بعد سقوط حماة.. ما مدى خطر تقدم المعارضة السورية على وجود نظام الأسد؟
تاريخ النشر: 5th, December 2024 GMT
تواصل فصائل المعارضة السورية إحراز تقدمات في مواقع جديدة عقب سيطرتها على كل من حلب وإدلب وحماة بشكل كامل، الأمر الذي يفتح الباب أمام التساؤلات حول مدى الخطر الذي يواجهه رئيس النظام السوري بشار الأسد، ومدى قدرة حلفائه على دعمه في ظل انشغالهم بأزمات إقليمية ودولية.
ويرى محلل شؤون الأمن السياسي ديفيد سانجر، أن تحركات المعارضة "فاجأت الجميع"، موضحا أن الأسد "وجد نفسه في مواجهة واقع مختلف عن تصوراته بأن الحرب الأهلية، التي دخلت عامها الثالث عشر، قد تجمدت".
وقال سانجر في حديثه مع شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، أنه "حتى وكالات الاستخبارات، مثل المخابرات البريطانية ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية، لم تتوقع هذا التقدم".
وأشار سانجر إلى أن الحلفاء الرئيسيين للنظام، مثل إيران وحزب الله، يعانون من انشغال كبير بأزمات أخرى، لدرجة جعلتهم غير قادرين على التركيز على الصراع السوري.
وأضاف أن "الروس، بسبب حربهم في أوكرانيا، ليسوا على درجة التركيز نفسها التي كانوا عليها قبل اثنتي عشرة سنة"، في إشارة إلى اندلاع الثورة السورية وتدخل روسيا عسكريا لصالح النظام.
وبحسب سانجر، فإن "حتى الدعم الجوي الذي يحصل عليه الأسد من روسيا محدود بسبب حاجة الروس إلى مواردهم العسكرية في أوكرانيا. إذا كان هناك دليل على ذلك، فصفقتهم الأخيرة مع كوريا الشمالية للحصول على ذخائر تكشف مدى ضعفهم".
وفيما يتعلق بحجم التهديد الذي تشكله المعارضة، قال سانجر "لا أعتقد أن الأسد قريب من فقدان السلطة. رغم ذلك، المعارضة الحالية تتسم بتشددها ولا تمثل الصورة الكلاسيكية للحرية التي تحب الولايات المتحدة دعمها، والكثير منهم كانوا على ارتباط وثيق بتنظيم القاعدة".
"نظام هش"
من جانبه، أوضح ستيفن كوك، الزميل الأول في معهد مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن التطورات الأخيرة تسلط الضوء على ضعف النظام السوري.
وقال في تصريحات لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إنه "بالرغم من أنه لا يزال هناك طريق طويل للحديث عن نهاية نظام الأسد، فإن السهولة التي تفوقت بها المعارضة في حلب وتهدد حماة الآن تشير إلى أن الأسد يفتقر إلى قوة حقيقية خارج نطاق قوته الجوية للدفاع عن دمشق".
وأضاف كوك أن "روسيا، التي تمتلك حوالي 20 قاعدة في سوريا، بما فيها قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة جوية في غرب البلاد، تواجه صعوبات متزايدة في دعم الأسد، خاصة مع إرهاق جيشها في أوكرانيا وضعف اقتصادها".
وأشار كوك إلى أن خسارة سوريا ستكون نكسة استراتيجية كبيرة لإيران، حيث تعتبرها عنصرًا أساسيًا في دعم حزب الله، وكيلها الأقوى في المنطقة، مرجحا أن "تبذل كل من روسيا وإيران جهودا مكثفة للحفاظ على نظام الأسد، رغم التحديات المتزايدة التي يواجهونها".
والخميس، أعلنت فصائل المعارضة السورية عن دخول مقاتليها إلى مدينة حماة بعد معارك عنيفة مع قوات النظام والمليشيات الإيرانية الموالية له ضمن عملية "ردع العدوان".
وفي 27 تشرين الثاني /نوفمبر الماضي، بدأت فصائل المعارضة المنضوية ضمن "إدارة العمليات العسكرية" التي تتصدرها "هيئة تحرير الشام"، عملية عسكرية ضد النظام والمليشيات الإيرانية الداعمة له تحت مسمى "ردع العدوان" ما أسفر عن سيطرتها على مدينة حلب ثاني كبرى المدن في سوريا، بالإضافة إلى سيطرتها على كامل إدلب الإدارية ووصولها إلى تخوم حماة.
والأحد، بدأ الجيش الوطني السوري، وهو تجمع من الفصائل المحلية المدعومة من تركيا، عملية عسكرية أخرى تحت مسمى "فجر الحرية" ضد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" ووحدات حماية الشعب الكردية، ما أدى إلى بسط سيطرتها على مدينة تل رفعت وقرى وبلدات في ريف حلب الشرقي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية المعارضة النظام الأسد سوريا سوريا الأسد المعارضة النظام المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة سیطرتها على
إقرأ أيضاً:
صورة فوتوغرافية وبصمات.. أوروبا تطلق نظامًا آليا جديدًا لمراقبة الحدود
بلجيكا"أ.ف.ب": اعتبارا من 12 أكتوبر، سيُطلب بشكل تدريجي من الأشخاص غير الأوروبيين المسافرين إلى دول الاتحاد الأوروبي، صورة فوتوغرافية وبصمات أصابعهم عند عبور الحدود، في إطار تطبيق نظام مراقبة آلي جديد.
يهدف هذا الإجراء الجديد إلى الاستغناء على المدى البعيد عن الختم اليدوي لجوازات السفر، وضمان تبادل أفضل للمعلومات بين الدول الأعضاء.
سيُمكّن هذا النظام السلطات من معرفة تواريخ دخول وخروج المسافرين، لتتبع حالات تجاوز الإقامة أو منع الدخول.
قوبل هذا النظام الذي يخضع لجدل منذ نحو عشر سنوات، بمعارضة من جانب بعض شركات النقل والركاب الذين يخشون أن يؤدي إلى تفاقم طوابير الانتظار في المطارات أو محطات القطارات..ولهذا السبب، يُطبّق هذا النظام تدريجيا.
"تحدّي كبير"
تبدأ المرحلة الأولى من تنفيذه الأحد المقبل ، سيُطلب من المسافرين غير الأوروبيين الوافدين إلى مختلف دول الاتحاد الأوروبي، باستثناء قبرص وإيرلندا، تقديم رقم جواز سفرهم ووضع بصمات أصابعهم وإبراز صورهم عند النقاط الحدودية.
ستُطلب هذه المعلومات أيضا عند الوصول إلى ايسلندا وليختنشتاين والنروج وسويسرا.
في البداية، ستطبّق الدول الأوروبية الكبرى، مثل فرنسا وألمانيا، عددا محدودا من عمليات التفتيش لتجنب تشكّل طوابير انتظار طويلة في المطارات.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية "نتوقع عودة الوضع إلى طبيعته في 12 أكتوبر، ولن تكون هناك أي مشاكل مرتبطة بالازدحام".
لكن تطبيق هذا النظام يبقى "تحدّيا كبيرا" لفرنسا، التي تُعدّ من أبرز الوجهات السياحية في العالم، بحسب الوزارة.
ستُطبّق الدول الأعضاء الأصغر هذا النظام بالكامل ابتداء من الأحد المقبل ، كذلك، ستُتاح لكل الدول مهلة حتى منتصف ابريل لتسجيل جميع المسافرين الواصلين إلى حدودها.
"بضع دقائق"
من المرجّح أن تكون الحدود مع المملكة المتحدة الأكثر خضوعا للمراقبة، إذ إنّ هذه الإجراءات ستُطبّق على مواطنيها أيضا، لأنّ بريطانيا لم تعد من الاتحاد الأوروبي.
وقد نبّهت السلطات البريطانية مواطنيها مُسبقا إلى أنّ "بضع دقائق" إضافية من الانتظار ستكون ضرورية لتمكين "كل مسافر" من عبور الحدود وفق النظام الجديد.
وأعلنت شركة "غيتلينك" المشغّلة لنفق المانش، وشركة "يوروستار" للسكك الحديد، عن استعدادهما لتطبيق النظام الجديد.
في هذه الحالات تحديدا، ستُنفَّذ الإجراءات قبل عبور الحدود، لا سيما في محطة سانت بانكراس في لندن وميناء دوفر. وقد رُكّبت أجهزة مخصصة لهذا الغرض.
وتؤكد المفوضية الأوروبية أن حملات توعية إعلامية ستُساهم في تسهيل تنفيذ هذا النظام، مشددة على أنّه "سيحدّ من الهجرة غير النظامية ويحمي أمن المواطنين الأوروبيين".
وتتمثل المرحلة التالية في إطلاق تصريح سفر رقمي، يُسمى ETIAS، في العام 2026.
على غرار النظام الإلكتروني لتصاريح السفر في الولايات المتحدة (ESTA)، أو ما يعادله في بريطانيا، سيُطلب من جميع مواطني الدول المعفاة من تأشيرات الإقامة القصيرة تعبئة نموذج رقمي قبل الوصول، ودفع رسوم رمزية تُناقش قيمتها حاليا.