الرئيس السوري السابق بشار الأسد (بروفايل)
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
يمن مونيتور/ بلومبيرغ
بشار الأسد، الرئيس السوري الذي ورث السلطة عام 2000 بوعود بالإصلاح، ولكنه قمع معارضيه بوحشية في حرب أودت بحياة مئات الآلاف، قد أُطيح به في تقدم خاطف للمتمردين، وفقاً للتلفزيون الرسمي.
وبحسب تقارير متعددة، فقد فر الأسد من دمشق مع دخول قوات المعارضة بقيادة إسلامية إلى العاصمة، منهية بذلك أكثر من نصف قرن من حكم عائلته.
ولم تتضح وجهته على الفور وأشارت تقارير من رويترز ومجموعة غير حكومية تتابع الحرب في سوريا إلى أن طائرة الأسد غادرت مطار العاصمة قبل فترة وجيزة من سيطرة المتمردين عليها.
حاكم غير متوقع
وُلد بشار حافظ الأسد في 11 سبتمبر 1965 في دمشق، وهو الطفل الثالث والابن الثاني لحافظ الأسد وأنيسة مخلوف.
تعود جذور العائلة إلى الطائفة العلوية، وهي جزء صغير من المدرسة الشيعية في الإسلام.
كان والده ضابطاً في القوات الجوية، وساهم في انقلاب عام 1963 الذي أوصل حزب البعث الاشتراكي إلى السلطة، قبل أن يستولي على الحكم بانقلاب عسكري أبيض عام 1970.
نشأ الأسد في العاصمة وتخرج من كلية الطب بجامعة دمشق عام 1988، وفقاً لسيرته الذاتية الرسمية، وبفضل إجادته للغة الإنجليزية، تلقى تدريباً متقدماً كطبيب عيون في لندن عام 1994 عندما توفي باسل، الاختيار الأول لوالده لخلافته وعاد الأسد إلى سوريا ليتم إعداده لقيادة البلاد.
تولى الأسد الحكم الاستبدادي في سن الرابعة والثلاثين، متعهداً بالسير على طريق الإصلاح والانفتاح الاقتصادي.
صورة شبابية
رحب العديد من السوريين والقادة العرب والغربيين بالأسد في البداية، حيث أظهر صورة شاب يسعى لتخفيف القبضة الحكومية.
كسر الأسد الخطوط الطائفية بالزواج من أسماء الأخرس، وهي مسلمة سنية وابنة مغتربين سوريين نشأت في بريطانيا ورزقا بولدين، حافظ (2001) وكريم (2004)، وبابنة زين (2003).
تميزت أسماء، الحاصلة على شهادة من كلية كينغز في لندن والتي عملت ثلاث سنوات في بنك جيه بي مورغان، بلمسة شعبوية مغايرة لنهج حافظ البعيد والمتقشف ودعمت حقوق المرأة والتعليم محلياً، وحظي الزوجان باستقبالات رسمية في الدول العربية والأوروبية.
في الأشهر الأولى من رئاسته عام 2000، أمر الأسد بالإفراج عن 600 سجين سياسي، كان بعضهم أعضاء في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
تغير النبرة
بعد حوالي عام من رئاسته، قمع النظام حركة الديمقراطية، واعتقل قادتها بتهم تراوحت بين محاولة تغيير الدستور إلى التحريض على النزاعات الطائفية.
وفي عام 2005، أصدرت جماعات المعارضة إعلاناً طالبت فيه بانتخابات برلمانية حرة ومؤتمر وطني حول الديمقراطية وإنهاء القوانين القمعية ورد الأسد بسجن الموقعين البارزين.
أسلحة كيميائية
في عام 2013، اتهمت الولايات المتحدة الأسد بقتل أكثر من 1400 شخص قرب دمشق باستخدام غاز السارين.
في المقابل، حمّل نظام الأسد الهجوم للجماعات المتطرفة، لكنه وافق على خطة أمريكية-روسية لتسليم أسلحته الكيميائية.
إيران وروسيا
دعمته إيران وروسيا بالأموال والقوات والأسلحة. وفي عام 2015، تدخلت روسيا لصالح الأسد، مما ساعده على وقف تقدم المعارضة واستعادة الأراضي.
بحلول عام 2020، تمكنت القوات الموالية للأسد، بمساعدة روسيا وإيران وحزب الله اللبناني، من تقليص أراضي المعارضة.
المجتمع النازح
قُتل الأسد أكثر من 600 ألف شخص في الحرب الأهلية السورية حتى مارس 2024، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، ونزح أكثر من نصف سكان سوريا قبل الحرب، والبالغ عددهم 23 مليوناً، داخلياً أو إلى دول أخرى، مما جعلها واحدة من أخطر أزمات اللاجئين منذ الحرب العالمية الثانية.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: بشار الأسد سوريا نظام الأسد أکثر من
إقرأ أيضاً:
المعارضة الإيرانية في ظل الحرب مع إسرائيل.. هل ستنجح في إسقاط النظام؟
تواجه المعارضة الإيرانية تحديات كبيرة في ظل التصعيد الإقليمي والانقسامات الداخلية، مع تردد الشارع الإيراني في الخروج رغم الضغوط الاقتصادية والسياسية وتصاعد الانتقادات ضد النظام. اعلان
تواجه جماعات المعارضة الإيرانية الداخلية والخارجية لحظة محورية في ظل التصعيد العسكري الإقليمي، لكنها تبقى منقسمة وغير مستعدة لإطلاق تحركات جماهيرية في الوقت الحالي، رغم نفورها من النظام الحاكم.
تشن إسرائيل ضربات تستهدف أجهزة الأمن الإيرانية، بينما تشير مؤشرات إلى استعداد الجماعات الانفصالية الكردية والبلوشية في المناطق الحدودية لتصعيد الأوضاع داخليًّا.
تعتبر الجمهورية الإسلامية اليوم أكثر هشاشة مما كانت عليه منذ الثورة عام 1979، لكن أي تحدي حقيقي لحكمها سيحتاج إلى انتفاضة شعبية واسعة، وهو أمر ما زال محل جدل بين القوى المعارضة.
دعوات للتغيير من الداخل والخارجأعلن رضا بهلوي، نجل الشاه الراحل والمقيم في الولايات المتحدة، خلال مقابلات إعلامية هذا الأسبوع، رغبته في قيادة عملية انتقال سياسي، واصفًا الوضع الحالي بأنه "فرصة تاريخية" لتغيير النظام.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إنهاء النظام الإيراني هو أحد أهداف الحرب، مشيرًا إلى أن إسرائيل "تمهد الطريق لتحقيق حريتكم"، في رسالة موجهة إلى الشعب الإيراني.
خوف الشارع من التصعيدفي الداخل الإيراني، حيث اعتاد النظام على كبح أي صوت معارض، أعلنت قوات الباسيج أنها وضعت وحداتها في حالة تأهب، وقال محمد أمين، وهو عضو في الباسيج في مدينة قم، إن وحدته وضعت في أعلى جاهزية لـ "استئصال الجواسيس الإسرائيليين وحماية النظام".
في حين أشار نشطاء إلى أن الضربات الإسرائيلية، رغم استهدافها للهياكل الأمنية التي سحقت احتجاجات سابقة، أدت إلى حالة من الخوف والارتباك بين المواطنين العاديين، الذين عبروا عن غضبهم من الطرفين، الإيراني والإسرائيلي.
وصرّحت الناشطة أتينا دائمي، التي قضت ست سنوات في السجون الإيرانية قبل أن تغادر البلاد: "كيف يُتوقع من الناس أن يخرجوا إلى الشوارع؟ في ظروف مرعبة كهذه، يركز الناس فقط على إنقاذ أنفسهم وعائلاتهم وأصدقائهم وحتى حيواناتهم الأليفة".
أيدت الناشطة نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، تصريحات دائمي، وكتبت في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي ردًّا على دعوة إسرائيل للمدنيين لإخلاء أجزاء من طهران: "لا تدمروا مدينتي".
Relatedالحرب مع إسرائيل والداخل الإيراني: هل تكرّس سيطرة النظام أم تسرّع بنهايته؟ نووي إسرائيل.. ماذا نعرف عن الترسانة "الغامضة" للدولة العبرية؟ولأوروبا أيضا صوت يُسمع وسط ضجيج الحرب بين إيران وإسرائيل.. جهودٌ لنزع فتيل الانفجاراحتجاجات 2022.. صدى خافت اليومناشطان إيرانيان كانا ضمن مئات الآلاف الذين شاركوا في الاحتجاجات الواسعة قبل عامين إثر وفاة مهسا أميني أثناء احتجازها، أعربا عن عدم نيتهما المشاركة في احتجاجات جديدة حاليًا.
وقالت طالبة جامعية في شيراز (تحتفظ بهويتها خوفًا من الانتقام): "بعد انتهاء الإضرابات سنرفع أصواتنا، لأن هذا النظام مسؤول عن الحرب".
وأضافت أخرى فقدت مكانها الجامعي وسُجنت خمسة أشهر بعد احتجاجات 2022، أنها تؤمن بتغيير النظام، لكن الوقت لم يحن بعد للخروج إلى الشوارع.
أكدت أنها لا تخطط هي وأصدقاؤها لتنظيم مسيرات أو الانضمام إليها، ورفضت الدعوات من الخارج للتظاهر، مشيرة إلى أن "إسرائيل ومن يسمون بقادة المعارضة في الخارج لا يفكرون إلا في مصالحهم الخاصة".
المعارضة الخارجية.. انقسامات وتاريخ معقدمن بين القوى المعارضة الرئيسية خارج إيران توجد منظمة مجاهدي خلق، وهي فصيل ثوري كان له دور في السبعينيات، وتعرض لانتقادات واسعة بسبب انحيازه إلى العراق خلال الحرب الإيرانية – العراقية (1980-1988)، واتهامات بارتكاب انتهاكات داخل معسكراتها، وهو أمر تنفيه المنظمة.
تترأس مريم رجوي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يرتبط بعلاقات مع بعض السياسيين الغربيين، وكررت خلال منتدى في باريس هذا الأسبوع رفضها لأي عودة للنظام الملكي، قائلة: "لا الشاه ولا الملالي".
محطات الاحتجاجات الوطنيةلا يزال مستوى الدعم الداخلي لهذه الجماعات المعارضة غير واضح. وبينما يشعر البعض بالحنين لعهد ما قبل الثورة، فإن تلك الفترة لا يتذكرها معظم الشباب الإيراني اليوم.
وشهدت إيران موجات احتجاجات وطنية متعددة حول قضايا مختلفة: في 2009، احتج المواطنون على ما وصفوه بـ "سرقة الانتخابات الرئاسية". وفي 2017، ركزت الاحتجاجات على الظروف المعيشية الصعبة، بينما اندلعت في 2022 احتجاجات نسائية على خلفية وفاة مهسا أميني.
فيما يزال مير حسين موسوي، المرشح الرئاسي السابق الذي اتهم بالتزوير في انتخابات 2009، رهن الإقامة الجبرية منذ سنوات، وهو الآن في الثالثة والثمانين من عمره. وكان يدعو إلى إصلاح النظام وليس إسقاطه، وهو ذات الهدف الذي عبر عنه العديد من المحتجين في الحركات اللاحقة.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة