لجريدة عمان:
2025-07-01@09:36:57 GMT

الوعي باللحظة السورية الحرجة

تاريخ النشر: 9th, December 2024 GMT

الوعي باللحظة السورية الحرجة

لا أحد يستكثر على السوريين فرحتهم بـ«سوريا الجديدة» التي يتحدثون عنها بعد رحيل الرئيس؛ فخيارات الشعوب تستحق الاحترام والتقدير، وهي وحدها القادرة على استئناف تاريخها والحفاظ على مكتسباتها سواء فـي سوريا أو فـي أي مكان فـي العالم، وقوة الشعب وتماسك نسيجه الاجتماعي والتفافه حول الوحدة الوطنية هو الضمان الأساسي لقوة الدولة وقدرتها على البقاء والصمود.

. ولكن لا يجب أن تُنسي الفرحة المأخوذ بها الجميع فـي سوريا وخارجها السوريين حقيقة ما يحدث حولهم، وأطماع الأعداء الكثر المتربصين بسوريا والتي يرونها الآن لقمة سائغة من السهل ابتلاعها فـي ظل غياب الجيش ومؤسسات الدولة، وتواري الحلفاء إلى جوار مصالحهم، وانكفاء الدول العربية الغائبة عن أي مستوى من مستويات الفعل العربي. كما لا يجب أن ينسى السوريون حقيقة ما حدث، وكيف حدث وبسلاح من حدث والسياق التاريخي الذي حدث فـيه كل شيء منذ 2011 ولغاية اليوم فهذا وحده القادر على بناء تصور دقيق للأحداث ومساراتها ومآلاتها. يبدو سقوط الأنظمة سهلًا حتى لو جاء بعد سنوات طويلة من المحاولات، ولكنّ الصعب والأخطر هو ما يحدث بعد ذلك. سواء على مستوى إعادة بناء الدولة وبناء مؤسساتها أو على مستوى احتواء الأحقاد التي تشكلت عبر الزمن سواء كانت أحقادًا حقيقيةً أم أحقادًا بناها الضخ الطائفـي والمذهبي عبر سنوات طويلة من الاستقطاب.

وإذا كانت الشعوب تملك القدرة على استئناف تاريخها متى ما كانت تملك الإرادة فإن سبيل ذلك فـي سوريا الآن هو تجاوز أحقاد الماضي واستقطاباته، والنظر بشكل حقيقي نحو المستقبل، وليس نحو مظالم الماضي، وعدم الانزلاق فـي ما انزلقت إليه دول عربية أخرى مثل: العراق وليبيا والتي عاشت سنوات صعبة جعلتها تتمنى عودة الماضي من شدة بؤس ما عاشته فـي حاضرها المؤلم.

وحدة الأراضي السورية أهم تحد يبرز الآن أمام السوريين دون استثناء وسوريا بكل تاريخها أمانة فـي أعناق جميع السوريين، ولا يجب أن تأخذهم ثنائية الفرحة باللحظة مهما كانت ملتبسة، ولا الحقد على الماضي مهما كان مؤلمًا فـي السماح بتقسيم سوريا بأي شكل من الأشكال فسوريا يجب أن تبقى موحدة، ولجميع المذاهب وجميع القوميات وجميع الديانات وتاريخها للجميع وحاضرها للجميع ومستقبلها للجميع وأي تفريط فـي هذا من شأنه أن يدخل سوريا فـي احتراب عنيف لن ينتهي إلا بتدميرها وهي محاطة بأعداء يتربصون بها ويعملون ليل نهار على تفتيتها وتقسيمها. حفظ الله سوريا ووقاها شر المؤامرات وشر الصفقات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یجب أن

إقرأ أيضاً:

جامعة القاهرة تُطلق أول جهاز تنفس صناعي مصري بالتعاون مع "الصناعة الوطنية"

في إنجاز وطني غير مسبوق، نجحت مصر في تطوير أول جهاز تنفس صناعي مخصص للرعاية الحرجة بتصميم وتنفيذ محلي بالكامل، بعد حصول جهاز "EZVent" المطور من قبل شركة "عز ميديكال" على الترخيص التجاري من هيئة الدواء المصرية، ليصبح بذلك أول جهاز تنفس صناعي مصري يُنتج وفقًا للمعايير الدولية للأداء والسلامة.

بدأت ملامح المشروع من داخل أروقة كلية طب قصر العيني – جامعة القاهرة، حينما تقدمت شركة "عز ميديكال" بمقترح تطوير جهاز تنفس صناعي محلي الصنع، الأمر الذي قوبل بترحيب واسع من الكلية، لما لمسته من جدية واحترافية عالية من الشركة في التعامل مع الفكرة وتطبيقها.

وسرعان ما بدأ التنسيق المشترك لتأسيس خارطة طريق واضحة تدمج بين الخبرة السريرية المتقدمة التي تمتلكها قصر العيني، والإمكانيات التصنيعية والتقنية التي توفرها "عز ميديكال". وانطلقت المرحلة الأولى بتنظيم دورة تدريبية مكثفة لفريق المهندسين والفنيين من الشركة داخل مركز التعليم المتطور (LRC) بالكلية، تحت إشراف نخبة من المتخصصين في الرعاية الحرجة، بهدف إكساب الفريق الفني المفاهيم الدقيقة للتهوية الميكانيكية وأساليب استخدام أجهزة التنفس الصناعي.

أعقب التدريب تنفيذ تجارب ما قبل السريرية على حيوانات التجارب داخل مركز التعليم المتطور، بعد الحصول على كافة الموافقات الرسمية من جامعة القاهرة واللجان الأخلاقية المختصة. وجاءت نتائج هذه التجارب مشجعة للغاية، لتفتح الطريق أمام المرحلة الأهم وهي البحث السريري على المرضى.

جرى تنفيذ البحث السريري داخل وحدة الرعاية المركزة بقصر العيني، تحت إشراف الأستاذ الدكتور ياسر نصار كباحث رئيسي، بمشاركة الدكتور محمد جمال الأنصاري وعدد من الأطباء والأساتذة بقسم طب الحالات الحرجة، حيث تم اختبار الجهاز على المرضى ومقارنة أدائه بأجهزة التنفس الصناعية القياسية المستخدمة عالميًا.

وبحسب نتائج الأبحاث، والتي تم نشر جزء منها فيالمجلةالدولية "HELION"، أثبت جهاز "EZVent" كفاءة عالية في تقديم تهوية ميكانيكية مستقرة وآمنة، دون ظهور أية آثار جانبية أو تغيرات فسيولوجية ضارة على المرضى، مما يؤكد قدرته على تلبية احتياجات وحدات الرعاية الحرجة بكفاءة تضاهي مثيلاتها المستوردة.

دعم كامل من جامعة القاهرة وقياداتها

وأكد  الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، أن هذا المشروع يعكس بوضوح الرؤية الاستراتيجية للجامعة في دعم البحث العلمي التطبيقي الموجه لخدمة القضايا الوطنية، وفي مقدمتها توطين الصناعة الطبية. وأوضح أن الجامعة تسعى باستمرار إلى تحويل مخرجات البحث العلمي إلى تطبيقات عملية، تُسهم في تحسين جودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطن، وتُقلل من الاعتماد على الاستيراد.

الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة

 

وأضاف عبد الصادق:"نحن فخورون بأن تكون جامعة القاهرة حاضنة لهذا الإنجاز الذي يُجسد معنى التكامل بين الجامعة والصناعة، وهو توجه نعمل على تعزيزه في جميع كليات الجامعة. إن نجاح جهاز EZVent ليس فقط نجاحًا أكاديميًا أو صناعيًا، بل هو رسالة بأن العقول المصرية قادرة على الإبداع والابتكار متى توافرت البيئة الحاضنة والدعم المؤسسي."

ومن جانبه، أكد  الدكتور حسام صلاح مراد، عميد كلية طب قصر العيني ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، أن المشروع يُعد نموذجًا رياديًا للتعاون بين التعليم والبحث والصناعة، وقال:

الدكتور حسام صلاح مراد عميد كلية طب قصر العيني

 

"منذ اليوم الأول لهذا المشروع، كان لدينا إيمان حقيقي بقدرة الكوادر المصرية على إنتاج جهاز تنفس صناعي بمواصفات عالمية. وقد وفّرت قصر العيني كل الإمكانات العلمية والسريرية، بدءًا من التدريب، ومرورًا بالتجارب المعملية، وصولًا إلى الدراسات السريرية، بإشراف علمي صارم وتوثيق دقيق."

وأضاف مراد أن المشروع شهد مشاركة واسعة من فريق طبي متكامل يضم أساتذة وحدة الحالات الحرجة، وشباب الأطباء، وفرق التمريض، والفنيين، إلى جانب باحثين من خارج الكلية، مما رسخ مفهوم العمل الجماعي والتشاركية في الابتكار الطبي.

يمثل نجاح مشروع EZVent خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في المعدات الطبية عالية الحساسية، خاصة في ظل التحديات العالمية التي أثّرت على سلاسل الإمداد. ويأتي هذا الإنجاز في إطار حرص جامعة القاهرة على تعظيم دور البحث العلمي في خدمة المجتمع، ودعم سياسات الدولة المصرية نحو التصنيع المحلي، وتحقيق الأمن الصحي.

ويأمل القائمون على المشروع في أن يكون "EZVent" هو البداية فقط لسلسلة من الأجهزة الطبية التي تُصمم وتُنتج بأيادٍ مصرية خالصة، بدعم من مؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص، ليكون نموذجًا يُحتذى به على مستوى الوطن العربي والقارة الإفريقية.

مقالات مشابهة

  • بلدية اللبوة تفرض حظر تجوّل ليلي على السوريين المقيمين
  • مذكرة تفاهم لإنشاء مدينة إنتاج إعلامي في سوريا بقيمة تتخطى 1,5 مليار دولار
  • بعد سنوات الحرب .. ترامب يوقع اليوم قراراً بتخفيف العقوبات على سوريا
  • جامعة القاهرة تُطلق أول جهاز تنفس صناعي مصري بالتعاون مع "الصناعة الوطنية"
  • وزير الإعلام: الحكومة ستكون يد عون للمستثمرين السوريين والعرب والأجانب الراغبين بالاستثمار في سوريا الجديدة والنهوض بواقعها الاقتصادي
  • وزير الإعلام: بوابة دمشق ستساعد الدراما السورية على تحقيق قفزة نوعية تزيد من نجاحها ونحن نسعى لإنتاج 25 عملاً هذا العام لإثبات أن سوريا الجديدة ستكون تربة خصبة للإبداع، ومن أجل تشجيع شركات الإنتاج المحلية والعالمية على الاستثمار في سوريا
  • حزب الوعي: ثورة 30 يونيو كانت تجسيدًا حقيقيًا لإرادة الشعب المصري
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: باسمي ونيابة عن شركة المها وعن فريق العمل في مشروع مدينة بوابة دمشق يشرفني أن أشارككم هذا الحدث التاريخي في مسيرة بناء سوريا الجديدة وأتقدم بالتهنئة لكل السوريين بتحرير بلادهم وعودتها لهم وعودتنا نحن إلى حضن
  • كم عدد السوريين العائدين من تركيا خلال 6 أشهر؟
  • تحذيرات من قرار أممي يهدد آلاف السوريين بلبنان