت البنية التحتية في بورتسودان
  • البابا تواضروس: مصر أرض الفراعنة التي حملت الحضارات عبر العصور
  • مجلس الوزراء يُشدّد على رفضه القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سوريا
  • ما القضايا التي ستحسم التصويت في الانتخابات البلدية بسريلانكا؟