رحم الله الدكتور طه حسين الذى قال: إن التعليم للانسان (كالماء والهواء)، ولكنه لم يتوقع ان ياتى يوم يدفع فيه ولى الامر (دم قلبه) فى سبيل تعليم ابنائه، تارة بالدروس الخصوصية، وأخرى بالرسوم الدراسية فى مدارس (الخمس نجوم) والجامعات الخاصة التى لا تعرف سوى الربح!
تتداعى هذه الكلمات إلى الذهن عندما تطالع قانون الجامعات الخاصة رقم (101 لسنة 1992) الذى سمح بانشاء جامعات خاصة لا تهدف إلى الربح بهدف تخفيف العبء عن كاهل الجامعات الحكومية، بعد أن تعددت مشاكل التعليم الجامعى.
صحيح أن بعض هذه الجامعات فى بدء نشاتها كانت لا تميل إلى الربح المبالغ فيه، ولكن مع زيادة الكثافة العددية فى الجامعات الحكومية وتراجع مستوى العملية التعليمية وهجرة الكفاءات العلمية والأساتذة من التعليم الحكومى إلى الخاص، لجأت هذه الجامعات إلى التوسع فى الانشاءات وجلب التجهيزات الحديثة والخبرات الاجنبية، وضاعفت ميزانياتها من خلال انشطة خاصة تهدف بالضرورة إلى الربح بحكم عائد رأس المال، حتى تجاوزت المصروفات الدراسية فى بعض هذه الجامعات الـ 200,000 جنيه لكل طالب سنويا، فى حين ان بعضها يرفض مواصلة الاعمال البحثية لخريجيها للحصول على الماجستير أو الدكتوراة فى بعض التخصصات العلمية، اضافة إلى تراجع الطلب على خريجيها فى سوق العمل، وضرورة معادلة شهاداتها الجامعية بما يناظرها فى الجامعات الاخرى، قبل اعتمادها من الوزير المختص!. من هنا جاءت الحاجة لانشاء جامعات أهلية تتلافى عيوب الجامعات الحكومية باعدادها المكدسة وامكاناتها المحدودة، وتتفادى ايضا خطايا الجامعات الخاصة بنهمها الشديد إلى الربح لتكون منظومة وسطية بين الجامعات الحكومية والخاصة، وتعمل بذات القواعد التى يطبقها المجلس الاعلى للجامعات.. ولكن تحت وطأة الحاجة إلى هذه الجامعات علينا الا ننسى، ان التعليم ليس سلعة تباع وتشترى فى الاسواق، ولكنه امن قومى ويشكل الانتماء والولاء للوطن، من خلال إعداد عقول واعدة تقود مسيرة التنمية، وفى هذا الاطار نؤكد على ضرورة مراجعة قانون الجامعات الأهلية رقم (84 لسنة 2002) الذى سمح للجمعيات المنشأة على أساسه، بانشاء جامعات أهلية، من خلال ضوابط محددة، تحكم نشاط هذه الجمعيات عند دخولها هذا المجال، كما يجب مراجعة مصادر تمويلها التى يقدمها المواطنون والأشخاص الاعتبارية العامة والخاصة، والتحقق من مصادر جمع وتكوين هذه الأموال خاصة المنح والتبرعات، ويأتى أهم تلك الضوابط، بامكانية مشاركة الجامعات الحكومية فى انشاء الجامعات الأهلية، حتى تحافظ على مجانية التعليم ولو بنسبة محدودة لغير القادرين، خاصة وان معظمها لم يعد يعرف سوى الربح، رغم ان قانون انشائها يحظر ذلك صراحة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبدالعظيم الباسل الدكتور طه حسين الدروس الخصوصية الجامعات الخاصة الجامعات الحکومیة هذه الجامعات إلى الربح
إقرأ أيضاً:
خلال شهر نوفمبر الماضي وبنسبة إنجاز 96٪..المنظومة الحكومية تستجيب لـ 2610 شكاوى
أكد المهندس حازم الأشموني محافظ الشرقية أن منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة تمثل إحدى الآليات الفاعلة لتنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية لتعزيز التواصل مع المواطنين، والاستماع إلى مطالبهم، وشكواهم، وإيجاد الحلول المناسبة بكل جدية ودقة.
أوضح المحافظ أن المنظومة تعتمد على آليات فحص دقيقة ومراجعة منضبطة قبل إحالة الشكاوى إلى الجهات المختصة، بما يضمن تحقيق أعلى معدلات الإستجابة وتحسين جودة الخدمات المقدمة ورفع مستوى رضا المواطن.
ومن جانبه، أوضح وليد عبد الحميد مدير البوابة الإلكترونية ومنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بمحافظة الشرقية، نجاح فريق عمل منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة بالمحافظة في الإستجابة لـ (٢٦١٠) شكوى وطلبًا مقدم من المواطنين على مدار شهر نوفمبر الماضى بنسبة إنجاز بلغت (٩٦.٨٪)، فضلاً عن التعامل الفورى مع (٣٣) شكوى واردة من خلال مبادرة صوتك مسموع والتي أطلقتها وزارة التنمية المحلية تحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، محققًا معدل إنجاز ١٠٠٪ .
وأضاف مدير مدير منظومة الشكاوى الحكومية بالمحافظة أن هناك عدداً من قنوات التواصل الرسمية لتلقي ومتابعة شكاوى ومطالب المواطنين على مدار الساعة من خلال الموقع الإلكتروني لمنظومة الشكاوى الحكومية الموحدة لمجلس الوزراء والخط الساخن: (١٦٥٢٨) وتطبيق "في خدمتك" على نظامي Android وIOS.