أخبارنا المغربية ـــ تطوان

هاجم كلب شرس من فصيلة "بيتبول"، بداية الأسبوع الجاري، سيدتين ونهش جسديهما بشارع "ميرامار" بمدينة مارتيل الساحلية.

ووفق شهادة استقاها موقع "أخبارنا" من أحد المواطنين الحاضرين في الواقعة، فإن الكلب تغلب على صاحبه ليبدأ في مهاجمة المارة، ضمنهم سيدة عض قدّمها وساقها داخل مطعم كانت جالسة به، ما استدعى نقلها إلى المستشفى لتقديم الإسعافات الضرورية لها.

وزاد المصدر نفسه أن الكلب الشرس أقلق راحة المارة، ما تطلب استدعاء رجال الأمن الوطني من أجل السيطرة على الوضع، عبر إشهار سلاحهم في وجه "البيتبول" لتحييد خطورته.

أما الضحية الثانية، يوضح الشاهد عينه، فقد هجم عليها الكلب وعضها على مستوى الرأس، مسببا لها جروحا بليغة في الجمجمة، مضيفا أن إصابتها الخطرة تطلبت 12 ساعة لرتق الجرح في مستشفى بطنجة.

وتابع المصدر المذكور أن المارة حاولوا جاهدين، وبالسبل المتاحة لهم، إبعاد الكلب الشرس عن السيدة الستينية، التي تأثرت كثيرا بفعل الجروح الكثيرة التي أصيب بها.

ولفت الشاهد ذاته إلى أن رجال الأمن الوطني ينظمون دوريات مستمرة لاسيما في فصل الصيف، من أجل تحييد مخاطر الكلاب في حالة هيجانها وفقدان أصحابها السيطرة عليها.

ولم يفوت مصدر "أخبارنا" الفرصة دون أن يشير إلى أن العناصر الأمنية اعتقلت صاحب الكلب في وقت وجيز، الذي نفى أن يكون الكلب في ملكيته؛ إلا أن الفيديوهات المصورة فندت مزاعمه وأكدت، بما لا يدع مجالا للشك، أنه يخصه.

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

رجال غزة.. حُماة الثغور عبر التاريخ

 

 

 

 

حمد الناصري

 

قد تصنع جغرافيا صغيرة، تاريخًا كبيرا، وهذا ما حدث في غزة على مدار عقود طويلة، أكدتها في السابع من أكتوبر 2023، استطاعت تلك المساحة الضئيلة أن تشكّل مُجتمعا صامدا، مُجتمعا لم يضعف ولم يهن ولم يخضع؛ بل يزداد صُمودًا إلى درجة أنه حُرم من العيش الآمن ونال من قسوة الاحتلال الصهيوني ما لم ينلهُ شعب عبر امتداد طويل وواقع سياسي صعب وقاسٍ، وتلقى النكبات تلو الأخرى، ولم يجزع ولم يهِن ولم يضعف ولم يُظهر غير الصبر والثبات.

77 عامًا من النكبات والشتات، بدءًا من نكبة 1948، والتي شهدت أكبر عملية تهجير أولى عرفها الشعب الفلسطيني بعد أن دُمّرت قراهم ومُدنهم، فعانى الشعب الفلسطيني الويلات والنكبات المُتتالية ومن القسوة والشتات في كل بقاع الأرض.. في هذا اليوم المشؤوم أعلن تأسيس دولة إسرائيل على أرض فلسطين.

ولم يتكيّف الفلسطيني مع الوضع ولم يرضخ له أو يعترف به، وظلت الأجيال تتوارث فكرة المقاومة من جيل إلى جيل برغم قسوة التهجير والحرب غير المُتكافئة في معظم الأحيان، فمضت نكبة التهجير المريرة وتلتها نكبة الصراع الطويل. وفي هذا الواقع المرير لعِب رجال هذه الأرض المباركة دور المُواجهة الدائمة مع الاحتلال الإسرائيلي، وبقي الفلسطيني صامدًا مُحتسبًا مدافعًا عن أرضه ووطنه، وأسّس حركة الفداء للأرض والوطن، حركة عُرفت بـ"الفدائيين"، ثم جاء بعدها العُدوان الثلاثي عام 1956، ثم نكسة أكبر من التي قبْلها، نكسة الخامس من يونيو 1967، وفي هذه النكبة المُدمّرة، التهمتْ الصهيونية الإسرائيلية الأراضي والمباني وعيْنها على ما تبقى من المساحة الخضراء لغزة.

77 عامًا لا هدوء فيها ولا فرح؛ بل هي سِنين من أسرار المُواجهة الصامدة من أجل الأرض والوطن وبحرها الذي أصبح النافذة الوحيدة لكل قطاع غزة.. احتلال غاشم مُتطفّل لا كيان له، سوى "وعد بلفور" الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1917، وعْدٌ صدر من المُستعمر البريطاني خلال الحرب العالمية الأولى، دعمًا لتأسيس "وطن قومي لليهود" في فلسطين، نصّه كالتالي: "تنظر حكومة صاحب الجلالة بعين العطف إلى إقامة وطن قوميّ للشعب اليهوديّ في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليًا أنه لن يُؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في أي بلد آخر".

وعد بلفور المشؤوم في 1917، والذي يُنسب إلى آرثر بلفور وزير خارجية بريطانيا العظمى وأيرلندا وهو رسالة إلى اللورد ليونيل دي روتشيلد؛ وهي عائلة بريطانية يهودية، مُهيمنة على الوعد وحوّلته إلى واقع شرّاني بائس وقبيح، وصار يُعرف بالاتحاد الصهيوني البريطاني.

ومن وسط ركام الحروب يُولد دائمًا الأمل؛ فمن بين المحن التي توالت على الأمة عامة، وعلى فلسطين خاصة، استطاعت حركة حماس التي أسسها الشهيد القعيد الشيخ أحمد ياسين، أن تتجاوز التوقعات المرة، وأن تصنع أملًا جديدًا تحيا عليه الأمة حتى الساعة، تصنع فيه المعجزات التي صنعها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، وتتفوق على آلة الحرب الصهيونية في الأراضي المقدسة، فمنذ القرن العشرين وحركة حماس في تحدٍّ يفوق الخيال؛ إذ أصبح الغرب مدهوشًا بالأفكار السريالية التي تقوم بها حركة حماس وركّزت المقاومة على تحرير العقل الغزّاوي، ودعتهم إلى تجاوز واقع القسوة والشتات إلى واقع فيه لبُوس من العزة والكرامة.. فحرّرت غزة رغم التواطؤ العالمي والمحلي، ورغم أنّ الجيش الإسرائيلي المُتطور تقنيًا والمدعوم بقوة غربية أوروبية وأسلحة حديثة، لم يستطع تحقيق هدفه أو الدخول إلى عُمق مساحة غزة لأكثر من 630 يومًا من بدء طوفان الأقصى في 7 أكتوبر.. حيث شهدت هذه الفترة دمار مُستشفيات، وقتلا وحشيا للأطفال، وهدم منازل، وحصارا شاملا، وتجويع شعب كامل أمام أنظار العالم، ولم تُحرك عواطف الإنسانية فيه، قيد أنْملة.

77 عامًا من القتل والدمار والتشريد والتهجير، يُقابلها صنف من الرجال الصامدين، يُسطرون أعمالًا بطولية كل يوم، رغم ألوان من العذاب والتنكيل، وهم يقولون الأرض الأرض..

تُذكّرني أحداث معركة أُحُد العظيمة، زمن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في العام الثالث للهجرة المُباركة والمعركة تُنسب إلى جبل أُحُد العظيم، الذي قال عنه النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "أُحُد يُحبنا ونحن نحبّ أُحُد"، وتذكّرني حادثة ارتباط الغزّاوي بأرض الأقصى المباركة وتمسّكه بوطنه الفلسطيني بحرًا وأرضًا، بالصحابي الجليل بلال بن رباح وهو يتلقى أشد العذاب وألوان التنكيل من سيّده أمية بن خلف ليترك الإسلام، ولكنه يُواجهه بكلمة "أحد أحد" رافضًا الاستسلام ورافضًا التخلي عن الإسلام بتاتًا، وقد ثبت على إيمانه، حتى اشتراهُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم أعتقه لوجه الله.

ويظل الأمل باقيا في رجال الأمة ما بقي الزمان..

خلاصة القول.. تظل أعمال البطولة الشامخة تاريخًا لا يُنسى، وستذكُره الأجيال المُتعاقبة جيلا بعد جيل.. لقد صدق الغزّاويون حين ثبتوا على الأرض وصمدوا لأجْل الأقصى المبارك وتحدّوا الظالمين بقوة بما كانوا يعلمون بأنّ العدو الغاشم خاسر لا محالة وأن وعد الله قريب، فما حدث في المشهد البطولي، الذي هو مثار حديث بطولة جبّارة لا تُستنسخ، مُقاتل غزّاوي تسلّق مجنزرة تابعة لوحدة الهندسة الإسرائيلية وألقى بداخلها عبوة ناسفة أدت إلى مقتل سبعة جنود إسرائيليين كانوا بداخلها.

إنه لمشهد بطولي من مسافة صِفر، جهاد في سبيل الأرض المباركة ووقفة صُمود وعِزة من رجال صدقوا ما عاهدوا عليه الله، وقفة بُطولية عالية، وقفة الأحرار في زمن الصّفقات والخيانات.. الغزّاويون أمة مُؤمنة بربّها، أمة لا تنكسر، شامخة، أمة صابرة، عقيدتها جهادٌ من أجل الأقصى المبارك ومن أجل الوطن والأرض، عقيدة لا مساومة عليها، أمّة الصُمود أثبتت للعالم أجمع أنّ المدرعات لا تُهيب الرجال وأنّ القوة التي لا تُقْهر، قُهِرت بأيدي رجال غزة الأوفياء، وإنه لحديث له ما بعده، بعد أن غيّرت حماس وجه الشرق الأوسط وترسم خريطته من جديد.

مقالات مشابهة

  • حكومة اليمن تدين قتل الحوثي معلم قرآن سبعيني والجماعة تتهمه بالتمرد
  • إصابة قائد القوة .. صدامات بين الأمن وأصحاب بحيرات الأسماك شمال البصرة (فيديو)
  • عقال ومشايخ ريمة يروون حقيقةَ مصرع المدعو حنتوس
  • بوزريبة يلتقي نظيره البيلاروسي لبحث تعزيز التعاون الأمني وتطوير برامج تدريبية مشتركة
  • الأجهزة الأمنية تكشف في بيان هام تفاصيل ماحدث في ريمة؟؟
  • الأجهزة الأمنية بمحافظة مأرب تحبط مخططاً تخريبياً لعناصر خلية حوثية.. عاجل
  • الأمن اليمني بمأرب يضبط خلية حوثية خططت لعمليات تخريبية واستهداف المدنيين
  • رجال غزة.. حُماة الثغور عبر التاريخ
  • توضيح من شرطة ريمة حول مصرع أحد العناصر التخريبية
  • توضيح من شرطة محافظة ريمة حول مصرع أحد العناصر التخريبية