لماذا يرتهن البعض للخارج ويتخلون عن دينهم وهويتهم الوطنية؟
تاريخ النشر: 8th, December 2024 GMT
شاهر أحمد عمير
في ظل الأوضاع الحالية التي يعيشها الشعب اليمني من تحديات متزايدة نتيجة للعدوان المُستمرّ، يبرز تساؤل هام: ما الذي يجعل بعض اليمنيين يتخلون عن دينهم وهويتهم، ويصبحون أدوات في يد المحتلّ؟ كيف وصل هؤلاء إلى حالة من الخضوع والارتهان للخارج؟ وكيف أصبحوا يصفقون لمن يقتل أبناء وطنهم، وهم الذين كان يفترض أن يكونوا على درب العزة والكرامة؟ هذه الأسئلة تفتح الباب لفهم واقع مرير، حَيثُ كانت السنوات الماضية تحمل بين طياتها ممارسات سياسية واجتماعية سعت إلى تفريغ المجتمع من وعيه وكرامته.
إن ما يعيشه بعض اليمنيين اليوم في المناطق المحتلّة من خضوع وانصياع للمحتلّ ليس حدثًا طارئًا، بل هو نتاج عمل طويل الأمد استهدف تدمير الهوية الوطنية والدينية لهذا الشعب، على مدار سنوات كانت الأنظمة العميلة تسعى لإفراغ العقول من قيم الحرية والكرامة، وإحلال ثقافة الخضوع والانكسار محلها، كان الهدف هو إعداد جيل ينفصل عن جذوره وهويته، ويصبح سهل الاستغلال، ويقبل بالخضوع للأعداء على أنه قدر لا مفر منه، في هذا السياق، أصبح البعض في الداخل أدَاة للعدو، يتبعون مصالحه وينفذون مخطّطاته، رغم أنه كان من المفترض أن يكونوا الأوائل في مقاومة الاحتلال والظلم.
بينما المناطق المحرّرة بفضل الله وفضل القيادة الحكيمة للسيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي حفظه الله، شهدت تحولًا كَبيرًا في مسار الشعب اليمني، هذه المناطق لم تعد مسرحًا للخيانة أَو الخضوع، بل أصبحت معاقل للمقاومة والكرامة.
المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد -حفظه الله- هي التي أعادت للشعب اليمني عزته وكرامته، وعززت من هويته الوطنية والدينية؛ فقد قام السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي -حفظه الله- ببناء جيل جديد متمسك بالقيم الإسلامية، بعيدًا عن التبعية للعدو والمحتلّ، في هذه المناطق، يتحدى الشعب اليمني العدوان بكل ما أوتي من قوة، رافضًا الخضوع أَو الاستسلام.
لقد شهدت المناطق المحرّرة نهضة حقيقية في الوعي الوطني، حَيثُ عاد الناس إلى القرآن الكريم ومبادئه، وعادت لهم روح العزة والكرامة التي أراد العدوّ طمسها، اليوم يدافع أبناء هذه المناطق عن وطنهم ومقدراتهم، ويحاربون المشروع الاستعماري بكل ما لديهم من طاقة وإيمان، الشعب اليمني في هذه المناطق ليس في حالة انكسار أَو خضوع، بل في حالة فخر واعتزاز بالمبادئ التي يلتزم بها، تحت قيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله.
اليوم، يجب أن نركز جهودنا على بناء جيل جديد يمتلك الوعي الكافي ليحمي وطنه وهويته من أية محاولات للغزو الفكري أَو الاحتلال.
إن ما يواجهه اليمن اليوم من معركة حقيقية ضد العدوان لا يقتصر فقط على الساحات العسكرية، بل يشمل معركة فكرية وثقافية تتطلب تضافر الجهود من الجميع لحماية المبادئ والقيم التي تجعل من اليمن وطنًا حرًا ومستقلًا.
إن تسليمنا المطلق بقيادة السيد القائد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، حفظه الله، الذي قاد هذه المسيرة العظيمة، يعد ركيزة أَسَاسية في هذه المعركة؛ فقد أكسب الشعب الوعي الحقيقي الذي جعله يقف بشجاعة في مواجهة أعدائه، تحت قيادته، تمكّن الشعب اليمني من إعادة بناء هويته الوطنية والدينية التي كانت مهدّدة بالزوال؛ بسَببِ محاولات الطمس المُستمرّة، واليوم تقف اليمن بكل فخر وعزة، تؤكّـد للعالم أجمع أن إرادَة الشعوب الحرة لا يمكن كسرها، مهما كانت الضغوط.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السید القائد الشعب الیمنی هذه المناطق حفظه الله
إقرأ أيضاً:
لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن؟.. 5 أسباب عليك معرفتها
لاشك أن الاستفهام عن لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن ؟، يفتح إحدى بوابات الأسرار لهذه السورة القرآنية الكريمة، والتي هي كلام الله تعالى ، ومن ثم تسترعي الانتباه دون استهانة أو غفلة، فلا يُسمح التفريط في نفحات ورحمات الله جل وعلا المنزلة في سور القرآن بل وفي كل حرف من حروفه ، ومن ثم ينبغي معرفة لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن ؟، لعل فيه دلالة على فضلها ونفحاتها ، ومن ثم فإن معرفة لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن ؟، قد تزيد من الحرص عليها واغتنام فضلها.
ورد عن مسألة لماذا سميت سورة الرحمن بعروس القرآن ؟، أنه ذُكِر في عدد من الكُتب أنّ الاسم الثاني لسورة الرحمن هو عروس القرآن؛ واستدلّوا على ذلك بما ورد عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الضعيف أنّه قال: (عروسُ القرآنِ الرحمنِ).
وقد فُسِّرت التسمية من عدّة وجوه، منها : الوجه الأول: تشبيه سورة الرحمن بالعروس من حيث الزينة؛ فكما أنّ العروس تتزيّن بالحليّ والملابس الفاخرة، فإنّ القرآن يتزيّن بسورة الرحمن التي ذكرت نِعَم الله -تعالى- على خَلْقه.
وجاء الوجه الثاني: تسميتها بالعروس؛ لأنّ المسلم عندما يقرؤها ويُكرّر قوله -تعالى-: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، تتّضح له هذه النِّعَم، فيصل إلى مطلوبه في حُبّ المُنعِم -سبحانه وتعالى- تماماً كما يحصل مع العروسَين. الوجه الثالث: إطلاق اسم العروس عليها من باب المدح والثناء عليها، وليس من باب تسميتها بذلك من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-.
سورة الرحمنوتعد سورة الرحمن هي إحدى سُور القرآن الكريم، وهي السورة الوحيدة التي بدأت باسم من أسماء الله الحُسنى دون أن يكون قبله كلام، وقد تكرّرت فيها الآية التي تُبيّن الامتنان والتعظيم لله في إحدى وثلاثين مرة، وهي قوله تعالى: (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ). وهي السورة الخامسة والخمسون في ترتيب المصحف العثمانيّ، كما أنّها من أوائل السُّور التي نزلت على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
وقال جمهور الفقهاء والتابعين إنّها سورة مكّية؛ ودليل ذلك ما ورد عن أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنها- من أنّها قالت: (سمعتُ رسولَ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقرأُ وَهوَ يصلِّي نحوَ الرُّكنِ قبلَ أن يَصدَعَ بما يُؤمَرُ والمشرِكونَ يسمعونَ فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ)، وعدد آياتها ثمانٍ وسبعون آية.
مقاصد سورة الرحمن وموضوعاتهاتناولت سورة الرحمن عدّة موضوعات، وكانت لها مقاصد مُتعدِّدة، منها : دلَّت سورة الرحمن من اسمها على مقصودها؛ فالرحمن هو الذي تعمّ رحمته، ويعمّ امتنانه على الخلائق، ممّا يجعلهم يطمعون في نعمائه، ويخافون من انتقامه، وانقطاع إحسانه.
وبيّنت سورة الرحمن من خلال عدّها لنِعَم الله -تعالى- أعظم نِعمة مَنَّ الله بها على البشر؛ وهي نعمة تعلُّم الدِّين، وفي مُقدّمتها تنزيل القرآن الكريم، وتعليمه، ثمّ ذكرت خَلْق الإنسان، وتميُّزه بالعقل تِبعاً لذلك.
دمجت سورة الرحمن بين تعداد نِعم الله -تعالى- على الناس، وقدرته -سبحانه وتعالى-، وإتقان صُنعه، وتناولت خَلْق الجنّ، وإثبات الجزاء لهم. نوّهت سورة الرحمن إلى موضوع العدل؛ وذلك بإعطاء أصحاب الحقوق حقوقهم؛ بما أعدّه الله -سبحانه وتعالى- للمُتَّقين من الثواب والنعيم، وبما أعدّه لغير المؤمنين من العقاب.
وذكرت مَنّ الله -تعالى- على الإنسان بنعمتَي العقل، والعلم. وصفت سورة الرحمن الجنّة وَصفاً دقيقاً، وبيّنت أنّ هناك مرتبتَين في الجِنان؛ إحداهما أعلى من الثانية؛ ليتناسب العُلوّ في الجنّة مع حال المؤمن في رِفعة إيمانه.
أبرزت سورة الرحمن أنّ الله -تعالى- هو وحده الدائم الباقي ذو الجلال والإكرام، وكلّ ما على الأرض إلى زوالٍ، وفناءٍ، و بيّنت سورة الرحمن أنّ كلّ من في السموات والأرض يتوجّهون إلى الله -تعالى- في طلب ما يحتاجون إليه، والله في كلّ يوم له شؤون كثيرة في خَلْقه.
وصوَّرت سورة الرحمن موقف الحساب يوم القيامة، وأنّه سيكون بِيَد الله -تعالى- وحده؛ فهو الملك والحَكَم الواحد القهّار الذي لا يستطيع أحد أن يهرب من عقابه؛ لأنّه لا سُلطان إلّا إليه في ذلك الموقف العظيم، قال -تعالى-: (يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ فَانفُذُوا لَا تَنفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطَانٍ).
وَعَظت سورة الرحمن الناس؛ بتذكيرهم بفنائهم، وأنّهم مُحاسَبون، وسيُجزَون على أعمالهم، ثمّ خُتِمت السورة بالثناء على الله -تعالى-، وتعظيمه، وذلك بقوله -تعالى-: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ).
مُميِّزات سورة الرحمنالأسلوب البديع من حيث اللغة العربيّة؛ فقد ورد فيها أسلوب التكرار لبعض الآيات، والتعداد للنِّعَم.الأسلوب الجميل من حيث الترغيب والترهيب؛ فقد حذّرت السورة من حال غير المؤمنين يوم القيامة، وأسهبت في ذِكر نعيم المُتَّقين.النَّسق الخاصّ، والإعلان العامّ بآلاء الله -تعالى-؛ بحديثٍ مُوجَّه للإنس والجنّ، وتحدّيهما بتكذيب هذه النِّعم.بدا جمال سورة الرحمن جليّا من تناسق كلماتها وتناغم صياغتها الذي يأخذ بمجامع القلوب، وقد ذكر الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن ما رُويَ من أنّ قيس بن ثابت أسلم متأثراً بجميل آياتها وجلال وقعها على النفس.الشمول والوضوح؛ فقد جمعت السورة بين ذِكر النِّعَم الجليلة الدائمة، والنِّعَم الصغيرة المُتجدِّدة، وبيان حَقّ شُكرها.فضل سورة الرحمنذُكِرت فضائل بعض السُّور في السنّة النبويّة، إلّا أنّ الفضائل التي ذُكِرت في ما يتعلّق بسورة الرحمن كانت قليلة، والأحاديث التي وردت فيها ضعيفة، حتى الحديث الذي ذكر بأنّها تُسمّى (عروس القرآن) يُعَدّ حديثاً ضعيفاً؛ وهو ما رُوِي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (لكلِّ شيءٍ عروسٌ، وعروسُ القرآنِ الرحمنِ).
وقد ورد فيها حديث آخر حسن، إلّا أنّه لا يتحدّث عن فَضلها؛ وهو قوله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خرجَ رسولُ اللَّهِ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ- على أَصحابِهِ، فقرأَ عليهم سورةَ الرَّحمنِ من أوَّلِها إلى آخرِها فسَكَتوا فقالَ: لقد قرأتُها على الجنِّ ليلةَ الجنِّ فَكانوا أحسَنَ مردودًا منكم، كنتُ كلَّما أتيتُ على قولِهِ فَبِأيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ قالوا: لا بشَيءٍ من نِعَمِكَ ربَّنا نُكَذِّبُ فلَكَ الحمدُ).