الجزيرة:
2025-08-03@03:50:07 GMT

هل سيتدخلون لإنقاذ بشار الأسد؟

تاريخ النشر: 7th, December 2024 GMT

هل سيتدخلون لإنقاذ بشار الأسد؟

دعت السفارة الروسية في دمشق رعاياها الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إلى "مغادرة البلاد"، محذرة من الوضع العسكري والسياسي الصعب في سوريا.

هذا، وكان قد ذكر مصدر أميركي مطلع لوكالة بلومبيرغ الأميركية أن "روسيا ليست لديها خطة لإنقاذ الرئيس السوري بشار الأسد، ولا تتوقع ظهور خطة ما دام الجيش السوري يواصل التخلي عن مواقعه".

في هذا السياق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الخميس 5 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، إن "روسيا تراقب الوضع من كثب في سوريا، وتقيّم انطلاقًا من الوضع على الأرض حجم الدعم اللازم لها في مكافحة المسلحين، والقضاء على تهديدهم".

دلالات كثيرة من الممكن أن يأخذ بها المتابع من الموقف الروسي، الذي من المفترض أن يكون أكثر حزمًا فيما خصّ الدفاع عن النظام السوري الذي فتح المجال للتواجد الروسي في المنطقة، وتحديدًا على شواطئ البحر المتوسط، في ميناء طرطوس. لكنّ الروسي بات يدرك أن القرار اتخذ بمصير الأسد الذي بات أمام حلّ وحيد هو الرحيل.

لم يكن الأسد قارئًا جيّدًا للرسائل التي وجهت إليه، لهذا وقع في أخطاء أقل ما يُقال عنها أنها سترسم نهايةً لحكمه في سوريا. فإن رفضه ضبط الحضور الإيراني وحلفائه في سوريا على رأسهم حزب الله، وإصراره على تصنيف معارضيه بالجماعات الإرهابية، دون ملاقاتهم في منتصف الطريق للتباحث على مستقبل البلد، كان خطأ سيكلّف النظام ثمنًا يدفع به استمراريته في الحكم.

إعلان

يجد البعض أن الأسد بات مهددًا بالرحيل عن دمشق، إذ لا تحتاج إلا قراءة هادئة للموقف الروسي من خلال حديثه عن عدم وجود خطة لإنقاذ الأسد، إلى التحركات الروسية، لا سيما الحديث عن مغادرة بعض مدمراتها ميناء طرطوس، والطلب من مواطنيها مغادرة سوريا، جميعها مؤشرات تعجّل الرحيل، وتدفع نحو الاستعداد إلى المرحلة السورية فيما بعد الأسد.

لكنّ السؤال الذي يطرح ذاته، هل سيكون للأسد من متّسع من الوقت ليقول وادعًا، وعلى متن أي مدمرة أم طائرة سيغادر البلاد؟

ما إن وضعت الحرب الإسرائيلية على حزب الله في لبنان أوزارها وانتهت بتسوية برعاية أميركية الأربعاء 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، حتى أتت المفاجأة من الشمال السوري عندما قامت الفصائل المعارضة بشنّ هجوم واسع على محافظة حلب وغيرها من المحافظات. إذ أعلن الجيش السوري في وقت سابق أنه خسر حماة لحساب فصائل المعارضة التي دخلت المدينة.

"خربطات" الحرب في سوريا أتت على خارطة التوازنات في المنطقة التي رست منذ سنوات على "ستايكو" بين القوى الإقليمية الفاعلة في المنطقة. هذا ما أعطى استقرارًا بمكان ما للنظام السوري بقيادة بشار الأسد، حيث بسط نفوذه على ما يقدر بحوالي 60% من أراضي سوريا، بدعم روسي وإيراني واضح، رغم الخلافات بين القيادة الروسية والإيرانية التي ظهرت إلى العلن على نقاط كثيرة، لا سيما بعدما وضعت موسكو "فيتو" أمام طهران التي عمدت إلى فتح جبهة الجولان إسنادًا لحزب الله في لبنان.

تشظت الأوراق في سوريا وتطايرت من يد الأسد، أمام اللاعب التركي الذي أمل الرئيس رجب طيب أردوغان في أن "يتواصل تقدم مقاتلي المعارضة في سوريا من دون مشاكل". في دلالة على أن تركيا على ما يبدو غير منزعجة من الأحداث المتسارعة التي تصبّ لصالحها، بعدما ذهب النظام بعيدًا في خياراته، نحو فتح باب التواصل مع قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تصنفها أنقرة بأنها جماعة إرهابية.

إعلان

يقدم الطيران الروسي دعمًا جويًا واضحًا للنظام السوري، ومن المستنظر أن تلعب القوى الداعمة لبقاء الأسد – ليس محبة فيه، بل لأنّه يجسد مشروعها في المنطقة وعلى رأسها إيران وفصائلها – دورًا في مساندة الأسد.

إذ أطلق رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق، فالح الفياض، تصريحًا يعتبر فيه أن أمن واستقرار العراق مسؤولية الجميع، وأنه لا يمكن للعراق أن يغض النظر عما يحصل في سوريا.

أمور كثيرة سارعت في إسقاط ورقة الأسد، وفي جعله ورقة تفاوضية بيد موسكو، تبدأ من الموقف التركي المساند للفصائل والداعم لها، حيث إن روسيا تحتاج إلى أنقرة حليفة ثابتة معها في وجه الهجوم الغربي.

كما أن تركيا أبدت نيّة جيدة تجاه روسيا عندما رفضت مشاركة الغرب بفرض عقوبات على موسكو، وهي إلى الآن تقف حجر عثرة أمام تمادي حلف شمال الأطلسي تجاه روسيا. لهذا تجد موسكو أن من مصالحها تمتين العلاقة مع أنقرة حتى لو كلّف الأمر أن يكون الأسد رئيسًا لمحافظة دمشق، أو المساومة على رحيله مقابل ضمان مصالحها في المنطقة.

كان متوقعًا أن يشتعل الميدان في ظلّ تصاعد الحديث عن دخول الآلاف من حزب الله الحرب إسنادًا لبشار، مع أوراق تفاوضية على أكثر من طاولة مستديرة للاعبين الإقليميين، لتحديد مصير هذا الرجل الحاكم.

لكنّ ما لم يكن في الحسبان، هو التحول الذي قام به زعيم "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني (أحمد الشرع)، في إسقاط سرديات لطالما استخدمها النظام ومن معه، بإطلاق صفة الإرهاب على كل من يعارضه.

وفي مقابلة في صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، نشرت الجمعة 6 ديسمبر/ كانون الأول، أكد الجولاني أن هدف المعارضة هو كسر الأسد، وإقامة دولة المؤسسات، حيث قدّم مشروعًا أكبر لبناء سوريا، مؤكدًا أن الهيئة قد تتفكك في أي وقت، لأنها ليست غاية في ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة.

ضباب يسيطر على المشهدية في سوريا، ولاعبون كثر باتوا يتحركون في ساحة صراعها، مع الحديث عن دخول الدبابات الإسرائيلية بلدة القنيطرة السورية، لحماية حدودها في حال سقط النظام، ووصلت الفصائل إلى الحدود معها.

لهذا تبقى كافة الفرضيات مقبولة، حتى فرضية رحيل الأسد، حيث لن يجد يومها من يودعه أو يلوّح له يعِده بالعودة إلى سوريا مجددًا.

إعلان

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی المنطقة فی سوریا

إقرأ أيضاً:

باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل

أنقرة (زمان التركية) – سيلتقي المسؤولون السوريون والإسرائيليون في العاصمة الأذربيجانية، باكو، لبحث الوضع الأمني في جنوب سوريا.

وأفاد مصدر دبلوماسي في حديثه مع وكالة الأنباء الفرنسية أن اجتماع الوزراء السوريين والإسرائيليين سيُعقد اليوم الخميس.

ويأتي اجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ووزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي، رون ديرمر، بعد اجتماع مشابه عُقد في باريس الأسبوع الماضي.

وأضاف الدبلوماسي الذي رفض الإفصاح عن اسمه لحساسية الموضوع أن اللقاء سيتم عقب زيارة الشيباني إلى موسكو يوم الخميس.

تُعد زيارة الشيباني إلى موسكو أول اتصال مباشر للإدارة السورية الجديدة مع روسيا منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد، وكانت روسا أحد أبرز الداعمين لنظام الأسد.

ومن الناحية العملية، تُعد إسرائيل وسوريا في حالة حرب منذ عام 1948.

وسيركز اجتماع باكو على الوضع الأمني في جنوب سوريا. وذكر التلفزيون الرسمي السوري أن أجتماع باريس شهد بحث التطورات الأمنية الأخيرة ومحاولات احتواء التصعيد في جنوب سوريا.

وجاء اللقاء الأخير بين سوريا وإسرائيل عقب المواجهات العنيفة التي شهدتها مدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية في جنوب سوريا.

وفي بداية المواجهات، اشتبكت العشائر البدوية السنية مع الميليشيات الدرزية، غير أنه خلال فترة قصيرة تدخلت قوات النظام السوري وإسرائيل في الأحداث وزعمت الأخيرة أنها ترغب في حماية الدروز.

وشنت إسرائيل آنذاك غارات جوية على مقرات الجيش في دمشق وبالقرب من القصر الرئاسي.

وأعلنت الولايات المتحدة الداعمة للطرفين وقف إطلاق نار ليلة الثامن عشر من يوليو/ تموز.

وكان المسؤولون السوريون والإسرائيليون اجتمعوا في 12 يوليو/ تموز في باكو قبيل اندلاع الأحداث العنيفة في السويداء.

القواعد الروسية

تحتل إسرائيل هضبة الجولان السورية منذ عام 1967 وضمت المنطقة في عام 1981 عبر حملة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وبعد عام من حرب 1973، تم توقيع اتفاقية انفصال تؤسس منطقة عازلة بحماية الأمم المتحدة بين سوريا وهضاب الجولان المحتلة.

ومنذ الإطاحة بنظام الأسد، يتمركز الجنود الإسرائيليون في المنطقة العازلة ويشنون مئات الهجمات في سوريا.

وأقرت الإدارة السورية بعقد مباحثات غير مباشرة مع إسرائيل لخفض التوترات.

وأوضح المصدر الدبلوماسي أن الشيباني سيتوجه الخميس إلى روسيا وسيجتمع بالمسؤولين الروس لبحث عدد من القضايا من بينها القواعد الروسية داخل سوريا والتباحث بشأن شروط استمرار وجود القواعد وحقوق إدارتها.

وترغب موسكو في الحفاظ على القاعدة البحرية في طرطوس وقاعدة “حميميم” الجوية الواقعة بالقرب من مدينة اللاذقية.

وتعرضت موسكو لانتقادات عنيفة لدعمها نظام الأسد عسكريا في الحرب الأهلية في سوريا عام 2015 بشنها الكثير من الغارات الجوية على المناطق الخاصة لسيطرة المعارضة متسببة في مقتل الآلاف من المدنيين.

وبعد الإطاحة بنظام الأسد، لم تقطع الإدارة السورية الجديدة علاقاتها مع روسيا والتقى نائب وزير الخارجية الروسية آنذاك، ميخائيل بوغدانوف،  بالرئيس السوري، أحمد الشرع، في يناير/ كانون الثاني الماضي في دمشق.

هذا وأوضح المصدر الدبلوماسي أنه من المخطط بحث دعم التعاون الثنائي وإعادة إحياء العلاقات الدبلوماسية والأمنية والخطوات المتعلقة بالأمن الداخلي والمقاتلين الأجانب خلال زيارة الشيباني إلى موسكو.

Tags: أسعيد الشيبانيالتطورات في سورياالسويداءالعلاقات السورية الروسيةالغارات الاسرائيلية على سورياالمباحثات الروسية الإسرائيليةزيارة الشيباني إلى روسيا

مقالات مشابهة

  • مراسل سانا: افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بحضور وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف وممثلين عن صندوق قطر للتنمية
  • فوق السلطة: مغنٍ يكشف سرا عن بشار وماهر الأسد والفرقة الرابعة
  • تحريك أول دعوى جنائية بحق شخصيات بارزة في نظام بشار الأسد
  • لافروف يلتقي نظيره السوري في موسكو ويدعو الشرع لحضور القمة الروسية العربية
  • مبعوث ترامب إلى المنطقة يزور غزة للتأكد من وجود مجاعة
  • من الحليف إلى الشريك..روسيا تبحث عن سوريا ما بعد الأسد
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك ما نعرفه
  • روسيا تنفض يدها من الدم السوري وتصافح الإدارة الجديدة.. نخبرك مع نعرفه
  • باكو تستضيف جولة مباحثات جديدة بين سوريا وإسرائيل
  • أنباء عن ظهور إعلامي قريب لرئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد