كوريا الجنوبية : اعلان حالة الطوارئ واغلاق البرلمان
تاريخ النشر: 3rd, December 2024 GMT
وأعلن يون هذه الخطوة في مؤتمر صحافي تلفزيوني مقتضب. ووصف هذه الخطوة بالمهمة للدفاع عن النظام الدستوري في البلاد. ولم يتضح على الفور كيف ستؤثر هذه الخطوات في نظام الحكم والديمقراطية بكوريا الجنوبية.
وأغلقت السلطات مبنى البرلمان في سيول، وهبطت المروحيات على سطحه، بعد إعلان الأحكام العرفية، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب".
وندد زعيم المعارضة في كوريا الجنوبية، لي جاي-ميونغ، بفرض الرئيس يون سوك يول الأحكام العرفية، معتبراً أنّ الخطوة "غير قانونية"، داعياً المواطنين إلى التجمع في البرلمان احتجاجاً. وقال لي إن "قرار الرئيس يون سوك يول غير القانوني بفرض الأحكام العرفية باطل"، مضيفاً، في خطاب بُثَّ عبر الإنترنت مباشرةً: "رجاءً، توجهوا الآن إلى الجمعية الوطنية. أنا ذاهب إلى هناك أيضاً".
ردود فعل دولية على التطورات في كوريا الجنوبية
وأكد البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، أنه يتابع الأوضاع في كوريا الجنوبية "من كثب" بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية وحظر النشاط السياسي. وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي إن إدارة الرئيس جو بايدن "على تواصل مع حكومة الجمهورية الكورية وتراقب الوضع من كثب". وسيول من الحلفاء الأساسيين لواشنطن، وتستضيف الآلاف من الجنود الأميركيين.
من جهتها، دعت السفارة الصينية في سيول، اليوم الثلاثاء، مواطنيها في كوريا الجنوبية إلى توخي "الحذر" بعد فرض الرئيس الأحكام العرفية في البلاد. وقالت السفارة في بيان إنها "تنصح المواطنين الصينيين في كوريا الجنوبية بالتزام الهدوء... وتعزيز يقظتهم في مجال السلامة والحد من التحركات غير الضرورية وتوخي الحذر عند التعبير عن آرائهم السياسية".
وشدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، على قواته بضرورة اعتبار كوريا الجنوبية عدواً أجنبياً عدائياً، وأصرّ على أنّ الشمال لن يتردد في "مهاجمة العدو" إذا انتهك الجنوب سيادته، خلال زيارة أجراها لمقر الجيش، بعدما أكدت كوريا الشمالية أنها عدلت دستورها ليحدّد كوريا الجنوبية بأنها "دولة معادية"، ونسفت الطرق والسكك الحديدية على الخطوط الأمامية التي كانت تربط الشمال بالجنوب.
وتأتي تلك الخطوات لتؤكد دعوات كيم إلى التخلي عن الأهداف طويلة الأمد لكوريا الشمالية في المصالحة مع الجنوب، وتعكس نياته في تصعيد التوترات وزيادة النفوذ، وسط حالة من الجمود المتزايد في الدبلوماسية. ويرى المحللون أن هناك مخاطر متزايدة لحدوث اشتباكات محتملة على الحدود المتوترة بين الجانبين، رغم أنّ من غير المرجح أن تفكر كوريا الشمالية في هجمات شاملة في مواجهة القوات الأميركية والكورية الجنوبية.
وكانت كوريا الجنوبية قد شهدت مع جارتها الشمالية ما يمكن تسميته بحرب البالونات، بعد أن بادرت بيونغ يانغ، في نهاية مايو/ أيار الماضي، بإرسال بالونات محمّلة بنفايات إلى كوريا الجنوبية، التي ردت ببث منشورات دعائية عبر مكبرات الصوت، كذلك أرسل ناشطون بالونات محملة بمنشورات دعائية إلى كوريا الشمالية. وأعلنت كوريا الجنوبية في يوليو/ تموز الماضي تكثيف بث الدعاية عبر مكبرات الصوت باتجاه كوريا الشمالية، رداً على إرسال بيونغ يانغ المتكرر بالونات محملة بالنفايات إلى الجنوب.
(وكالات)
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: فی کوریا الجنوبیة الأحکام العرفیة کوریا الشمالیة
إقرأ أيضاً:
رئيس كوريا الجنوبية يدرس تقديم اعتذار لبيونج يانج للاشتباه في أن سلفه
سول " وكالات ": قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج، اليوم الأربعاء، إنه يدرس تقديم اعتذار محتمل لكوريا الشمالية للاشتباه في أن سلفه المحافظ المخلوع سعى عمدا إلى إثارة توترات عسكرية بين الخصمين اللذين قسمتهما الحرب، في إطار التحضيرات لإعلانه الأحكام العرفية في ديسمبر من عام 2024 وفي حديثه للصحفيين بمناسبة الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الفاشلة لسلفه يون سوك يول الاستيلاء على سلطة البلاد، أكد لي - الليبرالي الذي فاز في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي أجريت بعد إقالة يون من منصبه في شهر أبريل - على رغبته في إصلاح العلاقات مع كوريا الشمالية.
ولكن بسؤاله عن احتجاز كوريا الشمالية لعدة مواطنين كوريين جنوبيين لأعوام، قال إنه لم يكن على علم بهذه القضية، وهو ما أثار انتقادات من جانب أقاربهم الذين يطالبون بعودتهم سالمين.
وفي السياق، قال الرئيس الكوري الجنوبي اليوم إنه وجد أن من "الممتع والمسلي" التحدث مع دونالد ترامب خلال أحدث الاجتماعات، ولا يزال يأمل في أن يتمكن الرئيس الأمريكي من إقناع كوريا الشمالية باستئناف الحوار.
ومنذ أن تولى لي منصبه في يونيو، عقد اجتماعين مع ترامب ووضع اللمسات النهائية على اتفاق تجاري يتضمن حزمة استثمارات أمريكية بقيمة 350 مليار دولار بعد أشهر من المفاوضات.
وقام لي بمحاولات للتقرب من ترامب في محاولة لإدارة العلاقة المحفوفة بالمخاطر مع الحليف الرئيسي لسول، إذ أشاد بترامب لدوره "كصانع للسلام" فيما يتعلق بكوريا الشمالية وقدم له نسخة طبق الأصل من تاج ذهبي في رحلة إلى كوريا الجنوبية.
وقال لي في مؤتمر صحفي مع وسائل الإعلام الأجنبية بمناسبة الذكرى السنوية لأزمة الأحكام العرفية "وجدت محادثاتي مع الرئيس ترامب ممتعة ومسلية للغاية. ربما شعرت ببعض التقارب".
ووصف لي ترامب بأنه "واقعي وعملي وسيد عقد الصفقات ويحترم نظراءه".
وظل الرئيس الكوري الجنوبي يأمل في أن يتمكن ترامب من إغراء زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون باستئناف الحوار، قائلا إن بيونج يانج فيما يبدو تأخذ واشنطن على محمل الجد أكثر من سول للحفاظ على نظامها.
ولا تزال الكوريتان في حالة حرب عمليا، ورفضت كوريا الشمالية بوادر مصالحة منذ أن تعهد لي بإعادة التواصل مع بيونجيانج وفي الشأن الداخلي، قال لي جيه-ميونج رئيس كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء إن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به لمعالجة تداعيات محاولة فاشلة لفرض الأحكام العرفية قادها سلفه قبل عام وإن على البلاد التأكد من تقديم الجناة إلى العدالة.
وأضاف لي في خطاب بمناسبة الذكرى الأولى لمحاولة فرض الأحكام العرفية التي هزت البلاد أن تلك المحاولة التي قام بها الرئيس السابق يون سوك يول هددت بإصابة البلاد بانتكاسة لا يمكن إصلاحها، لكن الشعب تصدى للأمر وأوقف الجيش.
وقال "تهور من حاولوا تدمير النظام الدستوري وحتى التخطيط لحرب من أجل تحقيق طموحاتهم الشخصية يجب ألا يمر دون محاسبة".
وأدى إعلان يون فرض الأحكام العرفية إلى دفع كوريا الجنوبية، التي كانت تشكل نموذجا في الديمقراطية، صوب اضطرابات سياسية استمرت على مدى أشهر في وقت حرج أدى فيه قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية على شركاء التجارة العالميين إلى زعزعة استقرار هذا البلد الآسيوي الذي يعتمد اقتصاده بشكل كبير على التصدير.
وقال لي إن جهود إصلاح البلاد بعد أزمة الأحكام العرفية هي مهمة عصيبة ومؤلمة وستستغرق وقتا.
وأضاف "لكن كما هو الحال مع علاج السرطان عن طريق إزالة الخلايا السرطانية التي ترسخت في أعماق الجسم، لا يمكن إكمال هذه العملية بسهولة".
وقال لي إنه سيقترح إعلان الثالث من ديسمبر من كل عام اجازة وطنية للاحتفال بدور الشعب في التصدي لمحاولة فرض الأحكام العرفية، وأضاف أنه يعتقد أن شعب بلاده يستحق الحصول على جائزة نوبل للسلام.
وفي سياق آخر، بعد ستة أشهر من توليه منصب رئيس كوريا الجنوبية، طرح لي جاي ميونج مراجعة للتدريبات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة لتعزيز الحوار مع بيونج يانج، بينما أثنى على موافقة واشنطن على بناء سول غواصات تعمل بالطاقة النووية ووصف الأمر بأحد أهم إنجازاته.
لطالما أرادت كوريا الجنوبية الانضمام إلى مجموعة صغيرة من الدول التي تبني وتشغل الغواصات التي تعمل بالطاقة النووية، ليكون ذلك في جزء منه رادعا لجارتها المسلحة نوويا إلى الشمال. ووقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أكتوبر الخطة، واقترح لاحقا أن يتم بناء أصول الجيش المرغوبة بشدة في أمريكا، بحسب وكالة بلومبرج للأنباء. وقال رئيس كوريا الجنوبية اليوم الأربعاء، إنه سيكون "صعبا للغاية" بناء الغواصات في حوض سفن فلادلفيا مثلما اقترح ترامب بسبب القدرة الاستيعابية المحدودة للولايات المتحدة سرعة الانتاج البطيئة، مقابل ما وصفه بـ"كفاءة (كوريا الجنوبية) في بناء السفن من الطراز العالمي".
وقال في مؤتمر صحفي في سول في الذكرى السنوية الأولى للمحاولة الفاشلة لسلفه يون سول يول إعلان الأحكام العرفية في البلاد إن بناء الغواصات محليا "سوف يكون الأكثر جدوى اقتصاديا والأسرع والأفضل من المنظور الاقتصادي والعسكري والأمني".
وفي سياق آخر، قال الرئيس الكوري الجنوبي لي جاي ميونج اليوم إن بلاده يمكن أن تلعب دورا وسيطا، حيثما أمكن، لتخفيف التوترات المتصاعدة بين الصين واليابان، مشددا على أن الانحياز لطرف على حساب الآخر سيؤدي فقط إلى تصعيد النزاع.
وجاءت تصريحات لي خلال مؤتمر صحفي مع وسائل إعلام أجنبية، عندما سئل عما إذا كانت كوريا الجنوبية مستعدة للتعبير عن دعمها لليابان في ظل التوترات الناتجة عن تصريحات رئيسة الوزراء اليابانية ساناي تاكايتشي حول تايوان، بحسب وكالة يونهاب للأنباء.
وقال لي: "الانحياز لطرف سيزيد النزاع فقط. وينطبق ذلك على العلاقات الشخصية والدولية على حد سواء. ومن الأفضل بدلا من الانحياز البحث عن طرق للتعايش".
وأضاف: "حيثما أمكن، من المرغوب فيه تقليل الصراع والقيام بدور الوسيط والتنسيق".
وتوترت العلاقات بين بكين وطوكيو بشكل كبير بعد أن أشارت تاكايتشي إلى أن أي هجوم عسكري على تايوان قد يدفع قوات الدفاع الذاتي اليابانية للرد، واصفة ذلك بأنه "وضع يهدد بقاء اليابان".
وردت الصين على ذلك بنصح مواطنيها بعدم السفر إلى اليابان وتعليق قرارها الأخير باستئناف استيراد المأكولات البحرية من الدولة المجاورة.