اقتصادية قناة السويس بمعرض "حوار الهيدروجين" بألمانيا
تاريخ النشر: 6th, December 2024 GMT
شارك وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، خلال جولته الترويجية لجمهورية ألمانيا الاتحادية، كمتحدث رئيسي بحلقة نقاشية بعنوان: "شراكات الطاقة العالمية: بين الواقع والمأمول"، ضمن فعاليات قمة ومعرض "حوار الهيدروجين 2024" العالمية في نسختها الخامسة المنعقدة بمدينة نورنبرغ الألمانية؛ حيث يستعرض رئيس اقتصادية قناة السويس استراتيجية الهيئة نحو توطين صناعة الوقود الأخضر والصناعات المكملة والمغذية له، وكذلك الأنشطة والخدمات اللوجستية المصاحبة لهذه الصناعة مثل نشاط تموين السفن بالوقود الأخضر، التي نجحت الهيئة في تقديمها من خلال موانيها على البحرين المتوسط والأحمر.
و شارك بالحلقة النقاشية أ.د.م/ شهاب بودن، ، وزير التعليم العالي التونسي السابق، ود/ يورغن فريدريش، المبعوث الوزاري لمشاريع الهيدروجين، بوزارة الشؤون الاقتصادية والمناخ الألمانية، و توبياس جوتهارت، وزير الدولة للشؤون الاقتصادية والتنمية الإقليمية والطاقة البافارية، ود/ هوغلر كلاسن، مدير الطاقة والشؤون المناخية في شركة Aurobis AG، و كورنيليا مولر باجل، رئيسة قسم الغاز الأخضر، بشركة VNG AG.
وخلال كلمته بالحلقة النقاشية، أوضح رئيس اقتصادية قناة السويس أن الهيئة تمتلك قصص نجاح ملهمة في قطاع الوقود الأخضر؛ حيث كانت سباقة لتدشين أول مشروع للهيدروجين الأخضر خلال قمة المناخ COP27 في مصر، مشيرًا إلى أنه منذ هذا الوقت أخذت المنطقة الاقتصادية على عاتقها تقديم أوجه الدعم كافة لتوطين صناعة الوقود الأخضر والصناعات المغذية والمكملة له، والترويج للفرص الاستثمارية المتاحة بهذا المجال سواءً الألواح الشمسية أو توربينات الرياح وكذلك المحللات الكهربائية، وأغشية محطات التحلية، فضلًا عن اتخاذ خطوات فاعلة لتقديم الخدمات والأنشطة اللوجستية المعتمدة على الوقود الأخضر، مثل خدمات تموين السفن التي تقدمها الهيئة حاليًا من خلال موانيها، كما أكد على سعي الهيئة لتفعيل الاتفاقيات الإطارية الموقعة مع كبرى الشركات والتحالفات العالمية المتخصصة بصناعات وتطبيقات الهيدروجين الأخضر داخل الهيئة؛ حيث خصصت الهيئة مساحات بمنطقتي السخنة وشرق بورسعيد الصناعيتين التابعتين لها لتلك الصناعة الواعدة التي تعد محور ارتكاز التحول للاقتصاد الأخضر تحقيقًا لرؤية مصر 2030.
يذكر أن مؤتمر قمة ومعرض "حوار الهيدروجين" العالمي، يجمع صناع القرار والخبراء الدوليين من رجال الأعمال والمسؤولين والعلماء، وجميع المعنيين بسلسلة القيمة الكاملة لاقتصاد الهيدروجين؛ حيث يعزز هذا الحدث الحوار وتبادل المعرفة والتواصل بين الأطراف كافة من أجل دعم التكثيف الناجح لاقتصاد الهيدروجين في أوروبا، وكانت قمة 2023 قد شهدت نجاحًا ملحوظًا بحضور أكثر من 1500 مشارك، وممثلون من أكثر من 30 دولة، و48 عارضًا.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: قمة المناخ COP27 قناة السويس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس جمهورية ألمانيا الوقود الأخضر
إقرأ أيضاً:
تقلبات اقتصادية والهيدروجين الأخضر
تأثرت الدول النامية بشدة بأزمة الغذاء والطاقة بسبب الحرب الأوكرانية، ما فاقم من مشاكلها الاقتصادية، وتشير التقديرات إلى خسائر مباشرة وغير مباشرة على الأطراف يصل بعضها إلى 2.5 تريليون دولار.
في خضم صورة كئيبة للاقتصاد العالمي حصل تراجع واضح من الدول الغربية عن الاستثمار في الهيدروجين الأخضر، وتعزى الأسباب إلى ضعف الجدوى الاقتصادية بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج وصعوبة تأمين عقود شراء طويلة الأجل ما يجعل المشاريع غير مربحة، وشكوك حول الطلب لعدم وجود طلب صناعي كافٍ أو مستقر يقلل من حماس المستثمرين، وضغوط التكلفة؛ فتكاليف الهيدروجين الأخضر أعلى بكثير من الوقود الأحفوري، والدعم الحكومي غير كافٍ لسد الفجوة، وكذلك الضبابية التنظيمية والسياسية؛ فتغير السياسات الحكومية وعدم وجود معايير موحدة يزعزع ثقة المستثمرين، وتحديات البنية التحتية من نقص شبكات النقل والتخزين مما يعوق التوسع، وتراجع الطموحات الحكومية؛ ففي بعض الدول الغربية تراجع التركيز على أهداف الهيدروجين الأخضر تحديدا.
إن القطاع يواجه انتكاسة، والركود يضرب التوقعات، خاصة مع تزايد عدم اليقين وتناقض الخطاب البيئي مع الواقع الاقتصادي، ما يدفع الشركات والحكومات الغربية نحو إعادة تقييم استراتيجياتها والتركيز على حلول أكثر جدوى.
وبالمقابل هناك توجه اقتصادي عميق وكبير في الغرب نحو نماذج طاقة محلية فائقة الكفاءة، تديرها أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على موازنة الإنتاج والاستهلاك لحظيًّا، ومع توسيع قاعدة هذه الأنظمة ستتقلص الحاجة إلى أسواق طاقة دولية، وهو ما يجعل الرهان على مشاريع تصديرية ضخمة أقل جدوى وقيمة.
إنه توجه غربي عام نحو اقتصاد تتراجع فيه أهمية وسيطرة أسواق النفط والغاز والهيدروجين في تحديد مسارات القوة الاقتصادية المستقبلية. فالغرب لا يريد استيراد الهيدروجين والسبب الرئيسي أنه يعمل على تقليل احتياجاته للطاقة الخارجية وليس على نقل احتياجاته من الطاقة التقليدية إلى الهيدروجين ولا من منتج إلى منتج آخر.
في الشقيقة السعودية يتعثر مشروع مدينة نيوم، ويشتكي الساسة السعوديون بأن الغرب تراجع عن وعوده بشراء الهيدروجين الأخضر بعدما تم إنتاجه. وعندنا ألغت BP أحد عقودها الكبرى عن الهيدروجين الأخضر، ويشهد القطاع موجة من الإلغاءات والتأجيلات لمشروعات كبرى تجاوزت طاقتها 12.5 مليون طن سنويًّا من الهيدروجين الأخضر.
يتخوف الاقتصاديون الخليجيون أن يتم دفع الدول الخليجية للاستمرار في إنشاء مشاريع الهيدروجين الأخضر من ميزانياتها المحلية وسط ضغط نصائح غير بريئة من اقتصاديين عبر العالم عن أنه يمكن التعامل بسهولة مع نقل الأمونيا الخضراء، رغم أن عملية التحويل للأمونيا ثم العكس تؤدي إلى خسارة طاقة كبيرة، إضافة إلى أن الهيدروجين الأخضر بنفسه أغلى مرتين إلى 3 مرات من الرمادي؛ بسبب ارتفاع تكلفة الكهرباء المتجددة وضعف الإنتاج واسع النطاق حسب الخبراء.
وسط عدم اليقين الفعلي تزداد الإغراءات الخارجية بالاستثمار بالهيدروجين الأخضر، الخوف هو من تحميل الخليج مراحل التجارب المكلفة والباهظة، وتكاليف البنى الأساسية الباهظة، مما قد يضعف اقتصاداتها ويوقعها في أزمات مالية تؤثر على نموها الاقتصادي الحقيقي.
في عالم لم يعد بريئا فإن تقاطع مصالح العدو الأوحد مع بعض الأجندات الخارجية وارد جدا لإضعاف اقتصادات الخليج تمهيدا للشرق الأوسط الكبير.